النظام الجزائري يدفع بـ “بن قرينة” إلى انتقاد الرئيس “تبون” … و الأخير يظهر من جديد بعد خضوعه للعلاج بألمانيا
بـقـلـم : بن بطوش
يقول العلامة “شمس الدين التبريزي”، فيلسوف المتصوفة و فقيه الفلاسفة: “أن البشر يميلون للاستخفاف بما لا يستطيعون فهمه”، و لأجل هذا نحن هنا على هذا الموقع الحر، من أجلك أيها القارئ الكريم…، حتى نجعل كل ألاعيب السياسة و فوضى الأحداث و تسارعها سهلة الفهم أمامك، و حتى تتدفق إليك الأخبار الحقيقية ، و حتى نحبط مخططات “الهنتاتة” بجعلك متفرجا و غير معني بمصير قضيتنا الوطنية…، نحن الضوء في عتمة الكولسة السياسية و ذرعك و أسلحتك، و ما عليك غير أن تؤمن بقدرتك على المشاركة في تقرير مصير وطننا كمناضل بوعي ثوري، يحمل مقالاتنا فأسا في يده و يروغ على أصنام البيت الأصفر ضربا باليمين.
فحين قلنا بأن مظالم الجزائر ألفت النصرة بالدماء، و أن الجالس على كرسي قصر المرادية دائما ما ينتهي مصيره بشكل تراجيدي، إما مقتولا أو مخلوعا، فكلامنا لم يكن محض تأويل و لا رجما بالغيب، بل كان قراءة لسياقات بدت مشبوهة منذ أُعلنت وفاة كبير الجيش الجزائري السابق “أحمد الگايد صالح”، حينها قلنا أن الرجل لفظ أنفاسه بعد أن تقيأ في مرحاض بيته ثم سقط مغشيا عليه، و أن أحد مساعديه دسّ له السم الزعاف في وجبة العشاء، و أنهى حياته بتحريض من “شنقريحة” و الجنرالين “طرطاق” و “توفيق”، اللذان غدر بهما “شنقريحة” و أودعهما سجن الحراش مع “سعيد بوتفليقة” لاحقا، قبل أن يمن عليهما بالسراح و يبعدهما عن دوائر الضوء و مجالس القرارات و يعفي الجنرال “المنجل” و يبعده عن دوائر الحكم.
هذا الأسبوع بدأت بوادر التوتر تظهر من جديد في الأفق، حيث غاب الرئيس “تبون” عن المجلس الأمني الأعلى الذي ترأسه قائد الجيش “سعيد شنقريحة” في خرق سافر للدستور، من أجل اتخاذ قرار إعادة نشر الجيش بعتاد ثقيل على الحدود مع ليبيا و مالي، و المخيف أن جميع القادة العسكريون، الذين حضروا هذا الاجتماع كانوا يرتدون السترات الواقية من الرصاص تحت بدلاتهم العسكرية، كلهم يعلمون- في إطار حرب الأجنحة- أنهم أهداف محتملة للاغتيال و أن طلقة رصاصة في الممرات المؤدية إلى غرفة الاجتماع، واردة الحدوث… !!، و أن الحرب للسيطرة على كرسي الحكم و قيادة الجيش قد بدأت بعد استهداف الرئيس “تبون” الذي عاد للظهور مجددا، إثر معجزة طبية ألمانية، ليستقبل ضيوف الجزائر في الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية، على راسهم الرئيسين التشادي و الموريتاني ….أما الأخ الرئيس الصحراوي فتم استقباله من طرف وزير التجارة “كمال رزيق“، و هذا أمر له دلالته التي لا تخفى على أحد.
حتى الوزير الأول بالنيابة المعين حديثا، “سيفي غريب”، هو الآخر شوهد في إحدى الأنشطة الروتينية و هو يرتدي بدلة واقية أسفل بذلته الرسمية، و بجانبه الحرس الخاص و عنصر يحمل الحقيبة الجدارية التي تخصص عادة لرئيس البلاد، كما بدأ كبير الجيش في التنقل بسيارة ألمانية مصفحة مضادة للألغام و القنابل و ذات زجاج مانع للرصاص… !!
الإحساس بعدم الأمان بين قيادات الدولة الجزائرية هي نتيجة تحرك “الدولة العميقة” لتنفيذ خطتها التقليدية و تجهيز الرأي العام لمرحلة ما بعد الرئيس “تبون”، و مثلما هي العادة…، عائلة السياسي المتأسلم ” عبد القادر بن قرينة” تتكفل بالعمل القذر؛ حيث خرج هذا الأخير، بصفته الحزبية كأمين عام لـ “حركة البناء الوطني”، ليعلن دعمه للحكومة و رئيسها الجديد، و يتهم الوزراء الموالون للرئيس “تبون” بأنهم كانوا عن قصد يمدُّونه بأرقام مغلوطة و مُبالغ فيها، لتضليل الشعب، حتى يبدو الرئيس الجزائري العائد من الموت، كرجل لا يتحكم في حكومته و لا في رجاله، و أنه كذاب أشر، و هو ما انعكس على صورة الدولة الجزائرية التي أصبحت محطة للسخرية،… فيما خرج نجل “بن قرينة” الذي يشغل داخل مجلس الشعب الجزائري منصب “رئيس لجنة الدفاع” ، و هو يافع لم يسبق له أن خدم في الجيش أو درس في أكاديمية عسكرية ، و تم منحه لجنة الدفاع، حتى يستطيع قائد الجيش “شنقريحة”، رفع ميزانية الدفاع كل سنة دون معوقات و دون مساءلة.
“براء بن قرينة”، نجل الأمين العام لـ “حركة البناء الوطني”، وقف في مجلس الشعب الجزائري، و أعلن أنه واثق من جاهزية الجيش و قدراته و أنه يشعر بالاطمئنان على البلاد،… و كأنه يطلب من النواب الجزائريين عدم مساءلة “شنقريحة” عن ما يحدث من اضطرابات داخلية صامتة في هرم السلطة، و أن البلاد مع وجود الرئيس أو حتى بدونه ستكون أفضل، و أن الجزائريين يكفيهم وجود جنرالات يقودون البلاد بعقلية الجندي، و أن “تبون” مجرد موظف و قد ينتهى دوره في أي وقت.
كنا منذ بداية الأزمة الجزائرية الفرنسية، نُنبه النظام الجزائري في مقالات استشارية، بأن قصر الإليزيه الخبيث لن يترك الأمور تمر حسب هوى قصر المرادية، و أن الصفقات المعدنية مع الولايات المتحدة الأمريكية، ستكلف النظام الجزائري رقاب قياداته؛ لأن فرنسا خسرت دولا عديدة في إفريقيا، و غير مستعدة لخسارة الجزائر و ما تجنيه من “اتفاقيات إيفيان”، و أن نهاية العمل بهذه الاتفاقيات بالنسبة للنظام الفرنسي قد تؤدي إلى سقوط الجمهورية الخامسة و ظهور الجمهورية السادسة التي سيقودها اليمين المتطرف لعقود…. و “ماكرون” يرفض أن يكون كبش فداء و قد وعد حكومة باريس العميقة و شركات المحروقات الفرنسية بأنه سيعيد قصر المرادية إلى بيت الطاعة، و اليوم تيار فرنسا داخل الجيش الجزائري بدأ التحرك و بعنف ذكي، و أول ضحاياه الرئيس “تبون” الذي نجا من الغدر بأعجوبة، و رئيس الحكومة المُقال “نذير العرباوي”، و الجنرال “علي بن علي”…، و عما قريب قد نسمع أن قائد الجيش “شنقريحة” هو الآخر حمل في طائرة خاصة للعلاج أو للتشريح…، و هناك احتمال أخير بأن تحمله الطائرة إلى الإليزيه للاعتذار، لمنع حدوث عشرية سوداء تبدو وشيكة الوقوع.
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك