Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

“محمد الديحاني”: هل هو مناضل صحراوي ؟ أم إرهابي يتمسح بالقضية الصحراوية؟ أم مرتزق يخدم أجندة المثليين… !!؟

بـقـلـم: بن بطوش

         ثمة حدث مر دون نقاش إعلامي عميق و دون أن نضعه في سياقه الصحيح لنكشف  بعض أسرار الخرجة الإعلامية الأخيرة للسجين الصحراوي السابق في قضايا الإرهاب، “محمد الديحاني”؛  و يتعلق الأمر بالزيارة  التي قام بها مدير المخابرات المركزية الأمريكية إلى الرباط و استقباله من طرف كبير الأمنيين المغاربة، “عبد اللطيف حموشي”، و الهالة الإعلامية القوية التي سلطت على هذا الحدث في  وسائل الإعلام الأوروبية و الأمريكية، بينما غابت آثارها في الإعلام الرسمي الجزائري و الصحراوي، حيث لم يتحدث أي خبير استراتيجي أمني جزائري عنها – و لو من باب الإشارة، مما يمنحنا الانطباع بأن زيارة “ويليام بيرنز” إلى  المغرب، أصابت قصر المرادية بمغص هضم سياسي، لم تجد أمام أوجاعه سوى العودة للمراهنة على إزعاج الرباط بملفات حقوقية، خصوصا تلك التي تتبناها  و تدافع عنها منظمة “أمنيستي”.

       فقد ربط  العديد من النشطاء و المحللين الجزائريين، الذين يجدون متنفسهم في وسائل التواصل الاجتماعي، بين التقارب الأمريكي – المغربي، و بين تقارير وزارة الخارجية الأمريكية التي تدين الوضعية الحقوقية ببلادهم، و  ذهبت تلك التحليلات إلى  اتهام الرباط بالضلوع وراء التغريدة الشهيرة للسفيرة الأمريكية في الجزائر، مباشرة بعد الحكم على الصحفي الجزائري، “إحسان القاضي”، بخمس سنوات منها ثلاثة نافذة، و بحل شركته “إنترفاكس”، التي تدير موقعي “راديو إم” و”مغرب إيمريجون”، لأن الملف المتابعة – الذي تم طبخه لهذا السجين- يتضمن تهم ثقيلة ترتبط بالخيانة العظمى (تلقي أموال خارجية من المغرب)، و عرض منشورات للجمهور من شأنها الإضرار بالمصلحة الوطنية.

         نكون بعد هذه المقدمة قد حققنا توطئة إلى قضية السجين الصحراوي السابق في قضايا الإرهاب، “محمد الديحاني”، الذي بعد صيام دام لأشهر عجاف خفت فيها صوته على مواقع التواصل، عاد في هذا الشهر الفضيل إلى الواجهة لينشر مقطع فيديو يتهم فيه مدير المخابرات المغربية، “عبد اللطيف حموشي”، بتجهيز خطط لتفجير الوضع الحقوقي و الإنساني في مدن الصحراء الغربية، و يحرض الشعبين المغربي و الصحراوي  للتحرك ضد  النظام الذي يحكمهما، مدعيا بأن الوضع داخل دولة الاحتلال المغربي على شفى الانهيار و بأن المجاعة تهدد مستقبله، مستدلا بموضوع الأبقار البرازيلية التي تم استيرادها، و هذا تحليل ساذج لا ينطلي حتى على البهائم؛ لأن الغلاء ظاهرة عالمية و  يكفي الرجوع إلى أرقام منظمة التجارة العالمية، ليعرف الإنسان بأن الرباط هي أكبر مصدر للخضروات لأوروبا، و يوم قلص المغرب صادراته لتخفيض أسعار السوق الداخلية،  اختفت الطماطم في الأسواق البريطانية.

        نفهم بأن لـ “محمد الديحاني” ثأر شخصي، لكن ما لا نستسيغه و هو محاولة استغباءنا من خلال الإدعاء بأنه يتوفر على ملفات و أسرار موثقة تؤكد صدقه، و أنه تحصل على شهادات من زملاء  سابقين له في الزنازن التي مر منها، و هم سجناء مغاربة في قضايا إرهاب، يقول أنهم أسروا له النجوى بأن مبعوثين من الجهاز السري الذي يرأسه “عبد اللطيف حموشي”، حاولوا إقناعهم بالتوجه إلى مدن الصحراء الغربية، و بالضبط إلى مدينة الداخلة المحتلة و الاستقرار بها، و أن أولئك السجناء عرضت عليهم امتيازات مادية مغرية، و أخرى اجتماعية و معنوية للقبول بالعرض، و أن هذا مقابل تنفيذ خطة مجهولة لرئيس الجهاز السري، لأجل زعزعة الاستقرار بهذه المدينة و تعريض ساكنتها للمهالك.

         حتى حدود كتابة هذه الأسطر، لم يطرح الرجل أي ملف أو وثيقة و لا حتى مقطعا مصورا يدعم صدق ما يدعيه، و إذا كان فعلا لديه دليل واحد فالأولى به أن يضعه تحت تصرف القيادة الصحراوية أو الحليف الجزائري، لأنهما الجهتان القادرتان على استغلال هذه “المعطيات” على أعلى مستوى ضد دولة الاحتلال المغربي، أما  الاكتفاء بالقول بأن سجناء سابقين، دون ذكر أسمائهم، هم من كشفوا له هذا المخطط ، فمثل هذه الإدعاءات ليست غريبة عن “محمد الديحاني”، الذي سبق له بنفس الأسلوب  سنة 2020 أن  حاو ل التلاعب بمشاعر “عائلات المختفين الخمسة عشر”  لابتزازهم ماديا، عندما إدّعى على صفحته الفايسبوكية بأن أبناء هؤلاء العائلات بصحة جيدة و يقبعون في معتقل سري بالرباط، و هو  الأمر الذي دفع بالمناضلة ” أم لمنين السويح”، ام المختفي “لعروسي السويح”، إلى رفع دعوى ضده أمام محكمة العيون  و قامت كذلك بترويج تسجيلات صوتية  لها تندد فيها بمناورت “الديحاني” و تكشف مستواه الأخلاقي المنحط أن حاول النبش في جروح العائلات المكلومة في فلذات أكبادها.

          حتى و إن حاولنا افتراض وجود مخطط تخريبي بمدن الصحراء الغربية من تدبير المخابرات المغربية؛ فمن سيستفيد من هذا الأمر؟… فلا أظنه المحتل المغربي الذي يسعى بكل ما أوتي من قوة لجلب الاستثمارات إلى المنطقة   التي لا يمكن تحقيقها إلا في ظل وجود وضع أمني مستقر؛ و لذلك فليس من المنطقي أن يعمل المحتل  على الإضرار بمصالحه،   وحسب الظاهر فليس الجهاز الذي يرأسه “حموشي”، هو من يسعى لخلق جو من عدم الاستقرار بل القيادات الصحراوية ممن يؤججون الوضع بتصريحات تحرض على نقل المعارك إلى قلب المدن المحتلة و استهداف المنشآت و الشركات الأجنبية و السياح و البنية التحتية و القوافل التجارية…، و تعزز قيادتنا هذا الترويع بنشر بيانات يومية لأقصاف وهمية، تدعي فيها أنها أوقعت ضحايا مرة بالمعبر الملعون (الكركرات) و مرة بالثكنات حيث يشتغل عدد من الصحراويين ضمن جيش الاحتلال المغربي…، و مرة خلف جدار الذل و العار، و في بيانات أخرى تقول أنها دكت مواقع عن بكرتها، و أبادت فيلقا كاملا، و كلنا نعلم أنها أضغاث أحلام.

          لكن بالبحث وراء سر عودة “محمد ديحاني” إلى مواقع التواصل الاجتماعي و إنشائه قناة لا يراها سواه، تبين أن الرجل فر من تونس حيث أمضى سنوات بين أحضان الجمعيات و المنظمات الحقوقية التي دعمته، و المعروفة بولائها و قربها من دوائر القرار في الجزائر، لكن الرجل كان في كل مرة تتوتر فيها العلاقات التونسية الجزائرية، كان يتم اقتياده إلى السجن لأن السلطات التونسية كانت تقبل بوجوده على أراضيها على مضض، و  في كل مرة كانت تتدخل السفارة الجزائرية بتونس لإطلاق سراحه، لكن التوتر الأخير في العلاقات الجزائرية – التونسية بعد تورط الرئيس التونسي في تهريب  المعارضة الجزائرية “أميرة بوراوي” إلى باريس، أزم العلاقات بين البلدين، و أطلقت السلطات الجزائرية سلسلة الإجراءات الانتقامية ضد التونسيين، و حاولت أن تحول تونس إلى دولة بدون كرامة و إلى محمية جزائرية، لدرجة أن الإعلام التونسي  نفسه على الوضع و وصف بلاده بلبنان شمال إفريقيا.

         أمام هذا التهور الجزائري في حق التونسيين، رد “قصر قرطاج” بطرد عدد من المعارضين العرب الذين ترعاهم الجزائر في تونس، و تضمن لهم الإقامة بها، مستغلة ديمقراطية هذا البلد و حرية التعبير فيه، حيث حولت المخابرات الجزائرية الإعلام التونسي إلى منصة لتخريب العلاقات المغاربية، خصوصا العلاقات التونسية – المغربية، مستغلة ضعف الدولة المركزية و الأجهزة الأمنية في تونس، و هذه استراتيجية لا يمكن أن تلام عليها الجزائر لأنها ترى فيها دفاعا عن مصالحها و ذكاء يبعد عنها الاتهامات، و تخدم مشروع الجزائر للتحول إلى قوة إقليمية.

         بعد تدخل السلطات الجزائرية من أجل إقناع السلطات التونسية بإطلاق “محمد ديحاني” اشترطت سلطات تونس مغادرته نهائيا لأراضيها، حيث مكنته السلطات الجزائرية من جواز سفر و تأشيرة للدخول إلى الأرضي الإيطالية، مستغلة حالة الوئام في العلاقات بين قصر “المرادية” و قصر “كويرينالي”، حيث لم تعارض سلطات روما دخول سجين سابق في قضايا الإرهاب، لكن هذه الأخيرة  – حسب المصادر موثوقة- ترفض حتى اليوم منحه بطاقة اللجوء، و لا تعتبره معارضا مغربيا لأن دخل بلادها  بجواز  سفر جزائري و تلاحقه تهم الإرهاب…

         و لأن منظمة “أمنيستي” للحقوق و الحريات المرتبطة بعقود تمويل مع وزارة الخارجية الجزائرية تتبنى قضية “الديحاني”، كان لابد لها أن تجد له مخرجا  قانونيا من ورطته في ملفات الإرهاب الذي يلاحقه و يدمر سمعته و يمنعه  من الاستفادة من قانون اللجوء في إيطاليا، و لأنها أيضا منظمة تدعم المثلية الجنسية، فقد طالبته بادعاء الاضطهاد نتيجة ميولاته المثلية، و أنه ضحية عنصرية جنسية في  المغرب و ليس فقط سجين قضايا إرهابية، و أنها ستوفر له فريقا من الأطباء و المحامين يدافعون عنه و يطالبون السلطات الإيطالية بعدم ترحيله بعد تغيّر الحكومة الحالية، و منحه اللجوء تحت طائلة حمايته من الاضطهاد الجنسي حتى لا تتعرض حياته للخطر في بلاد الاحتلال، حيث يجري التضييق على مثليي الجنس.

         “محمد الديحاني” لم يتقبل الفكرة في بداية الأمر، لكن القائمين على منظمة “أمنيستي”، الذين يشتغل معهم مؤقتا، أبلغوه أن قضية المثلية ستكون فقط في الأوراق التي ستقدم للسلطات الإيطالية بمنطق “التقية”، و أن موقع منظمة أمنستي سيضل يقدمه للرأي العام كمناضل صحراوي، لكن عليه أن يثبت ميولاته المثلية للسلطات الإيطالية و دفاعه عن الحريات، و بأنه ليس متطرفا متخفيا في جلباب مناضل، و أن يقنعهم بأنه ليس سلفيا يحمل مشروعا تخريبيا، و بأنه لا يرتبط مع أي تياري إسلامي متطرف، و أنه جزء من المجتمع المثلي الجنس، و ضحية القوانين الرجعية في المغرب،  و بما أنه كان في صباه بمدينة العيون المحتلة لوطي سلبي مع أقرانه، و يعاني كذلك  حاليا من مرض جنسي على مستوى الخصيتين ((varicocele ، فقد تم إخضاعه للخبرة الطبية لتأكيد أنه مثليتي و أن مؤخرته متهتكة،… و هو التقرير الذي  جاءت نتائجه إيجابية  وحاول إيهامنا بأنه  الفريق الطبي كان يخضعه لحصص من أجل التأكد  من تعرضه للتعذيب، و الحال أنه كان يتأكد فقط من أنه منتسبي الحريات الفردية.

          كما نصحته “أمنيستي” بإيطاليا بإنشاء حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي بأسماء مستعارة ينشر عبرها المثلية و يدعي بأنه عضو في مجموعات LGTB،  حيث تم ضم اسمه إلى جمعية للمثليين الإيطاليين، و طُلب منه وضع صورة ترمز للمثلية و لو بالإيحاء على حسابه الرسمي كمناضل صحراوي، مما جعله يضع صورة في خلفية حسابه الفيسبوكي توثق لإحدى الأنشطة الداعمة للمثلية من تنظيم منظمة “أمنستي”، و تظهر بها فتاة تحمل حقيبة صغيرة بألوان راية المثليين و ترتدي سروالا قصيرا في إشارة إلى دفاعه عن الحرية (كما هو في الصورة أسفل المقال).

         و بالمقابل منح لـ “محمد الديحاني” حساب على منصة termini.tv ليجمع بين القضيتين، الدفاع عن المثلية و النضال من أجل القضية الصحراوية.… و لأننا نمثل الرأي الصحراوي الصحفي الحر على هذا الموقع، فإننا لا يمكننا أن نترك أحد يدنس أعتاب هذه القضية المقدسة، التي و إن كانت تعاني من النكسات و إن كانت ترزح تحت النكبة و إن كان مصيرها مجهولا و عدوها جبارا…، إلا أننا نريدها طاهرة لعل الله ينظر إلى قلوبنا فيرحمنا و يرحم الأجيال التي قضت أعمارها تجري وراء الوعود من مؤتمر لآخر

         سنظل نرفض هذا الخيار الذي أسس له ” عمر بولسان” ذات انحراف قيادي، و مثلما رفضنا في وقت سابق نضال العاهرات و نجمات الفضائح، فإننا نرفض أن ترتبط قضيتنا بالمثلية أو أن يظهر علينا من أهلنا من يمكر في ثقافتنا و يطعن قناعاتنا، في زمن أصبحت المثلية مهربا من تهم الإرهاب…، لأننا ورثنا هذه القضية عن الرجال الرجال، و لن نسمح في تفويتها لحملة علم ألوان الطيف، حتى و إن كان الادعاء من باب “التقية”، حتى لا نطعن الأجيال السابقة و لا اللاحقة… !!؟

 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

 

تنويه: نخبركم أنا أنشأنا قناة على اليوتوب (SAHRAWIKILEAKS MEDIA)، لذلك نرجو منكم الدعم بالاشتراك في القناة

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد