Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

لماذا تسعى الجزائر لحماية السفير الفرنسي في النيجر؟ و لماذا تعالت الزغاريد في قصر المرادية بعد انقلاب الغابون… !!؟

بـقـلـم:بن بطوش

          يبدو أن الأمور بدأت تسوء من حولنا لدرجة يصعب معها تقبل و استيعاب وجعها في قلوبنا كشعب صحراوي، حتى أن العرّافة اللبنانية الشهيرة “ليلى عبد اللطيف” التي راسلها بعض الصحراويين ممن أخبرونا أنهم عاتبوها على عدم إدراج الدولة الصحراوية في توقعاتها بشمال إفريقيا و المنطقة المغاربية، فأجابته و العهدة على الراوي :”أن لا وجود لشيء اسمه الدولة الصحراوية في حساباتها الفلكية، و أن كلما تصادفه كعرافة عند ممارستها التنجيم من توقعات المنطقة المغاربية لا تعدو أن تكون توترات عابرة بين الجارين اللدودين المغرب و الجزائر…”

          و المخجل أن حتى الشياطين الذين يسترقون السمع و يُرْمَون بالشهوب الحارقة لا يعرفون بقضيتنا و لا يجدون أثرا لأخبارها في السماء و الأرض، و الواضح أنه لولا الحليف الجزائري لهلك المشروع الوطني  الصحراوي قبل عقود من الزمن… و أضاف المصدر الذي نقل لي الخبر أن هذا الأمر يمكن شرحه بأمرين؛ إما أن”ليلى عبد اللطيف”   فعلا عرّافة و تعرف أن الجزائر لا نية لها و لا خطة لها لتمكين الشعب الصحراوي من استقلال وطنه، و أن كل دعمها لنا هو لإبقاء القضية على قيد النزاع  فقط لإزعاج الرباط بها، أو أن المرأة ليست عرّافة بل ناطقة رسمية لتنظيم سري يسرب لها بعض العناوين من خارطة الأحداث  المستقبلية التي يتم التخطيط لها، و أن من يرسمون مستقبل هذا العالم يرفضون قضيتنا جملة و تفصيلا…، و في كلتا الحالتين قضيتنا ليست جزء من مستقبل العالم.

          لهذا نحن شعب يجر لعنة شديدة البأس، و وضعنا لم تسبقنا إليه أمة من قبل؛ فلا أهالينا بالمخيمات لاجئون  حقيقيون لديهم بطاقة اللاجئ و لا  تنظيمنا السياسي استطاع أن يبني دولة  حقيقية بمؤسسات  فاعلة،  لذلك لا نريد أن يبقى أهلنا في شعاب تندوف يقايضون  جزءا من أجيالنا بالضياع لمجرد أن الحلول و القرارات كلها بيد الحليف، و بالمقابل نتهم العالم بالخذلان ثم نمد أيدينا له لتسول  الهبات و المنح …،؛ فنحن أول دولة مهاجرة في التاريخ  الإنساني لها رئيس و مؤسسات  تعمل خارج  نفوذها الترابي، و نحن أول لاجئين في التاريخ لهم جيش مسلح يخوض حربا ضد الطائرات المسيَّرة  يتحكم بها  شاب عشريني…، لقد تحولنا إلى مستملحة العصر، بعدما تندر علينا مدونو إفريقيا و أوروبا و الخليج…، عقب النكسة الأخيرة التي ذهب ضحيتها قيادات الصف الأول داخل الجيش الصحراوي، حيث فكتب ناشط جزائري: “لا أدري كيف يفكرون داخل الجيش الشعبي الصحراوي، يرون أن الجزائر تعاني بكل قدراتها التقنية و العسكرية من قوة التكنولوجيا التي استثمرت فيها الرباط، و مع ذلك يخرجون في سيارات مكشوفة و يحملون صواريخ وزنها أكبر من قدراتها الانفجارية و تعود لعصر المماليك، ثم يدخلون منطقة نفوذ هذه التكنولوجيا و بعد اصطيادهم يتباكون على المنتظم الدولي و الاتحاد الإفريقي الذي لم ينفع يوما دول القارة المهانة…، و كأن قادة الجيش الشعبي الصحراوي كانوا يظنون بأن الجيش المغربي سينتظرهم بالسيوف و النبال و الرماح في الضفة الأخرى… !!“.

          و لتعلم أيها القارئ الصحراوي الكريم أن هذه اللعنة لا تخصنا وحدنا بل نتشاركها مع نظام الحليف الجزائري، الذي أثبتت قياداته عجزا فضيعا في فهم الأحداث المحيطة به، ذلك أن قصر المرادية بعدما رسم الخطوط الحمراء بالطول و العرض في العواصم الإفريقية و حذر باريس بكل الكلمات المتاحة في اللغتين العربية و الفرنسية، بل و هددها باستخدام المستحيل لمنع و لصد هذا التدخل العسكري في النيجر، و قال قصر المرادية أنه رفض طلبا فرنسيا لاستخدام أجواء البلاد من أجل ضرب الانقلابيين في النيجر، قبل أن تحرج باريس وزارة الدفاع الجزائرية و تكذب الخبر و تدعو قيادة الجيش و وزارة “عطّاف”، التي تعاني من التقوقع بعد نكبة “البريكس”، لإخراج وثيقة المراسلة أو تسجيل لاتصال أو حتى لقاء مع مواطن فرنسي يتحدث فيه رغبة باريس عن فتح الأجواء الجزائرية لضرب النيجر، بالأكثر أن الجزائر قالت بأن الرباط قبلت طلب باريس و أنها ستمنحها رخصة المرور، و هو ما عادت باريس لتكذبه.

          نحتاج إلى دراسة نفسية لبيانات قصر المرادية و وزارة الخارجية الجزائرية، حتى نتبين الأسباب التي تقود إلى مثل هذه الإدعاءات التي تنتهي بتغيير المواقف داخل نظام الحكم الجزائري، الذي عاد ليصدر بيانا يتوسل فيه “الإكواس” و فرنسا حتى لا يتورطوا في ضربة جوية ضد إنقلابيي دولة النيجر، و بعد تصريحات وزير خارجية النيجر للتلفزيون الفرنسي حين سأله الصحفي عن رأيه من الموقف الجزائري، أجاب بأن النيجر لا تهتم لرأي الجزائر، و أن ما يحدث بها شأن داخلي محض…، و هو التصريح الذي أغضب قصر المرادية و جعلها في وضع محرج و كشف أنها تحاول إعادة الرئيس المطاح به ” محمد بازوم”.

        تصريح وزير خارجية النيجر دفع الجزائر إلى التصرف بردة فعل تقليدية فيها الكثير من الفوضى، حيث أصدرت الخارجية الجزائرية تحذيرات جديدة إلى الإنقلابيين في النيجر لمنعهم من طرد السفير الفرنسي، و قالت بأن المساس بهذا الأخير سيكلف النيجر الكثير…. و هو التحذير الذي زاد من غضب الإنقلابيين في نيامي، و طالبوا الجزائر بالكشف عن نواياها الحقيقية، إذا ما كانت تدعم الإنقلابيين أم أنها تخندقت مع فرنسا.

       و نشرت الصحف النيجيرية مقالات تتهم فيها الجزائر بلعب دور خبيث و قذر، و هذا التأرجح في المواقف الجزائرية عكر صفو الوضع في النيجر و زاد من تأزيم الوضع؛ فلا الجزائر دعمت الإنقلابيين و لا هي دعمت الرئيس المطاح به، لدرجة أن من المثقفين النيجيريين من قال بأن الجزائر لا تريد لهذا البلد أن ينعم بالهدوء.

          رد النظام الجزائري على المجلس العسكري في نيامي، كان عبر السفير الجزائري الذي التقى بأعضاء المجلس و قال أن قصد بلاده عدم المساس بالسفير الفرنسي هو عدم منح باريس ذريعة للتدخل العسكري،  في استحضار لـ “حادثة المروحة” التي تسببت في احتلال الجزائر سنة 1830، و هو الكلام الذي رد عليه أعضاء المجلس العسكري بأن الإنقلابيين ليسوا إرهابيين، و أنهم منحوا مهلة للسفير الفرنسي لمغادرة النيجر، و أن مثل هذه التحذيرات التي أطلقتها الجزائر تسيء لسمعة المجلس العسكري النيجيري الذي يسعى لاستعادة بلاده من فرنسا، و أن الغاية منه غير واضحة.

           و أضاف أحد أعضاء المجلس  العسكري النيجيري أن فرنسا على تواصل مع سفيرها بشكل مباشر و مع المجلس العسكري عبر وساطة أمريكية، و أن المجلس العسكري يحترم المواثيق و المعاهدات الدولية، و أن روسيا أيضا تتواصل مع المجلس  و تتوافق مع خطة الانقلاب، و طالب السفير الجزائر بكشف موقف بلاده النهائي.

          الفوضى التي أحدثها النظام الجزائري عند تدخله في ملف النيجر و إعلانه مبادرة الرئيس “تبون” أثارت شكوك الانقلابيين  حول جدية الجزائر في حل الأزمة، واعتبروها محاولة لتوجيه الأحداث لصالح فرنسا…، خصوصا و أن المجلس العسكري أعلن تجميد كل المشاريع التي وقعها الرئيس المطاح به بما فيها  مشروع أنبوب الربط الغازي…،  بعد هذه الفوضى قرر قصر المرادية توجيه إعلامه إلى الانقلاب الذي أطاح بالرئيس الغابوني “علي بونغو”، و نشر الإعلام الفرنسي أخبارا بأن قصر المرادية أطلق الزغاريد احتفالا بالانقلاب، ظنا منه بأن الانقلابيين أطاحوا بالنفوذ المغربي، قبل أن يتضح أن الأمر يتعلق فقط بعملية تدوير للسلطة داخل عائلة “بونغو”، و أنه سرعان ما جرى تعيين الجنرال “بريس أوليغي نغيما”  رئيسا للمرحلة الانتقالية.

         و هو الجنرال الذي درس و عمل بالرباط و متزوج من مغربية و يتكلم الدارجة، و الأكثر أنه بعد تعيينه طالب بفتح الأجواء أمام الطائرات المغربية فقط لنقل المسافرين و تزويد أسواق البلاد بالمواد الأولية، و أول لقاء دبلوماسي للرئيس الجديد كان مع سفير الرباط…، لتجد الجزائر نفسها أمام وضع تتجدد فيه الروابط بين الرباط و الغابون، و تلكم قصة أخرى سنرويها لكم في الملف القادم، عن انقلاب الغابون الأبيض.

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

 

تنويه: نخبركم أننا أنشأنا قناة على اليوتوب (SAHRAWIKILEAKS MEDIA)، لذلك نرجو منكم الدعم بالاشتراك في القناة

 

        

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد