Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

الرئيس الجزائري يعترف بأنه جرّ قيادتنا الصحراوية إلى الحرب مع المحتل المغربي دون أن يدعمها بأسلحة متطورة…!!!؟

بـقـلـم :بن بطوش

     أظنني الآن أفهم سبب تصنيف المؤرخين الطعنة  التي تعرض لها القيصر “يوليوس” على يد “بروتوس” كأقبح طعنة غادرة في التاريخ؛ الطعنة التي صورها مؤرخو روما في مشهد رهيب حين اندفع نبلاء روما باتجاه”يوليوس قيصر” و أغمدوا خناجرهم في جسده، فكتب المؤرخون بأن خيانة النبلاء و فعلهم لم تهز ثقة القيصر في نفسه و هم يحاولون قتله بخناجرهم، و لم يُظهر لهم أنه مرعوب من مكرهم…، بل كان ينظر إليهم برباطة جأش حاكم روما و جسارة قيصرها…، لكن و بمجرد أن لمح “بروتوس” الذي كان يعتبره أمين أسراره و صديقه الوفي و هو يطعنه بسكينه الذهبية، شعر بالوجع و أحس بألم الموت، فلم تكن طعنته مختلفة عن طعناتهم، بل كان الإحساس بالخذلان قاتلا…، حينها قال كلمته الشهيرة و هو ينهار:”حتى أنت يا بروتوس!!!!”.

      في مشهد مختلف يصور الروائي العظيم “دوستويفسكي” مشهد الخذلان بالقول:”أذكر أنني نمت بعد انهيار مفزع…، فاستيقظ شخص لا أعرفه… !!“، هذا الروائي الذي توفي قبل قرن و نصف نجح في ترجمة الأشياء التي نعجز عن التعبير عنها؛ لأن قضيتنا الصحراوية بعد حوار الرئيس الجزائري مع الجريدة الفرنسية “لوبينيون”، لن تكون نفسها التي قبل التصريح – الزلة، لهذا أيها القارئ الكريم جهز مشاعرك لتتقبل هذا المقال الذي ربما يكون من أعنف ما نشر على هذا الموقع الحر، لأنه يتضمن الحقائق التي تفادينا نشرها منذ سنوات، و اعتبرناها في خانة “ما كل الحقيقة تُقال”، و كنّا نمني النفس أن لا تتأكد تلك الحقائق لأنها تشكل مخاوفنا الكبيرة…

      في هذا المقال، لن نناقش تفاصيل ما باح به الرئيس الجزائري “عبد المجيد تبون”، بل سنكتفي بالتفصيل و التحليل للعبارة التي هزت أفئدتنا و كشفت لنا الحقائق العظيمة، لأننا الموقع الوحيد الذي كتب قبل أربع سنوات متسائلا عن مصير الأسلحة التي جلبها المقاتلون الصحراويون من ليبيا عقب انهيار نظام “معمر القذافي” و المؤسسات الليبية، و تضمنت أنظمة صواريخ و راجمات روسية و فرنسية و صينية، و بطاريات و أيضا طائرات عمودية و مقاتلات شوهدت و هي محملة على الشاحنات تعبر الطرق الصحراوية بين الجزائر و ليبيا،… تلك الأسلحة ضل مصيرها مجهولا و تم  اخفاءها في سرية تامة إلى أن ظهرت فجأة لدى دولة مالي قبل الانقلاب الذي حصل، حيث قال الإعلام الجزائري أن الجيش الجزائري قدّم مساعدات عسكرية لباماكو من أجل ردع الحركات المتمردة و محاربة الإرهاب، و تضمنت شاحنات و مدرعات و راجمات، غير أن الواضح من الأسلحة التي أُستعمِلت أنها هي نفسها تلك التي نُهبت من مخازن الجيش الليبي.

      تصريح الرئيس الجزائري يُعيد هذا الجدال إلى الواجهة، و يدفع الجميع لطرح السؤال عن السبب الذي يجعل حكّام الجزائر يمنعون عن الجيش الشعبي الصحراوي التسلّح بأنظمة و معدات قتال حديثة…؟، خصوصا و أن طهران كانت قد قدّمت للجيش الشعبي الصحراوي عددا من المسيرات التي أخرجتها من الخدمة في الجيش الصفوي و سبق و استخدمتها في عمليات تجسس على بوارج حربية أمريكية  في بحر العرب و هي مسيرات قابلة للتسليح، و درّب خبراء “حزب الله” و طهران عددا من المقاتلين الصحراويين على استخدامها، لكن الحليف الجزائري منع القيادة الصحراوية من استخدامها و الأكثر أنه صادرها مثلما صادر دبابات T-62 و ترك للجيش الشعبي الصحراوي فقط دباباتT-55 …. و من يشكك في هذا الكلام عليه العودة إلى تصريحات قادة “جبهة الإنقاذ الوطني” في سوريا، و البيان الأخير الذي أصدرته الجبهة و دعت فيه الحكومة السورية إلى الاعتراف بسلطة الرباط على الصحراء الغربية.

      هدف الرئيس الجزائري أو من أفتى عليه بذلك التصريح، كان الغرض منه اختصار المسافة نحو قلب البيت الأبيض، أي أن النظام الجزائري أراد أن يحقق بعض الاختراق داخل النخب الأمريكية عبر إظهار بعض النبل في المواقف تُجاه المصالح الأمريكية في المنطقة و تُجاه حلفاء أمريكا المفضلين في شمال إفريقيا، و هذا ما جعل عددا من المحللين يهاجمون النظام الجزائري عبر وصفه بـ “النظام الزجاجي”، أي أنه نظام سهل التدمير و أوشك على الانهيار بمجرد وصول “ترامب” إلى البيت الأبيض، و تعيين وزير خارجية أكثر تطرفا من المغرب في ملف الصحراء الغربية .

      و حسب المحللين دائما فإن النظام الجزائري كان عكس الأنظمة العربية التي وُضعت في امتحان اللاجئين الفلسطينيين، حيث أبدى الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” و ملك الأردن “عبد الله بن الحسين” و الأمير السعودي “محمد بن سلمان” صرامة و قوة في المواقف، بعد رفضهم أي مخطط لتهجير الغزاويين تحت ذريعة إعادة الإعمار، فيما النظام الجزائري انقلب على مواقفه و وافق على التطبيع و هو الآن ينتظر رد تل أبيب على تصريحات “تبون”، و  عبر عن نيته امكانية التخلي عن القضية الصحراوية من خلال عدم دعم جيشنا بأسلحة عسكرية متطورة و لا أظنه سيعارض تصنيف تنظيمنا السياسي على قوائم الإرهاب إذا ما استشعر بأن أمريكا /”ترامب” قد تفرض عقوبات على الجزائر.

      و هنا نفتح قوس الإعلام و كيف هجّنت قناة “الجزيرة” الشعوب العربية بتقسيمها للأنظمة العربية إلى “أنظمة خائنة”  و أخرى “مُمانِعة”، ثم انبرت تتحدث عن نصر “حماس” التي ورطت ثلاثة دول في مصائب لا حصر لها و وضعتها أمام الأمر الواقع مع قوى عالمية، و أظهرت لنا النظام الجزائري كقوة صامدة و داعمة للقضايا العربية المصيرية…، لكن و مع أول اختبار انهار النظام الجزائري و  بالمقابل صمدت الأنظمة  العربية التي تُوصف صباحا و مساءا بالخيانة بل و أظهرت هذه الدول  بأسا و شدة سياسية غير مسبوقة تجاه المخططات الإسرائيلية…

      نعود لتصريح الرئيس الجزائري و الذي قال فيه أنه رفض تلبية مطالب القيادة الصحراوية بالحصول على أسلحة نوعية، و كأنه يريد أن يُبلغنا كصحراويين بأننا و قضيتنا محض بيادق تسخر لخدمة الأجندات، و أن الحرب التي دُفع جيشنا الشعبي إليها دفعا من طرف الحليف، كانت مجرد إستراتيجية لخدمة أجندة سياسية جزائرية و إظهار أن المنطقة تغرق في عدم الاستقرار، حتى يحقق الحليف هدفه بعرقلة المشاريع الكبرى التي يريد بها المحتل المغربي خلق سوق طاقية كبيرة في الغرب الإفريقي، و أيضا لمنع الشركات الكبرى من الاستثمار في منطقة ملتهبة، عملا بمنطق أن رأس المال جبان و يبحث عن الاستقرار و الأمان أولا.

      قد لا يسعنا هذا المقال للتفصيل في ذلك التصريح أو الحقيقة التي صرح بها الرئيس الجزائري، و كما سبق و قلنا في مقالنا السابق فإننا بحاجة إلى عدة مقالات لجرد الكوارث التي تسببت فيها هذه التصريحات و التي كلها تفيد بأن ملف الصحراء الغربية عند الحليف الجزائري، له قدسية مزيفة، تعلو و تنخفض تبعا للظروف، بمعنى أن دفاع الجزائر المستميت عن عدم حصول الرباط على الصحراء الغربية لا يعني أن قصر المرادية يريد من الشعب الصحراوي الحصول على وطن مستقل، بل هدف الحليف هو الإبقاء على الوضع القائم منذ أكثر من خمسين  سنة حتى يبقى هو السيد التي يتحكم في مصير شعوب المنطقة.

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد