Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

الأخ القائد ”إبراهيم غالي” يشارك في القمة الإفريقية الاستثنائية للتصنيع … !!؟

بـقـلـم : بن بطوش

         هذا المونديال القطري لم يعد مجرد دورة رياضية عالمية، بل تحولت لقاءاته إلى حروب كاملة الأركان، ذلك أن الذين تابعوا المقابلة التي جمعت بين الفريقين الوطنيين لكل من إيران و أمريكا، أحسوا بأن اللقاء كانت تنقصه الأسلحة ليكون حربا حقيقة، بعدما أصبحت رقعة الميدان ساحة صدام بين لاعبي إيران الذين ظهروا بحماس زائد و بفكر خوميني عنيف، يؤكد أنهم تعرضوا للشحن السياسي المفرط، و بين لاعبين أمريكيين يمثلون التنوع العرقي و التفوق التكتيكي، لعبوا بتحرر من كل الضغوط و بجموح راعي البقر الذي شاهدناه في السينما الأمريكية، فامتص الفريق الأمريكي حماس الإيرانيين، و جعلوهم يركضون دون جدوى، و ظهر الأمريكيون بصورة من يتحكم في التفاصيل…، إلى أن دخل اللقاء في دقائقه الأخيرة، حيث كاد تفلت الأمور من يد أبناء “العم سام”، لكن الحظ جانب أولاد بلاد فارس.

         تقول قصاصات وكالات الأنباء أن صورا لكاميرات المراقبة في أنحاء ملعب “الثمامة” بالعاصمة الدوحة، أظهرت إيرانيين بأعلام و أقمصة إيرانية…، يحاولون تجييش و تهييج مشاعر المشجعين من كل الجنسيات من أجل دعم الفريق الإيراني و تدعوا العرب و غير العرب لدعم إيران ضد ما أسموه “الشيطان الأكبر”، و قالت وكالات الأنباء أن سلوكهم كان غير طبيعي، و كأنهم أفراد جهاز أمني مهمتهم حشد كل ما يستطيعون من الأنصار و إن كان بالمال، لأجل ملئ الملعب و تقزيم دور المشجعين الأمريكيين.

         و بينما المقابلة تميل إلى المنتخب الأمريكي في موقعة “الثمامة”، كان المنتخب القطري في “ستاد البيت” بمدينة الخور يلعب لاستعادة شرفه الكروي بعد خسارتين قاسيتين، لكن ما نقلته عدسات الكاميرات عبر العالم و حرك مشاعرنا، كانت الجماهير الجزائرية التي غصت بها المدرجات، و المصيبة أنها لم تأتي لمؤازرة منتخب قطر، و لا لدعم الهولنديين…، بل جاءت لتشتم طيلة الـ 90 دقيقة حكم المقابلة الغامبي “باكاري غاساما”، حيث رفعوا في وجهه لافتات بكل اللغات تدعو عليه بالهلاك و الأمراض و الخسران…، فتحولت مشاهد الجماهير الجزائرية إلى حديث الإعلام الدولي، و إلى مستملحات يتندر بها المدونون الذين أطلقوا على الجماهير الجزائرية وسم #جماهير_للكراء، فيما تعجب آخرون بأنها المرة الأولى في نهائيات كأس العالم الذي تحضر فيها جماهير منتخب غير مشارك و تهتف باسم منتخبها من المدرجات “1-2-3 فيفا لالجيري”، فيما التطاحن على أرضية الملعب بين جنسيتين من خارج القارة التي ينتمون إليها.

        ما فعلته الجماهير الجزائرية في ملعب “الثمامة”، كرره الأخ القائد و هو يشارك في قمة التصنيع و الاقتصاد و التجار بدولة النيجر، حيث روجت الحسابات و الصفحات و المواقع الإعلامية التابعة للبيت الأصفر المًصنّع للفشل، صورا للأخ القائد “إبراهيم غالي” من داخل مؤتمر القمة و هو يجلس إلى جانب الرئيس الموريتاني “محمد ولد الغزواني” الذي بدا متجهما و منزعجا و متجاهلا للحديث مع الأخ القائد، و لن نخوض في قراءة الصورة، حتى لا نرجم بالغيب و لا نمارس التنجيم في التحليل، بل نحن مضطرين في هذا المقال لدراسة المشاركة الصحراوية و تأثيرها على التجارب الصناعية في إفريقيا، لأن ظهور الأخ القائد في الصف الأمامي إلى جانب موريتانيا، في قمة اقتصادية – إستثنائية، فرض علينا جدال مهينا يصعب إنهاءه، و عرضنا كدولة صحراوية و كشعب لكمية من الانتقادات يصعب تحملها أو تبريرها.

        أيها القارئ الصحراوي الكريم عليك أن تفهم بداية الأسباب التي جعلت “قمة نيامي” استثنائية، و التي تقول المصادر و المراكز الاقتصادية الإفريقية و حتى الأوروبية، أنها جاءت بطلب من الولايات المتحدة الأمريكية، و التي أوعزت إلى الإتحاد الإفريقي بتنظيم قمة للتصنيع و التجارة، و أن ينجز هذا الإتحاد تقارير عن التجارب الصناعية الإفريقية الممكن دعمها أمريكيا، و القريبة من النجاح أو تلك التجارب التي حصلت على أختام النجاح و أثبتت قدرة كبيرة على التطور و رفع تحدي المنافسة و الجودة…، و نجت من الأزمة الاقتصادية زمن الجائحة، و هناك معلومات تفيد بأن الولايات المتحدة أرادت من القمة النيجيرية أن تكون ممهدة للقمة الإفريقية – الأمريكية المقبلة، التي أعلن الرئيس الأمريكي “جو بايدن” أنها ستكون منتصف ديسمبر المقبل، و التي قال عنها البيت الأبيض في بيانه “أن القمة تظهر التزام الولايات المتحدة تجاه إفريقيا، وتؤكد على أهمية العلاقات بين بلاده وإفريقيا، وزيادة التعاون بشأن (الأولويات العالمية المشتركة)”…، و هنا يتضخم السؤال ليصبح حالة مزمنة، هل ستشارك جمهوريتنا في القمة الأمريكية… !!؟

       سؤال لن نجيب عليه لأن الأمر أضحى من المسلمات بعد الاعتراف الأمريكي، لكن علينا أن نشير إلى أن مشاركة الأخ القائد في “قمة نيامي”، هي بغاية الخطورة و الضرر على القضية الصحراوية، و سنفرد جميع المعطيات التي تشرح كيف تضر هذه المشاركة بالشعب الصحراوي، حيث حضرت الدول الإفريقية القوية إلى النيجر لعرض تجاربها و الكشف عن أرقامها و طموحاتها الاقتصادية، و أن قادة هذه الدول شاركوا بوفود تضم رجال اقتصاد و خبراء صناعات و مهندسين و خبراء و مدراء بنوك…، و لم يحضروا لمناقشة القضايا السياسية و الخلافات الدبلوماسية، و أن الجزائر مثلا تحدث وزيرها الأول بموضوعية في عرضه، و كشف تطور أرقام اقتصاد بلده، و قال أن خطة الإقلاع مكنت الجزائر من تطوير صادرتها الصناعية و التحويلية خارج المحروقات، و أن الأرقام تتحدث عن انتقال المؤشرات من الملياري دولار كرقم معاملات خارج المحروقات، إلى سبعة مليارات بنهاية الربع الثالث من هذه السنة…، و إن كانت هذه الأرقام يراها الاقتصاديون لا تليق بدولة بحجم الجزائر، التي تعتمد على الريع الطاقي، و تكاد تعادل أرقام دول موريتانيا و تشاد و الموزمبيق…، و أن دولة كينيا – على سبيل المثال- تمكنت من التفوق على الجزائر اقتصاديا، فيما استعرضت جنوب إفريقيا تجربتها الصناعية الهائلة و سيطرتها على الأسواق في دول جنوب القارة، نفس الأمر يقال عن التجربة المصرية و النيجيربة و الصومالية و الأوغندية، فيما كشف ممثل الرباط  أرقاما صادمة عن صناعات متطورة؛ كصناعة الطائرات و صناعة أجزاء الأقمار الصناعية و الرقائق الإلكترونية الدقيقة جدا و صناعة السيارات، وسط حديث عن تصدير المغرب هذه السنة أزيد من 200 ألف محرك سيارات إلى شركة IVECO الفرنسية – الإيطالية، و أن السنة المقبلة يتوقع وصول الرقم إلى نصف مليون محرك، و أضاف ممثل الرباط بأن المغرب تعتزم طرح سيارة مغربية مائة بالمائة بداية سنة 2023، و أنها ستكون تنافسية جدا و موجهة للسوق الإفريقية بشكل كبير.

      الآن و مع وجود هذه التجارب الصناعية و التجارية الضخمة، كان لازما على الدولة الصحراوية عدم الاكتفاء بالتقاط سيلفي للرئيس “إبراهيم غالي”، و هو في الصف الأمامي مع القادة الأفارقة، و كان القياس أن يحرص الإعلام الصحراوي على نقل كلمة الأخ القائد و هو يتحدث عن خبرته في صناعة  الحرمان و الآلام للشعب الصحراوي و إنتاجه لأجيال جديدة من الأيتام و الأرامل و أرقام المعاملات التي حققها معمل تدوير النفايات الذي دشنه مؤخرا، و  عن الطموح الصحراوي الصناعي و عن أرقام القطاع في الدولة الصحراوية،و يكشف لنا عدد المهندسين الذين جرى دمجهم في سلاسل الإنتاج، و أهداف الدولة الصحراوية في غزو الأسواق الآسيوية و الأمريكية…، لكن المصيبة أن ما تسرب إلينا من القمة عبر غرف النقاش، تقول بأن الأخ القائد حضر القمة رفقة جيش من “الهنتاتة” تتقدمهم مستشارة الأخ القائد المكلفة بالوطن العربي “النانة لبات الرشيد”، و أن القائد طالب بإدراج مناقشة قضية المعاناة التي يعيشها اللاجئون بسبب تراجع أعداد المانحين، و طلب الدعم من الدول الأفريقية لرفع مستوى المساعدات الموجهة للشعب الصحراوي، لكن رئاسة القمة رفضت الأمر، مما أضطر الأخ القائد للمشاركة كمستمع… 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

  

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد