أعضاء الكونغرس في الرباط لدعم المحتل في ملف الصحراء الغربية و “بولتون” تحت الرقابة القضائية… !!، هل حسم المحتل حروب اللوبينغ بعد حسمه معارك الاعترافات …؟
بـقـلـم : بن بطوش
من قوانين “حامورابي” في العراق، أنه إذا سُرق بيت مواطن و لم يُعثر على السارق، فإنه يتم تعويض المواطن عن المسروقات من أجور الشرطة… !!، و نحن قد سرقت قضيتنا و سرقت معها أفئدتنا و أجيالنا و أمانينا، و ضاع في السرقة كل ما إذخرناه كفرحة مؤجلة…، فمن يعوض هذا الشعب عن ما أصابه من قهر و كمد ؟، كيف سيتم إرضاءه و الكل يعلم أننا نسير نحو أكتوبر نحمل مخاوفنا و اليقين يخبرنا أننا على بعد قرار من النكبة الكبرى…؟، هل سيتم تعويضنا بجر الدبلوماسيين الصحراويين إلى الزنازين، أم بدفع دبلوماسيي الحليف للإعتذار، و هل سيكفي الإعتذار عما أنفقه هذا الشعب من أجيال و أرواح… !!، أم سيتم التضحية بالهنتاتة في محاكمات سريالية، أم سيأتي قصر المرادية بوصفة تهدئ روعنا و تجعلنا نقبل بالكمد كقضاء و قدر، كما تقبل التكلى أنباء المهالك و تحتسب الضياع وديعة عند القدر…
لا شيء أشد على الإنسان من الإحساس بالضياع، ذلك أن الدولة العميقة في مكة الثوار و المنشغلة بمناورة الشعب الجزائري في ملف إختفاء الرئيس “تبون”، يكاد قادتها لا يعلمون أن الرباط قد أعلنت رسميا أنها أغلقت ملف الاعترافات و على وشك أن تغلق ملفا جديدا، يتعلق بحروب اللوبينغ، و هنا لمن لا يتابع تفاصيل هذه الحروب الخفية نبلغه أن المقصود بذلك ليس تأسيس المجموعات الضاغطة، لأن المحتل المغربي تمكن من تأسيس هذه المجموعات داخل دول العالم و ليس في أمريكا فقط منذ زمن بعيد، و أن الحليف هو المستجد في هذا المجال، و لولا القضية الصحراوية ما عرف قصر المرادية السبيل إلى عالم “اللوبيينغ”، و سأشرح لك أيها القارء الكريم هذه الأسرار، و ما عليك غير إحضار كأس الشاي التقليدي الذي تعودت على احتسائه مع مقالاتنا، و أن تقرأ العبارات بتأني و لتشفي نهمك من المعرفة.
فقبل أسبوعين من اليوم كانت النائبة البرلمانية الأوروبية – الفرنسية من أصول فلسطينية “ريما حسن” قد نشرت تدوينة على حساباتها بالمنصات الاجتماعية، تشكر فيها المغرب على تحديه لإسرائيل “نتنياهو” و إدخاله المساعدات إلى الغزاويين، في وقت عجزت فيه دول العالم عن فعل ذلك، و قالت أنها ترفض المقارنة بين القضية الفلسطينية و القضية الصحراوية، هذه التدوينة شكلت منعطفا في موقف أحد أبرز الداعمين للدولة الصحراوية، و أحد أكبر البرلمانيين الأوروبيين ولاءا لقصر المرادية، و حاول البيت الأصفر و زبانية الرابوني و قيادات الجزائر التقليل من شأن هذا الموقف الجديد للبرلمانية التي انقلبت ضد النظام الجزائري، لكن التطورات فضحت الأسرار و كشفت مدى إخفاق الحليف و البيت الأصفر.
بعد موقف البرلمانية الفرنسية من أصول فلسطينية بخمسة أيام، أعلن المكتب الفيدرالي للتحقيقات الـ FBI في أمريكا أن المحققين داهموا منزل “جون بولتون” المستشار السابق للرئيس “ترامب” و السيناتور الغضوب و المحامي القوي جدا، الذي يتمتع بنفاذية عالية داخل الإدارة المركزية في أمريكا، و ظهر المحققون و هم يحملون وثائق تم الحجز عليها في منزله، و هو اليوم يواجه إمكانية الحكم عليه بنصف قرن من السجن بسبب خيانة بلده، و تسريبه معلومات لدولة أجنبية مقابل عمولات بملايين الدولارات، و من المتوقع أن تكون تلك الدولة هي الجزائر، لأن الرجل مقرب جدا من قصر المرادية و يتقاضى حسب “التليغراف” نصف مليون دولار عن كل حوار صحفي يدعم فيه البوليساريو، و هو أغلى حوار صحفي لشخصية أمريكية عبر التاريخ.
الأمور لم تتوقف هنا، و بمجرد تحييد “بولتون” و توقف قائدة اللوبي الجزائري في فرنسا و أوروبا عن دعم القضية الصحراوية، تم السماح أمريكيا بتسريب خطة “المانساسو“ التي من المتوقع أن تعوض بعثة المينورسو، و التي ستكون مسؤولة عن تنزيل مخطط الحكم الذاتي و فرز الشعب الصحراوي و من يحق له العودة إلى الصحراء الغربية و من سيكون عليه أن يتيه في إفريقيا جنوب الصحراء… !!، و زار الصحراء الغربية بعثة من القيادات الأمريكية التي تمتلك القرار داخل مجلس الأمن، و لها قدرات تفاوضية مؤثرة جدا مع دول الفيتو بمن فيهم الصين و روسيا…، و بعدها بأقل من أسبوع، يزور الرباط فريق من نخبة الكونغرس الأمريكي و يلتقون بالوزير “بوريطة”، ليعلنو من داخل مقر وزارة الخارجية بالرباط تأكيدهم على الدعم الأمريكي للمحتل المغربي في ملف الصحراء الغربية، هذا الوفد يمتلك القدرة على جعل الكونغرس يصوت لتحويل الأموال من بنوك واشنطن و جعلها استثمارات في الصحراء الغربية، و حين جدد النائب “مايك لور” اعترافه بسلطة المحتل على الصحراء الغربية، هو لم يكن يقول كلاما مكررا، بل كان يمنح الكونغرس الأمريكي رأي اللجنة المالية، بأنها توافق على الإستثمار في الصحراء الغربية، و أنهم راضون على هذا الخيار.
أيها القارء الكريم، أمريكا ليست دولة تقليدية، فهي تكثل مؤسساتي عملاق و معقد المصالح، و حين أرادت الرباط تغيير مصير الصحراء الغربية و حسم الملف لصالحها، فقد هيأت للأمر باستراتيجية معقدة، بداية أرغمت القوى العالمية على الخضوع لمنطقها عبر تفعيل سياسة المصالح، ثم جعلت الحليف يشعر بالضعف و العزلة، و قصت أجنحته داخل أمريكا و أوروبا، حتى أننا لم نسمع حلفاء قصر المرادية التقليديين كمؤسسة “هيومن رايس واتش” تناقش القرارات الأمريكية أو تنتقدها، و لم نسمع أي معارضة من الإعلام الأمريكي، و لم يخرج علينا قياديا أوروبيا واحدا يقول بأن أمريكا تحيد عن الصواب، الجميع يصفق و من لم يصفق فهو يبتلع صمته، ليس خوفا من أمريكا، بل حتى لا يفتح على نفسه جبهة حرب في داخل شمال إفريقيا، و لإسبانيا و فرنسا تجربة في كهذا أوجاع، فالجميع أصبح مقتنعا بأن المحتل أصبح دولة تجيد ربح التحديات بصبر و استراتيجية و أن للنظام المغربي النفس طويل.
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك