Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

الرئيس الموريتاني يزور الرباط بعدما تلقى تهديدات مُبطَّنة من “تبون” و “شنقريحة” بتدبير انقلاب عليه

بـقـلـم : بن بطوش

      يقول أحد المغامرين من عشاق رياضة تسلق الجبال الخطرة، أنه أمضى ثلاثة أيام يُصارع الحواف الحادة و الشاهقة على جبل كليمنجارو في عمق قارة إفريقيا، و كادت  قدماه  أن تزل مرتين من ارتفاع مخيف، و عانى كثيرا من صلابة الصخور التي كانت ترفض  اختراق أوتاده التي كان يثبتها بين الشقوق، و في نهاية مغامرته وصل إلى قمة الجبل…، حيث تفاجأ بإطلالة عنزة و هي تنظر إليه مع شمس الظهيرة بهدوء و كأنها نزلت  فوق قمة الجبل من حوّامة، و لا أثر للعياء عليها… !!، ظل يتأملها و أنفاسه متقطعة إلى أن انتهت من تحذيقها فيه ، ثم راغت  عنه تقفز برشاقة و هي تنزل عائدة إلى سفح الجبل، و بعد أن التقط أنفاسه تجول في القمة ليجد آثارا كثيرا لروث قطعان الماعز…، ثم نشر على حسابه بمنصةX صورة سيلفي تجمعه مع العنزة الرشيقة، و دوّن ما يلي: “ما تُكافح من أجله و ما تراه أنت إنجازا عظيما بعد شقاء، قد يكون مجرد روتين يومي لعنزة رشيقة… !!

      الرابط بين مقالنا و قصة مغامر تسلق الجبال، هو الحملة الإعلامية المخيفة التي أطلقها إعلام الحليف الجزائري بإعلانه أن بلاده ستترأس في بداية السنة القادمة مجلس الأمن لمدة شهر كامل، بعدما قضى وزير خارجيته “أحمد عطاف” شهورا و هو يتنقل بين العواصم، في رحلات مكوكية، بحثا عن الدعم، و حتى لا تُنفِّذ فرنسا تهديدها باستخدام حق النقض (الفيتو) لحرمان “مكة الثوار” من الرئاسة الشرفية لمجلس الأمن، التي انتظرها الجزائريون لأزيد  من عشرين عاما؛ و هي المدة التي مرت على آخر  رئاسة للجزائر لمجلس الأمن…

      لكن هذه الحملة التي أطلقها الحليف الجزائري يُقابلها صمت مطبق من إعلام العدو المغربي عن إنجاز قريب التحقيق لبلاده  بطعم الطعنة الغادرة لقضيتنا، و الذي من المتوقع أن يتم الإعلان عنه خلال سنة 2025، و هو إمكانية ظفر الرباط  بالعضوية الدائمة في مجلس الأمن عن قارة إفريقيا، و بالتالي  امتلاكها  حق النقض عن القارة المقهورة، و الأخطر أن وسط هذه التطورات و التسريبات التي نُقدمها إليك أيها القارئ بشكل حصري، تسرّب إلى الإعلام خبر يُفيد بأن وزير الخارجية الروسي، أبلغ النظام الجزائري بأنه موسكو ستعترف بسلطة الرباط على الصحراء الغربية، و أن هذا الاعتراف قرار سيادي لفيدرالية روسيا، … و حتى الآن لم تبدي الجزائر أي ردة فعل!!

      لا تفزع أيها القارئ لأن ما نقدمه له ليس محض تنجيم أو رجم بالغيب و ليس بشعوذة إعلامية، بل  هي معطيات صحفية ننفرد بنشرها على هذا الموقع الحر، لهذا فتبجيل الإعلام الجزائري لقوة دبلوماسية  بلاده التي ستجعله يترأس مجلس الأمن لمدة شهر فقط، و ما أنفقه قصر المرادية لتحقيق الأمر وسط حديث عن صفقة بيع غاز بثمن تفضيلي لـ”أبي أحمد”، رئيس وزراء إثيوبيا، مقابل الحصول على صوت هذا البلد كتزكية في الكواليس، يكاد لا يقارن مع إنجازات المحتل المغربي التي أصبحت بالنسبة  له مجرد روتين دبلوماسي ينجزه معاونو ” ناصر بوريطة” في زيارات لا تحظى بأية تغطية إعلامية…، و نحن هنا لا نشمت في الحليف الجزائري و لا نُعظِّم من شأن المحتل المغربي، و لكن الحال الذي أصبحت عليه دبلوماسية حليفنا التي كانت وبالا على قضيتنا الصحراوية يدعونا للقلق و لجلد  الذات بالسخرية السوداء كسبيل للتنفيس عن أوجاعنا ….أو كما يقول المثل المغربي:”كثرة الهم تُضحِك”.

      ذلك أن الرئيس الموريتاني “ولد الغزواني” و مباشرة بعد استقباله الزيارة الاستعراضية للرئيس “عبد المجيد تبون” إلى نواكشوط مخفورا بالمقاتلات، و اللقاء الذي أجراه معه،  و تسريب بعض التفاصيل مما جرى بينهما، تخبرنا  بأن حوارا غير ودي دار بين الرجلين، حيث وجّه الرئيس الجزائري، تنفيذا لأوامر “شنقريحة”،  إلى نظيره الموريتاني تهديدات مُبطّنة، بعد أن أخبره بأن  النظام الجزائري هو من يتحكم في تنصيب و حماية الأنظمة  الحاكمة في محيط الجزائر و التي تعتبر عمقا استراتيجيا لقصر المرادية، و أنه سبق للجيش الجزائري أن منع سقوط طرابلس في يد قوات “حفتر”، و منع الانقلاب على “قيس السعيد”، و أخبره بأن عدم انضمامه إلى الاتحاد الشمال إفريقي الجديد، كبديل للاتحاد المغاربي،  فيه مغامرة كبيرة بمصالح موريتانيا و بمصير البلاد…، و ذكّره بأن ثمة وعود قطعتها موريتانيا للجزائر يجب الوفاء  بها، خصوصا تلك التي المرتبطة بالربط الطرقي بين البلدين.

      و على ما يبدو فإن الرئيس الموريتاني  التقط إشارات التهديدات  الجديدة بأن بقاءه في السلطة رهين بإذعانه و خضوعة للجزائر،  و لم ينسى بأن “تبون” سبق و أن وصف موريتانيا في إحدى حواراته الصحفية بالدولة الضعيفة و  يتذكر كذلك بأنه تعرض لحادث مؤسف عند زيارته إلى الجزائر لإطلاق أشغال معبر “تندوف – الزويرات”، إذ تعرض موكبه خلال العودة إلى هجوم بسيارة مجهولة و نتج عن الهجوم وفاة حارسيه الشخصيين.

      نعود إلى ملف الزيارة التي قام بها الرئيس الموريتاني “محمد ولد الشيخ الغزواني” للرباط، و التي عالجها الإعلام الجزائري بالهجوم على هذا الأخيرو  اتهامه بخيانة معاهداته مع الجزائر، و قال محلّلو القنوات الرسمية  الجزائرية بأن الرئيس الموريتاني غدر بالجزائر مقابل بعض المنافع و بعض الخضروات المغربية، و أن فرنسا ضغطت بقوة على الرئيس الموريتاني لإفشال الإتحاد الشمال إفريقي التي تقوده الجزائر،  و لإنجاح مبادرة الأطلسي و طريق التبر مقابل بضع وعود…

      لكن الإعلام في دولة الحليف تجاهل الزيارة الأخيرة لـ “تبون” و التهديدات الجزائرية للنظام الموريتاني، و قرر وصف زيارة ” ولد الغزواني” و لقاءه بملك المغرب بأنها  كانت مبرمجة، و أضاف بأن ذريعة علاج زوجته  كانت مجرد غطاء للزيارة من أجل إفشاء أسرار زيارة “تبون” إلى موريتانيا و طلب الحماية من الرباط، و الأخطر هو ما جاء على لسان بعض القياديين العسكريين الصحراويين،  من بينهم “أحمد ولد لعبيد” الملقب “بيتشو”، الذي شغل عدة مناصب من بينها مدير الدرك الوطني الصحراوي،   الذين طالبوا باحتلال موريتانيا بعد وصفها بالعدو اللدود.

      ساعات بعد هذه المطالب أعلنت الصفحات العسكرية الرسمية الجزائرية أن الجيش الجزائري اشتبك مع عدد من المقاتلين و تجار المخدرات و بعض الإرهابيين…، و قام بمطاردتهم داخل التراب الموريتاني وصولا إلى منطقة تيرس، التي سبق و أعلنها الجيش الموريتاني أنها منطقة عسكرية، و لم يتحدث أحد عن حصول صدام عسكري بين الجيشين الموريتاني و الجزائري، لكن الإعلام الفرنسي تحدث عن رسائل تحذيرية بعث بها كبير الجيش الجزائري “السعيد شنقريحة” إلى نواكشوط،  من خلال توغل الجيش الجزائري في الأراضي الموريتانية، مفادها أن تلك الزيارة التي قام بها إلى الرباط أزعجته و أقلقت راحته، و أن عليه العودة إلى محور الجزائر_تونس و نصف ليبيا، كي لا يضطر إلى مواجهة واقع العداء مع الجزائر.

      و حتى كتابة هذه الأسطر لا يزال الجيش الجزائري منتشرا في منطقة تيرس، و لا يزال الجيش الموريتاني يراقب تحركات الجيش الجزائري، و هو ما ينذر بتوترات مرتقبة بالمنطقة مع احتمال أن يتورط الجيش الصحراوي، و أن تنسحب القوات الجزائرية و تترك خلفها المقاتلين الصحراويين لإدارة تيرس في حال ضل الجيش الموريتاني عاجزا عن التدخل، و الهدف من هذه الخطوة ليس إخافة “ولد الغزواني” فقط، بل أيضا لمنع إكمال شروط الربط البحري مع دول الساحل، بتحويل  شمال موريتانيا إلى منطقة توتر عسكري، غير آمنة لعبور الشاحنات التجارية.

 

 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد