Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

المجلس الرئاسي الليبي يُوجّه مبعوثا إلى الرباط لتوضيح موقفه من انخراطه في اتحاد “الكيان” الثلاثي… !!

بـقـلـم:بن بطوش

         وقف أخيرا “دي ميستورا” أمام عدسة الكاميرا للمرة الأولى منذ تكليفه بالوساطة الأممية في ملف الصحراء الغربية، و وجه للعالم خطابا شديد الاقتضاب…، بدا فيه الرجل يائسا و مُحطما و مُفلسا و مُعتذرا…، و أراد تشخيص الملف بفكر الطبيب حتى يُفتي بلسان رئيس الوزراء الإيطالي “جوزيبي كونتي”، يوم دفن الإيطاليون آلاف الضحايا بسبب طاعون “كورونا”،… أراد المبعوث الأممي أن يقول لنا: “لقد انتهت حلول الأرض، و الأمر متروك للسماء”، أبلغنا أن الأمور مستحيلة على الشعب الصحراوي، و أن الطرف المغربي حكم على جهوده بالفشل…

        و الحقيقة أننا جميعُنا توقعنا فشله لكن لم نتوقع أن يُحطمه اليأس و أن يُحوِّله إلى جسد له خوار، لأن من تابع سفره إلى بريتوريا علم أن الرجل ارتكب خطئا قاتلا في مسيرته و مهامه، بعدما أضله “سامري” هذا العصر…شخّص “دي ميستورا” حالة القضية الصحراوية بـ “المرض العضال”، و قال أن الحل يجب أن يوافق عليه طرفا النزاع… و لم يذكر اسم طرفي النزاع، و كأنه أصبح مقتنعا بأن الطرفين هما الرباط و الجزائر…، ترك كلامه مبني للمجهول حتى لا يزيد من تسعير نار الصراع، و هذا الخطاب جاء بعد أزمة قميص نهضة بركان، مما رسخ لديه القناعة بأن الصراع ليس بين القيادة الصحراوية و النظام المغربي كما أرضعونا منذ نصف قرن…، بل بين جارتين لدودتين؛ المغرب و الجزائر…

         لقد نجح المحتل المغربي في جر الجزائر  ليّبرزها أمام المنتظم الدولي كطرف لا ملاحظ…، و ثمة من أسر لنا في إحدى غرف النقاش، و هو مسؤول جزائري رفض أن يكشف إسمه، و كان قد تدخل في نقاش على منصةX بعد أزمة قميص نهضة بركان، حيث جاء في كلامه أن قصر المرادية غاضب جدا، بعد أن طلبت الرباط من “دي ميستورا” إبلاغ الجزائر بأنها ترفض أن تقام دولة صحراوية و لو حتى فوق تراب تندوف، لأنها كذلك أرض نزاع، و أنها (الرباط) تعتزم فتح ملف الصحراء الشرقية بعدما تسلمت وثائق من الأرشيف الفرنسي، و أنها بصدد إعداد ملف أممي متكامل، و أن ما يؤخر الأمر هو المفاوضات مع الجار الإسباني حول النفوذ البحري و المعدني و ملف سبتة و مليلية.

         كان مجرد قميص لكرة القدم، و أصبح اليوم دليل إدانة و إهانة لدولة بأكملها، فقميص نهضة بركان أتبث بأن البيت في الرابوني لا رأي له في معركة الصحراء الغربية، لقد مسح و أسقط و ألغى تضحيات و بطولات و أحلام جيلين كاملين من الشعب الصحراوي…، و بعد خطاب “دي ميستورا” شعرنا أن ما فعله قميص  نهضة بركان هو أكثر من الاعتراف الأمريكي و أسوء من الاعتراف الإسباني و أشد من الاعتراف الألماني و أخبث من الاعتراف البلجيكي و أثقل من الاستثمارات الإماراتية و أعظم قهرا من المحاباة الهولندية و أنكى من المواقف العربية و أوجع من الإهمال الموريتاني و أقسى من خذلان دول القارة المسحوقة…

         حصيلة أخطاء و عثرات النظام الجزائري في عصر الرئيس “عبد المجيد تبون” جعلت النشطاء المغاربة و خلفهم مدونون و مؤثرون من دولة مصر و تونس و موريتانيا و ليبيا يطلقون حملة مطالبة ببقاء الرئيس “تبون” في الحكم و إعادته لعهدة ثانية دون انتخابات، و قال عشاق كرة القدم من مصر أنهم مدينون للرئيس الاتحادية المغربية ،”فوزي لقجع”، الذي أوجد لهم طريقة ينتصرون بها على الفرق و المنتخبات الجزائرية دون وجع، و أن الرجل حل مشكلة العقم الهجومي لفرقهم وأصبح بإمكانهم الانتصار بـ 3-0 دون أن يخوضوا دقيقة من اللعب، إذ يكفي وضع خريطة المغرب مدمجة مع الصحراء الغربية على “T-SHIRT” الرياضي و الانتصار سيأتي لوحده، فيما عاتب بعض النشطاء التونسيون رئيسهم “قيس سعيد” وقالوا له من سمح لك لتقرر دخولنا في إتحاد مع دولة هزمها قميص فريق و رئيسها تُرعبه خريطة مرسومة على أقمصة… !!؟

         التونسيون رد عليهم نشطاء ليبيا الذين دونوا بأن ديموقراطيتهم أكثر تحررا، و هم كرأي عام ليبي من يمتلكون الحق في تغيير مواقف المجلس الرئاسي و توجيه دفته السياسية، و أضافوا أن الشارع الليبي و مكونات المجتمع السياسي و الدبلوماسي الليبي أجمعوا أنهم كارهون للكيان المغاربي الثلاثي الذي أُسس بتعليمات من قصر المرادية، و اتهموا النظام الجزائري بتأجيج الفتن، و أنهم لن ينسوا ما فعلته الجزائر-  زمن “بوتفليقة”- حين دعم “القذافي” في حربه ضد ثوار ليبيا قبل أن يطلب الثوار مساعدة باريس التي أرسلت طائراتها لدك الجيش الليبي، و تسهيل القبض على “القذافي”…، و زادوا في نقاشاتهم أن الرباط احتضنت حوار الليبيين لم تكن تتدخل في الحوار و لم تكن لتؤثر على مجراه، و رفضت أي مساس بالوحدة الليبية، و أنهم اليوم (الليبيون) يرفضون أي إتحاد يقصي الرباط ردا للجميل و بناءا لحبال الود.

         و كذلك حدث، حيث حل مبعوث المجلس الرئاسي الليبي، “سامي المنفي”، و هو أخ الرئيس الليبي “محمد يونس المنفي”، بالعاصمة الرباط حاملا رسالة خطية سلمها لوزير الخارجية ” ناصر بوريطة”، كشف مضامينها السفير الليبي بالرباط، “أبو بكر إبراهيم الطويل”، حيث صرح للصحافة بأن الرسالة الموجهة إلى ملك المغرب تندرج في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز اتحاد المغرب العربي من أجل تحقيق تطلعات شعوب المنطقة لمزيد من الاستقرار والازدهار،…. و هي الرسالة التي تجاهلها الإعلام الجزائري و لم يُعقب عليها، لكنها تؤكد أن ليبيا ترفض أي تكتل تغيب عنه الرباط أو يروم إسقاط الإتحاد المغربي الخماسي و تعويضه بإتحاد ثلاثي جديد.

         و هي المرة الثانية التي يُرسل فيها “المنفي” مبعوثا عنه إلى الرباط لإزالة اللُّبس، بعدما أرسل مبعوثا عقب اجتماعه مع الرئيسين “تبون” و “قيس”، في العاصمة الجزائرية على هامش قمة الغاز، و جرى الاتفاق على قمة تأسيسية، و هي التي عقدت بحر هذا الأسبوع بتونس، و أراد لها الأطراف أن تحاكي القمة التأسيسية للمغرب العربي في مراكش سنة 1989، حيث ظهر الزعماء الثلاثة ممسكين بأيديهم و جلسوا على طاولة بمقاعد فخمة في محاكاة للجلسة الخماسية التي عقدها زعماء المغربي العربي بمراكش، “الشاذلي بن جديد” و “معمر القذافي” و “الحسن الثاني” و “معاوية ولد سيدي الطايع” و ” زين العابدين بن علي”.

         و حتى كتابة هذه الأسطر لا يزال الموقف التونسي غير واضح بعدما فضل “المنفي” بعث رسالة إلى الرباط للتبرؤ مما جاء في الإعلام الجزائري، و لتجديد روابط المودة مع الرباط، و قال المرصد الليبي أن طرابلس ترفض المساس بالإتحاد المغاربي الأصلي، و تؤكد أن الإتحاد الحالي لا يمكنه أن يكون بديلا له، لكن الملاحظ أن المبعوث الليبي لم يتم توجيهه إلى موريتانيا لتوضيح النقاط العالقة، و حتى الرئيس التونسي لم يكشف إذا ما كان يريد تكتلا ثلاثي على المقاس الجزائري و بديلا للتكتل المغاربي…، أم أن الرجل فقط يريد مسايرة قصر المرادية في هواه حتى يحظى بالعطاء و السخاء، و يتمكن من إخراج تونس من وحل الأزمة الاقتصادية ثم يعود عن موقفه و يعلن توبته من هذا التكتل.

         و حسب مدونين من الجزائر فإن قصر المرادية تسلم فعليا طلبا من رئيس الدولة الصحراوية الأخ “إبراهيم غالي” للانضمام إلى التكتل الجديد، لكن الرئيس “تبون” أبلغ نظيره الصحراوي أن الوقت لا يزال مبكرا على الفكرة و أن رغبة الرئيس “إبراهيم غالي” المشاركة في تأسيس هذا التكتل من الصعب تقبلها من الطرفين الآخرين، و على الخصوص رئيس المجلس الرئاسي الليبي، الذي لا يتحرك دون مشورة باريس و أبو ظبي،… و زاد النشطاء في القول أن قبول الأطراف الثلاثة بدخول الدولة الصحراوية في هذا التكتل، يعني أن أسباب فشل إتحاد المغرب العربي عادت و بصورة أكثر وضوح.

 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد