Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

الحرب على غزة تكشف جوانب من فساد القيادات الثورية سواء بفلسطين أو بالصحراء الغربية

بـقـلـم:بن بطوش

         أضع بين يديك أيها القارئ الكريم، كما من المعطيات التي يصعب ترتيب أولوياتها و درجات أهميتها على سلم الإهانة و الوجع، و لقدرتها على جعلنا نفهم أن الثورة الصحراوية لا تزال في المنحدر و أنها تجاوزت كل السرعات المتاحة، و أول اصطدام لها سيحولها إلى قطع تشبه لعبة “بازل”(PUZZLES)، و أن إعادة تشكيلها و إحياءها سيصبح مستحيلا جدا، و هذا ليس من باب المبالغة، بل هو واقع الحال؛ ذلك أنه عندما انشغل الجميع بسعير الحرب الظالمة على أهالينا في غزة، كانت مخيمات العزة و الكرامة تفقد  ما بقي من عزتها و كرامتها و تتكشف سوأتها أمام الجميع، حيث سرب عدد من النشطاء الصحراويين وثيقة  (نسخة أسفل المقال) تعود لمزاد أطلقته وزارة المالية الجزائرية بمدينة تندوف، و تضمن المزاد سيارات  محجوزة من الدرك و الجيش الجزائريين، بسبب تورطها في عمليات تهريب المواد الأولية المخصصة للاجئين و الكزوار و الإتجار الدولي بالمخدرات، و الفضيحة أنها سيارات بترقيم SH وGSH المخصص لألواح سيارات الحكومة الصحراوية.

         حجز تلك السيارات و عرضها للبيع في مزاد علني من طرف السلطات الجزائرية، يؤشر على تورط مسؤولين صحراويين في عمليات التهريب و الإتجار الدولي بالمخدرات، و المصيبة العظمى أن القيادة الصحراوية قبل تاريخ يوم الثلاثاء 24 أكتوبر المنصرم، تحركت بسرعة و دفعت مقابل تلك السيارات للدولة الجزائرية، و أدّت القيمة الافتراضية التي يمكن أن تصلها العربة موضوع المزاد…، حتى تتجنب قيادتنا ظهور تلك السيارات في المزاد، و تم سحبها بالفعل بعد أداء مبالغ تفوق قيمة السيارات المحجوزة.

        و كان القياس أن يُفتح تحقيق في النازلة، و يستدعي قاضي التحقيق المسؤولين الذين منحتهم الحكومة الصحراوية تلك السيارات، و أن يجري التحقيق معهم عن سبب حصول تجار المخدرات و المهربين على تلك السيارات و أن  يتم كتابة تقارير تحدد ظروف تعرض تلك المركبات للاحتجاز من طرف السلطات الجزائرية، و توجيه تهم مباشرة للقيادات التي تستفيد من تلك السيارات، بأنهم يمارسون التهريب و التجارة الدولية للمخدرات، و تكوين عصابات و التهريب الدولي لمقدرات الشعب الصحراوي.

         فحينما نعلن لك أيها القارئ بأن قيادتنا التي تجدد نفسها خلال مؤتمرات شكلية تقود المشروع الوطني بشكل مجنون نحو نقطة الاصطدام التي لم تعد بعيدة و نراها قريبة، و أن الحلم بوطن مستقل قد يتبخر أو يتحول إلى مطالب أخرى يصعب إعادة توحيدها، فنحن نعي ما نقول…، و نكررها للمرة الألف أن الحليف الجزائري هو المسؤول عن الوضع القائم، و هو من يرعى هذا الكم المستحيل من الفساد المزمن لـ “الهنتاتة”، و هذه النتيجة نتحصل عليها كلما وضعنا قضيتنا و قيادتنا على إحدى كفتي ميزان العقل و المنطق و العدالة المطلقة…

            و أصعد بك أيها القارئ الكريم إلى منصة المقارنات حيث ملف الحرب في غزة، أين أعلنت “حماس” أنها أعدمت 700 عميل فلسطيني يعمل لصالح الأجهزة السرية الإسرائيلية، و أنا لا أطالبك بأن تطلق حكم قيمة أو أن تُعطي رأيك فيما فعلته “حماس” بأنه عدالة أم هو ظلم و جور…، بل أطلب منك الصبر حتى أنهي الخبر، و الذي أكدته جريدة “نيويورك تايمز” الأمريكية، بعدما سربت وثيقة غاية في الخطورة، تقول أنه في الغابة المحاذية لغلاف غزة، كانت إسرائيل قد شيدت ثكنة صغيرة تابعة لـ “الموساد”، و كانت تلك الثكنة مخصصة للأرشيف المخابراتي، و تم وضع تدابير أمنية صارمة حول هذه الثكنة التي تحيط بها سرية كبيرة، و الغريب أن  مقاتلي “حماس” عند دخولهم إلى غلاف غزة وجدوا الطريق سهلا إليها، و وجدوا بها حارسا واحدا أطلق النار باتجاه الكتائب الذين أردوه قتيلا،  و عثر مقاتلو “حماس” على موظفين  كانا مختبئين داخل مكاتب الثكنة، و  تم أخذهما كرهينتين، و حمل المقاتلون كل الأرشيف الذي عثروا عليه و أيضا الحواسيب و الخوادم الرقمية.

         لم ينتهي الخبر هنا، لأن “نيويورك تايمز” قالت أن “حماس” عثرت على قوائم العملاء الفلسطينيين و أسمائهم و ألقابهم، و أن “حماس” لم تخضعهم للمحاكمات  للتأكد من خيانتهم بل نفذت فيهم حكم الإعدام دون تردد… و هنا نفتح القوس قبل إكمال تحليل الخبر، بأنه في تشابه غريب، كانت إسبانيا قد سربت قبل سنة من الآن وثائق من أرشيفها تؤكد أن الأخ القائد “إبراهيم غالي” كان عميلا للمخابرات الإسبانية، و كان يتقاضى أجرا على تعاونه   بالمعلومات مع الأجهزة الإسبانية و  كان يرشدهم إلى مكان المقاتلين الصحراويين، و رغم  حجم هذا الخبر – الصدمة، و رغم حجم الفضيحة و التسريب فالأخ “إبراهيم غالي” لم يُعدم و لم يُتهم و لم يُدان، بل كوفِئ و مُنح قيادة التنظيم السياسي بتوصية من النظام الجزائري الذي سبق و استخدمه لنفس الغاية حينما كان سفيرا للدولة الصحراوية بالجزائر، و وُضع على رقاب الشعب الصحراوي، و هو اليوم من يحاضر في الشرف و الأمانة و الوطنية و التضحية لأجل القضية.

         ويُضيف  الخبراء أن إسرائيل لا يمكنها أن ترتكب خطأ بدائيا كهذا، و أن تضع كنزا مخابراتيا مثله على مرمى  حجر من عمليات “حماس”، و يفسر الخبير الذي استشير في الوثيقة المسربة، أن إسرائيل ربما تلعب في مستوى متفوق من الذكاء، خصوصا و أنها تبرر عدوانها المجنون على المدنيين، و تفعيلها برتوكول “هنيبال” دون إخضاعه للتصويت بالكنسيت، بمحاولة استرجاع تلك الوثائق بأقرب وقت  ممكن قبل تسربها إلى إيران، لأن بها حتى مخططات الاجتياح و أسرار الجيش.

         و أضاف آخرون أنه ربما إسرائيل منحت “حماس” أسماءا و مخططات خاطئة و مضللة، و أن “حماس” تهورت بتصفية 700 مقاتل بينهم أسرى سابقون في السجون الإسرائيلية، و قيادات فصائل و خبراء و مهندسين درسوا في إسرائيل…، بذريعة الخيانة قبل التحقق من مصداقية الوثائق، و بالتالي قدمت لإسرائيل خدمة مجانية بتصفية الخونة المفترضين بعدما عجزت إسرائيل على ذلك، و لا يُستبعد أن تكون إسرائيل  قد ضحت بالعملاء المزدوجين الذين  كانوا يثيرون شكوك “حماس” كي تكتمل خطتها، و أضافوا أن القصف الإسرائيلي للمواقع و التجمعات السكنية قد يكون بسبب إشارات ذاكرات الخوادم و الحواسيب عند تشغيلها، بمعنى أن “حماس” ابتلعت الطعم و أنزلت ما تعتبره غنيمة  من الثكنة إلى أنفاق غزة السرية .

         إسرائيل بسبب تحرك تلك الوثائق و الحواسيب و الخوادم،  باتت تعرف خارطة الأنفاق و التي قدرتها جريدة “الوول ستريت جورنال” الأمريكية بـ 600 كلم، و أكدتها ذلك الرهينتان الأمريكيتان المفرج عنهما، و الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر من أمريكا و حلفائها الأوروبيين لاجتياح غزة، لكن – إلى حدود الساعة- واشنطن ترفض منحها الترخيص و لا تثق بالمعطيات الاستخباراتية الإسرائيلية بعد توريطها للرئيس الأمريكي “بايدن” في مناسبتين؛ الأولى عندما دفعته لاتهام “حماس” بإعدام أطفال، و الثانية حينما تم قصف مستشفى المعمداني  و جعلت “بايدن” يتسرع و  يتهم “حماس” باستهداف المستشفى.

         سبق و قلنا في مقالات سابقة أن الحرب لم تعد كما كانت، و أنها ليست ما تنشره قياداتنا في بيانات الأقصاف و الدك، و أن الحرب ليست لعبة قمار و حظ بإرسال المقاتلين دون تجهيزات و اختراق عشوائي…، ثم انتظار جنود الجيش المغربي حتى ينشغلوا أو يجن الليل عليهم كي يجري  استهدافهم في غفلة منهم، بل الحروب أصبحت مختلفة، و أكثر تعقيدا مما نظن؛ تدار من غرف المخابرات و بخطط مبتكرة و تلعب فيها المعلومة دور السلاح الفتاك، و لا تكفي العنترية و خطاب الحماسة للفوز فيها، بل الأمر يحتاج إلى دهاء و ذكاء شيطاني متفوق، و الدليل أن إسرائيل تدير حربا على كل الأصعدة، حتى في الإعلام تخوض حربا مع شعوب العالم.

            فقد نشر موقع   La poste de l’Afrique du Nord ، نقلا عن الإعلام الإسرائيلي، خبرا بأن أمريكا تدرس تنزيل عقوبات على الحليف الجزائري بدعوى تمويل الإرهاب، و أن على الجزائر تبرير الهبة المالية التي منحها الرئيس “عبد المجيد تبون” لقائد “حماس”، “إسماعيل هنية”، و البالغة 30 مليون دولار، و هي الهبة التي تسببت في جدال كبير داخل فلسطين بين السلطة الفلسطينية و قيادات “حماس” و أدت إلى صراعات فلسطينية داخلية، حيث اتهم “عباس أبو مازن”  مسؤولي “حماس” بإنفاق تلك الأموال لتحقيق الرفاهية و الغنج لهم و لأسرهم بتركيا و قطر، و عدم توجيهها إلى المواطنين في غزة الذين فقدوا منازلهم و أبنائهم و تجارتهم…، و قال “عباس” أن ما بقي من قيادات “حماس” في غزة، فروا عبر الإسعافات نحو معبر رفح و اختبئوا بين النازحين، في انتظار تهريبهم إلى قطر عبر مافيات الحدود… و أن الميدان بقي فيه الكتائب و قيادات الكتائب و شعب غزة الأعزل فقط.

       

 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

 

تنويه: نخبركم أننا أنشأنا قناة على اليوتوب (SAHRAWIKILEAKS MEDIA)، لذلك نرجو منكم الدعم بالاشتراك في القناة

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد