Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

الأمين العام الأممي ينفي سيطرة القيادة الصحراوية على شبر واحد من الصحراء الغربية و يسقط الاستفتاء من قائمة الحلول

بـقـلـم : بن بطوش

          يقول أحد النشطاء الجزائريين معلقا عن دعوات الشعب الجزائري لفتح باب الجهاد إلى غزة، أنه متعجب من وقاحة الإنسان الجزائري البسيط، و جرأته على احتقار ذكاء الإنسان العربي؛ فهو لم يتعلم الدرس من قصر المرادية الذي عرف متأخرا بأن الشعبوية و التهور يجلبان المهانة و المذلة… و أضاف أن “عبد القادر” (المواطن الجزائري) إذا أرد أن يهاجر سرا إلى أوروبا، سرق أساور أمه و باعها بثمن بخس كي يخوض بها تجربة مميتة بحثا عن الإلدورادو الألماني، فيخرج كل جرأته و ذكائه و تهوره و شجاعته، و يمشى إلى ليبيا المنهارة، ثم يجد السبيل عبر “البوطي” إلى تركيا حيث تتلقفه العصابات و تهينه و تعتدي عليه و تسرق منه أمواله التي سرقها من والدته…، فينجو منهم بأعجوبة، و يحمله ذعره برا إلى أرمينيا، فيدخل بالخطأ إلى إيران و لا يبالي، ثم يكمل جنونه عبر بورما طولا و يطوي أرض كازخستان و يستدير ليتسلل إلى حدود روسيا، و يفلت من كاميرات المراقبة في بيلاروسيا و كأنه شبح، و يعبر حقول الألغام إلى بولونيا، و ينجو من مطاردة شرسة لخفر الحدود، و تخطئة رصاصات قناصة الحدود في رومانيا، و فجأة و بقدرة قادر يتحول إلى لاجئ سوري و يستفيد من برامج الأمم المتحدة داخل ملاجئ ألمانيا الحدودية، و هناك يشي به السوريون إلى السلطات، و يتم ترحيله إلى الجزائر و كأنه كان في جولة سياحية…، ثم يتحمس بسبب مشاهد الحرب و الدمار في غزة، و يدخل غرفة من غرف النقاش، و يطالب أن تفتح السلطات الجزائرية باب الجهاد في وجهه، و أن يحمل في طائرة إلى غزة، كي يواجه الجيش الإسرائيلي الظالم…

         يضيف الناشط الجزائري و هو يخاطب “عبد القادر”، إذهب إلى فلسطين في قوارب الهجرة السرية، صدقني لن توقفك السلطات و لن يعترض طريقك أي أحد من حراس السواحل العربية، فقط أوقف عبثك بذكائنا، لأن الشجاعة ليست في الصراخ بالمنابر، بل هي تلك التي حملتك على ركوب المخاطر إلى عمق أوروبا، لأنك أردت أن تكون كابن خالتك الذي هاجر سرا إلى ألمانيا و تزوج من  شقراء حسناء برلينية…، و نحن نعلم أنك لن تذهب و إن فتح باب الجهاد، لأن الوضع في غزة مرعب و لن تكفيك هناك شجاعتك، و لا حتى تهورك، بل تحتاج إلى الكثير من الحظ و الدعم كي تنجو بعد أن تصل.

         ما يحدث في غزة أنسى العالم القضية الصحراوية، لدرجة أن لا أحد علق من الإعلام المحلي و لا حتى الدولي، على فصول و توصيات التقرير الذي وضعه الأمين العام الأممي، “أنطونيو غوتيريس”، بين يدي دول مجلس الأمن، الذين أمسكوه و أعينهم منشغلة بالأحداث المؤسفة بغزة المضطهدة…، هذا التقرير يمكن الحكم عليه بأنه الأخطر على القضية الصحراوية منذ بدأ الصراع الدبلوماسي بأروقة الأمم المتحدة مع المحتل المغربي؛ فالأمين العام – عبر تقريره- قزَّم القضية الصحراوية و حوَّلها من صراع وجودي و رغبة في الاستقلال إلى خلاف على الصيغة التي سيتم بها تقرير المصير، و الذي يجب – حسب الأمين العام – أن يكون سياسيا و مقبولا من جميع الأطراف و نسي الأمين العام أن يضيف عبارة:  “و أن يرضي الرباط و حلفائها” ، ثم في الأخير و بعد أن يحقق هذه الشروط أن يحترم حق تقرير المصير للشعب الصحراوي، و جاء تأخير الحق الصحراوي في الفكر الأممي الذي طور صيغته المبعوث الأممي “دي ميستورا”، ليخبرنا أن تقرير المصير لا يتنافى مع الحل السياسي مادام يرضي الرباط، و مادام لا يستجيب لخيار الاستقلال.

       الخطير أن هذه الصيغة التي كشف عنها الأمين العام في تقريره الملغم، ليست جديدة و جرى تنقيحها لتتلاءم مع رغبة الرباط، و هي لا تتضمن حكما على قضيتنا، بل حكمها يطال الشعب الصحراوي بأنه يستحيل عليه العودة إلى مدن الصحراء الغربية، مادام ممثلنا هو “الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب”…، و أن الأمم المتحدة ستعمل على توفير البيئة المناسبة لبقاء اللاجئين في المخيمات مادامت الجزائر لم تطالب بترحيلهم، و الدليل على هذا الكلام ستجده أيها القارئ الكريم في الصفحة 13 من التقرير، حيث جاء في الفقرة (ب) من المحور الخامس، بأن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين و  منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف) و برنامج الأغذية العالمي و منظمة الصحة العالمية “واصلوا تقديم المساعدات الإنسانية للاجئين الصحراويين في المخيمات الخمسة بالقرب من تندوف في الجزائر”، “و أنه جرى تشكيل مجموعة شركاء اللاجئين الصحراويين التي تتألف من السلك الدبلوماسي في الجزائر العاصمة، و الهلالين الأحمرين الجزائري و الصحراوي و فريق الأمم المتحدة بالجزائر، و أن المجموعة وافقت على الاجتماع أربع مرات سنوية لزيادة الوعي بالحالة الإنسانية الرهيبة بالمخيمات”.

         و هذا يعني بأن الأمم المتحدة ضمنت سنوات نحو المستقبل سيظل فيها هذا الشعب ينعم بالمساعدات و الصدقات و المنح، و سيظل فيها تائها في شعاب تندوف، و أن القيادات الجزائرية و الصحراوية منسجمة مع الوضع و مؤمنة به و تتمنى استمراره لغايات في نفوس سياسيي هذا العالم الغريب.

       و يؤكد الأمين العام الأممي هذا المنحى و هذا الخيار في نفس الفقرة، و بالضبط في الإحاطة رقم 72، و التي جاء فيها أن المفوضية تواصل تقديم الخدمات الأساسية داخل المخيمات بما في ذلك المياه عبر حفر الآبار و توفير شبكة توزيع للماء عوض نقله بالصهاريج…، وأنها (المفوضية) ر”كزت على تمكين اللاجئين من سبل كسب الرزق و الاعتماد على الذات من خلال الدورات التدريبية، و إنشاء المشاريع و توفير التدريب و التوجيه لأزيد من 340 مشروعا تجاريا قائما بالمخيمات”.

 و أخطر ما وصفه الأمين العام هو قوله “أن المفوضية تدعم أنشطة تعزيز القدرة على الصمود”، و هذه عبارة يجب الوقوف عندها طويلا، لأنها تفيد كون الأمين العام يخبر مجلس الأمن بأن أبعد ما يمكن تقديمه للشعب الصحراوي اليوم، هو مساعدته على البقاء قيد الحياة في اللجوء لعقود أخرى، و أن الأمم المتحدة و شركائها يعملون على جعل الشعب الصحراوي قابلا للتأقلم مع اليأس، و قادرا على خلق الثروة من الفراغ بالمخيمات، و أنه لا خيارات أخرى متاحة في الأفق.

       في نفس التقرير، يخبر الأمين العام دول مجلس الأمن أن الجيش المغربي طيب و متسامح و متعاون، و ينشر العدالة في الأرض، و أن  جبهة البوليساريو متشنجة و مضطربة و غير متعاونة مع البعثة الأممية، و أنها سبق لها و إن اعترضت طريق البعثة و منعت التموين عن أفراد المينورسو خلف الجدار الرملي، و الخطير أن الأمين العام الأممي يرفض تسمية الأراضي التي تقع خلف الجدار الرملي العسكري إلى الحدود مع الجزائر بالأراضي المحررة، بل يخبر مجلس الأمن بأنها أراضي عازلة، و أن الرباط أبلغت الأمم المتحدة بشكل متكرر أنه في حال انسحاب البعثة الأممية من شرق الجدار، فإن الجيش المغربي سيستعيد تلك الأراضي التي سلمها للبعثة.

       و الملاحظ أن الحرب التي تروج لها قيادتنا ببيانات الدك و الأقصاف، و أنفق عليها البيت الأصفر الكثير من الأرواح، وصفها “غوتيريس” في تقريره بكلمة “المناوشات”، و هذا منتهى الإسفاف و الإسترخاص للأرواح التي دفعت بها قيادتنا دون جدوى للهلاك، في معركة خاسرة مع مسيرة واحدة، و أضاف الأمين العام في الفقرة (ب) بأن ملك المغرب في الذكرى 47 لخطاب المسيرة، ذكر أن الأشغال في المشاريع التي أطلقها بالصحراء الغربية و منها الطريق السيار “تزنيت – الداخلة” توجد في مراحلها الأخيرة، و أن ميناء الداخلة قريب من البدء في أشغاله الكبرى، بينما البوليساريو تحتج على تلك المشاريع و ترى فيها انتهاكا للقانون الدولي.

         و كأن الأمين العام يريد أن يضع بين يدي دول مجلس الأمن مقارنة بين المحتل الذي يبني و يشيد للساكنة، و بين القيادة الصحراوية التي لا تعرف أهدافها، و لا تعرف ما يجب الاحتجاج ضده و ما لا يجب، و أنها مجرد أداة هدفها عرقلة الرباط و ليس البحث تقرير المصير.

 

 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

 

تنويه: نخبركم أننا أنشأنا قناة على اليوتوب (SAHRAWIKILEAKS MEDIA)، لذلك نرجو منكم الدعم بالاشتراك في القناة

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد