Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

لماذا أجرى الأخ القائد “إبراهيم غالي” مؤخرا تغييرات في الحكومة الصحراوية وبعض المهام التنظيمية…؟ !! (الجزء الثاني)

بـقـلـم : الغضنفر

      قبل مواصلة الحديث عن الدوافع التي جعلت الأخ الرئيس “إبراهيم غالي” يُجري حركية في الحكومة الصحراوية و بعض المناصب التنظيمية، أهمها تعيين “محمد يسلم بيسط” وزيرا للخارجية و “عبدالقادر الطالب عمر” وزيرا للتعليم، دعوني أسرد عليكم قصة مواطنة فرنسية  مع مواطن إنجليزي  لتكون مثالا لفهم فلسفة الخيانة في ثوب الوطنية؛ ذلك أن سيدة فرنسية كانت تركب القطار المتجه من فرنسا إلى بريطانيا،  فجلست بجانبَ رجلٍ إنجليزي بالصدفة، و بدا عليها  التوتر خلال الرحلة، فسألها الإنجليزي: لماذا أنت قلقة؟… فقالت: بصراحة، أحمل معي مبلغاً نقدياً فوق المصرح به!… فقال لها  الإنجليزي: إذا شئت فاقسميها بيننا، فإن قبضت عليك الشرطة أو قبضوا عليّ، فسينجو أحدنا على الأقل بالنصف الآخر من المبلغ، ونكتب عناوين إقاماتنا لبعضنا للتواصل في حال حصل أي مكروه.

      وبالفعل استجابت المرأة الفرنسية للفكرة، وأعطته نصف المبلغ، وسجّلت له عنوانها... وعند التفتيش، مرّت الفرنسية قبله من نقطة التفتيش دون أي مشاكل، وحين جاء دوره صاح الإنجليزي: يا حضرة الضابط، هذه المرأة كانت تحمل 12000 دولار،… ثم أخرج المال وقال: نصفها عندي والنصف الآخر معها. ولأني لا أخون وطني، فقد تعاونت معها لأثبت لكم حبي لبريطانيا العظمى... هنا بالفعل أعادوا تفتيش المرأة الفرنسية، فوجدوا نصف المبلغ معها وصادروه منها كما حجزوا نصف المبلغ الذي كان مع الإنجليزي….حينها تحدث الضابط الانجليزي إلى مواطنه المسافر و أثنى على وطنيته، وشرح له  ضرر التهريب على الاقتصاد الوطني، وشكر الإنجليزي على تعاونه، … و أطلقوا سراح السيدة، لتخرج من المطار.… وبعد يومين تفاجأت المرأة الفرنسية بالرجل الإنجليزي عند باب إقامتها، فقالت له بغضب: يا لوقاحتك وجرأتك! ماذا تريد الآن؟… فما كان منه إلا أن ناولها ظرفًا به 15000 دولار، وقال ببرود: هذه أموالك مع المكافأة...استغربت الفرنسية من أمره، فقال لها: لا تعجبي يا سيدتي، فقد أردت إلهاءهم عن حقيبتي التي كان بها ثلاثة ملايين دولار، وكنت مضطرًا لهذه الحيلة، فسامحيني..

      العبرة من هذه القصة هي أنه قد يكون أحياناً ذاك الذي يدّعي الوطنية والشرف هو اللص الحقيقي للوطن!! … و هنا تحضرني حالة وزير خارجيتنا الجديد، “محمد يسلم بيسط”،  الذي قام بنفس الحيلة مع قيادتنا الصحراوية، عندما أصبح سفيرا بجنوب إفريقيا خلفا لزميله “أبِّي بشرايا البشير”، حيث اجتهد في كشف فساد هذا الأخير و الاختلاسات التي قام بها، من بينها قضية المليون دولار التي  تكتم عليها “أبي بشرايا” و حولها لحسابه الخاص، حيث حاول “محمد يسلم بيسط” أن يظهر في ثوب الرجل النزيه، و الحال أنه لا يقل فسادا عن “أبي بشرايا”؛ بل إنهما يشتركان في صفات كثيرة منها : أنهما من جيل واحد؛ فالأول مزداد سنة 1968 و الثاني 1970، و برزا كوجهين دبلوماسيين للقضية الصحراوية بعدما عرفا كيف يسوقان لصورتيهما إعلاميا، بل إن المسارات الوظيفية بينهما تقاطعت  في خلافة الأول للثاني  كسفير ببريتوريا (جنوب إفريقيا) و أبوجا (نيجيريا)، و هو ما أتاح لـ “محمد يسلم بيسط” فرصة الإطلاع على فضائح “أبي بشرايا”.

      الصراع بين الرجلين  غير خاف على القيادة الصحراوية، و يمتد لسنوات طويلة، على الأقل منذ سنة 2006 أي منذ أن كان “محمد يسلم بيسط” سفيرا بالجزائر و “أبي بشرايا” سفيرا بجنوب إفريقيا،  و كل واحد منهما  يسعى و يناور ليصبح الأمين العام المستقبلي لتنظيمنا السياسي، على الرغم من كون كلاهما مفتقدان للخبرة العسكرية  التي تعتبر محددا أساسيا في الوصول إلى هذا المنصب، كما تنص على ذلك المادة 111 من القانون الأساسي للجبهة، بعدما أحسا بأن الطريق بات معبدا أمامهما لأن وجوه الرعيل الأول للثورة الصحراوية بدأوا يتناقصون الواحد تلو الآخر، إما بالموت أو الشيخوخة أو المرض.

      و قد  ظهر طموح الرجلين  نحو منصب الأمين العام خلال المؤتمر الأخير (السادس عشر) للجبهة،  حيث ناور كل واحد منهما في اتجاه دون تنسيق بينهما، عندما  لجأ “أبي بشرايا البشير إلى حيلة تقديم استقالته من  منصب ممثل الجبهة بأوروبا،  أيام قليلة قبل المؤتمر، لكي يكسب دعم و أصوات المؤتمرين الغاضبين  من سياسة “ابراهيم غالي” و حاشيته المقربة،  و نفس المسعى  تقاسمه “محمد يسلم بيسط” مع بعض الغاضبين من قبيلة الرگيبات؛ غير أنهما فشلا في  مناورتهما، و تمت ترضيتهما بتعيين الأول ممثلا بجنيف و الإبقاء على الثاني بجنوب إفريقيا في إطار سياسة تهدئة الغاضبين.

       طموح كل من “محمد يسلم بيسط” و “أبي بشرايا ” للظفر مستقبلا بمنصب الأمين العام يصطدم  كذلك بواقع أنهما مفتقدان للشعبية وسط الأهالي بمخيمات تندوف؛ فـ “أبي بشرايا” معروف بغروره و حبه للمال و للحياة المترفة، و “محمد يسلم بيسط” يعيش بعقدة نفسية تلازمه منذ طفولته، و التي جعلته ذئبا بشريا يغتصب النساء،  و هي العقدة التي  كانت عائقا أمامه  في تواصله مع الساكنة عندما أصبح واليا لمخيم العيون، حيث لم يستطع إثبات نفسه و  لم يعرف كيف يترجم هذا المنصب للحصول على قاعدة شعبية، لذلك  كانت القيادة تكلفه بمهام خارج تدبير الشؤون الداخلية… و تنصيبه في منصب وزير الخارجية فرضه واقع الشلل الدبلوماسي الذي تعيشه القضية الصحراوية و فرضه كذلك غياب بدائل لهذا المنصب بعد فقدان كبار الدبلوماسيين كـ “امحمد خداد” و “البخاري أحمد”، غير أن الأخ “إبراهيم غالي” لم ينسى لـ “محمد يسلم بيسط”  مناوراته ضده خلال المؤتمر الأخير لذلك  قام بتعيينه مع وضع مكابح له من خلال تعيين  “محمد سالم السالك” وزير للدولة مكلفا بالشؤون الدبلوماسية، ليكون وصيا و مراقبا لكل تحركاته ….. (يتبع) .

 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد