Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

هل غيّرت مصر موقفها من القضية الصحراوية ؟ و ما سر غياب تونس و موريتانيا عن المشاركة في القمة العسكرية بالجزائر… !!؟

بـقـلـم:بن بطوش

         أعلن #الرئيس _المكسيكي أنه عثر أخيرا على مشتري للطائرة الرئاسية الفخمة التي وعد ببيعها و تخصيص ثمنها لبناء مستشفيين في إحدى المدن الفقيرة و المهمشة، حيث أعلن بأن حكومة أوزباكستان هي الزبون الذي اشترى الطائرة و دفع الثمن الذي أرضى الرئيس المكسيكي، و أنه ببيعها يكون قد أوفى بوعده تجاه من صوتوا له… و كانت لحظة إعلانه البدء في مشروع بناء المستشفيين مؤثرة جدا، و كلنا يعلم أن المكسيك دولة لها مقدراتها لكنها منذ أزمة الوباء العالمي و اقتصادها يعيش صعوبات خانقة كجميع دول العالم المسحوق…

           مبادرة #الرئيس _المكسيكي جعلتنا نقف عندها قليلا متأملين حال قادتنا في الرابوني، وهم يتهافتون و يتسابقون لبيع حليب الأطفال و منح الجمعيات التي تعبر من ميناء وهران الجزائري باتجاه الأسواق الموريتانية و المالية و النيجيرية و الجزائرية…، دون أن تقترب حتى  من تراب المخيمات، و تكدس عائداتها المالية في الحسابات بإسبانيا و فرنسا، كي تصرف على نساء الدبلوماسيين لإرضائهن و لتقام بها الأعراس و الاحتفالات  لأبنائهم، و تشترى بها السيارات الفاخرة للمدللين من أبناء القيادات، و تبنى للمتخرجين منهم مصحات خاصة بأسمائهم و أسمائهن، بينما يموت معطوبو الحرب و جرحى الجيش الشعبي الصحراوي المتورطون في قتال غير عادل مع  جيش #المحتل_المغربي، بسبب الإهمال و غياب التجهيزات و ضعف الأطر الطبية و الحصار المضروب على المخيمات و الفقر.

         الحدث الذي هز مواقع التواصل بدولةالاحتلال المغربي و المنصات الصحافة داخل دولة الحليف #الجزائر، و تسبب في الكثير من النقاش داخل غرف الحوارات المغلقة للنشطاء على المنصات الرقيمة، هو الاجتماع العسكري الذي ترأسه قائد الجيش الجزائري اللواء “سعيد شنقريحة”، و حضره كل من مساعد رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، اللواء “عصام الجمل”، ورئيس هيئة الأركان العامة لحكومة الوحدة الوطنية الليبية، اللواء”محمـد علي الحداد”، إلى جانب رئيس أركان جيشنا الشعبي الصحراوي، “محمد الولي أعكيك”، و جرى الترويج لصور هذا الاجتماع على نطاق عربي واسع، و تسببت تلك الصور في صدام عربي – جزائري، حيث شن النشطاء المصريين حربا تدوينات ضد النظام الجزائري، و اتهموا “شنقريحة”باستدراج مصر إلى فخ عسكري – سيادي سيتسبب في تعكير صفو العلاقات بين الرباط و القاهرة، و قد يؤدي الأمر إلى جفاء بين النظامين يستمر لسنوات على غرار ما حصل بين تونس و المغرب في قمة “تيكاد”.

         الهجوم المصري – العربي ضد قيادة الجيش الجزائرية بدا عاطفيا إلى حد بعيد، و لا يمكن تبريره بنظرية المؤامرة، و لا يمكننا كشعب صحراوي التطبيل له كنصر جديد بعدما فاجئنا الموقف المصري، لأن ما تم نشره هي مجرد صور ظهر فيها ممثل جيشنا، “محمد الولي اعكيك”إلى جانب لواءات ثلاثة دول في شمال افريقيا، و لأننا نعرف تموقع  دولة #مصر عربيا و إفريقيا، و يشرحه البيان الذي تلاه وزيرها للخارجية قبل سنة حين دعم ما أسماه الوحدة الترابية للمحتل المغربي، و كذا يوم أعلن الرئيس “عبد الفتاح السيسي” في خطابه خلال قمة جدة للأمن و التنمية، أنه لا مكان للمجموعات و التنظيمات المسلحة و داعميهم، و هي الكلمة التي أثارت كثيرا غضب البيت الأصفر المقهور و قصر المرادية، و تم اعتبارها رسالة مشفرة إلى الجزائر و  تنظيمنا السياسي و ثوار سوريا و “حزب الله” و جيش “حفتر”…

         نحن اليوم سنترك الموقف المصري حتى ينكشف لنا كاملا، لأن هناك من يبرر ظهور قيادة جيش بلاد الكنانة إلى جانب الدولة الصحراوية بالقول أنه اجتماع يدخل ضمن أجندات الاتحاد الإفريقي، لا أقل و لا أكثر، لكن “أم الدنيا” ليست تلك الدولة التي من السهل جرها إلى الخلافات و توريطها في أزمة مع إحدى العواصم الكبيرة لمجرد احترام أجندة إقليمية أو قارية، و #مصر تعلم ماحصل بين إسبانيا و المغرب خلال أزمة “بن بطوش”، و ما يحصل اليوم من جفاء بين باريس و الرباط بسبب نفس المواقف الضبابية، و تعرف أن ملك المغرب قال بأن قضية الصحراء هي المنظار التي ينظر بها المحتل للعلاقات مع الدول…، و كان القياس أن تحضر تونس و موريتانيا هذا الاجتماع، لأنهما دولتان عضوتان في هذا الحلف العسكري، ناهيك على أن موريتانيا تعترف بالدولة الصحراوية و هي الأقرب لحضور الإجتماع، كما أن الرئيس التونسي أصدر أوامره بعدم الرد على الدعوة الجزائرية و بالتالي عدم المشاركة في الاجتماع، بينما اختارت موريتانيا الرد على القيادة الجزائرية برفض الحضور بشكل واضح و دون ضبابية في الموقف.

         أيها القارئ الكريم، نحن هنا أمام وضع غريب و غير اعتيادي استراتيجيا في شمال إفريقيا، و يجب علينا الإجابة على سؤال ماذا يجري بين دول المغرب العربي؟ و هل يحاول الأمير ” #بن _سلمان ” استخدام مصر للضغط على الرباط لتليين مواقفها من القضايا العربية و سحب شروطها في ملف عودة دمشق؟ و رفضها قمة عربية بين العرب و إيران، و عدم دعمها لأي طرف في أزمة السودان، و عدم إدانتها قتل جنود مصريين في الخرطوم، و رفضها إشراك جيوش عربية في ليبيا…، أم أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد صفقة جزائرية-مصرية ضيقة الأهداف، مرت تحت مائدة الإتحاد الإفريقي للتخفيف على مصر أزمتها الاقتصادية؟

          و الأكثر غرابة أن ظهور مصر في الاجتماع إلى جانب  ممثل الدولة الصحراوية أشعل نقاشا حادا حول قضية تخلص تونس من الوصاية الجزائرية، و جدد الحديث عن نجاح وساطة سرية بين المغرب و تونس، و إتهام التونسيين بشكل رسمي للجزائربفبركة التقارير الاستخباراتية و توريطها مع جيرانها، بالمقابل نجد أن الموقف الليبي لا يمكننا مناقشته و لا فتح قوسه، لأن قائد الجيش الذي حضر يمثل ليبيا، و لا نعلم إن هو ممثل عن شرق ليبيا أم عن غربها؟ و  لكن الأكيد  أنه يمثل النفوذ الجزائري في طرابلس فقط؟

         لهذا فالجميع يرى أن في رفض تونس الحضور و المشاركة بهذه القمة العسكرية، تمرد من “قيس سعيد” على أخيه و شقيقه و جاره “عبد المجيد تبون”، و نعلم أن لـ “قيس” جيشا من الإعلاميين و المفكرين  و الصحفيين و الخبراء و النقابيين يدافعون عنه كلما ضاقت به السبل، و أن هذا الجيش فجأة أصبح يناصب النظام الجزائري العداء، و يروج لخطاب يشيطن قصر المرادية و يكرر التساؤل حول ما استفاده التونسيون من العداء مع المغرب !!؟، و ربطهم الجفاء بين المغرب و تونس بغضب المجتمع الدولي على قصر قرطاج…، و كان عدد من المفكرين التونسيين الممنوعين من الظهور في الإعلام الرسمي التونسي، كالكاتب و الصحفي “الصافي سعيد”، قد عاودوا الظهور في القنوات الرسمية، و أصبحوا يحضون بالدعوات من طرف المنشطين الإذاعيين و البرامج السياسية، و نحن نعلم أنه يقدم نفسه في الإعلام كصديق للنظام المغربي.

         أما موريتانيا التي تعترف بجمهوريتنا الصحراوية كان من الطبيعي حضورها و لم يكن أحد ليلومها على ذلك، لكنها أثبتت برفضها للدعوة، أن نظامها أكثر فهما لما يحصل من متغيرات اقليمية و دولية، و أن قرارها السيادي أصبح أكثر نضجا…، و رفضها الحضور في #القمة_العسكرية تحت اسم الاتحاد الإفريقي يؤكد انتعاشه العلاقات بين نواكشط و الرباط، و رهان الرئيس الموريتاني على الحياد المطلق في القضايا الخلافية بين الجيران، و اقتصار نواكشوط على العلاقات الاقتصادية المحضة، و تسعى للحصول على الخبرة المغربية في التنمية و على السخاء الجزائري في #التمويلات و عدم الدخول في خلافات تزيد من توتير الأجواء في المنطقة، لأنها تراهن على الاستفادة من الوضع القائم دون التورط فيه.

 

                           

 

       

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

 

تنويه: نخبركم أنا أنشأنا قناة على اليوتوب (SAHRAWIKILEAKS MEDIA)، لذلك نرجو منكم الدعم بالاشتراك في القناة

 

        

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد