Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

“جبّار مْهَنّا” يُوجِّه شبكة جواسيس فلسطينية لتوريط النظام الجزائري مع فرنسا و إسرائيل و المغرب عبر تقارير مُضَلِّلَة

بـقـلـم:بن بطوش

         قبل الخوض في موضوعنا الدسم، سنحتاج المرور عبر بعض المحطات، لأنه بعد نكبة مرفأ بيروت التي حدثت في شهر غشت من سنة 2020، كان الاتحاد الأوروبي قد قرر تنظيم اجتماع للمانحين الأوروبيين من أجل إنقاذ بلاد الأَرز من السكتة القلبية، حيث علق أحد الدبلوماسيين الألمان ممن شارك في اجتماع روما الذي حضره وزراء عن الاتحاد الأوروبي و نظراء لهم من حكومة لبنان بالقول: “لقد حضرنا إلى الاجتماع على رحلات تجارية في الدرجة الاقتصادية، و حضر طالبو المساعدات بطائراتهم الخاصة”… !!

          هذا الوضع يذكرني بحملة التسوُّل القيادية للبيت الأصفر المنقوع، كلما غير البرلمان الأوروبي جلدته إلا و أرسل “إبراهيم غالي” كبار “الهنتاتة”  ليستجدوا للاجئين الصحراويين مساعدات، و دوما ما يتقدمهم كبير المتسوٍّلين ،الذي أخفى المليون دولار، “أبي بشريا البشير”، و لم يقدر عليه أحد  من القيادة فأعادوه إلى منصب دبلوماسي بجنيف  ليواصل عملية النهب مرة أخرى، و  طالبوه فقط بالكِيَّاسة و الحكمة أثناء سرقته لأموال المسحوقين، و نجد في القائمة أيضا وزير الخارجية السابق ” محمد سالم ولد السالك”، الذي يشارك ابن أخيه لمصحتين بملايين الدولارات الأولى في دولة بنما و الثانية في دولة الاكوادور…، فتخيل معي أيها القارئ حجم الفساد القيادي داخل المخيمات، و كيف أن لوثة “التهنتيت” أصبحت عقيدة يؤمن بها كل من ظفر بكرسي مسؤولية أو منصب قيادي، و ربما سنسمع مسؤولا أوروبا يتهكم علينا بنفس النبرة التي تهكموا بها على الوزراء اللبنانيين في اجتماع روما.

          نصل الآن أيها القارئ الكريم إلى المستوى الساخن من هذا المقال، و الركن الذي أدعوك إلى قراءته بتمعن و انتباه لحساسية المادة التي أضعها بين يديك، لأنك لن تجد هذه المعلومات الحصرية على منصة إعلامية أخرى و لن يوفرها لك أي صحفي إلا إذا نهل من هذا المنبر الحر، و استعان به، نحن نخصك أيها القارئ بمقال يجعلك من النخبة المطَّلِعة، ذلك أن ما نشرته جريدة “الخبر” الجزائرية بتاريخ 30 ماي 2023 في مقالها تحت عنوان: “اجتماع في إسرائيل لخلق الفوضى في 4 ولايات جزائرية”، و الذي خلف موجة من ردود الأفعال بعدما اتهم المقال ثلاثة أجهزة سرية قوية لثلاثة دول (اسرائيل و فرنسا و  المغرب) بالتآمر على “بلاد الشهداء”، و محاولة الإطاحة بنظام هذا البلد و زعزعة استقراره، و هو المقال الذي جاء مباشرة بعد التسريب الصوتي للرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون”، و تزامنه أيضا مع ظهور حركة انفصالية أزوادية في جنوب الجزائر، تحمل إسم “حركة تحرير جنوب الجزائر”، مما دفع الجميع لطرح الأسئلة إذا ما كان هذا الخبر مجرد ردّة فعل؟ أم هو تحول في منطق النظام الجزائري…؟

           المقال أشار إلى أن الدول الثلاث المتآمرة تضع ضمن مخططاتها إشعال نار الفتنة في أربع ولايات، و الغريب أن الولايات المقصودة تقع كلها  في منطقة لقبايل التي تحاول الانفصال عن الجزائر و التي تنشط بها حركة “الماك”… و يضيف أن الأجهزة السرية الثلاث تستهدف دولة تونس كذلك بغرض الإطاحة بنظامها عبر إشعال الاحتجاجات  الشعبية بها، و أن ذلك المخطط انطلق تنفيذه في تونس منذ تاريخ 20 ماي 2023.

           لكن الغريب أن المعطيات التي قدمتها جريدة “الخبر” في مقالها لا تستند إلى مصادر و لا تقدم أدلة و لا حتى صور توثق للاجتماع المزعوم بين تلك الأجهزة في تل أبيب، لتمنح المقال المصداقية المطلوبة…، فقط  هناك سرد لتواريخ و أحداث و سيناريو ، يصعب تصديقه، يظهر دولة الحليف في ثوب النظام التائه الذي لم يستطع بعد ابتلاع الاختراق المخابراتي الذي حققه المحتل المغربي في قضية “بن بطوش”، و في ملفات أخرى الله وحده الأعلم بها، و مثل الصحافة التونسية تساءلنا كيف أن الجزائر بعد تحصلها على هذه المعلومات القوية لم تلجأ للأمم المتحدة؟ و لم تطلب اجتماعا عاجلا لمجلس الأمن أو للجامعة العربية أو للاتحاد الإفريقي و لمجلسه الأمني الذي يسيطر عليه قصر المرادية بالطول و العرض…؟، لماذا تكتفي الجزائر بنشر هذه المعلومات على منبر صحفي لا يقرأه غير قادتنا و بعض متتبعي الشأن الجزائري؟ و هل  يعقل أن مثل هذه الأخبار يتم تداولها بين العامة؟ لأن الحروب بين الأجهزة الاستخباراتية لا تخرج إلى العلن و ما  يتم تداوله  إعلاميا هو فقط  النتائج المترتبة عن تلك الحروب الخفية.

         التساؤلات دفعتنا على هذا المنبر الحر إلى تطوير البحث و التواصل مع أطراف صحفية داخل الجزائر و خارجها و داخل تونس أيضا وخارجها…، و تتبعنا الخيوط و تواصلنا مع فلسطينيين يعيشون تحت جناح دولة إسرائيل و على دراية بالموضوع، حيث كشفوا لنا بالدلائل بأن النظام الجزائري أصبح يتصرف كفيل  متوتر داخل غرفة ضيقة و مظلمة، و يرى في جميع الجدران مخارج، و أن جهاز”جبّار مهنّا”للأمن الخارجي، بالتشاور مع  الجنرال الدموي”توفيق مدين”، العائد بقوة إلى جهاز DRS، تمكن من تأسيس شبكة جواسيس داخل مدن إسرائيلية مكونة من عدد من الفلسطينيين الذين قبلوا العمل، مقابل مبالغ سخية و امتيازات يتحصلون عليها من الأجهزة السرية الجزائرية، و أن هذا النظام أصبح يُجيِّش الفلسطينيين حتى خارج الجزائر، كما فعل مع “عاصف الحميدي”، مدير الأخبار بقناة “الجزيرة”، و الذي جرى الضغط عليه جزائريا لإقالة الصحفي المغربي “ناصر عبد الصمد”.

        نعود إلى علاقة مقال جريدة “الخبر” بشبكة الجواسيس الفلسطينية، حيث ُيروِّج الجيش الجزائري عبر منصاته الرسمية، منذ حوالي شهر، لأنباء حول الرفض المطلق لأي وساطة مع الرباط، و ينبهون إلى أن هذه الأخيرة ستتحمل نتائج ما سيقع مستقبلا، و تكررت تلك التدوينات التي تحمل نبرة التهديد الجزائرية للرباط بشكل ملفت، بعد ظهور أولى الآليات التي ستشارك في تمارين “الأسد الإفريقي”، و جرى تعزيز  تواجد الجيش الجزائري  على الشريط الحدودي مع العدو المغربي بقوات و عتاد إضافيين، و استخدام أدوات تشويش…، الشيء الذي خلف بعض الشك لدى الرئيس “عبد المجيد تبون” و بعض السياسيين الجزائريين، و بدأ التحرك داخليا لوقف هذا الجنون العسكري مع توالي التمارين الليلية و النهارية.

            غير أن جنون العظمة لدى “شنقريحة” الذي لم يستسغ الخسارة في المعارك المخابراتية ضد الرباط، و حسب المصادر التي سربت لنا المعطيات، فهو يرفض التراجع عن مخططات “جبّار مهنّا” و “توفيق مدين”، و يعتزم في الخطوة المقبلة طرد جزء من المواطنين المغاربة المتواجدين فوق التراب الجزائري، و أن هذا الطرد سيكون  تكرارا لما  حصل خلال سنة 1975، ظنا من كبير الجيش الجزائري أن هذه الخطوة ستدفع بالنظام المغربي  للرد بإعلان الحرب، و سيتم تبرير هذا الطرد بكون المغاربة داخل الجزائر يمارسون التجسس لصالح بلدهم، مثلما يفعل الفلسطينيون لصالح الجزائر، رغم أن الفلسطينيين لا يستطيعون الوصول إلى عمق النظام الإسرائيلي، و أن الكلام عن مخطط لإشعال أربع ولايات جزائرية سيتم اتهام المهاجرين المغاربة  بالجزائر بالضلوع فيه.

         و حسب المصادر الفلسطينية فإن التقرير الذي نشرته جريدة “الخبر”  و  محاولة ربط مصدره بمعلومات من شبكة جواسيس فلسطينية لا أساس له من الصحة و محض خيال مخابراتي جزائري، و أن “جبّار مهنّا”، يضغط على  تلك الشبكة الفلسطينية لتحرير تقارير عن اجتماعات وهمية بإسرائيل لتقدمها الجزائر لأنظمة دول عربية مثل تونس و ليبيا، و الدليل  على ذلك أن الجزائر – حتى اللحظة-  تعجز عن توفير صورة واحدة تجمع ثلاثة مسؤولين من الجنسيات المذكورة (فرنسية و إسرائيلية و مغربية) داخل تل أبيب، و أن الغاية من كل هذا هو  افتعال أحداث داخل الجزائر لطرد المغاربة المقيمين بالبلاد  لممارسة الضغط على الرباط .

          تقارير شبكة الجواسيس الفلسطينية  تلك سبق لها أن ورطت  النظام الجزائري و حولته إلى مصدر للتندر و صناعة المستملحات، بعدما حذرته سنة 2021 من غواصة إسرائيلية تجوب البحر المتوسط، فكانت ردة فعل الجيش الجزائري أنه نشر عبر حساباته الرسمية  خبرمطاردته غواصة إسرائيلية و كاد يغرقها، و هو الخبر  الطي كذبته إسبانيا و إيطاليا، قبل أن ينشر الجيش بيانا يتراجع فيه عن حكاية حصول المطاردة.

          ثم عادت نفس الحسابات الرسمية لتتحدث هذه عن رصد رادارات جزائرية لتحركات للجيش الإسرائيلي قبالة السواحل الليبية، بعدما أبلغتها شبكة الجواسيس الفلسطينية أن تحركات عسكرية سرية للجيش الإسرائيلي بسواحل مصر و ليبيا، و قالت تلك الحسابات أن الجيش الجزائري ينتظر تعليمات القيادة الجزائرية للتصرف ضد أي محاولة للمساس بأمن ليبيا أو تونس، و هو مارد عليه التونسيون و الليبيون بأن الجزائر تلعب دورا هوليوديا، و تغرق في الوهم، و أن الرادارات التي اخترعها الإنسان حتى اليوم يستحيل عليها تجاوز نطاق رصد 1000 كلم، فكيف تمكن هذا الجيش من رصد تحركات إسرائيلية بعيدا عن السواحل الجزائرية  بآلاف  الكيلومترات… !!؟

 

     

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

 

تنويه: نخبركم أنا أنشأنا قناة على اليوتوب (SAHRAWIKILEAKS MEDIA)، لذلك نرجو منكم الدعم بالاشتراك في القناة

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد