لا يزال زلزال مجلس الأمن الذي أنتج القرار 2797 يثير التساؤلات الصحفية، و يتسبب في نقاشات حادة بين الإعلاميين و السياسيين و النخب…، ذلك أن جنوب إفريقيا أعلنت عبر وكالتها الرسمية للأنباء، بأن بريتوريا ترى في ما حدث بمجلس الأمن نكسة كبرى لثوار العالم، و منعطفا جديدا في القضايا المعقدة الخاصة بتقرير المصير، و هزيمة مذلة للجزائر و البوليساريو على المستوى الدبلوماسي و السياسي…، و خلصت بريتوريا عبر وكالتها إلى أن الدول الكبرى أصبحت ترفض منح الشعوب حلولا لإنشاء دويلات صغيرة و ضعيفة، و تفضل أن تكون تلك الشعوب جزء من دول عريقة.
فيما كتبت وكالة الأنباء الإيرانية مقالا جاء فيه أن النظام الجزائري أخفق في إقناع حليفه الروسي، و أرتكب أخطاءا بروتوكولية أغضبت موسكو التي امتنعت عن استخدام حق النقض لتجنب الكارثة التي حلت على الشعب الصحراوي، و أن أمريكا حاملة القلم فرضت شروط اللعب في مجلس الأمن بعدما رجحت كفة الرباط و التي على عكس الجزائر، استغلت قوة صداقتها مع واشنطن لتفرض مقترحها و تغير بالتالي قوانين الاشتباك الدبلوماسي، و أن الجزائر اليوم أمام خيارين؛ إما القبول بالحل القائم و الضغط على الشعب الصحراوي للقبول أيضا…، أو التورط في حرب مع الرباط التي لديها حلفاء أقوياء جدا من أوروبا و أمريكا، أو أن تخلد للصمت بعد أن تكون قد حصلت على امتيازات اقتصادية أو مالية معينة تقايض بها القضية الصحراوية و ترضيها.
لكن ما جاء في الصحافة الأوروبية الفرنسية و الإسبانية كان الأكثر شرحا لما وقع بمجلس الأمن، و الأقرب لتشخيص الوضع الذي أصبحت عليه قضيتنا الصحراوية على الصعيدين الدولي و الجهوي، حيث نشرت El Mundo الإسبانية تقريرا منقولا عن المعهد الملكي الإسباني للدراسات الإستراتيجية، و الذي يقول بأن عدم تصويت الجزائر في مجلس الأمن هو نابع من أمرين؛ أولهما الخوف من ردة فعل الولايات المتحدة الأمريكية، و الثاني لأن الجزائر تعرف بأن تصويتها لن يغير شيء غير جلب العداء مع واشنطن، و أن هذا يؤكد بأن قصر المرادية قد ضاق ذرعا بالقضية الصحراوية، التي أتعبته دبلوماسيا و سياسيا و حتى اقتصاديا…، بعد أن أنفق عليها النظام الجزئري – حسب المعهد – ثروات كانت لتحول الجزائر إلى جنة شمال إفريقيا.
عن طاقم “الصحراءويكيليكس”
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك