بقلم : الغضنفر
يبدو بأن القيادة الصحراوية ، في ظل وجود دلائل واضحة، لم تجد بدا من الاعتراف بأنها الجهة المتسببة في الانفجارات الأربعة التي هزت في الساعات الأولى (00H15 GMT+1) من يوم الأحد 29 أكتوبر 2023، مدينة السمارة المحتلة، و بررت ما حدث بأنه جزء من الحرب التي تخوضها منذ ثلاث سنوات ضد جيش الاحتلال المغربي و أن لكل حرب أضرار جانبية لا يمكن التحكم فيها، حيث صرح الدبلوماسي الصحراوي، “سيدي محمد عمار”، عضو الأمانة الوطنية و ممثل الجبهة بنيويورك والمنسق مع “المينورسو”، خلال مؤتمر صحفي بالأمم المتحدة، بأن الجيش الشعبي الصحراوي نفذ فعلا ذلك الهجوم لكنه كان يستهدف المواقع العسكرية.
الغريب أن تصريحات “سيدي محمد عمار” تتناقض مع فحوى الرسالة التي بعث بها -هو نفسه- يوم 27 أكتوبر 2023، أي قبل يومين من انفجارات السمارة، إلى السفير “سيرجيو فرانسا دانيس”، الممثل الدائم للبرازيل لدى الأمم المتحدة والرئيس الحالي لمجلس الأمن الدولي، عبَّر له فيها عن الإدانة الشديدة لما قامت به دولة الاحتلال المغربية مؤخراً من هدم وتدمير لمنازل وممتلكات العديد من الصحراويين في مدينة السمارة المحتلة (في إشارة إلى عملية الهدم التي طالت بعض المباني غير القانونية و الأكواخ في محيط مدينة السمارة في إطار محاربة البناء العشوائي)…. بمعنى أنه يندد – من جهة- بهدم المنازل عن طريق استعمال الجرافات، و يبارك – من جهة أخرى- قصف المنازل و الممتلكات بنفس المدينة و تدميرها بمقذوفات صاروخية .
كما كتب القيادي الصحراوي، “منصور عمر”، عضو الأمانة الوطنية و المكلف بالاتحاد الأوروبي والمؤسسات الأوروبية، تغريدة باللغة الاسبانية على حسابه بمنصة X(تويتر سابقا)، جاء فيها ما يلي: “إن جبهة البوليساريو تقاتل دفاعا مشروعا لتحرير أرضها، الصحراء الغربية، من الاحتلال المغربي منذ خمسين عاماً، لم تستهدف أهدافاً مدنية، ولكن الحرب تؤدي دائماً إلى أضرار جانبية. ومع ذلك، فإن المغرب يهاجم المدنيين الصحراويين بطائرات بدون طيار بشكل يومي“... و أضاف:”هي اتهامات سخيفة من المغرب، في أعقاب هجوم البوليساريو على السمارة، ضمن إستراتيجية حرب الاستنزاف المستمرة منذ انهيار وقف إطلاق النار منذ 13 نوفمبر 2020. إننا نأسف لوفاة مستوطن مغربي، ونضالنا من أجل الحرية والسلام”.
تعليق “منصور عمر” على ما حدث (صورة أسفل المقال) لا يمكن اعتباره رأي شخصي، بل تصريح رسمي من القيادة الصحراوية، لأن هذا الأخير هو أحد القياديين الصحراويين البارزين في تنظيمنا السياسي، ويعتبر من الأسماء التي شهدت ميلاد الثورة الصحراوية و انخرطت فيها منذ سبعينيات القرن الماضي، و كان اسمه دائما مدرجا ضمن الدائرة الضيقة للحكم، حيث شغل العديد من المناصب الحكومية و الدبلوماسية، نذكر منها أنه كان أول ممثل للجبهة بنيويورك سنة 1979، و تقلد نفس المنصب في عواصم أخرى كمدريد و باريس و أمريكا اللاتينية، كما أنه كان وزيرا للخارجية بين سنتي 1986 و 1988، و تقلد مناصب وزارية أخرى كوزارة الصحة و وزارة التعليم و التكوين المهني و وزارة الداخلية.
كما أن حديث ” منصور عمر” عن استراتيجية حرب الاستنزاف كمبرر لانفجارات مدينة السمارة لا يمكن أن يقبل به أي إنسان عاقل، فحرب الاستنزاف يجب أن تستهدف و تركز على جيش الاحتلال المغربي و مقدراته، و لا يمكن – بأي حال من الأحوال- أن تتسع لتشمل كذلك المدنيين بمدن الصحراء الغربية، لأن ذلك يعني المقامرة بالقضية الوطنية على المستوى الدولي والإضرار محليا بالمصالح الاقتصادية للمواطنين الصحراويين، خصوصا و أن بعض التافهين روجوا لبعض التسجيلات الصوتية يدّعون من خلالها بأن الجيش الصحراوي يستهدف قطعان الإبل و الماشية التي ترعى خلف الجدار العسكري لجيش الاحتلال المغربي.
وارتباطا بالموضوع، توعد “عمر هلال”، السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة ، بمعاقبة المتورطين في الانفجارات التي هزت السمارة و أدت إلى مقتل شاب مغربي مقيم في فرنسا وجرح ثلاثة أشخاص آخرين، وقال: “هذه الهجمات والتفجيرات التي أودت بحياة ضحية نعتبره شهيدا، وأحزن موته جميع المغاربة، لن تظل بلا عقاب”.…وأضاف: “المسؤولون عنها سيتحملون مسؤوليتهم القانونية والسياسية أيضا، ليس فقط من نفذوا هذه الهجمات، ولكن أيضا من يقفون خلفهم ويأويهم ويوفر لهم الصواريخ والقذائف“.
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك
تنويه: نخبركم أننا أنشأنا قناة على اليوتوب (SAHRAWIKILEAKS MEDIA)، لذلك نرجو منكم الدعم بالاشتراك في القناة