Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

سقوط مروحية يؤكد تهالك تجهيزات الجيش الجزائري و “بوريطة” يستخف بتحركات جنوب إفريقيا في ملف الصحراء الغربية

بـقـلـم:بن بطوش

         لم يمضي أكثر من 48 ساعة على نشرنا لمقال حول أزمة الحليف العميقة، التي كشفها قرار الجيش الجزائري بنشر دبابات قديمة الطراز T-60 لتأمين الحدود  مع دولة مالي، كردة فعل نتيجة سيطرة القوات المشتركة بين الجيش المالي و مرتزقة “الفاغنر” و بشكل كامل على الحدود بين الدولتين، و كتعبير عن غضب الجزائر بعدما وجهت باماكو تهما ثقيلة لقصر المرادية بأنه جنّد جماعات متطرفة لزعزعة الاستقرار بشمال مالي…، و اليوم يستيقظ الجميع على بيان وزارة الدفاع الجزائري تنعي فيه ثلاثة جنود قضوا في حادث سقوط مروحية من طراز MI-171 روسية الصنع، ليتأكد أن ثمة ضعف في عمق الجيش الجزائري، انكشف مع أول اختبار أمام الجيش المالي و قبل أن يحدث أي احتكاك بين الجيشين.

         بعد مرور بضع ساعات على الحادث خرج بعض الضباط على منصة التسليح العربي يشرحون ما يقع داخل الجيش الجزائري، و قال أحد الخبراء و هو عقيد سابق في الجيش الجزائري و له حساب على المنصة تحت اسم “إبن الشهداء”، بأن التحقيق لا يجب أن يحصل للبحث عن أسباب سقوط المروحية بل يجب أن يطال الصفقات التي عقدها الجيش، حتى يفهم المواطن الجزائري ما يجري قبل حصول الكارثة، و أضاف بأن جميع مشتريات الجيش الجزائري و ما تم الكشف عنه في الاستعراض الأخير و ما تم إدخاله للخدمة…، يجعل الجيش الجزائري في متناول القوى التقليدية بالبحر الأبيض المتوسط، و يجعل جيوش ضعيفة مثل جيش مالي و النيجر تتجرأ على حدوده، و هذا يكذب تصنيفات موقع Global Firepower.

         العقيد  الجزائري قال بأن الصفقات العسكرية الجزائرية يجب أن تخضع للمساءلة، لأنه و كلما أرادت روسيا التخلص من العتاد القديم أعادت صباغته و عدلت تسليحه و نادت على قيادة الجيش الجزائري لتحميله على متن البواخر و دفع ملايير الدولارات مقابله…، و قال أن أكبر دليل على ذلك هو مصفحات TERMINATOR  التي اشترت الجزائر كل مخزون روسيا منها، و بعد حوالي السنة سربت صحف إسرائيلية أن الجزائر تعرضت للخداع من الروس لأنها اشترت دبابات قديمة من طراز T-72 أزال الجيش الروسي أبراجها و أضاف إليها صواريخ قصيرة المدى، ثم باع الجيش الجزائري كل المنتج الذي هو عبارة عن دبابات قديمة و معطوبة في صفقة تجاوزت خمسة ملايير دولار، و أن الجنرالات الذين أشرفوا على الصفقة كانوا يعلمون بأنها دبابات لا تتعدى سرعته الميدانية 60كيلومتر في الساعة و مدى راداراتها ضعيف جدا، و أنها صيد سهل في الحروب و لا تمتلك تسليح دفاعي جداري، لكنهم وافقوا على الصفقة.

         نحن لا نسعى لزعزعة ثقة الجيش الجزائري، و لا نتمنى ذلك…، لكن كصحافة رأي و كقوة اقتراحية نحاول أن نضيء مناطق الضل لهذا الجيش، الذي تستمد قضيتنا الصحراوية قوتها من قوته، و انهياره أو أي نكسة له – لا قدر الله- فيه انهيار للشعب الصحراوي…، و الجزائر تبقى في نهاية الدرب هي ملجؤنا و صمام الضمان لاستمرار ثورتنا و لا ثقة لنا في دولة أخرى سياسيوها تجار يزايدون على مآسي الشعب الصحراوي؛ ذلك أن جنوب إفريقيا عند استضافتها للمبعوث الأممي “دي مستورا” اعتقدنا جميعا أنها ستضغط بكل وزنها لتعيد ملف الصحراء الغربية بقوة إلى واجهة الأحداث في المنتظم الدولي،  بل حتى الإعلام الجزائري زاد من تضليلنا حين قال بأن بريتوريا جعلت اللقاء بين وزيرة الخارجية الجنوب إفريقية و المبعوث الأممي سريا واشترط أن لا يكشف أي طرف فحواه، لأنها على وشك تفجير قنبلة بمجلس الأمن و الأمم المتحدة…، ستقلب الطاولة على المحتل المغربي و واشنطن و مدريد و بروكسيل…، و ستعيد الصراع إلى المربع الأول.

         و هذا التنبؤ رد عليه وزير خارجية  المحتل المغربي، “ناصر بوريطة”، في ندوة صحفية قال فيها كلاما دبلوماسيا في غاية المنطق و يصعب الطعن فيه، بأن دولة جنوب إفريقيا لا تأثير لها على ملف الصراع بالصحراء الغربية، و أن “دي ميستورا” لن يغير من طبيعة ما يجري في الملف و إن ذهب إلى كوكب المريخ، و أنه منذ سنة 2004 تاريخ إعلان بريتوريا اعترافها بالجمهورية الصحراوية، و ملف القضية يسير في اتجاه وحيد يخدم مصالح الرباط.

          و الأكثر أنه بعد انتهاء زيارة “دي ميستورا” إلى جنوب إفريقيا، أعلنت وزيرة الخارجية لمملكة إسواتيني، “فوليلشاكانتو”، أن بلادها تجدد دعمها لسلطة الرباط على الصحراء الغربية، و هي مملكة تقع في قلب  دولة جنوب إفريقيا،  و خرجتها لها حمولة رمزية مزعجة للحزب الحاكم في جنوب إفريقيا، و أكد المحتل  المغربي بانتزاعه هذا الموقف أنه يخترق عمق دولة جنوب إفريقيا و يسطر على العلاقات مع محيطها في تجمع دول SADC.

         المحتل المغربي  لم يكتفي بالرد الدبلوماسي عبر وزير الخارجية، بل عمدت جريدة “هسبريس” الذائعة الصيت في افريقيا و الشرق الأوسط و بين الجاليات العربية و الإفريقية في أوروبا و أمريكا الشمالية…، إلى نشر حوار مع قيادة حركة “ويستيرن كيب” التي تطالب بالانفصال عن بريتوريا و تسعى لتقرير مصيرها هروبا من الاضطهاد و الميز العنصري، و قالت قيادة هذه الحركة أنها تتمنى أن تحصل على دعم الرباط لقضيتها و أن تتكلف هذه الاخيرة و باقي العالم الحر بتدويل قضيتهم، و إدخالها إلى ردهات الأمم المتحدة، و هو الأمر الذي حرّك الإعلام الداخلي في بريتوريا و تسبب في نقاش حاد بين السياسيين الذين اتهموا “حزب المؤتمر الوطني” الحاكم بتحريك النعرات و بث أسباب التقسيم بين الأمم بما فيها داخل دولة جنوب إفريقيا.

         ردة فعل الرباط على زيارة “دي ميستورا” إلى بريتوريا، جعلت سلطات هذا البلد يكتشفون بأن الرباط  أصبح لها في السنوات القليلة الماضية وزن دولي قد يزعج كثيرا حكومة جنوب إفريقيا، و سيؤثر على الاستقرار بهذا البلد، و هو الشيء الذي جعل بريتوريا تعود خطوتين إلى الوراء، و دفعت بسفيرها في الرباط لتبرير زيارة “دي مستورا”، و تبني موقف شبيه بالاعتذار من سلطات الرباط، حيث قال السفير “إبراهيم إدريس” في حوار أجرته الصحفية “كنزة حسيني الخاضير”، و نشر على موقع thevoice.ma  أن العلاقات بين الرباط و بريتوريا جيدة جدا، و أن جنوب إفريقيا لا تتدخل في الشأن الداخلي المغربي، و أن هناك فقط اختلاف في وجهات النظر بخصوص قضية الصحراء الغربية…، و بأن سلطات جنوب إفريقيا في الاجتماع الأخير لـ “البريكس” أعلنت دعمها المطلق لعملية التسوية التي تشرف عليها الأمم المتحدة، و بأن أكبر استثمارات جنوب إفريقيا في القارة السمراء هي بالمغرب، و أن الرباط تفوقت اقتصاديا على بريتوريا في مجال الصناعات الميكانيكية، و لها علاقات اقتصادية متقدمة مع أوروبا و أمريكا و آسيا تريد جنوب إفريقيا الاستفادة منها…، و أن هناك دراسة أجرتها حكومة بريتوريا أكدت بأن التبادل التجاري بين المغرب و جنوب افريقيا يمكن ان يصل إلى أكثر من 3 مليارات دولار في مجال صناعة السيارات، و أن الحكومة في هذا البلد تعمل مع اتحاد مقاولات المغرب  CGEMو وزارة الخارجية على انشاء غرفة للأعمال في أسرع وقت ممكن…

         هذا الحوار قمت بمراجعته أزيد من خمس مرات، و في كل مرة يؤكد السفير “إبراهيم إدريس” من نبرة صوته أن حكومة جنوب إفريقيا تشعر بالغبن من تورطها في صراع مع الرباط، و ترى فيها قوة تقود ثورة في إفريقيا و على بريتوريا أن تستفيد من هذه الثورة… و ما زاد من الذعر في قلوبنا كصحافة تخضع كلام الدبلوماسيين للتحليل، هو تخليه عن ثوب النظام الداعم للحركات الثورية و التحررية، و إسقاطه خطاب القومجيين، و تلخيصه الخلاف مع الرباط في اختلاف وجهات النظر، و استخدامه عبارات الابتزاز الاقتصادي باستعمال ملف قضيتنا للحصول على امتيازات في العلاقات الاقتصادية بين البلدين، حتى جعلنا نشعر أن أبعد طموحات جنوب إفريقيا حاليا أن تحصل على صفة شريك استراتيجي مع الرباط… !!

 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

 

تنويه: نخبركم أننا أنشأنا قناة على اليوتوب (SAHRAWIKILEAKS MEDIA)، لذلك نرجو منكم الدعم بالاشتراك في القناة

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد