Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

“بوريطة” يزور عددا من الدول في وقت قياسي و القيادة الصحراوية تهدد بالمتابعة القضائية لكل دولة شاركت في تصنيفها بالإرهابية… !!

بـقـلـم : بن بطوش

       يبدو أن ثمة أمرٌ انكشف للعالم، و أن الاستراتيجيين قرروا تغيير قواعد التحرك، بل الأكثر أن الذين يحددون مصير هذا العالم كل صباح من داخل البيت الأبيض قد قرروا مآل قضيتنا الصحراوية و يشتغلون لجعله واقعا؛ ذلك أننا – قبل سنوات- من إدمان وجع  و آلام قضيتنا صحفيا…، كنا نُنادي و نٌلقي إلى البيت الأصفر القاتم بالقول اللين، لعل غربانه تتذكر أو تخشى، ثم ناديناهم بالشهيد الحافظ إلى الانتباه و هم يرفلون في حقل الألغام، كنا نخبرهم أن القضية يجب أن تكون خالصة للشعب الصحراوي، و أن لا يتصرفوا كالمرأة التي تُمضي شبابها تبحث عن رجل تخضع له، لكنهم تجاهلوا أوراقنا الاستشارية و كان لديهم ظمأ الخضوع، و جعلوا الطموح الجيواستراتيجي للحليف الجزائري فوق دماء الصحراويين، ثم حصلت الكارثة و حصل الاعتراف الأمريكي، و عوض أن يصلح البيت الأصفر اعوجاج أركانه السياسي و الدبلوماسي، راح يبحث عن سيد أكثر شراسة و أكثر حقدا كي يخضع له، ليحصل التقارب الحرام مع طهران و “حزب الله”.

      اليوم وزير خارجية الاحتلال المغربي، “ناصر بوريطة”، يطير بين العواصم عبر العالم، و لم يعد يحمل في حقيبته مقترحات كثيرة من أجل التفاوض، بل حتى “مقترح الحكم الذاتي” لم يعد أولوية لديه، لأن أهداف الرباط اليوم هي حشد الدعم الدولي من الدول المؤثرة للوصول إلى النصاب الذي يسمح بتصنيف  تنظيمنا السياسي (جبهة البوليساريو) كحركة إرهابية، و يمكن من سحب ملف النزاع  من اللجنة الرابعة… و الغريب أن الصفحات شبه الرسمية للقيادة الصحراوية و الحليف الجزائري تؤكد أن القيادات الصحراوية و الجزائرية خارج السياق، و لم تستطع فهم تحركات “بوريطة” في أكثر من دولة في الأيام الأخيرة، الذي عاد إلى فرنسا و إسبانيا من أجل ما يبدو ظاهريا أنه تأكيد للاعتراف، بينما هو في الواقع بحث عن حياد فرنسي إسباني لمنع أي خطوة أو صحوة ضمير لتصنيف قيادتنا في لائحة الحركات المسلحة المارقة كـ “حزب الله” و “الحوثيين” و “بوكو حرام”…، و تجنبا لأي موقف أوروبي يمكن أن يتأثر بالتحركات الجزائرية أو أن يراهن على مصالح مستقبلية مع قصر المرادية.

      التحركات الدبلوماسية للرباط بين دول أوروبا الشرقية يؤكد أن النظام المخزني يسارع الزمن لكسب الأصوات التي لا تتوافق في سياستها مع واشنطن، بمعنى أن الدبلوماسية الأمريكية أعطت الضوء الأخضر لأسطولها و هيئاتها السرية و العلنية عبر العالم، من أجل التحرك داخل الدول الصديقة لأمريكا لتحصيل الدعم الكبير للرباط في خططها التي تروم تصنيف ممثلنا الشرعي كحركة إرهابية و لإغلاق الملف و إخراجه من اللجنة الرابعة، و تفكيك البعثة الأممية بالمنطقة، “المينورصو”، و تعويضها بهيئة لتنزيل مخطط الحكم الذاتي، بينما ستتكفل الرباط بحشد الدول التي لا تتوافق سياستها مع واشنطن أو تلك التي لها تأثير في مجلس الأمن و الأمم المتحدة، لكنها لا تخضع لضوابط السياسات الخارجية الأمريكية، كما هو الحال بهنغاريا و كرواتيا و إيستونيا الذين يرفضون الدعم الغربي لأوكرانيا و يميلون للطرح الروسي، و كذلك إسبانيا التي دخلت في صراع مع البيت الأبيض بعد إقدامها على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، و فرنسا التي لها رأي يخالف واشنطن في حرب أوكرانيا و تدعم “زيلينسكي” بشكل مطلق، و تخشى الرباط من تأثير هذه الخلافات على خطط الحكم الذاتي و شيطنة البوليساريو.

      المضحك في القصة هو ردة فعل قيادتنا الصحراوية في الرابوني، المنشغلة هذه الأيام بتنظيم مؤتمرها العمالي،  و التي يبدو أن “دي ميستورا” خلال زيارته أبلغها بأن العالم أصبح يراها من زاوية مظلمة، و مع  أن قيادتنا الصحراوية أخذت علما بما يُدبر ضدها لتصبح في مقام “حزب الله” بشمال إفريقيا، إلا أنها بدل العمل على توضيح صورتها كحركة تحررية أصدرت بيانا تُهدد فيه حكومات العالم بالمتابعة القضائية، في حال نعت “الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب” بالإرهابية، …. ليبقى السؤال تحت أي صفة سترفع  هذه المتابعات القضائية؟ !!!…. ، هل باسم الجمهورية الصحراوية التي  تتجاهل وجودها الأمم المتحدة و مجلس الأمن و المحكمة الدولية؟ أم باسم التنظيم السياسي الذي  سيكون مفتقدا للشرعية  متى أُلصق به  نعت الإرهاب؟ … أم باسم الدولة الجزائرية… !؟

      الواقع يقول بأن المتضرر الأكبر في حال حصول  هذه المصيبة –لا قدر الله- ، و صدور لائحة باسم “الهنتاتة”  المفروض فيهم أنهم  سيصبحون قادة  و زعماء  للإرهاب…، فإن المتضرر الأكبر هنا سيكون  النظام الجزائري الذي سيصبح نظاما يأوي و يرعى حركة إرهابية، و سيصبح المواطن الصحراوي و بالخصوص المتواجد فوق التراب الأوروبي و الأمريكي أو الذي يصارع ليحصل على تأشيرة بحثا عن فرص أفضل في الحياة أمام خيارين؛ إما الادعاء بأنه جزائري أو مغربي أو موريتاني، حتى لا يرحل أو حتى لا يتابع.

      و الوضع في دولة الحليف الجزائري يخبرنا بأن سلطات الجزائر ليست في وضع يسمح لها بمعالجة قضية من هذا الحجم ترتبط بالإرهاب، و لا يمكن للجزائر أن تواجه أمريكا حاملة القلم و صاحبة المشروع و واضعة القواعد؛ لأن الولايات المتحدة الأمريكية تبني مشاريعها بمجلس الأمن بذكاء و خبث، و تستند في هذا التصنيف على التقارير المخابراتية و ما جاء في إحاطتي “دي ميستورا” و رئيس بعثة “المينورصو”؛ لأن من قرأ النصين بتمعن سيكتشف أن الرجلان نفذا تعليمات الإدارة الأمريكية بحذافيرها، و إدراج المبعوث الأممي لما قالته الفتاة الصحراوية بخصوص رغبتها في عدم الموت في أرض اللجوء و العودة إلى وطنها، فيه الكثير من الإشارات إلى أن  اللاجئين ملوا من حياتهم هناك و أن ما يحول بينهم و بين رغبتهم هي القيادة الصحراوية و الجزائر.

      الظرفية أيضا خدمت المحتل المغربي بعدما قتل الجيش الجزائري منقبين صحراويين بمخيم الداخلة، و تسبب العنف المفرط لهذا الجيش في إصابة آخرين لا يزالون تحت الرعاية الصحية بين الحياة و الموت، إذ نقل رئيس البعثة الأممية بأن المنطقة التي تتواجد بها المخيمات غير آمنة و أن فيها الكثير من التوتر و العصيان و الكثير من إطلاق النار، بينما في الجهة التي تسيطر عليها قوات الجيش المغربي يوجد الهدوء و التعاون…، و هذا يُزكي موقف الرباط و واشنطن بأن القيادة الصحراوية و الحليف الجزائري يمارسان ترهيب الساكنة في اللجوء و يمنعون عنهم أبسط حقوقهم و ينفذون الإعدامات خارج الإطار القانوني دون محاكمات، و يطلقون الرصاص الحي ضد مواطنين عزلّ.

 

        

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

        

        

 

        

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد