الرباط توقع مع أبوجا اتفاق تنفيذ مشروع الربط الغازي بحضور موريتانيا و السينغال و دول المجموعة الاقتصادية ”سيدياو”
يبدو أن ما يجري من تطورات طاقية في العالم عجل بفرض مشروع نقل الغاز النيجيري إلى أوروبا عبر دول غرب إفريقيا كضرورة ملحة و مستعجلة، خصوصا مع أنباء قطع روسيا للغاز على دول القارة العجوز و ترقب ارتفاع الأسعار من جديد خلال الأسبوع الأول من فصل الشتاء، لتدخل أوروبا سباق الزمن من أجل دعم الأنبوب النيجيري-المغربي و تسريع أشغاله كي يصبح واقعا لفك الارتباط المستقبلي مع الغاز الروسي…، و حسب الدراسة فسيمتد هذا المشروع الضخم على طول يناهز 5660 كلم، و سيمر الأنبوب بكل من دول بينين وطوغو وغانا والكوديفوار وليبيريا وسيراليون وغينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسينغال وموريتانيا وصولا إلى المغرب عبر أراضي الصحراء الغربية.
حيث جرى في الرباط توقيع الاتفاق التنفيذي للمشروع، لإطلاق أشغال وضع الأنبوب في مساره و تحقيق الربط، و تم توقيع الاتفاق بين المكتب المغربي للهيدروكاربورات و الشركة الوطنية لغاز نيجيريا، و المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا المعروفة اختصارا بـ CEDEAO (بالفرنسية) و ECOWAS (بالانجليزية) بالإضافة إلى “شركة موريتانيا للمحروقات”، و “الشركة السينغالية للبترول”.
المشاركة السينغالية و الموريتانية جاءت للمصادقة بشكل رسمي على مرور الأنبوب فوق ترابهما بغية تسويق الغاز الحدودي بين الدولتين عبر الأنبوب، غير أن المثير في هذه الاتفاقية أنها كشفت بأن المشروع يجد دعما قويا من دول أوروبا و أمريكا و من الصناديق السيادية العالمية، و يحظى كذلك بالدعم التقني الدولي، و أن هذا الاتفاق تم التوقيع عليه مباشرة بعد زيارة وفدين إلى مدينة الداخلة المحتلة؛ الأول يتعلق بوفد من المستثمرين الأمريكيين، فيما ضم الثاني وفدا من رجال الأعمال و ممتليين عن البنوك الإسبانية.
توقيع هذه الاتفاقية ينسف كل الضجة الإعلامية التي روجت لها السلطات الجزائرية في شهر يوليوز الماضي عندما أعلنت بأنها نجحت في توقيع مذكرة تفاهم جديدة مع النيجر ونيجيريا للشروع في تنفيذ مشروع خط أنابيب الغاز العابر للصحراء، و أن مذكرة التفاهم وقعها عن الجانب الجزائري وزير الطاقة والمناجم “محمد عرقاب”، وعن دولة نيجيريا وزير الدولة للموارد البترولية “تيميبري سيلفا”، وعن النيجر وزير البترول والطاقة والطاقات المتجددة “ماهامان ساني محمدو”، بحضور “توفيق حكار” الرئيس التنفيذي لشركة “سوناطراك”” (SONATRACH) الجزائرية الحكومية للمحروقات، وقيل حينها بأن “هذه المذكرة تعد إشارة قوية للعالم حول الانطلاق في تجسيد هذا المشروع“.
إنشاء الأنبوب العابر إلى أوروبا عبر المغرب بمساهمة أمريكية – أوروبية، ثم مروره فوق أراضي الصحراء الغربية المحتلة، يجعل وضع القضية الصحراوية جد معقدٍ في مجلس الأمن و الأمم المتحدة، لأن المحتل المغربي بربطه أوروبا بإفريقيا طاقيا، و مساهمته في طفرة تنموية طاقية بغرب إفريقيا…، يكون قد حصل على الموقف الأوروبي الداعم لأطروحته و يكون قد سهل عليه عملية استمالت الموقف الإفريقي لمجموعة “سيدياو”، و أضعف النفوذ الغازي الجزائري بالمستويين.
و رغم أن نواكشوط قالت عبر دبلوماسيتها، بعد توقيع اتفاق الربط الغازي مع الرباط و نيجيريا، بأنها تتبنى الحياد الإيجابي في القضية الصحراوية و نزاع الشعب الصحراوي مع الرباط على الصحراء الغربية، إلا أنها بذلك التوقيع تكون قد دخلت بشكل رسمي في تحالفات اقتصادية بأثر سياسي و دبلوماسي، و أنها فضلت المحور الأطلسي المغربي على المحور الصحراوي للجزائر، و بالتالي تكون قد فقدت حياها اقتصاديا على الأقل، رغم استفادتها من 26 اتفاقية إستراتيجية مع الجزائر، قبل يومين فقط من إعلانها المشاركة في الربط الطاقي في الأنبوب الفرعوني.
عن طاقم “الصحراءويكيليكس”
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك