Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

قراءة في إعلان الشراكة المبتكرة و المتجددة بين أبوظبي و الرباط (الجزء الأول)

بـقـلـم:بن بطوش

         و كما عودناك أيها القارئ الكريم، فإن مدخل هذا المقال سيكون لتطورات الوضع في غزة الجريحة، حيث أعلن الاحتلال الإسرائيلي أن جيشه باشر عملية ضخ مياه البحر في الأنفاق بغزة، باستخدام خمسة مضخات عملاقة كل واحدة منها – حسب صحيفة “الوول ستريت جورنال”- قادرة على تحويل آلاف الأمتار المربعة في دقائق، و لها القدرة على إفراغ البحر الأبيض المتوسط في أسابيع، و أضافت “الوول ستريت” أن عملية غمر الأنفاق جاءت بعد فشل تجارب القنابل الهلامية لغلق منافذ الهواء، و أن خطة إغراق الأنفاق قد تُنهي مقاومة “كتائب القسّام”… !!

         و أذاع الإعلام الإسرائيلي عبر قنواته الرسمية أن وزيرة التعاون الدولي في وزارة الخارجية القطرية، “لولة الخاطر”، التي زارت غزة عبر معبر رفح، رفقة وفد قطري خلال فترة الهدنة، تمكنت من إخراج أسرة قائد حماس في غزة “يحيى السنوار” التي كان أفرادها يعيشون تحت الأرض في الأنفاق، في إطار الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة قطرية…، و بالتزامن مع نشر هذا الخبر أعلنت فرنسا أنها جمدت كل أرصدة “السنوار” لينفجر – بعد تداول الخبرين -غضب الغزّاويين المهاجرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، و هم يطرحون مئات التساؤلات عن السبب الذي يدفع قطر إلى إخراج أسرة “السنوار” و تجنيبهم سيناريو الانتقام الإسرائيلي، فيما باقي الأسر داخل غزة تدفع فاتورة الحرب التي لم تخترها و لم تقرر فيها و لا رأي لها في أحداثها و تساءلت حسابات غزاويي المهجر عن الأرصدة البنكية التي جمدتها فرنسا و التي تعود لـ “يحيى السنوار”، إذا ما كانت مجرد فقاعة إعلامية تريد فرنسا بها لفت الانتباه و تمزيق وحدة المقاومة؟ أم أن الأمر يتعلق بتهريب فعلي للأموال و أرصدة سرية بأسماء القياديين في “حماس”… !!؟

         لا أحد يُنكر مدى خبث النظام الفرنسي الذي سبق له أن كان حجر عثرة أمام ملف قضيتنا الصحراوية بالأمم المتحدة و مجلس الأمن، و سبق له أن أهان قائد الجيش الجزائري “شنقريحة” على مرأى و مسمع من العالم، بمنحه خوذة المحارب الفرنسي، و ورطه في صورة مهينة أمام وسائل الإعلام التي حولته إلى مجرد جندي في الجيش الفرنسي و ليس كبير المسؤولين العسكريين في دولة ذات سيادة، خصوصا بعدما نجحت فرنسا في دفعه للتوقيع على اتفاقيات شراء أسلحة أخرجتها فرنسا من الخدمة و حملته مسؤولية إرسالها إلى مالي…

      فرنسا اليوم تحاول العبث مع الرباط بنفس المنطق، لكن في بعد آخر و بمستوى أشد تعقيدا، لأنها ترى في النظام المخزني خصما صعب المراس، و بمجرد أن نقلت عدسات الإعلام العالمي صور الاستقبال الأسطوري الذي خصصه حاكم الإمارات العربية، “محمد بن زايد آل النهيان”، لملك المغرب  حتى أصيب  قصر الإليزيه بالجنون و سرّب  لإعلامه خبر توقيع الرباط بشكل سري لاتفاق مع إسرائيل من أجل تصنيع قمر صناعي داخل المغرب بتكنولوجيا النانو المتطورة جدا، و التي طورها علماء إسرائيليون بالشراكة مع شركات هندسة إمارتية و الجيش المغربي.

         تسريب فرنسا لهذا الخبر بالتزامن مع زيارة ملك المغرب إلى أبوظبي، تريد عبره باريس أن تخبر النظام المغربي أنها على إطلاع بخفايا الأسرار التي تشاركها المملكة مع حلفائها الجدد و القدامى، لكنها بالمقابل نشرت عبر جرائدها أنها تضغط على منظمة “الفيفا” من أجل أن ينال المغرب شرف احتضان مباراة نهائي كأس العالم 2030…، و الإعلام الفرنسي بهذا التناقض يكون قد طرح أمام الرباط خيارين؛ أحدهما جمرة و الآخر تمرة…، و كل هذا رغبة من باريس في أن تجد لشركاتها صفقات مربحة تعوضها عن خسائرها في إفريقيا جنوب الصحراء، حيث عوضت الشركات المغربية نظيرتها الفرنسية، و حيث ستنزل الشركات الإماراتية المغربية بكل ثقلها بعد الشراكة التي وقعها ملك المغرب مع حاكم الإمارات العربية، و التي وصفها الإعلام الجزائري بـ “التحالف الاقتصادي و السياسي و الدبلوماسي الخطير”. 

         النظام الجزائري استشعر الخطر من ردة فعل فرنسا و أيضا انطلاقا من فخامة مراسيم الاستقبال، التي أظهرت أن “العلاقات بين الرباط و أبوظبي تتجاوز الصداقة إلى الأخوة في الدم” ،  و هذه العبارة يعرفها مقاتلو الخنادق و الجبهات الملتهبة  في جيشنا الشعبي،… هذا الاستقبال أُريد له أن ينقل صورة على أن المغاربة و الإماراتيين يتشاركون المصير… و هنا نفتح قوس السفير الإماراتي الذي أثار الجدال في الجزائر قبل شهر من الآن، حينما سأله دبلوماسي جزائري عن موقف الإمارات إذا ما شبت الحرب بين الجزائر و المغرب، فأجابه على الفور أن  الإمارات ستدعم المغرب بكل ما أوتيت من وسائل…

         الجزائر تعرف أن روسيا منشغلة بحروبها و أن حلفاء الرباط أقوى بكثيرفي الظرفية الحالية، و حجم الاتفاقيات التي وقعت و التي سُمح للإعلام بتغطيتها تكفي لتجعل نظام الحليف الجزائري يعلن حالة الاستنفار على كل الأصعدة، لكن الاتفاقيات التي لم يتم الإعلان عنها، و التي أشارت فرنسا إلى أنها على دراية بها من خلال تسريب صفقة القمر الصناعي السرية…، دون شك هي من دفعت الجزائر لاستعطاف أمريكا عبر “جون بولتون”، أستاذ “جوشوا هاريس”، و تحميله رسائل تتضمن الشروط الجزائرية لإنهاء حالة الاحتباس بين الجزائر و الرباط حتى لا تنفلت الأمور و تخرج عن السيطرة.

       و حسب ما سربه “جوشوا” للإعلام الأمريكي فإن الجزائر تشترط بأن تراقب أمريكا صناعة الأسلحة داخل المغرب، و أن تقدم الرباط و إسرائيل تعهدا بعدم الهجوم على الجزائر، و أن تسحب الرباط كل مطالبها الترابية في الصحراء الشرقية، و توقف التحرشات الإعلامية على جميع المنصات…، كشروط للجلوس على الطاولة و مناقشة النقاط الخلافية، فيما الرباط تشترط تفكيك مخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف.

         بعد زيارة ملك المغرب للإمارات و إعلان ذلك الكم من الاتفاقات التي جرى توقيعها، يمكننا أن نحكم على أن الوضع تعقّد كثيرا، حتى الإعلام الإسباني أشار إلى أن الرباط انتقلت إلى مستوى متقدم من التنمية، و أن لها  رؤيا إمبراطورية لصناعة تتعدى الجوار الأوروبي، و أنها اشتغلت على مشاريع فرعونية و حوّلتها إلى واقع، و لم يُعجزها نقص السيولة و التمويلات في ظل ظرفية عالمية متأثرة بالحروب و الأزمات الاقتصادية، حيث أصبحت الرباط تنافس الصين و أمريكا و الهند و الاتحاد الأوروبي بكل دوله، بعدما أصبح لها مشروعها الخاص، الذي يتساوى في القيمة الاقتصادية مع طريق الحرير الصيني و طريق الذهب التجارية الأمريكي،  ذلك أن الرباط ستطلق طريق الطاقة، و تعلن عن ولادة إمبراطورية طاقية مغربية تتحكم في الاتحاد الإفريقي عن بكرته و تركز قراره في الرباط، و تفرض على بروكسيل خفض جناح الاتحاد العجوز أمام مصالح السلطات المغربية…

         و قال الإعلام الإسباني أن الرباط تمكنت من الحصول على 30 مليار دولار كتمويلات لمشاريعها المستقبلية، فيما الإعلام الفرنسي تحدث عن استثمارات تتجاوز الـ 120 مليار دولار، و سنوافيكم بتفاصيل الاتفاقيات و درجات قوتها و مستويات خطورتها على الحليف و القضية الصحراوية، و كيف أصبحت الرباط دولة  بمقومات أوروبية داخل القارة المنكوبة… !!

 

 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

 

تنويه: نخبركم أننا أنشأنا قناة على اليوتوب (SAHRAWIKILEAKS MEDIA)، لذلك نرجو منكم الدعم بالاشتراك في القناة

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد