Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

سجال في الأمم المتحدة بين “عطّاف” و “عمر هلال” حول قضية الصحراء الغربية، و الدبلوماسية الصحراوية خارج الخدمة

بـقـلـم:بن بطوش

         قبيل عقد مجلس الأمن جلسته الدورية حول الصحراء الغربية لشهر أكتوبر المقبل، سربت وسائل إعلام أمريكية خبرا يفيد أن الجزائر أنفقت على اللوبيات في أمريكا أزيد من 13 مليار دولار، لأجل دفع واشنطن لسحب اعترافها و لو مؤقتا بسلطة الرباط على الصحراء الغربية، و قالت التسريبات أيضا أن اللوبي وعد الجزائر بتقريب الإدارة الأمريكية من النظام الجزائري، و بفتح الاقتصاد الجزائري أمام رؤوس الأموال و المستثمرين الأمريكيين…، لكن و نحن على بعد أشهر من الانتخابات الأمريكية التي قد تعيد الرئيس “ترامب” إلى البيت الأبيض، لم تُغيِّر الإدارة الأمريكية موقفها، و لم تُبدي أي تقارب مع المواقف الجزائرية…، و الحسنة الوحيدة التي جلبها هذا اللوبي للجزائريين هو تمكنه جر علامة KFC ذات الرأس مال الإسرائيلي، و التي تساهم بعائداتها في وزارة الدفاع الإسرائيلية، كي تفتتح فرعا لها بالجزائر.

         و بمجرد إعلان بدء خدمات العلامة الأمريكية المتخصصة في الوجبات السريعة، حتى خرج الجزائريون للتظاهر ضدها، و إتهام نظام بلادهم بالتطبيع المقنع و العمالة و التَّصَهْيُن…، و بدورها السلطات الجزائرية لم تتردد، و عوض أن تتفاعل مع مطالب الشعب فضلت مواجهة المحتجين بالهراوات و الغاز المسيل للدموع و الرصاص المطاطي…، و اعتقلت عشرات المحتجين، نصفهم لا يعلم أهاليهم شيء عن مصيرهم…، و ظلت المواجهات بين الشرطة و رجال الأمن إلى أن اهتدت سلطات الجزائر إلى خطة شيطانية، و طالبت من العلامة الأمريكية إزالة شعارها من المبنى و الاكتفاء باستعماله في العلب و الإبقاء عليه على الجداران داخل المتجر…، ثم فتحت الأبواب أمام الزبائن…، و كذلك حصل فتقبل الجزائريون الشكل الذي أصبح عليه المبنى، و هم منذ الجمعة 19 أبريل 2024 يصطفون في طوابير أمام مبنى KFC  الأمريكي – الإسرائيلي، من أجل الحصول على وجبه سريعة لوصفة الدجاج الأمريكي.

         يمكن اعتبار تدخل الأمن الجزائري لمنع المحتجين من تدمير واجهة المبنى و فرض النظام فيه شيء من المنطق، عطفا على توالي الأحداث منذ أن قررت الجزائر ملئ ناقلات الغاز الإسرائيلية التي رفضت الأردن و تركيا و مصر تزويدها بالغاز، و أيضا منذ أن شاهد الحليف الجزائري كيف تجرأت إسرائيل و دكت قنصلية طهران على رؤوس جنرالات “الحرس الثوري”، و كيف صدت منظومة “مقلاع داوود” كل المسيرات و الصواريخ التي وجهتها طهران إلى إسرائيل…، و كيف أصبحت طهران تتوسل و تقدم الضمانات للأمريكيين كي يمنعوا ضربة صاروخية إسرائيلية مباشرة تستهدف إيران…، لكن ما يدفعني للحيرة… !! هو لماذا لا تزال قيادتنا تقارن بين القضية الصحراوية و القضية الفلسطينية، و كلنا نعلم أن المقارنة بين القضيتين إن استقامت فمعناها أن الجزائر التي تعجز عن نصرة الفلسطينيين في هذا الظرف العصيب على أهل غزة، هي نفسها عاجزة و لنفس الأسباب (ضعفها الدولي و خوفها من أمريكا) عن نصرتنا نحن الشعب الصحراوي في حرب الأقصاف و الدك ضد  جيش المحتل المغربي.

         و ثمة من يقول أن المبادئ النضالية لا يمكن تجزئيها، و المساواة بين القضيتين يزيد من الضغوط على المحتل المغربي أخلاقيا… !!، و هنا أجيب أن الأمر كان ليقبل بهذا الشكل، لو أن الجزائر واحدة من الدول العظمى، حينها كان كلام الوزير “عطّاف” بالأمم المتحدة سَيَرُج الأمم المتحدة، لكن و في الوضع الحالي و نحن نُقيِّم مرحلة حكم الرئيس الحالي الجزائري، التي بالنظر إلى حصيلته يتبين لنا بأن قضيتنا في عصره فقدت كل مميزتها، و انهارت، و لم يعد لها مكان بين القضايا الأخرى الأممية كحرب أوكرانيا و حرب فلسطين…

      من الصعب أن تستقيم المقارنة، ذلك أن “عطّاف” و هو يترافع لأجل قضيتنا الصحراوية، رغم أن الموضوع كان نقاشا مفتوحا بمجلس الأمن الدولي حول  موضوع: “دور الشباب في مكافحة التحديات الأمنية في البحر الأبيض المتوسط”، قد نسي أنه بعد ساعات قليلة سيعلن رئيس حكومة المنفى لحركة الـ MAK عن قيام دولة لقبايل، و ستبدأ الدول في مقارنة “قضية لقبايل” بالقضية الفلسطينية أيضا…، و لكم أن تتخيلوا الشعور الجزائري حيال الأمر، مع العلم أن هذا الإعلان ما كانت الحركة لتتجرأ عليه في عهد “بومدين” و لا “الشادلي بن جديد” و لا “بوضياف” و لا “اليمين زروال” و لا في عهد “بوتفليقة”…، لكنها في عصر #عمي_تبون قررت الحركة التحول إلى “دولة”، بعدما استشعرت ضعف النظام الجزائري و الدولة العسكرية العميقة، فسهل عليها الحصول على الدعم الدولي و عجز اللوبي الأمريكي الذي ابتلع 13 مليار دولار في سنة واحدة، عن إيقاف الاعتراف الذي سيُعلن عليه من قلب واشنطن.

         ما في هذا المقال ليس قسوة على الحليف و لا طعن في الظهر، بل هو منطق العقل و رأي العارفين، حتى لا نجعل الشعب الصحراوي يربط أمانيه على شجرة لا تثمر و أغصانها سهلة الكسر…، و القياس في عالم الفقه السياسي و الدبلوماسي يدفعنا للحكم على أن الدولة التي لا تستطيع حماية استقلالها، و يعترف رئيسها أمام وسائل الإعلام بأن موسكو هي ضامن استقلال الجزائر، و لا تستطيع حماية وحدتها و لا قرارها السيادي…، بأنه يستحيل عليها أن تقدم للأمم الأخرى هدايا الاستقلال، فعلينا أن نعي هذه الحقيقة و نعترف بها، بأن الحليف اليوم و الذي عجز عن دخول “البريكس” و عجز عن إدخال المساعدات لفلسطين حتى لا نقول أنه عجز عن نصرة فلسطين و هي مظلومة، و عجز عن حماية دولته من التجزؤ، بعدما ظهرت في جوفه عصبيات مثل “مزاب” و “الأزواد” و “الطوارق” و “لقبايل”… و التي توشك أن تتحول لحركات استقلالية، لا يمكنه أن ينجح في افتكاك الاستقلال لشعب مثلنا، كل مسؤوليه “الهنتاتة” قرروا توكيل الحليف حقوق الترافع نيابة عنهم و عن الشعب الصحراوي الذي صوّت لهم في مؤتمر فلكلوري، و تمثيلهم في المحافل الدولية لأن “الهنتاتة” و صقور البيت الأصفر منشغلون بالتقاتل لأجل تقسيم عائدات “الكزوار” المُهرَّب و تقاسم منافذ و طرق تجارة المخدرات و تفريق تركة مخازن المساعدات الدولية.

         ما حصل في الأمم المتحدة من تراشق بين وزير الخارجية الجزائري “عطاف” و سفير الاحتلال المغربي “عمر هلال”، هو محض قتال ديكة بين دولتين كلاهما يُؤمن بأن قضية الصحراء الغربية قرر كبار العالم تصفيتها لأنها لا تدخل في مخططات العالم الحديث، و حتى الوزير “عطّاف” أشار على قضيتنا أمام المشاركين في الندوة الأممية، فقط هروبا من الاتهامات و تحريفا للنقاش، بعدما أجمعت الدول الإفريقية في تلك الجلسة على معاتبة الجزائر لأنها تكدس المهاجرين و تقوم بطردهم للحدود مع مالي و النيجر، كي تلقي بهم هناك في ظروف غير إنسانية دون أكل و لا لباس و لا رعاية طبية، و منهم من تم إعدامه رميا بالرصاص من طرف الجيش الجزائري حسب روايات سفير النيجر لدى الأمم المتحدة، الذي اتهم الجزائر بممارسة الإبادة ضد المهاجرين غير الشرعيين من جنوب الصحراء.

         الرأي العام الصحراوي و حتى الجزائري، أصبح على يقين بأن قضيتنا ليست أكثر من مجرد ملف في حقيبة الدبلوماسيين الجزائريين، يشهرونه كلما تعلق الأمر بنزاع تنائي مع الرباط، ضنا منهم بأن المحتل المغربي لا يزال ينزعج من هذا الملف، لكن الواضح أنه قريبا ستصبح الجلسات الأممية أكثر تعقيدا بعدما ستعلن حركة الـ MAK عن قيام دولة لقبايل، و تبدأ الرباط في المقارنة بين القضية الفلسطينية و قضية لقبايل…، صدقوني حصيلة الرئيس “تبون” تخيفني كصحراوي يخشى على بلاد الثوار من شر قد اقترب… !!

 

 

       

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد