إستهداف جوي لشاحنتين جزائريتين داخل التراب المالي يعيد إلى الأذهان ذكرى الشاحنتين اللتان أحرقتا داخل الأراضي المحرمة
سرّب عدد من الجنود الجزائريين عبر منصة “منتدى الدفاع العربي” صورا لشاحنتين متفحمتين، قالوا بأنهما جزائريتان تحملان الترميز الرقمي (50) الخاص بولاية باجي مختار، الواقعة في الجنوب الجزائري، و قد استهدفتهما مُسيَّرة داخل التراب المالي حينما كانتا عائدتين بحمولة من المواشي تم شراؤها من رعاة ماليين، و أن الاستهداف تسبب في ضياع الحمولة و مقتل السائقين.
و حاول عدد من المدونين الجزائريين ربط هذه الحادثة الجزائرية بقضية اختطاف السائقين المغربيين مطلع يناير من السنة الحالية، بكل من النيجر و مالي، قبل أن تُعلن سلطات الرباط عن تحريرهم دون حدوث تطورات خطيرة، حيث أضاف المدونون أن استهداف الشاحنتين الجزائريتين يقف خلفه الجيش المغربي، كرد فعل على تقارير استخباراتية أمريكية و فرنسية تفيد بأن حادث اختطاف السائقين المغاربة كان بتدبير من سفارة الجزائر في مالي، شأنه شأن الهجوم المسلح على الشاحنات التجارية المغربية التي أودت بحياة سائقين مغاربة، و تبين فيما بعد أن المهاجمين ليسوا سوى قوات خاصة جزائرية نفذت مخططا لإرعاب الشركات و السائقين المغاربة و منعهم من التوغل في إفريقيا.
الخبراء العسكريون أثناء تعليقهم على الهجوم الذي تعرضت له الشاحنتان الجزائريتان أكدوا أن دولة مالي تسلمت مطلع السنة الحالية سربين من المسيرات التركية “بيرقدار TB-2” ، و أن الجيش المالي أصبح يتعامل مع الانسلالات الجزائرية داخل التراب المالي دون احترام لسيادة البلاد بحزم شديد، خصوصا و أن الشاحنات الجزائرية تحصل على التراخيص لدخول شمال مالي من زعماء حركة “الأزواد”، و هو ما تراه حكومة باماكو اعترافا جزائريا بوجود دولتين فوق التراب المالي، و محاولة لفرض الأمر الواقع على هذا البلد.
و حسب المعطيات فإن عملية استهداف الشاحنتين كانت من تنفيذ الجيش المالي كرد فعل على عدم حصولهما على التراخيص اللازمة لولوج التراب المالي للقيام بأنشطة اقتصادية ذات طابع نفعي، و بالتالي تكون حكومة باماكو قد وضعت حدا لعصر البيانات و التصريحات و قررت التعامل مع الوضع بسياسة الكَيْ… و حتى كتابة هذه الأسطر لم تصدر الجهات الرسمية داخل الجزائر أي بيانا يخص العقاب، كما حصل بعد قصف جيش الاحتلال المغربي للشاحنتين الجزائريتين، حينها قالت الخارجية الجزائرية “أن الاعتداء لن يمر دون عقاب”.
عن طاقم “الصحراءويكيليكس”
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك