Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

بسبب دعم القاهرة للواء “خليفة حفتر” الرئيس “تبون” يفتح جبهة عداء جديدة مع الشعب المصري.

بـقـلـم:بن بطوش

        خلال التجمع الخطابي الأخير لمرشح الرئاسة الأمريكية و الرئيس السابق لأقوى دولة في العالم، وقف “دونالد ترامب” ببدلته الأنيقة و أفرد يديه بكل سطوة ثم قال؛ “قطر دولة جميلة، و أميرها صديقي، كانوا يدفعون لنا بسخاء، و لدينا أكبر قاعدة عسكرية داخل دولتهم…، هم يدفعون لنا كل شيء هناك…، و يخدمون جنودنا جيدا…، حتى مبنى سفارتنا قدموه لنا هدية، و ينظفونه على الدوام، شكرا قطر…”، كلام “ترامب” لا يحتاج إلى قراءة عميقة، لأن الرجل استحيا أن يشكر قطر على هدية الراحل “هنية”، و سياق ذكره لقطر كان في إطار تقييمه لسياسة أمريكا في الشرق الأوسط و مدى ولاء دول الممانعة للبيت الأبيض… !!

         قبل أيام من شهادة”ترامب” للقطريين أنهم أكثر الأنظمة الخليجة لطفا و حنية و تسامحا و سخاءا و إرضاءا… لأمريكا، كانت الصحف الأمريكية قد أفردت صفحاتها للتغني بالنظام القطري و نشرت صورا لرئيس الموساد الإسرائيل و هو يتجول في سوق “واقف”، و وشح الكونغرس كبير الأمنيين القطرين، و اليوم يخرج “ترامب”ليعترف برضاه على القطريين، و يبارك لطفهم و سخائهم و يداعبهم بكلمات مستفزة للمشاعر، و كأنه أراد أن يقول للدوحة شكرا على الهدية الثمينة، فأنتم تدهشوننا بسخاء طاعتكم و لين استجابتكم…، خصوصا و أن قطر – حسب مصادر أمريكية – تضغط على حماس من أجل حصر مطالبها في العودة فقط إلى وضع ما قبل الـ 07 من أكتوبر، تخيلوا مع حجم الخسارة، كل ذلك الدمار لأجل العودة لوضع ما قبل السابع من أكتوبر… فقط.

        الرئيس السابق لأمريكا يشعرك أنه ببراءة الطفل الصغير الذي إن تركته مع الزوار يبوح بكل شيء، لا حدود لاعترافاته، و في نفس الوقت يشعرك أن ثمة تناغم داخل الإدارة الأمريكية الحالية و أن توجهات المرشحين جزء من خطة طريق هذا البلد، و كأنهم على مذهب رجل واحد، فما استحيا البيت الأبيض من ذكره بشكل مباشر، جرى على لسان الرجل الذي يخشى الجميع عودته إلى كرسي الحكم لأجل قيادة واشنطن.

        في مقابل التجربة الانتخابية الأمريكية نفتح العين على التجربة الانتخابية في مكة الثوار، حيث أطلق الرئيس الجزائري الذي يوشك أن يدخل عهدة ثانية تصريحات عشوائية، أصابت العلاقات الجزائرية المصرية بتصدع فج، فالرجل تأثر بالنموذج الأمريكي و أراد أن يكون “ترامب” العرب على شاكلة “فلورنس” العرب…، أراد أن يكون النسخة الجزائرية المتفوقة على النسخة الأمريكية الأصلية، و يعبر الخطوط الحمراء دون عودة، و هو يبوح بالمحظورات أمام وسائل الإعلام و لا يخشى الانتقاد، لكنه تحت تأثير جرعات زائدة من الحماس أخطأ إختيار العبارات، و تسبب في حرب كلامية بين الشعب المصري و الشعب الجزائري، و القياس أن كل ما أراده “تبون” هو فقط لتوريط مصر مع الرأي العام العربي من المحيط إلى الخليج، لعلمه المسبق أن وصفة الخطابات الناصرية و البعثية تجرف سواد الأمة العربية و تقودهم كالعميان، و أراد أن يقول لهم أن الجزائر تمتلك حلا قويا و حازما و قاهرا للكيان الغاصب، و أن الجيش الجزائري هو منقذ الفلسطينيين…، لكن النظام المصري يمنع وصول الجيش الجزائري إلى أحبابه الفلسطينيين و يحرم الفلسطينيين من عناق المحررين الجزائريين.

        ظاهريا يبدوا كلام الرئيس الجزائري، عشوائيا و غوغائيا و شعبويا، لكن بالبحث عن خلفيات التصريح، يتضح أن الرئيس الجزائري أراد أن يشيطن مصر عن قصد،لأجل تصفية لحسابات جيو-استراتيجية مع نظام “السيسي”، و بحثا عن نصر معنوي أمام القاهرة التي تدعم بالسلاح و الاستخبارات و تقدم التغطية الجوية لقوات اللواء الليبي المتمرد “خليفة حفتر”، و تقف إلى صف الروس للسيطرة على الحقول الغازية المشتركة بين الجزائر و الليبيين من غدامس و حتى مثلث السلفادور…، حيث النقطة الحدودية العمياء بين ليبيا و النيجر و الجزائر…، غضب الجزائر على مصر جاء بعد علمها من مصادر فرنسية، بأن نظام “السيسي” تحصل مقابل خدماته العسكرية لـ “حفتر” على كعكة شهية من برنامج إعادة إعمار طرابلس بعد الفيضانات، بمنح أضخم شركة تشييد هندسة مدنية مصرية “شركة الهندسة المقاولون العرب”، صفقات إعادة إعمار داخل ليبيا بملايير الدولارات، مقابل مساعدة و دعم اللواء “حفتر” عسكريا في عمليات تأميم الغاز الليبي و توحيد البلاد.

        المصيبة ليست في العداء المصري – الجزائري داخل التراب الليبي، بل في الأسلوب الذي أراد به الرئيس الجزائري استفزاز مصر و تأليب الرأي العام في الشارع المصري و العربي عليها، اعتقادا من قصر المرادية أن إخوان مصر، حين يعلمون أن ما يمنع الجيش الجزائري عن بناء ثلاثة مستشفيات و إدخال 10 شاحنات من الأكل و الشراب لإنقاذ الفلسطينيين و تحريرهم هو النظام المصري، فسوف يخرجون لميدان التحرير و يريقون الدماء و يسقطون “السيسي”، و دعم “تبون” قوله بإرسال كلاما مشفرا إلى الإخوان حين قال و هو يشير إلى نفسه “عندنا ما نديروا…”، حتى يلتقطها المواطن العربي و يؤولها بعاطفته القومجية، بأن الرئيس الجزائري كان يقصد أن المستشفيات ستكون حصان طروادة و ذريعة لدخول غزة، و سيتحول هذا الجيش من مهمة العلاج إلى جيش محارب، كل فرد فيه بقوة 20 حصانا، ثم سيخرج ليواجه الجيش الإسرائيلي فوق أنقاض غزة، و يصفي حساباته مع الغاصبين و بعدها يحدث النصر الموعود.

        فإن كان من أوحى للرئيس في دولة الحليف بهذا القول هم مستشاروه، وجب محاكمتهم بتهمة التضليل و تخليص البلاد من فكرهم السينمائي، أما إن كان ذلك الكلام من بنات أفكار الرئيس الجزائري نفسه و من تطوير مشاعره، فالأمر خطير جدا، و وجب إخضاع الرجل لإختبارات السلامة النفسية، و الأهلية العقلية أو تعطيل مشاعره طبيا، و أكثر التعاليق المصرية التي تنمرت على الرئيس الجزائري، هو ما قاله صحفي من جريدة الأهرام، بأنه يحمد الله أن الجزائر ليست دولة نووية و أن الرئيس “تبون” لا يملك مفاتيح الإطلاق النووية، و إلا لكان حقده على العرب قد أنهى تاريخ هذه الأمة منذ بداية عهدته الأولى.

 

 

        

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

 

 

 

 

       

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد