وزير الخارجية الجزائري يفشل في مهمته إلى سوريا و الرئيس “أحمد الشرع” يبلغه أن أسرى الجيش الجزائري سيحاكمون مع فلول نظام “بشار”…!!!
بـقـلـم : بن بطوش
ثمة تسريبات في الإعلام الفرنسي تقول بأن الولايات المتحدة الأمريكية تُجري مفاوضات إستراتيجية مع الحليف الجزائري لتحسين العلاقات بين البلدين في سرية تامة، و أن الجزائر اشترطت على أمريكا عدم الإفصاح عن بنود و محاور هذه اللقاءات الدبلوماسية،…. و تقول التسريبات أن الحوار بين البلدين حقق أشواطا مهمة، لكن واشنطن تُصر على عدم إدراج ملف التسليح في الجلسات الحالية؛ لأن الولايات المتحدة الأمريكية لا تزال تعتبر الجزائر أرضا للنفوذ الروسي، و تضم قواعد و موانئ روسية سرية غير مُعلنة، و أي تسليح أمريكي للجزائر سيجعل السلاح الأمريكي يقع بين يدي الخبراء العسكريين الروس، و سيتم كشف التكنولوجيا العسكرية الأمريكية من طرف الجيش الروسي و الشركات الروسية.
تسريب الإعلام الفرنسي لقضية الحوار السري بين قصر المرادية و البيت الأبيض و التنازلات الكبيرة الجزائرية المقدمة لإرضاء الرئيس “ترامب” و صقور الإدارة الأمريكية الجدد، جعل الفرنسيين يُحذرون من تطيُّر الشعب الأمريكي من العلاقات مع الجزائر و هم يخبرونهم عبر الحسابات في مواقع التواصل الاجتماعي، بأن النظام الجزائري مُعدي جدا و يجر في أذياله اللعنة و النحس…، و بلهجتنا الحسانية الجميلة نقول أنهم وصفوه بأنه “نظام لَعَّاگ” (منحوس)، و هذا جعل المجتمع السياسي الأمريكي ينقسم إلى فريقين؛، أحدهما يعتبر هذه المسألة تنمرا سياسيا على مجتمع مظلوم، و الثاني يعتبر أن أعظم إنجاز أمريكي هو إصدار البنتاغون توصية تمنع تجنيد أي مواطن أمريكي من أصول جزائرية.
فبعد أقل من أسبوع على ظهور التوافق الأمريكي – الجزائري، ظهرت طوابير طويلة أمام المحلات التجارية في العاصمة واشنطن و كبريات المدن بالولايات الأمريكية، بسبب الندرة في مادة البيض التي تعتبر حيوية عند الأمريكيين و تستعمل في الصناعات الغذائية في أمريكا بكثرة، و أعلنت معظم المزارع المتخصصة في تربية الدواجن أنها أعدمت الملايين من الدجاج المخصص للبيض بسبب ظهور فيروس جديد يشبه إنفلوانزا الطيور، و تناقل الفرنسيون بتهكم كبير صور الطوابير و المشاحنات بين الزبائن و اقتحام المراكز التجارية لأجل الحصول على علبة من ستة بيضات…، و نشروا صورا للرفوف بالمتاجر و هي فارغة من البيض في تكرار لمشاهد من زمن الطاعون “كورونا”…، و قالوا أن الجزائر نقلت عدوى الطوابير إلى الولايات المتحدة الأمريكية، و أن هذه فقط البداية، و أن العلاقات إن تعززت أكثر بين البدين فلن يستطيع “ترامب” تحقيق وعوده بجعل أمريكا الأعظم في التاريخ.
الدبلوماسية الجزائرية التي تحاول إصلاح ما أفسدته تصريحات الرئيس “تبون”، جمعت همتها و توجهت إلى دمشق، حيث حل الوزير الأكثر عرضة للإهانة في العالم، “أحمد عطاف“، أو كما يلقب عند المعارضة الجزائرية “الدبلوماسي المنشفة”، أين استقبله الرئيس السوري “أحمد الشرع”، الذي يقود حكومة انتقالية، حل بها في مهمة مستحيلة لتحقيق أربعة أهداف؛ أولها إصلاح صورة النظام الجزائري عند الحكومة الانتقالية دون اعتذار في صفقة مبنية على سياسة الإغراء، و الثاني تقديم وعود بصرف منح كمساعدات مالية لهذا النظام مقابل توقف الإعلام السوري و القيادات الثورية عن نشر فيديوهات مسيئة للدولة و النظام الجزائريين، و الثالث هو إطلاق سراح عناصر فيلق الصاعقة الذي تم أسره بعد سقوط مدينة حلب، و تسليم الجزائر شهداء الجيش الذين سقطوا في المعارك، و الرابع الإبقاء على الاعتراف بالدولة الصحراوية و عدم غلق السفارة الصحراوية في دمشق.
الرئيس السوري قَبل طلب لقائه بالوزير الجزائري، و ما تم الإفراج عنه من أسرار ظهر في الإعلام العراقي الذي يتكلف بنشر أخبار سوريا، حيث بث أن ” أحمد الشرع” لم يبدي تحمسا كبيرا عند لقائه بـ ” أحمد عطاف” و لم يظهر له أي ترحاب، و عند إطلاعه على مضامين ما جاء به هذا الأخير، أبلغه أنه ينظر إلى تلك المحاور كشروط تضعها الجزائر لبناء علاقات جديدة بين البلدين، و أضاف “الشرع” أن سوريا تشكر جميع الدول التي تريد مساعدة دمشق لإعادة إعمار المدن المنهارة و المدمرة و لبناء نواة جديدة للدولة السورية، لكن على تلك الدول أن تقدم مساعداتها دون شروط و أن تبدي حسن النية في تلك المساعدة.
و في رده على طلب “تبون” تحرير الجنود الجزائريين و الصحراويين الرهائن و تسليم قصر المرادية شهداء الجيش الجزائري الذين حاربوا إلى جانب جيش “بشار الأسد”، فقد رد عليه بأنهم أسرى حرب و حملوا السلاح ضد الشعب السوري، و ساهموا في المجاز و قتلوا الأبرياء، و أنهم يعاملون طبقا لبنود إتفاقية جنيف، و سيقدمون للعدالة السورية و هي من ستُقرر الإفراج عنهم أو إدانتهم دون تسييس أو تفريط.
و بخصوص قضية مواصلة الاعتراف بالدولة الصحراوية، فقد رد الرئيس السوري “الشرع” بجملة كان قد استخدمها “عطاف” قبل أيام حينما قال بعد سقوط “نظام الأسد” و تولي الثوار رئاسة حكومة انتقالية في سوريا باسم الثورة: “أن الجزائر لا تعترف بالحكومات و لكن تعترف بالدول”، حيث قال له: “إن كانت للبوليساريو دولة كاملة السيادة و لها مقومات الدولة و عضو في الأمم المتحدة، فسنعترف بها، لأننا لا نعترف بالحكومات بل نعترف بالدول”.
هذا الرد الأخير قال عنه الإعلام العراقي أنه أربك الوزير و جعله مضطربا في الكلام، لدرجة أنه لم يستطع مجاراة الرئيس السوري في الحوار، بل كان فقط ينصت إليه و هو يعدد عليه المواقف السلبية للنظام الجزائري و يذكره ببعض خرجاته الإعلامية، و ضل “عطاف” ينظر إلى الأرض لأزيد من دقيقة و هو متلعثم…، و ظهر هذا الارتباك على الوزير خلال الندوة الصحفية، حيث بدت عليه علامات الانزعاج من الطريقة التي تحدث معه بها الرئيس السوري، و أيضا الأسلوب الذي أظهر أن “الشرع” غير متحمس لربط علاقات مع النظام الجزائري، و غير مقتنع بعرض قصر المرادية، و لا يرغب في الوقت الحالي في أي تعزيز للعلاقات مع النظام الجزائري بسبب مواقفه التي كان يصف بها الثورة السورية و الثوار بالإرهاب و الإرهابيين.
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك