Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

في حفل تنصيب الرئيس الموريتاني للولاية الثانية، “ولد الغزواني” يهين “إبراهيم غالي”.

بـقـلـم : بن بطوش

         صدقني أيها القارئ الكريم، أنه بالرغم من أنني محبط جدا و مرهق جدا و يعتصر قلبي الوجع و الحزن…، و أنني أوشك على أن أفقد شهيتي في الكتابة و القول، إلا أن رأيك الذي يصلني عبر بريد الصفحة، يحقنني بحبر الشجاعة الصحفية، و يجعلني أنفظ عن الصفحة البيضاء غبار الإحباط و أقرر أن أجعلك أقرب للأحداث و أمنحك نكتار التحقيقات الصحفية، لأن رسائلك تؤكد أننا على هذا الموقع الحر، قد نجحنا في تحرير هذا الجيل من سلطة الفكر  “الهنتاتي”، حتى أصبح له رأي و نظرة…، و قريبا سيصيرهذا الجيل قادرا على التقرير بعيدا عن وصاية البيت الأصفر الملعون، و بعيد عن الديماغوجية التي امتهن بها “الهنتاتة” كبرياء شعبنا في مخيمات العز و الكرامة… لسنوات.

         و عندما نكتب على هذا الموقع الحر، فغايتنا أن لا نضيف إليك أيها القارئ الكريم هموما تزيد من كمدك، لكنه الواقع يفرض علينا أن نتشارك الوجع كما الفرح، الذي غادرنا منذ زمن و لم يعد يذكر طريق العودة إلى قلوبنا، و لا ضير في العبرة، ذلك أنه بعد قضية مقتل “إسماعيل هنية” و ما ارتبط معها من تواتر الروايات بشأن الجهة التي تقف خلف الجريمة، نشر الإعلام الأمريكي تحقيقا يقول بأن الحرس الثوري استهدف الجناح الذي كان يسكنه الراحل “هنية” في منزل الضيافة بصاروخ، و أن إيران قتلت الرجل بعد صفقة مع أمريكا و إسرائيل، كانت الدوحة على دراية بها…، لكن المدعي العام في إيران، خرج برواية مختلفة و قال أن عبوة ناسفة كانت قد زرعت في الجناح منذ أسابيع و كانت في انتظار الرجل، و كل هذه الروايات يمكن التشكيك فيها أو القبول بها ما لم تتوفر الوثائق التي تؤكدها أو تنفيها، لكن ما أدهشني هو تطورات التهديد الإيراني لإسرائيل، حيث قام السفير الإيراني في هنغاريا بإبلاغ وزير الخارجية الهنغاري، أن طهران ستهاجم إسرائيل في توقيت معين ردا على إغتيال “إسماعيل هنية”، و هو ما عكسته سلطات هنغاريا على سفارة إسرائيل بشكل مستعجل، فردت إسرائيل على طهران بأنها لن تترك شبرا واحدا في إيران إلا و ستدكه بصواريخها البالستية…، و بعد ساعات من التهديد الإسرائيلي، أعلن الجيش الإيراني الثوري عبر بيان رسمي،بأن مخازن الجيش الإستراتيجية في أصفهان و بالضبط في قاعدة “خرداد” التابعة للحرس الثوري، قد تعرضت للتخريب و شبت بها النيران…، و بث التلفزيون الإيراني مشاهدا لإنفجارات ضخمة داخل القاعدة، و قال البيان أن الأمر مرتبط بعملية تخريبية في إشارة إلى عملاء تابعين للموساد الإسرائيلي، و كل تلك الدراما الحربية و الخراب كان لتبرير تراجع إيران في أخر لحظة عن قصف تل أبيب.

         أعلم أيها الكريم أنك تسأل عن العلاقة بين ما جرى للقيادي المغدور “إسماعيل هنية” و ما تعرض له “إبراهيم غالي” في موريتانيا، الجواب أن طعم الخيانة واحد في مرارته، و هو زعاف كالسم في أثره، و ما حصل في موريتانيا قلنا قبل هذا المقال أنه سيحصل و سنراه يحدث بشكل كربوني و متكرر في المحافل الدولية من الآن فصاعدا، لأن الاعتراف الفرنسي أكثر مضاضة و أكثر قسوة و أكثر تأثيرا من جميع الاعترافات السابقة، بما فيها الاعتراف الأمريكي الذي غير منطق المعاملات الدولية مع القضية الصحراوية، و لأن الرئيس الموريتاني لم ينجح في الانتخابات و لم يتحصل على الولاية الثانية، إلا بعد حصوله على التزكية الفرنسية – المغربية، و الرجل أصبح مطالبا بأن يتماهى في علاقته بالدولة الصحراوية مع الموقف الفرنسي، و ظهور الرئيس الصحراوي “الأخ إبراهيم غالي” في حفل التنصيب رفقة القادة كان مناسبة، عجل بكشف الموقف الموريتاني.

         الرباط كانت تنتظر من الرئيس الموريتاني موقفا أكبر، بعدم دعوة أي ممثل من الدولة الصحراوية لحضور الحفل، وهذا يؤكد الأخبار المسربة و التي تفيد بوجود مفاوضات سرية بين الرباط و نواكشط برعاية دولة عضوة بمجلس الأمن، لم تحدد المصادرجنسيتها، و هي المصادر التي أضافت كون المفاوضات تدور حول سحب موريتانيا اعترافها بالدولة الصحراوية، كشرط من أجل إشراكها في برنامج تنموي شامل بمنطقة الساحل و الصحراء، لكن الاستقبال المهين للأخ القائد يبدو أنه لم يقنع الرباط و لم يرقها، مما دفع بالمحتل المغربي إلى الرد على نواكشط عبر إجراء تمرين بحري ضخم، أعلن عنه ساعات بعد إهانة الأخ القائد فوق تلك المنصة، و حسب الإعلام فإن التمرين سيجري قبالة سواحل لكويرة التي أنهى المحتل المغربي قصة ضمها لمجال نفوذه، بعد مفاوضات سرية دامت لأشهر مع الإسبان برعاية أممية، و أعلنت البحرية الملكية لجيش الاحتلال المغربي أن التمرين سيتم فيه تجريب سفينة الإنزال “سيدي إيفني” المنظمة حديثا للأسطول المغربي، و الفرقاطة “طارق إبن زياد” و مدمرة لم يعلن عن اسمها، و قد يرافق الأسطول سرب من المقاتلات.

         نعود إلى الإهانة التي تعرض لها “إبراهيم غالي” كي نعرف حجم الضغط الذي يمارسه المحتل على نواكشط…، فالرباط لها سوابق في جعل الدول تخضع لرغباتها، و الأخطر أنها تمتلك الأدوات لذلك و تجيد استخدامها و لها الصبر و النفس الطويل، كما فعلت مع مدريد و باريس و برلين و لشبونة…، و اليوم تكرر الأمر مع نواكشط التي يبدوا أن اقتصادها أصبح تحت رحمة الميناء المتوسطي في مدينة الداخلة المحتلة، و أن الاستثمارات الإماراتية و الفرنسية الموجهة للاقتصاد الموريتاني، أصبحت تحتاج إلى موافقة الرباط حتى تتحول إلى واقع، و الأكثر أنها تخضع للمراقبة و التتبع من الرباط، لهذا فـ “ولد الغزواني” يوجد في موقف صعب، حتى صفقة الأسلحة الإماراتية التي تحصل عليها الجيش الموريتاني قبل أشهر كهبة عسكرية من دولة الإمارات العربية، جاءت بعد موافقة الرباط على الأمر، و لمن يشكك في هذه المعطيات عليه مراجعة البوابة العسكرية الإماراتية، ليعلم أن أبوظبي غير مستعدة للمغامرة بعلاقاتها مع المحتل المغربي لأجل سواد أعين الجيش الموريتاني، و سبق للإمارات العربية أن دخلت في أزمة مع الحليف الجزائري بسبب مواقفها المساندة للرباط، و التصريح الذي قال فيه سفير الإمارات من داخل الجزائر، أن أبوظبي ستساند المحتل المغربي عسكريا و ماديا و معنويا في حالة نشوب حرب حدودية بين البلدين.

         بقي أمامنا في هذا المقال أمر أخير لمناقشته، هو ما الوضع النفسي و المعنوي للأخ “إبراهيم غالي”، بعدما تعرض لموقف مأساوي لم يسبقه إليه أحد من الثوريين عبر العالم، لأن الرجل تعرض للاغتيال المعنوي من الرئيس الموريتاني فوق خشبة المنصة، و كأنه جاء للحفل من أجل أن يؤدي مشهد الإهانة، خصوصا و أن الذين سبقوه من القادة، كان الرئيس الموريتاني يحتضنهم و كأنهم أهله و خاصته، و حين صعد الأخ “إبراهيم غالي” ود الرئيس الموريتاني لو أنه لم يره، فأشاح بوجهه عنه و تمتم له بكلمات دون أن يبتسم في وجهه، و الأخطر أن الأخ “إبراهيم غالي” كان يريد أن يحصل على صورة معه للتاريخ و الذكري و هو (يتسدر) أمام وسائل الإعلام حتى تكون تلك الصورة مسمارا في نعش العلاقات الموريتانية – المغربية – الفرنسية.

         لكن “ولد الغزواني” كان له منطقه الخاص، و كأنه يقول إنتهى عصر العلاقات الموريتانية الصحراوية، و ليس لكم عندي غير الوقار، فصافح الأخ “إبراهيم غالي” و أشاح بوجهه عنه و ملامحه كانت هادئة و كأن الأخ القائد مجرد نكرة أو متطفل فضولي…، كان موقفا صعبا جدا و حادثا دبلوماسيا مروعا للقضية الصحراوية، سقطت بموجبه أسطورة “الهنتاتة” التي تقول أن موريتانيا تحت السيطرة، و الموجع هو ذلك الحزن في عيني الأخ القائد بعد أن ابتعد عن الرئيس الموريتاني بحوالي الخطوتين ثم التفت ينظر إليه، و هو لا يكاد يصدق هول ما حصل له، فكانت نظرة توعد جعلت الإعلام الموريتاني في قمة الغضب على الدولة الصحراوية و القيادة في الرابوني.

 

 

 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

 

       

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد