رئيس الحكومة الإثيوبية يستعد لزيارة المغرب و تنزانيا تتوسل الرباط من أجل إنشاء مصنع أسمدة فوق ترابها
يروج الإعلام الإثيوبي مؤخرا و بشكل مكثف لخبر زيارة رئيس الوزراء “أبي أحمد” إلى الرباط، و يصفها بالزيارة التاريخية التي تأتي بعد اتفاق عسكري جرى بحر الأسبوع الماضي، و من المنتظر أن تحقق الزيارة – حسب الرواية الإعلامية لوكالة الأنباء الإثيوبية – طموح الدولتين، و يترقب الخبراء أن يُعلِن رئيس الوزراء الإثيوبي عن دعمه لما يسمى “مخطط الحكم الذاتي” كمدخل لإنجاح أي شراكة مع الرباط، و هو الشرط الذي يضعه الرباط المحتل المغربي أمام كل من يسعى للحصول على مساعداتها التقنية أو الاقتصادية أو العسكرية…، مع العلم أن الرباط سبق لها الاستثمار في صناعة الأسمدة داخل إثيوبيا بغلاف قيمته 4 ملايير دولار، حيث أقامت منصة لإنتاج الأسمدة، من أجل مواكبة خطة الدولة الإثيوبية في تحقيق الطفرة الفلاحية و تحويل البلاد إلى سلة غذاء 4/1 الكوكب، و هو المخطط الذي أنشئ لأجله سد النهضة الذي لا يزال موضوع ملئه يثير مشكلة الحصص المائية مع السوادن و مصر.
و في حال إقدام أديسا أبابا على الاعتراف بسلطة الرباط على الصحراء الغربية، سيكون المحتل المغربي قد تمكن من تحقيق النصاب الذي يُخول له تمرير قانون تجميد عضوية الدولة الصحراوية داخل الاتحاد الإفريقي، و بالتالي دخول قضيتنا إلى نفق مظلم، بعد أن تفقد عضويتها الإفريقية و بالتالي صفتها الدولية التي تخول لها الدفاع عن القضية بشكل علني من داخل الاتحاد الإفريقي، المُختطَف من المخزن المغربي عبر تحالفات اقتصادية و عسكرية و سياسية و حتى رياضية قوية…
نجاح تجربة الأسمدة المغربية في كينيا و في إثيوبيا، جعل دولة تانزانيا توجه طلبا رسميا إلى المغرب من أجل بناء منصة مشتركة لإنتاج الأسمدة، تمكن سلطات تنزانيا من تحقيق الأمن الغذائي، خصوصا و أن هذه الدولة لا تعاني من أزمة مياه و غير مهددة بالعطش، و لديها مخزون مائي كبير يسمح لها بتحقيق الأمن الغذائي و توجيه جزء مهم من الإنتاج للتصدير و الحصول على عائدات و منافع اقتصادية مهمة.
تحدث هذه التطورات المتسارعة في وقت لا تزال فيه قيادتنا الصحراوية بالرابوني تصارع لحضور القمم الإفريقية، و الشراكات مع دول الخط الأمامي في العالم، و تعرف قضيتنا بسبب انكماش الدور الإقليمي للحليف الجزائري منذ تولي الثنائي “شنقريحة”-“تبون” زمام الحكم بالبلاد و ارتفاع أداء دبلوماسية الرباط، تراجعا على المستوى الدولي و الجهوي، و كان من ضمن المواقف المخيبة للآمال هو موقف الرئيس الموريتاني “ولد الغزواني”، الذي يرى أن علاقاته مع الدولة الصحراوية تقوض مصالح بلاده الاقتصادية مع دول الجوار، و تفوت على الموريتانيين فرص الحصول على الدعم الاقتصادي للرباط الذي يتخطى و يتجاهل موريتانيا، و يفضل عليها دولا من العمق الإفريقي.
عن طاقم “الصحراءويكيليكس”
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك