Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

لماذا فشلت الجزائر في خلق نموذج أمني مُتميِّز فيما نجحت الرباط في تسويق تجربتها الأمنية دوليا؟ !!!

بـقـلـم : بن بطوش

         يبدو أن الرباط قد نجحت في احتواء الخلاف  بين مالي  و موريتانيا، و تسوية وجهات النظر بين الدولتين الجارتين، لكن المثير هو ما تسرب من الاجتماع، بعدما نقلت بعض الحسابات أن الماليين أبلغوا نظرائهم الموريتانيين، بأنهم تحصّلواعلى تقارير استخباراتية، عبر وسطاء دوليين ، مصدرها الأجهزة السرية الجزائرية، تتضمن على معلومات عن تحرك موريتاني غير ودي ضد مصالح باماكو في إفريقيا و حتى على الحدود بين الدولتين، و زادت تلك المصادر أن الماليين تحركوا لوقف الأمر بناءا على المعلومات التي وردت في التقارير، و أضافت تلك الحسابات أن دولة في شمال إفريقيا لعبت دور الوسيط لحل الخلاف بين الدولتين، هي من قدمت الأدلة على أن تلك المعلومات مغلوطة و أنها غير دقيقة، و تضم الكثير من التضليل و التأليف.

         و نحن على هذا الموقع الحر لنا اليقين بأن تلك الدولة ليست تونس _”قيس السعيد” و لا يمكنها حسب المعطيات أن تكون ليبيا _المجلس الرئاسي أو  ليبيا_”حفتر”، و لن تكون القاهرة التي تنآى بنفسها عن التورط في ما يقع بمحيط الحليف الجزائري، و لا نزال لا نمتلك أدلة على أنها دولة الاحتلال المغربي، و لك أيها القارئ الكريم أن تجتهد معنا لقراءة الأحداث، رغم أن التسريبات التي جاءت في الإعلام الفرنسي قبيل اللقاء الموريتاني – المالي، قالت أن الرباط اقترحت جلسة صلح بين الجارين في الرباط، و اقترحت تخفيض التصعيد الإعلامي بين الدولتين، و خلق لجنة عليا مشتركة لتدبير الأزمات بين البلدين و لإضاءة الزوايا الضبابية، و لفك النقاط الخلافية الموروثة عن الحقبة الكولنيالية بين البلدين… !!

         مجرد تقرير استخباراتي غير دقيق كلّف الجارين العديد من القتلى، و لموريتانيا عدد من الأسرى من المنتظر أن تطلق سراحهم باماكو بعد ساعات من اللقاء الأول…، و هنا نطرح سؤال تقليدي و بسيط، لماذا لم يسبق أن نُشِر َفي الإعلام بأن الجزائر سلّمت الأجهزة في فرنسا أو ألمانيا أو إسبانيا…، تقارير استخباراتية تحذرهم من خطر معين… !!؟، و كيف لباماكو أن تعمد للتحرك بناءا على تقرير استخباراتي– أمني، وفّرته أجهزة الحليف الجزائري لها عبر وسطاء دوليين؛ المرجح أنهم من شركة مرتزقة “الفاغنر”، رغم علمها أن ثكنة “عنتر” لم يسبق لها أن حقّقت أي نصر مخابراتي يُحسب لها في حرب المعلومة ضد المحتل المغربي!!؟، و هذا يفرض علينا العودة قليلا إلى الوراء و بالضبط يوم احتجز مسلحون بقيادة “محمد الأمين بن شنب”، الملقب بـ “الطاهر”،عددا من الرهائن داخل حقل  الغاز”تڤنتورين”، و الذي يبعد بـ 40 كلم جنوب شرق مدينة “عين أميناس”بولاية اليزي، حيث كان التدخل الأمني كارثيا، و كانت المعلومات التي تم توفيرها للجيش من طرف الأجهزة السرية الجزائرية، هي السبب وراء الكارثة التي حصلت عند التدخل لتحرير الرهائن، و تسببت في مقتل معظمهم، حينها العالم عاتب الجزائر على عدم الانتباه لتحركات الإرهابيين قبل وقوع الكارثة، و زاد في تحميلهم نتائج التدخل الذي وصفه التقرير الأوروبي بـ “البدائي”.

         الجواب على التساؤل ينقلنا إلى مستوى منصة المقارنات بين الجزائر و الرباط، لنُشخِّص أسباب الفشل داخل الأجهزة الأمنية الجزائرية، أو لنقل أسباب القصور داخل تلك الأجهزة و الذي يمنعها أن تكون في نفس مستوى أجهزة المحتل  المغربي أو تتفوق عليها، و هذا ليس حكما على هذه الأجهزة بقدر ما أنه تقييم لعملها الدولي و الجهوي و المحلي…، و أيضا لنشرح أسباب التفوق الذي وصل إليه العدو المغربي، و هو تفوق نوعي و كمّي، و حتى يفهم القارئ الكريم، سننطلق في الشرح من قراءة ظهور كبير الأمنيين المغاربة في احتفال المئوية الثانية للأجهزة الأمنية الإسبانية بمدريد، إلى جانب الملك الإسباني “فليبي السادس”، فيما غاب “سعيد شنقريحة” أو “جبّار مهنا” عن الاحتفال، الذي استدعيت له كبار الشخصيات الأمنية الدولية في أوروبا و الشرق الأوسط و حضره أيضا كبار الأمنيين الأمريكيين، و لم يشارك من القارة السمراء غير كبير الأمنيين في المغرب، “عبد اللطيف حموشي”.

         هناك من سيتجرأ على النقاش و يتساءل أين الإنجاز في هكذا حدث، اعتبارا بأن ذلك الظهور هو مجرد مشاركة في حفل الذكرى الـ200 لتأسيس جهاز الشرطة الإسباني؛ الجواب أعقد من هذه النظرة السطحية، فقبل سنة من الآن كان الإعلام الأوروبي – بأوامر من الإليزيه- قد فجّر ما يسمى  بقضية Morocco Gate،  التي  تضمنت ثلاثة اتهامات كبرى للرباط،  من بينها اتهام الأجهزة السرية للرباط و التي يقودها “عبد اللطيف حموشي” بالتجسس على قيادات الدولة الإسبانية، و قيل أنه تم اختراق هاتف رئيس الوزراء و عدد من الشخصيات  العسكرية و الأمنية و المدنية الإسبانية بواسطة تطبيق إسرائيلي المنشأ يدعى الحصان الأسطوري”بيگاسوس”، و أطلقت حملة لشيطنة أجهزة المخابرات المغربية، و كان الهدف هو تدمير صورة الأمني الأول و جهازه، و دفع بروكسيل لإعلان الرباط دولة بوليسية خطرة على الأمن الأوروبي، و قدمت باريس إلى مدريد تقريرا استخباراتيا عن حرب جوسسة داخل إسبانيا، تدور رحاها بين أربعة أجهزة و هي الـ KGB الروسي، و SCOTLAND YARD البريطاني، و الـ CIA الأمريكي و أخيرا يقول التقرير أن معارك المخابرات دخلها جهاز سري مغربي يُجنِّد عملاء إسبان من أصول مغربية، و يخترق كل المؤسسات الإسبانية الرسمية، و يستعين بتطبيق “بيگاسوس” لاختراق هواتف القيادات الكبرى بإسبانيا.

         رئيس الوزراء الإسباني – و حسب ما جاء في التقارير الإعلامية- قام بمراجعة الملك “فيليبي السادس”، الذي رفض أن يُصدِّق التقارير، و طالب بخبرة على الهواتف قبل الحُكم، و قال أنه في حال صدق التقرير الفرنسي، فإن من يُلام هو تقصير الأجهزة الأمنية الإسبانية التي يجب أن تكون في مستوى متقدم من اليقظة، سواء ضد الأجهزة السرية الروسية أو حتى الصديقة كالمغربية و الفرنسية و البريطانية…، و بعد أشهر من انتظار نتائج الخبرة، خلُصت الحكومة الإسبانية إلى أن تلك التقارير كاذبة، و أنها حيكت على المقاس السياسي لخدمة أهداف مجهولة.

         و هذا الأسبوع و بعد أن ظهر كبير الأمنيين المغاربة و هو يحل ضيف شرف في حضور الملك “فيليبي السادس”، تكون إسبانيا  بهذه الخطوة قد اعتذرت نيابة عن كل الأوروبيين و يكون ملف “بيگاسوس” قد تم إغلاقه دون رجعة، و تكون فرنسا هي الخاسر الأكبر بعدما رفعت إسبانيا ثقتها عن تقاريرها، و أصبح جهاز DGSE الفرنسي أمام شبهة التدليس و التلفيق…، و هذا ما يفرض علينا العودة لمناقشة ملف “التقرير الجزائري” المخابراتي، الذي كاد أن يتسبب في حرب بين نواكشط و باماكو، و كاد يدفع بالمنطقة إلى فوضى أكثر مما هي عليه…

         لهذا فمشكلة النظام الجزائري التي جعلته يخفق في حربه الاستخباراتية، و يعجز عن تقديم نفسه كنموذج أمني يصفق له الأوروبيون، هو عدم توفره على الكوادر، بمعنى أن الحليف لا يزال يعاني من “أزمة رجال”…، و ليس عيبا أن يُشخص المرض، و لكن العيب أن نعرف مكمن الداء و نرفض علاجه…، و الرباط اليوم لها كمية من القيادات تحقق التفوق في كل المجالات، و نحن لا نصفق هنا للعدو، بقدر ما نمارس دورنا الصحفي في تشخيص الوضع، و إذا كان “عبد اللطيف حموشي” تفوق أمنيا في منطقة البحر الأبيض المتوسط، فإن رئيس الاتحادية المغربية لكرة القدم تفوق قاريا و وزير الصناعة تفوق إقليميا، و وزير الخارجية تفوق دبلوماسيا…، و هذا التفوق بطبيعة الحال المتضرر منه هو قضيتنا الوطنية التي لا زالت قيادتنا الهرمة ترهنها للنظام الجزائري الذي يثبت كل يوم أنه نظام فاشل على كل الأصعدة…. و النظام الفاشل في تدبير شؤون شعبه لا يمكن أن ينجح في تدبير قضية شعب آخر.

 

 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد