يواصل الرئيس الأمريكي تصعيده ضد حكومة بريتوريا، حيث هاجم بعنف دولة جنوب إفريقيا يوم الجمعة في خطابه و وصفها بالدولة “الفظيعة”، قائلا إن: “المزارعين فيها يعانون منذ فترة طويلة، إنهم يصادرون أراضيهم و مزارعهم، و يحدث معهم ما هو أسوأ من ذلك بكثير… جنوب إفريقيا مكان سيء الآن، ونحن نوقف كل التمويل الفيدرالي عنها”.
و واصل خطابه بتقديم عرض للمزارعين الجنوب إفريقيين من ذوي البشرة البيضاء، الذين يعانون الاضطهاد في دولة جنوب إفريقيا بدعوتهم إلى الالتحاق بالولايات المتحدة الأمريكية و عائلاتهم، حيث قال : “سيتم دعوتهم وتسريع إجراءات حصولهم على الجنسية الأميركية أي مزارع (مع العائلة) من جنوب إفريقيا، يسعى إلى الفرار من ذلك البلد لأسباب تتعلق بالسلامة، سيتم دعوتهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية مع ضمان مسار سريع للحصول على الجنسية”، مؤكدا أن هذه العملية “ستبدأ على الفور”.
لكن الواقع أن الرئيس الأمريكي يُريد بهذا الخطاب ممارسة الضغط على جنوب إفريقيا باستخدام ورقة العنصرية و معاقبتها بجرها إلى مجالس حقوق الإنسان و إدانتها أمميا، بسبب عضويتها في “البريكس”، إذ أن الرئيس الأمريكي يخوض حربا ضد هذا التكتل الاقتصادي الذي يجعل الحرب على الدولار أقدس أهدافه و أولى أولوياته، و أن رئيس الأمريكي تمكن من تحييد موسكو عبر لقاءات سرية سرّب الإعلام الأمريكي تفاصيلها، تخص لجان أمريكية تواصلت إلى اتفاق مبدئي من لجان روسية بخصوص وقف حشد روسيا للدول النامية و الصاعدة من أجل محاصرة النفوذ الاقتصادي الأمريكي، و إرهاق الدولار في الأسواق الناشئة.
لهذا بقيت دولة جنوب إفريقيا تشكل الحلقة الأضعف ضمن هذا التكتل الاقتصادي الذي بدأ حربا مكشوفة على رمز القوة الأمريكية، بعدما تمكن الرئيس “ترامب” من خفض مستوى التوتر مع بكين التي تسعى لتأمين مصالحها الاقتصادية الكبيرة مع أمريكا، و جنحت إلى المهادنة عوض التصعيد حتى لا تفلس شركاتها، بينما جمدت العربية السعودية عضويتها “البريكس” بمجرد إعلان فوز الرئيس الأمريكي “ترامب”، و تعتبر الهند و البرازيل و الإمارات العربية أذرع أمريكية داخل هذا التكتل، لتبقى جنوب إفريقيا الحلقة الأضعف و التي لا تستطيع حماية نفسها من قوة الرئيس الأمريكي، الذي بدأ حملة ضدها بدعم من منظمة “آيباك” اليهودية، ذات التأثير الكبير في السياسة الأمريكية، و التي تحمل حقدا كبيرا على بريتوريا بسبب مواقفها من الحرب على غزة.
عن طاقم “الصحراءويكيليكس”
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك