عاد ملف نقل القيادات الصحراوية للعلاج بأوروبا و بالخصوص بإسبانيا ليضع قضية العلاقات الإسبانية-الجزائرية-المغربية في محك حقيقي، لكن هذه المرة تعاملت السلطات الإسبانية مع حالة القيادي الصحراوي ” محمد الوالي اعكيك”، بمكر شديد و بما تراه مدريد متلائما مع أولوياتها الاستراتيجية و مصالحها الحكومية، حيث كشفت منابر إعلامية إسبانية أن القيادي “محمد الوالي أعكيك” أصيب قبل أسابيع بتدهور مفاجئ في حالته الصحية نتيجة عدم استجابة جسده لعدد من الأدوية التي خصصت لحالته، لتخفيف حدة و أوجاع أمراضه المزمنة المتعددة، منها السكري و مرض الضغط و بعض المشاكل في عضلة القلب.
و أضاف الإعلام الإسباني أن نقله كان بسبب أن المستشفيات الجزائرية لا تتوفر على الخبرات اللازمة لعلاج مثل هذه الحالات المعقدة، و التي تحتاج إلى عناية خاصة و إلى تجهيزات دقيقة، و قد يخضع لعملية قسطرة لتحسين تدفق الدم من القلب إلى باقي الأعضاء في جسده.
لكن المثير في ما كشفه الإعلام الإسباني هو أن عملية نقل ” محمد الوالي اعكيك” جاءت بعد محاولات فردية منه للتنقل إلى مدريد من أجل العلاج كمواطن جزائري، و ليس بصفته قيادي في الدولة الصحراوية، و أنه كان سيتكفل بكل مصاريف العلاج دون إشراك القيادة الصحراوية و لا السلطات الجزائرية، لكن قنصلية إسبانيا في الجزائر رفضت منحه التأشيرة، لتتدخل السلطات الجزائرية على مستوى وزارة الخارجية و تطلب من السلطات الإسبانية السماح له بالذهاب إلى إسبانيا، على اعتبار أنه في حاجة إلى الرعاية النفسية التي سيجدها عند أخيه المتواجد بمنطقة الباسك و بالضبط بڨيتوريا.
و طالبت السلطات الإسبانية من نظيرتها الجزائرية مهلة عرض الملف على الجهات المسؤولية و دراسة جوانبه و آثاره الدبلوماسية، و أبلغت الحليف الجزائري أنها ترتبط مع الرباط باتفاقيات و تعهدات و مواثيق شرفية تخص حسن الجوار، على اعتبار أن ” محمد الوالي اعكيك” جزء من تنظيم البوليساريو و رئيس أركان الجيش الشعبي الصحراوي، الذي يخوض معارك دبلوماسية و عسكرية ضد مصالح الرباط، و أيضا حتى لا تتكرر أزمة “بن بطوش”، التي أدخلت العلاقات الإسبانية المغربية في أنفاق مظلمة، أصلحها “سانشيز” بتنازلات مكلفة جدا لإسبانيا.
الإعلام الإسباني أكد أن “ألباريس”، وزير الخارجية الإسباني، أبلغ نظيره المغربي “ناصر بوريطة”، بأن القيادي ” محمد الوالي أعكيك” ، مريض و يمثل حالة إنسانية، و أضافوا بأن الرباط لم تعترض على نقله إلى إسبانيا لدواعي إنسانية، شريطة أن لا يعقد أي لقاءات رسمية فوق التراب الإسباني تستهدف ما أسماه الإعلام الإسباني الوحدة الترابية للرباط.
عن طاقم “الصحراءويكيليكس”
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك
تنويه: نخبركم أننا أنشأنا قناة على اليوتوب (SAHRAWIKILEAKS MEDIA)، لذلك نرجو منكم الدعم بالاشتراك في القناة