Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

بريطانيا صاحبة أعرق الأجهزة الأمنية و الاستخباراتية تُوشِّح “عبداللطيف حموشي”

بـقـلـم:بن بطوش

        كنت في البداية لا أرغب في كتابة هذا المقال و تجنبت الخوض فيه حتى لا أصطدم مع عموم القراء الصحراويين، و ترفّعا عن أي نقاش تخوين لن يضيف للقضية الوطنية و للرأي العام الصحراوي غير المزيد من التشرذم و التمزيق الذي تتقنه الأيادي الحاملة لسكاكين التخوين…، و كان القياس أن أجنح للسلم و أن لا أمنح للمنتقدين فرصة، عملا بنصيحة الأعرابي الذي قال: “لا تصارح الناس حتى لا تخسرهم”،…. لكن الخيانة لم و لن تكون من طباعي، و أنا الذي أقسمت مع رفاقي في الموقع الإعلامي “الصحراءويكيايكس”، أن نخوض بخط تحريري صادق معركة الوعي إلى آخر قناعة، يقينا منا أن الأمور لن تتحسن و لا يبدو أنها تتجه للانفراج في قضيتنا…، لهذا لن أمنح  “الهنتاتة” هذا الشرف، و سأدوس مخاوفهم بمقالي دون رحمة…، قناعة مني أن الحياة دائما معقدة و تتطلب الكثير من المواجهة و الصبر.

         يقول الأديب الأردني الجميل “أيمن العتوم” منتقدا الناصحين: “ما أسهل الحديث عن التجاهل و الصمت حين تكون المصيبة ليست مصيبتك”… !!، لهذا سأرفض أي نصيحة تمنعني عن واجبي، و سأجعل هذا المقال صرخة صاخبة لعلّي أوقظ بها الضمائر المستترة في البيت الأصفر المخدوع، حيث ملجأ “الهنتاتة” و ظلاميو الثورة، و لن أضعهم (الهنتاتة) على منصة المقارنة مع كبير الأمنيين في دولة الاحتلال المغربي، لأنها  مقارنة لا تستقيم، بل سأخرج مذكرتين أدون و أجمع فيه ملاحظاتي عن كل شيء يخص قضيتنا الصحراوية؛ الأولى عن  نشاطات المحتل المحتل المغربي و الثانية عن الدولة الصحراوية و الحليف الجزائري من سياسييها و أمنييها و دبلوماسييها، لأستطيع  من خلال ما أدونه أن أناقشكم  بموضوعية و بمنطق  معايير التفوق و مقاييس النجاح.

       و لكثرة الملاحظات التي سجلتها عن المحتل المغربي في أوراق لاصقة صغيرة على حواف صفحات المذكرة التي امتلأت حتى آخر صفحة، لدرجة أنه حين أفتحها تبدو كحقل أبيض مليء بالفراشات الحمراء و الصفراء و البرتقالية و الوردية…، فيما المذكرة التي خصصتها لقضيتنا و قادتنا و الحليف الجزائري، فبالكاد أملئ منها عشر صفحات و لا تزال أزيد من 120 ورقة يسكنها البياض الناصح، و كأنها صحراء قاحلة تشبه أرض اللجوء حيث أهالينا يمضون ما قدر لهم من سنوات بالشتات و اللجوء.

         لن أنطلق من الحدث الأمني في لندن، بل سأبدأ من تطور الموقف الألماني بعد انتهاء عصر المستشارة الألمانية “ميركل”، صديقة الرئيس الجزائري “تبون”، و كان آخر تلك التطورات إعلان ألمانيا،، الأسبوع الماضي أنها دخلت في شراكة شاملة مع الرباط، و عرض وزير الدفاع الألماني على الرباط اتفاقا عسكريا ينقل التكنولوجيا الحربية إلى المناطق الصناعية بالمغرب، و عرض اتفاقا لتبادل الخبرات في المجال السيبيراني و آخر لحماية و تبادل المعلومات العسكرية المصنفة بين البلدين…، كل هذا في مقابل أن تقبل الرباط التعاون مع برلين في محاربة الإرهاب…

           و كل هذه الإغراءات الألمانية جاءت بعد انتهاء الأمن الألماني من ملف الجهادي المصري  “طارق” الذي كانت أجهزة المحتل المغربي قد وجهت إلى برلين تحذيرات بشأنه في أكتوبر من السنة الماضية (2023)، و عند مداهمتهم له في مدينة إيسن غرب ألمانيا، اكتشفوا أن الرجل فعلا كان في المراحل الأخيرة لتنفيذ هجوم انتحاري باستخدام شاحنة كبيرة، أعدها لدهس المواطنين، و  كان يخطط كذلك ليواجه الشرطة بسلاح ناري.

         خلال شهر فيفري من هذه السنة (2024)، أي قبل أسابيع قليلة من الآن، قام رئيس المكتب الفيدرالي للشرطة الجنائية بألماني، “هولگر مينش” (HOLGER MINCH)، بزيارة إلى الرباط و طلب التعاون المطلق الأمني مع بلاده، خصوصا في مكافحة الإرهاب، لكن الرباط وضعت شروطها،… و خلال هذا الأسبوع استجابت ألمانيا لتلك الشروط، و وضعت جل معارفها الصناعية العسكرية تحت تصرف المؤسسات المغربية، و هذا الرضوخ الألماني ليس الأول و لا الأخير الذي يحدث في أوروبا؛ فقد سبق أن حدث مع رومانيا، و قبلهما حققت الرباط أكبر اختراق مخابراتي لمحور قصر المرادية – مدريد، في قضية “بن بطوش”، و التي كانت سببا في جعل إسبانيا تنقلب على القضية الصحراوية،… و دون مبالغة يمكن تصنيف تلك العملية كأكبر اختراق مخابراتي في العصر الحديث، جعل دولة بحجم إسبانيا تتعرض للإذلال و الازدراء من طرف دولة في شمال إفريقيا، و كانت سببا في تراجع دور  إسبانيا جهويا، إذ  يمكن القول أن الرباط سيطرت على مدريد بعدها، و كل هذا بسبب القدرات الاستخباراتية.

         من ضمن الأوراق الملونة التي دوّنت عليها ملاحظاتي عثرت على إحداها تحمل توصيات أمريكية بتقوية العلاقات الأمنية مع الرباط، و بالخصوص مع جهاز الاستخبارات “الديستي” الذي يقوده “عبداللطيف حموشي”، و جاء في التوصية أن أمريكا ممتنة للتحذيرات التي قدمتها الرباط و التي جنبت الجيش الأمريكي حصول حدث مأساوي، و أضافت أن هذا العمل الأمني ليس ضربة حظ و ليس صدفة، بل قدرات استخباراتية أدهشت الأجهزة الأمنية الأمريكية التي تطلب عقد اتفاقيات تعاون أمني مع الأجهزة المغربية…، و حين تتقدم دولة من حجم أمريكا بتفوقها التقني و قدراتها الاستخباراتية و مختبراتها التي تطور في كل يوم وسيلة لمحاربة الإرهاب، بطلب التعاون مع جهاز أمني لدولة في إفريقيا…، فهذا اعتراف قوي بالقدرات الأمنية لهذا البلد.

         من ضمن الأوراق هناك الكثير مما دونته عن زيارات لقادة المخابرات الأمريكية إلى الرباط و زيارات من كبير الأمنيين المغاربة إلى واشنطن، و أيضا طلب قطر الدعم الأمني المغربي لتأمين كأس العالم، و طلب فرنسا نفس الأمر لتأمين الأولمبياد في باريس، و اتفاقيات مع دولة هولندا و بلجيكا و أخرى مع دول مجلس التعاون الخليجي، و كلها فتوحات أمنية يقودها رجل واحد تحت غطاء القوة الناعمة أو الدبلوماسية الأمنية…

         كل هذا الذي سبق، فتح النقاش حول الاستمرارية، حيث قالت عدة منابر جزائرية و صحراوية و حتى تونسية… أن النجاح الأمني المغربي هو مجرد طفرة و أنه مرحلي، و أن المحتل  المغربي سيخفت نجمه بعد الحملة التي تعرض لها في الاتحاد الأوروبي بسبب قضية تطبيق “البيگاسوس”، و اعتقدنا أن توقف البرنامج سيُعيد الرباط سنوات إلى الماضي في مجال الاستخبارات، لكن اتضح مع زيارة “عبداللطيف حموشي” للندن، أن قوة المخابرات المغربية ليست في “البيگاسوس” و أن الاتهامات التي وجهتها فرنسا إلى الرباط بخصوص هذا الموضوع كانت محض تأليف و تلفيق،…

          و لا نقول هذا الكلام دفاعا عن المحتل المغربي، بل فهما للسياقات و للحروب الخفية  بين الدول التي لا تستطيع قيادتنا و الحليف الجزائري فهم أطوارها؛ لأن بريطانيا من أعرق الدول الأمنية في تاريخ البشرية، و هي التي تمتلك أحد أعتى الأجهزة الأمنية في العالم “سكوتلاند يارد”، و يكفي أن تبحث في خزائن هوليود عن الأفلام التي تمجد إنجازات المخابرات البريطانية، و كأفلام “جيمس بوند”،  و أن تقرأ القصص البوليسية عن شخصيات مثل “شارلك هولمز” لتفهم قوة الفكر البوليسي و المخابراتي البريطاني، و مدى كبرياء الأجهزة في هذا البلد الذي يرفض الاعتراف بقوة الأجهزة الأمنية للدول الأخرى، لذلك فتوجيه الدعوة لكبير الأمنيين المغاربة يعني أن الرباط فازت على بريطانيا في حرب خفية لا نعلم عنها أي شيء، و قد يكون صراعا أو تعاونا دارت أحداثه في أوكرانيا أو اليمن أو الصومال أو الهند أو جبل طارق…

         المدرسة الأمنية البريطانية ليست كباقي المدارس الأوروبية، فهي الأكثر صرامة و الأرفع كبرياءا، و طلبها التعاون مع الجهازين اللذان يشرف عليهما “عبد اللطيف حموشي” فيه اعتراف بوجود مدرسة جديدة أشد شراسة في المعارك الأمنية و حروب المعلومات، و لها نفاذية إلى قلب التنظيمات الأكثر سرية في هذا العالم،  و هو ما جعل بريطانيا تحتفي بالمدير العام للأمن المغربي و هو نفسه الذي جعل ألمانيا تقبل وضع برامجها العسكرية تحت تصرف الرباط و  هو أحد الفاعلين الرئيسيين الذي جعل مدريد تضحي بعلاقاته مع الجزائر و تتقرب من الرباط، بسبب مواضيع تعتبرها إسبانيا تهديدا حقيقيا لأمنها القومي (مكافحة الإرهاب، الهجرة غير النظامية، و تهريب المخدرات…)… و هو ما جعل كذلك فرنسا ترسل وزير خارجيتها ليحاول إعادة العلاقات مع الرباط…، فهل يعرف البيت الأصفر أن ما حققه رجل واحد في دولة الاحتلال عجزت عن فعله كل أجهزة الحليف الجزائري …!!؟

 

 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

 

تنويه: نخبركم أننا أنشأنا قناة على اليوتوب (SAHRAWIKILEAKS MEDIA)، لذلك نرجو منكم الدعم بالاشتراك في القناة

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد