Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

وساطة أمريكية تسبق زيارة “دي ميستورا” و البحرية الجزائرية تتورط في مقتل فرنسيين من أصول مغربية

بـقـلـم : بن بطوش

          سربت منابر إعلامية قطرية و أخرى سعودية أن الولايات المتحدة الأمريكية أرسلت إلى سوريا مبعوثين لها ينتمون لوزارة الخارجية و جهاز CIA، حيث تنصب موسكو أكبر أعشاشها العسكرية بالمشرق العربي، و هناك اجتمعوا مع وجهاء العشائر العربية التي تتناحر أمام أعين الروس منذ عيد الأضحى، و سقط بسبب هذه المشكل أزيد من 63 قتيل، بسبب خلاف حول زفاف كان الهدف منه تحقيق مصاهرة بين القبائل في منطقة دير الزور.

          المبعوثون الأمريكيون عقدوا لقاءات ناجحة مع “إبراهيم الهفل”، شيخ قبيلة العكيدات، حيث تقول المصادر أنه تم تحقيق اتفاق وقف الاقتتال بين القبائل  السورية العربية، و أن الفريق الأمريكي الذي جاء بمبادرة السلام قبل بشرط القبائل و الذي كان “حصولهم على تأشيرات دخول التراب الأمريكي”.

          لا يهمنا ما اشترطه القبائل فرارا من جحيم الوضع في سوريا، بل ما يهمنا كشعب صحراوي هو عمق هذا الخبر، و إن كانت قبائل سوريا لا تهتم لأخبارنا، لكن دروسهم تشرح واقعنا، و أنا أخضع الوساطة الأمريكية في ملف القبائل السورية التي تطاحنت تحت أنظار النظام السوري و الروسي للتحليل، وصلت إلى كمية من الخلاصات أهمها أن الولايات المتحدة الأمريكية تهتم بالتفاصيل و لا تفوتها شاردة أو واردة في مجال نفوذ الروس،  لدرجة أنه حتى الإعلام العربي لم يكن على إطلاع بقصة و تفاصيل هذا النزاع العشائري.

            و نحن الشعب الصحراوي ننصب خيامنا فوق التراب الجزائري الذي قال الرئيس “عبد المجيد تبون” أن “موسكو هي الضامن لاستقلال الجزائر”، و ثاني الخلاصات مما وقع بين العشائر السورية أن ثمة وجه شبه بينها و بين قضيتنا؛ لأننا لا نزال نعاني من الفكر القبلي و أننا لم نصل في الدولة الصحراوية إلى مرحلة النضج المؤسساتي لاستكمال أركان دولة متكاملة، و السبب أن الحليف الجزائري الذي نتأثر به ثقافيا و سياسيا و قبليا و عسكريا و عاطفيا…، لم يصل  هو الآخر بعد إلى مستوى بناء دولة تقوم على المؤسسات، ذلك أن الجزائر بعد أزيد من ستين سنة على الاستقلال هي دولة مملوكة للمؤسسة العسكرية، و كل المؤسسات الأخرى مجرد ديكورات لتجميل الصورة،  فالجزائر المستقلة لم يتسلمها بعد السياسيون و لا أظن الأمر سيحصل في المدى القريب للعشرية المقبلة.

          الاستنتاج الثالث و الأشد خطورة هو أن الولايات المتحدة الأمريكية بعد نجاح وساطتها بين القبائل في سوريا، قررت التوسط في ملفنا و أرسلت نائب مساعد وزير الخارجية “جوشوا هاريس” إلى المخيمات، و  لا يجب أن يغيب عن فهمنا أن أمريكا دولة تحسب جيدا خطواتها حين يتعلق الأمر بمناطق نفوذ روسيا، و تعرف أن جزائر ما بعد “البريكس” ليست نفس جزائر ما قبله، و أن قصر المرادية أصبح أكثر خوفا من واشنطن و يترقب الانتقام الأمريكي الذي صعب التكهن بصيغته، و الدليل أن الإعلام الرسمي الجزائري الذي يديره ضباط ثكنة بن عكنون، كان حائرا في التعامل مع زيارة “هاريس” إلى المخيمات، رغم أن أمريكا في هذه الزيارة أعطت الانطباع بأن الدولة الصحراوية مجرد تجمع قبلي مدعوم من الجزائر و يحمل السلاح ضد أحد أهم حلفائها في المنطقة… !!

            ثم أن واشنطن بادرت و لم تقترح، و أنها عبر هذه المبادرة تريد منحنا هدية بسيطة تشبه التأشيرات التي طلبها السوريون، و قد يكون العرض يتضمن العودة إلى الصحراء الغربية دون شروط،، لذلك اعتقد أن الولايات المتحدة ما كانت لتقوم بهذه الوساطة لولا قناعتها بأن الملف لم تعد المتغيرات الدولية مستعدة لإطالة أمد  تدبيره أمميا…، و أن ما تبقى للشعب الصحراوي  بعد كل هذا الصبر في اللجوء مجرد مكافئات و بعض التعويضات، و أن الرباط حوّلت أنشطة المبعوث الأممي “دي ميستورا” إلى مجرد روتين أممي يسبق التقارير التي نعرف محتواها قبل حتى كتابة المسودة؛ و الدليل على هذا الكلام هو ما نشرته الخارجية الأمريكية على حسابها بتويتر بعد لقاء “هاريس” مع البيت الأصفر المفجوع، و الذي جاء فيه “دعا هاريس خلال زيارته إلى التحلي بروح التسوية و الواقعية…”

            استخدام مصطلحي “التسوية” و “الواقعية” يعني ضمنيا أنه لا استقلال في الأفق و أن مقترح الرباط هو آخر الخيارات قبل نفاذ زمن المهلة…، و أن مطلب الاستقلال لا يدخل في مخطط التسوية و غير واقعي… !!

              لن نتحدث عن المبعوث الأممي “دي ميستورا” لأن زيارته كما قلنا مجرد روتين أممي، بل سنزيد في التفصيل بزيارة المبعوث الأمريكي “جوشوا هاريس” لأنها مربط الفرس، و هي الزيارة التي صادفت حادثا دمويا حصل في الحدود البحرية الفاصلة بين الحدود الشمالية بين المغرب و الجزائر، و الواضح أن الرباط تمكنت من تدويل الحادث و جر فرنسا لتكون طرفا فيه، خصوصا و أن الجزائر تورطت في قتل سائحين فرنسيين من أصول مغربية، و سجنت ثالثهما فيما فر الرابع و الذي تسببت تصريحاته في موجة سخط عالمية و عربية ضد النظام الجزائري و جابت تلك التصريحات كل العالم و جرت التعاطف مع الرباط و باريس حتى من اليابان و صورت النظام الجزائري في هيئة كوريا الشمالية…

              الرواية تقول بأن السيّاح الأربعة خرجوا على متن درجات مائية في حدود الساعة السابعة مساءا، و جرفتهم التيارات البحرية باتجاه الشرق، و تسبب ذلك في دخولهم المياه الجزائرية ليصادف اثنان منهم زورقا للبحرية الجزائرية حاول الاصطدام بهما مرارا…، لكن السائحين كانا على قدر من المهارة و تجنبوا محاولات البحرية الجزائرية صدمهم، و بعدها قرر قائد الزورق العسكري و من معه من الجنود التكلم مع راكبي الدراجات و تحذيرهم بأنهم دخلوا المياه الجزائرية، و كذلك حصل و أعتذر السائحين ” بلال قيسي ” و ” عبد العالي مشيور ” و قررا العودة  رغما أنهما كانا في مواجهة التيارات البحرية، و إبلاغ “محمد قيسي”، الناجي الوحيد و “إسماعيل” الذي لا يزال معتقلا عند الدرك الجزائري بأنهم ضلوا السبيل و يجب عليهم العودة في الاتجاه الثاني.

                لكن السيّاح الأربعة تفاجئوا و هم يحاولون الرجوع إلى المياه المغربية بإطلاق جنود الدورية البحرية الجزائرية لأعيرة نارية تستهدف ظهورهم غدرا، فأصابوا ” بلال قيسي ” الذي فارق الحياة حينها و جرى إخراج جثته من طرف مركب صيد بعدما قضت ليلة كاملة في البحر، و قتل أيضا رفيقه ” عبد العالي مشيور ” الذي لا تزال جثته داخل المياه الجزائرية، فيما ألقي القبض على “إسماعيل” الذي أصيب بأعيرة و يجهل وضعه الصحي، و تمكن “محمد قيسي” من  الهروب و أنقذته البحرية المغربية بعد أصيبت دراجته المائية بعطل.

                 الرباط تعاملت مع الحادث بهدوء، و كأن المسؤولين المغاربة كانوا يتوقعون هذه المغامرة من النظام الجزائري، و استغلوا جنسية الضحايا الفرنسية ليشركوا باريس في الموضوع و يقوم بتدويل الحادث، و الأكثر أن الإعلام الأوروبي ترك كل مشاغله بما فيه الحرب الأوكرانية و ركز على الحادث و وضع النظام الجزائري في دائرة الاتهام، و نشرت الخارجية الفرنسية خبرا قالت فيه أنها تؤكد مقتل فرنسي و احتجاز آخر في الجزائر، بينما وصف الإعلام العربي سلوك البحرية الجزائري بالمتهور و نشر صورا لأطفال الضحايا و هم لا يتجاوزون الخمس سنوات، و أيضا تم وضع تصريحات أم أحد القتلى ، بالإضافة إلى شهادات الناجي الوحيد الذي أكد أن الجنود الجزائريين أطلقوا النار بعد أن علموا بأن السياح مسلمون و يتحدثون اللهجة الشرقية المغربية.

                 الجزائر بعد الحادث اكتشفت أنها تورطت في مقتل مواطنين فرنسيين و أنها تمسك بجمرة بعد أسرها لآخر، و هي أمام خيارين؛ تسليم جثة الضحية الثاني و الموقوف الثالث و تعويض أسر الضحايا و الاعتذار إلى باريس في بيان  يوضح بأنه حادث عرضي و أن الجنود تصرفوا دون الحصول على أوامر، أو انتظار إعلان الإتحاد الأوروبي بضغط من فرنسا أن الجزائر دولة مارقة تمارس إرهاب الدولة و تستهدف الفرنسيين داخل إفريقيا، و أن نظامها يشكل خطرا على المنطقة، و أنها اغتالت سيّاح فرنسيين لا ذنب لهم، و حينها سنكون أمام  حادثة “مروحة” جديدة، كما حدث قبل حوالي قرنين من الزمن، و قد تستغلها فرنسا لتفعيل اتفاقية “ايفيان” أمميا لمعاقبة الجزائر، و الضرب بقوة في مجلس الأمن لفرض عقوبات على قصر المرادية، و تحويل الملف إلى أزمة حقيقية، و بالتالي سيكون على الجزائر تقديم تنازلات لإطفاء غضب فرنسا…، و كل هذا يحدث تحت أنظار الولايات المتحدة الأمريكية التي تراقب الجزائر منذ أعلن “تبون” حربه على الدولار.

 

 

 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

 

تنويه: نخبركم أننا أنشأنا قناة على اليوتوب (SAHRAWIKILEAKS MEDIA)، لذلك نرجو منكم الدعم بالاشتراك في القناة

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد