الأبعاد و العواقب المحتملة للمباراة المرتقبة بين المنتخب الصحراوي و فريق ملودية الجزائر بملعب “نيلسون مانديلا”
أعلنت عدة منصات إخبارية جزائرية و بشكل رسمي، أن ملعب “نيلسون مانديلا” ببراقي سيحتضن يوم 20 ماي 2023، حدثا استثنائيا للشعب الصحراوي العاشق لرياضة كرة القدم، و يتمثل في إجراء مقابلة صداقة بين فريق نادي مولودية الجزائر و المنتخب الوطني الصحراوي، و يتم الاستعداد خلال هذه الأيام لتحظى هذه المقابلة بتغطية إعلامية رسمية جزائرية، حيث ستبث عبر الأقمار الاصنطاعية بالقنوات الجزائرية الرسمية لتحقيق أكبر عدد من المتابعة.
و من المنتظر أن يثير هذا اللقاء الكثير من الجدل في الأوساط الرياضية داخل و خارج الجزائر، خصوصا و أن الإعلان عنه جاء مباشرة بعد الهزيمة التي مُني بها المنتخب الجزائري لأقل من 17 سنة أمام المنتخب المغربي، بحيث كانت نتيجة تلك المباراة تحمل خسارة مزدوجة؛ خسارة أمام منتخب “العدو الكلاسيكي” و في عقر الدار من الكأس الإفريقية، و إقصاء من المشاركة في الكأس العالمية لهذه الفئة السنية.
لذلك يرى الكثير من المتتبعين بأن برمجة مباراة لفريق جزائري مع منتخب الصحراء الغربية هو من أجل إثارة غيض الشعب المغربي و تنكيس فرحته بفوز “الأشبال” على “الهجارس” (جراء الثعالب)، و كذلك لتعكير الأجواء في حال فوز المنتخب المغربي بالكأس القارية يوم الجمعة 19 ماي 2023 أمام المنتخب السينغالي.
المباراة بين فريق مولودية الجزائر و المنتخب الصحراوي تطرح إشكالا آخر بخصوص طبيعة الأهداف المتوخاة منها، بحيث تمت برمجتها في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى الخمسين لاندلاع الكفاح المسلح (20 ماي)، بمعنى أن الهدف سياسي و ليس رياضي ، و بالتالي هناك خرق خطير لميثاق الاتحادين القاري و الدولي للعبة، ناهيك على أن توقيتها جاء بالتزامن مع تنظيم القمة العربية بمدينة جدة بالعربية السعودية، و كأن النظام الجزائري يرد بها على السعودية بخصوص مبادرتها التدخل للصلح بين الجزائر و الرباط.
المباراة تطرح كذلك إشكالا تقنيا و قانونيا حول إمكانية تعرض فريق مولودية الجزائر، و معه الاتحادية الجزائرية، لعقوبات من الاتحاد الإفريقي و الاتحاد الدولي للعبة، بسبب بند كان قد دسّه رئيس الاتحادية المغربية و الرجل الذي يقود الكرة الإفريقية و يتحكم في أعصابها، “فوزي لقجع”، عندما وافق على منح رجل الأعمال الجنوب إفريقي “موتيسيبي” التزكية للحصول على رئاسة الاتحاد، حيث اشترط تمرير هذا البند لمنع الطريق أمام ضم منتخب الدولة الصحراوية مستقبلا للاتحاد القاري، و يتعلق الشرط بضرورة الاعتراف الأممي للحصول على العضوية الكاملة، رغم أن الدولة الصحراوية كاملة العضوية في الاتحاد الإفريقي الذي تمثل الـ CAF جهازه الرياضي.
و حسب ما تحصلنا عليه من بعض المصادر، فإن السلطات الجزائرية ستحاول تفادي الوقوع تحت طائلة هذا البند، عبر تقديم المنتخب الصحراوي في سجلات الاتحادين القاري CAF و الدولي FIFA، على أساس أنه فريق من الهواة يلعب في الدرجات الدنيا من البطولة الجزائرية، و أحد ممثلي ولاية تندوف، بينما سيتم الترويج إعلاميا له كمنتخب لدولة الصحراء الغربية و يمثل اللاجئين الصحراويين، في تكرار لما يقع بدولة لبنان بسبب إشكال رغبة منتخب “حزب الله” المشاركة في الدوري اللبناني و البطولات الآسيوية تحت إسم فريق “العهد”…، و رغم أن هذا المنتخب يتم إخفائه في ثوب فريق بالدوري اللبناني، إلا أن الاتحاد الآسيوي كثيرا ما يعاقب دولة لبنان بسبب طبيعة مشاركاته و تسييسه للعبة و حمله أعلام حركة “حزب الله”.
هذا اللقاء سيعيد إلى أذهان الصحافة الرياضية نازلة مماثلة، حصلت سنة 1958، قبل استقلال الجزائر، حينما تعرض منتخب المغرب لعقوبات من طرف الفيفا، بسبب قبوله اللعب وديا مع “منتخب جبهة التحرير الجزائرية”، لكون أن الجزائر كانت لا تزال تحت نير الاستعمارالفرنسي، و كلف هذا التضامن المنتخب المغربي الحرمان من المشاركة في البطولات الدولية و القارية لمدة سنة… كما تحدثت الصحافة المغربية في حال عدم معاقبة الفريق الجزائري بعد هذا اللقاء، عن إمكانية استدعاء منتخب لقبايل و لاستضافته في لقاء ودي مع أحد فرق الصفوة بالبطولة المغربية كرد على هذا اللقاء.
عن طاقم “الصحراءويكيليكس”
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك
تنويه: نخبركم أننا أنشأنا قناة على اليوتوب (SAHRAWIKILEAKS MEDIA)، لذلك نرجو منكم الدعم بالاشتراك في القناة