السلطات الجزائرية تمشط الأسواق بحثا عن الخرائط، و اتهامات لـ “شنقريحة” باغتيال عميد جزائري تجسس على الجيش لصالح فرنسا
بـقـلـم : بن بطوش
تقول الحكمة أن الرياح و إن اعتذرت فسيبقى الغصن مكسورا…، و نحن نقول أن البيت الأصفر المنقوع و إن جاء كل صقوره الهنتاتة زاحفين، يتوسلون الشعب الصحراوي في يوم مشهود، فلن تكفي كلماتهم لشفائنا، لأن انكسارهم لن يطفئ جمر الشوق في قلب يتيم الحرب الظالمة، و لن يكفي ليشفع لهم عند أرملة أوكلت أمرها لرب العباد و تنتظر عدله عند كل مغيب، و لن يكفي كل الاعتذار الموجود على وجه الأرض ليجفف دموع الثكلى و يخفف وجع الأخ و الأخت و إبن العم و المحبين…، هذا الحكم الصحفي نصدره بعدما تأكدنا أن الأخ القائد “إبراهيم غالي” فقد كل شيء ببومرداس، و ما عاد يصلح ليحكمنا، و أن الرجل أصبح شاردا و عليه حكم الشاة القاصية.
ما كنا لنتجرأ على الجهر بهذا الحكم لو رأينا من الأخ القائد ما يوحي و يؤكد قدرته على تغيير حال القضية و لو بقلبه و هذا أضعف الإيمان، و ما يزيد من حنقنا هو ما تداولته المنصات الإلكترونية لمشهد العدو الأول للقضية الصحراوية و للنظام الجزائري “عمر هلال”، سفير دولة الاحتلال لدى الأمم المتحدة و مجلس الأمن، حيث ظهر في شوارع العاصمة الرباط يحمل حقيبته و يمشي دون حراسة و لا جعجعة بروتوكولية، كالتي ألفناها عند دبلوماسيي القضية، الذين لا يخرجون في المخيمات إلا و هم محاطون بجيش من الإعلاميين و القيادات العسكرية و السيارات تحرسهم بعشرات الجنود…، المقطع يظهر “عمر هلال” يمشي في الشارع بين العوام، و قد تعرف عليه عدد من المغاربة الذين فزعوا إليه ليعانقوه بحرارة و يهنئوه و يتمنون له السداد في مهمته…، كان المقطع قصيرا و قد صور بهاتف رجل أراد توثيق اللحظة، حين كان عدد من المغاربة يلتقطون معه الصور و يحثون أبنائهم على إلتقاط الصور معه و كأنه بطل قومي.
هي المرة الأولى التي أرى فيها دبلوماسيا أو أحد رجال الدولة في بلد عربي – مسلم يحظى بكل ذلك الشرف و الحب و الاحترام، و أنا أعيد المقطع بحثا عن شائبة أهاجم بها الرجل و أجرّح في دبلوماسية دول الاحتلال المغربي، حضرتني رغبة في وضع المقارنات، و قلت في نفسي الأمارة بالمقارنات، لماذا لم يحظى الأخ القائد “إبراهيم غالي” بمثل ذلك الحب في بومرداس ؟، أين شاهدنا كل المناضلين يرمقونه بنظرات الغضب و الحقد و هو محاط بجيشه النسوي…، و منهم من تحين الفرصة ليطعنه برأيه، و رأيناه يخطب متجهما و كأنه في محاكمة يدافع عن نفسه…، تجاوزت الأخ القائد و تساءلت ثانية و أنا أقول، لماذا لا يحظى لص المليون دولار “أبي بشريا” بهذا الحب و الاحترام ؟، و لماذا لا نرى الشعب الصحراوي يتسابق للسلام على “البشير مصطفى السيد” صاحب نظرية السلاح “يعني” و الوزير السابق لتطبيق الواتساب ؟، و لماذا لا يرتمي الصحراويون على عنق “خطري ادوه”، صاحب الزفاف الأسطوري لنجله في بلاد الباسك الإسبانية حين يصادفونه في الجزائر أو بمنتجعات مربيا…، كان محض تساؤل تمنيت لو أعثر على إجابة له عندك أيها القارئ الكريم.
نترك هذه المقدمة الطويلة و العريضة، و نبدأ في مناقشة أولى محاور هذا المقال، حيث نشرت عدة صفحات جزائرية رسمية مقاطع، تظهر أعوان المفتشية الإقليمية للتجارة بمدينة بريكة المتواجدة بولاية باتنة شرق دولة الحليف الجزائري، و هم يمشطون الأسواق بالمدينة بحثا عن خرائط تباع في الأسواق و المكتبات و يصادرون كل الخرائط التي تظهر فيها الصحراء الغربية مدمجة في خارطة دولة الاحتلال و تجعلها جزءا من وحدتها الترابية، أغبطت السلوك الجزائري و فرحت له و إن كان رمزيا فقط و لا يغير من الواقع قيد أنملة، لكن النشطاء على الضفتين أركسوا مشاعرنا بسؤالين غاية في الخبث و الخطورة، و قالوا ما المستجد الذي حصل ليجعل السلطات الجزائرية تسابق الزمن و تمشط الأسواق بحثا عن خرائط لا تعترف بالدولة الصحراوية، و لماذا الآن بالضبط و قد تجاهلت الأمر لنصف قرن ؟، و السؤال الثاني لماذا لم تصادر السلطات الجزائرية الخرائط التي تضع القدس عاصمة لإسرائيل، و المنتشرة بكثرة في الأسواق الجزائرية بل و يتم تدريسها للطلبة و التلاميذ في الجزائر… !!؟
مشروعية الأسئلة و براءة الفضول المشفوعة برغبتنا في إضاءة الزوايا المظلمة أمام القارئ الصحراوي الكريم، حملتنا لإقتحام غرف النقاش حيث ترابط النخب المثقفة الجزائرية بعيدا عن أعين الرقابة، و حيث ملجئ عقلاء القوم أصحاب الرأي السديد و المعلومات المؤكدة، و هناك ناقشت عددا من العارفين الجزائريين القريبين من مراكز القرار، و طرحنا عليهم السؤالين، فأخبرونا أنهم سيوفرون لنا المعطيات التي تشكل عناصر الإجابة و لن يجيبوا بشكل مباشر و (الفاهم يفهم)…، فأسرّوا لنا بأن داخل السلطة الجزائرية ظهر تيار – قوي جدا- و مشكل من قيادات عسكرية و سياسية شابة، هذا التيار أصبح يقتنع بأن القضية الصحراوية حسمت لصالح الرباط، و أن رصاصة الرحمة سيطلقها قريبا الرئيس الفرنسي “ماكرون” على رأس هذا الملف لينهيه، و أن ما تقوم به الدولة الجزائرية مجرد محاولة لإنعاش القضية و تمديد عمرها، بمنحها تنفسا اصطناعيا عبر شراء المواقف، و أضافوا أن هذا التيار كان يتزعمه العميد “رشيد حراث” المدير العام لأمن الإتصالات، و الذي دخل في صراع مع قيادة الجيش الجزائري و قصر المرادية لأسباب – سنعرضها بعد التيقن من صحتها-، و الخطير أنه أمر شركة الاتصالات الجزائرية موبيليس بنشر خارطة مستفزة للنظام الجزائري، و بها دول شمال إفريقيا، و تظهر المحتل المغربي في إمتداد ترابي يضم الصحراء الغربية.
هذا العميد “رشيد حراث” أعلنت وفاته من طرف قيادة الجيش بشكل غامض قبل يومين، و توفي في حادثة سير نهاية الأسبوع المنقضي، أي بعد إنقضاء 78 ساعة فقط عن نشر شركة إتصالات موبيليس للخريطة موضوع الجدال داخل النظام الجزائري، التي كانت سببا في إستنفار السلطات الجزائرية لمؤسساتها من أجل إطلاق حملة في الأسواق لمصادرة كل الخرائط في الأسواق الجزائرية، و المثير حسب المتدخلين الجزائريين في غرفة النقاش، هو طريقة إعلان الجيش نبأ وفاة هذا العميد “رشيد حراث” مدير الأمن للإتصالات، إذ نشرت صفحات الجيش الجزائري نبأ وفاته دون تقديم تفاصيل في الموضوع، ثم بعدها عمدت جهات أخرى في الدولة الجزائرية – يبدوا أنها لم تتقبل ظروف وفاته و تعرف الحقيقة كاملة- إلى تسريب أخبار تم تعميمها على الحسابات في وسائل التواصل الإجتماعي، تفيد بأن العميد الراحل “حراث” تعرض للإغتيال بولاية الطارف، حينما كان متوجها إلى تونس، و لم تقدم الحسابات التي سربت المعلومات أي تفاصيل تخص من كان برفقته.
و حسب المصادر الجزائرية أخرى فإن العميد “حراث” كان أحد المقربين من الجنرال المختفي عن الأنظار “محمد قايدي” الملقب بالمنجل، و الذي دعا النظام الجزائري في أكثر من مناسبة لإصلاح العلاقات مع المغرب و وقف دعم الدولة الصحراوية حفاظا على مقدرات الشعب الجزائري، و الأكثر أن العميد المغتال “رشيد حراث” تورط قبل أسابيع في قضية التجسس على قيادة الجيش الجزائري، و التي تفجرت في شركة موبيليس، و قالت عدة مصادر أوروبية أن التجسس قام به ضباط في الجيش الجزائري لصالح فرنسا و الإمارات العربية بسبب ملف النيجر، و أن العميد كان ينوي الفرار إلى تونس و من ثمة إلى فرنسا سيرا على خطى “أميرة بوراوي”، غير أن أيدي الجيش الجزائري طالته قبل الوصول إلى الحدود التونسية، و أن العميد كان يتحرك بتنسيق مع الأجهزة السرية الفرنسية العاملة داخل التراب التونسي، و أن هذا أحد أسباب غضب النظام الجزائري من تونس و سبب رفض “تبون” إستقبال وزير الخارجية التونسي، و هذه قضية أخرى سنتطرق إليها في قادم مقالاتنا.
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك
تنويه: نخبركم أننا أنشأنا قناة على اليوتوب (SAHRAWIKILEAKS MEDIA)، لذلك نرجو منكم الدعم بالاشتراك في القناة