Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

هل العدو يستخدم فياغرا دبلوماسية؟!!

بـقـلـم  :حسام الصحراء

      قد لا يتطابق المظهر مع الجوهر… هذا الأمر ليس من باب ضرب الأمثال و لا من باب صياغة الحكمة، لأن قضيتنا تتجاوز فلسفة هذا الوضع إلى أدب العبرة من التاريخ، و لكن سر عدم التطابق هذا نسوقه لتبرير صعوبة المرحلة التي تعيشها القضية… و حتى لا أكون غامضا أكثر من قادتنا، أقول أن المحتل المغربي تحول إلى أحجية العصر.

      فيما مضى كان يقال “بأن العالم إذا كان يلهو فإن اليابان تعمل”، لكن الآن أصبح القول بأن العالم العربي حين كان منشغلا بتخريب نفسه فإن العدو المغربي كان يبني مجده، و لا أجد من تفسير لموقف المغرب من زيارة الأمين العام الأممي و منعه من وطأ تراب الصحراء الغربية في جزئها المحتل، غير كون العدو تمكن من الوصول إلى دائرة الكبار و التحول من مستورد للتعليمات و السياسات، إلى منتج لها و صاحب موقف لا يبالي سوى بمصلحته، و الكل يعلم بأن موقفا من هذا القبيل كان ليكلف أي دولة في العالم ما لا يحمد عقباه، خصوصا و أن المغرب على دراية كاملة  بأن هذا المنع للأمين العام سيكون له تأثيره على التقرير الأممي المقبل، ليبقى السؤال  اللغز ما مدى تأثير هذا المنع على قرار مجلس الأمن خلال أبريل المقبل ؟

      فإذا نحن ما وقفنا على نفس المسافة من طرفي النزاع و أقصد هنا قيادتنا  بالرابوني و نظام المخزن، و إحكام منطق الحياد لتصحيح الأحكام، يظهر لنا جليا بأن المحتل المغربي يمتلك أكثر من ورقة ضغط، فيما قيادتنا التي خذلتها مداخيل بترول الجزائر و جعلتها رهينة حالة التقشف التي تمر منها الحليفة، و أصبحت تعتمد على الجمعيات لتحقيق الانتصارات الضيقة و الهامشية، لم تعد تمتلك ما تضغط به على المنتظم الدولي غير استجداء الشفقة.

      و نضيف إلى هذا أن تجارب عدونا في لي ذراع المنتظم الدولي أكسبته خبرة كبيرة منذ زمن، مع حرصه على تزكية مواقفه بإجراءات ردعية خصوصا إن تعلق الأمر بتقاطع المصالح مع المنتظم الدولي أو دول بعينها، و ذلك منذ أن بادر بالانسحاب من الإتحاد الإفريقي.

      و بالعودة إلى قرار الرباط بمنع الأمين العام للأمم المتحدة من دخول الأراضي المحتلة، بكونه مبني على الوضع المتقدم لدبلوماسيته التي تمكنت من الحصول على ضمانات تخول لها تقويض أي تقرير أممي مقبل قد يسيء إلى مصالحها أو أي قرار يصب في مصلحة قيادتنا كطرف في الصراع.

      و نحن هنا لا نتحدث عن توازنات الضغوط و دور اللوبيات، بل القضية تتعدى هذا إلى الأسرار الكبرى، حيث تمكن العدو من قسم أوروبا إلى ثلاثة مناطق نفوذ و هي “أوروبا المتوسطية”، حيث يمتلك فيها ورقة الفيتو الفرنسية و الحياد الإسباني الإيجابي له و التعاون الإيطالي المبني على معطيات أمنية، ثم  “وسط أوروبا”، و هم أصدقاء الرباط الجدد، و المضطرين للابتسام في وجهها بعدما أصبحت شريكهم الأمني الأول، وهم ألمانيا، الغارقة بين ضفتي ملف اللاجئين السوريين و المهاجرين، و هولندا حيث تنشط الخلايا السلفية التي أنشأتها الجاليات العربية، و يسيطر عليها المغاربة، و بلجيكا التي يرعبها الجيل الرابع من المهاجرين المغاربيين و المنقسمين إلى من وصلوا إلى مراكز القرار بها و من تطرفوا و أصبحوا يهددون أمنها على غرار  ما يحدث بهولندا، ثم “أوروبا الخلفية” و هم الدول الإسكندنافية، و التي تمكنت الرباط من اختراق صلابة جليدها بعدما عطلت مصالح السويد الاقتصادية، ليس داخل ترابه كما تروجه صحافتنا، و لكنه أضر باستثماراتها في مجلس التعاون الخليجي و كاد يتسبب لها في السكتة الإقتصادية في إفريقيا، و هي الحالة التي لا يريد أحد من جيرانها السقوط فيها.

      هذا التقسيم يضع المغرب في أفضلية و يجعل الأسلوب الدبلوماسي الذي تتبعه قيادتنا لا يصلح لغير المآدب و المجاملات، لأنه منذ البدء وضع بشكل منحرف حين تم التركيز على تحريك اللوبي الحقوقي للأوروبا في الأمم المتحدة و هو لوبي ارتزاقي و غير قنوع و لا مقنع.

     و إذا ما حاولنا تبسيط الفهم في هذا السباق بين قيادتنا و العدو  المغربي داخل الأمم المتحدة، فإننا نسوق مثل من يحفر بئرا بحثا عن الماء، فقيادتنا تحفر مستخدمة المعاول و بعض الأيدي التي لا تقبل المساعدة إلا بالمقابل، فيما العدو يعتمد آلآت حفر عملاقة و يسخر لذلك جيشا من الخبراء و اليد العاملة لإيمانه بأن الفارق تصنعه المهنية، و الجميع يساعده في ذلك لأنهم يرون في جديته مكسبا لهم، و في نهاية الحفر كلما ستحصل عليه قيادتنا هو أرض منهوشة و أظافر مكسورة و حفرة عشوائية أقرب لأن تكون قبرا  يكفيها لتدفن فيه فشلها، بينما عدونا  يبدو بأنه سيظفر بما في جوف الأرض في أيام قليلة، و من مصلحة الكبار حينها إظهار حسن نواياهم له –منذ الآن- حتى لا يحرمهم من ما سيجود به البئر سواء أكان ماء أو بترولا.

      لهذا فالمحتل المغربي لا يعير “بان كيمون” أي وزن و لن يعتبر أي أمين عام بعده، مادام بين يديه آلات حفر عملاقة التي تحدثنا عنها و التي تساوي في وضعه  ذلك الموقع المتقدم في الحرب على الإرهاب، و هو التحدي الذي يمر منه الكون في العصر الحديث، و يمكن الاعتراف بأنه من بين الدول القليلة جدا ممن أمتلك أسرار الحرب على الإرهاب، و لا توجد دولة في العالم لا تراضيه اليوم طمعا في نقل خبرته الاستخباراتية و الأمنية إليها، هذه الخبرة التي تسبق التفوق التكنولوجي اليوم.. بالإضافة إلى انخراطه في تحديث نفسه و بناء ما يسمى بـ “العالم العادل”… و بهذا تكون آخر قطع الأحجية قد اكتملت، لنفهم بأننا مهما أعطينا من تحليل فإننا نبقى دون فهم السياسات الجيوستراتيجية للدول.

 

 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد