تتواصل الاحتجاجات في مدينة المزّونة التونسية منذ أسبوع، و هي تنحرف باتجاه العنف و تزداد رقعتها اتساعا، بعدما أطلقت شرارتها حادثة وفاة ثلاثة تلاميذ قضوا في واقعة سقوط حائط مدرسة، كان موضوع مطالب سكانية منذ أشهر بهدمه و إعادة بنائه، قبل أن يتسبب في مقتل التلاميذ الثلاثة…
و بعد الحادث خرجت الساكنة ترفع شعارات تطالب السلطات بفتح تحقيق لتحديد المسؤولين المتهاونين في أداء الواجب و تحييد خطر الحائط المنهار، لكن السلطات رفضت التحقيق في الحادث و تم تجاهل مطالب أسر التلاميذ و فعاليات المدينة.
الأوضاع ازدادت تأزما بعد تسريب صفحات جزائرية لخبر، يُفيد بأن “عاتكة شبيل”، أخت زوجة الرئيس “قيس السعيد“، قامت رفقة زوجها باختلاس و بتبييض هبة مالية أوروبية بقيمة 150 مليار دينار تونسي، بمساعدة خبير مالي إسرائيلي حامل للجنسية الفرنسية، و الذي اقترح على “عاتكة” في مكالمة هاتفية، عدم المجازفة بتدوير المبلغ في أوروبا التي لها قوانين رقابة مالية صارمة في ملف التمويلات و حرية التحرك المالي، و أفتى عليها بتقسيم المبلغ إلى ثلاثة أجزاء؛ جزء يتم تدويره في إسرائيل و جزء في الأرجنتين و الجزء الأخير في دول أوروبا الشرقية.
التسريب زاد من حدة الاحتجاجات، خصوصا و أن المبلغ المُختلس كان هبة أوروبية موجهة إلى شباب عدة مدن تونسية بينها مدينة المزّونة، مما تسبب في هيجان شعبي عارم سرعان ما تحول إلى مواجهات دامية بين عناصر الجيش التونسي و المتظاهرين، و تمكن عدد من المحتجين من محاصرة عشرات العناصر الأمنية و العسكرية، ليتضح أن الذين تمت محاصرتهم يوجد بينهم عدد من الجنود الجزائريون الذين أرسلهم قصر المرادية لقمع الاحتجاجات في مدينة المزّونة قبل توسع رقعتها إلى باقي المدن التونسية.
و أعترف أفراد القوات المحتجزون من طرف المحتجين أن قواتهم هي من تقف وراء قرار قطع الكهرباء و الماء و الإنترنيت عن المدينة الغاضبة، و الذي تسبب في مشاكل كبيرة للساكنة بعد أن فسدت أدوية الأمراض العضال كالأنسولين، و أدى إلى تعطيل آلات تصفية الكلى و كادت تنفلت الأمور و تحدث وفيات جماعية بسبب قطع الكهرباء لمدة ثلاثة أيام متواصلة.
و حسب المرصد التونسي فإن التسريب الجزائري لخبر تبييض أموال الهبات الأوروبية، و مشاركة الجزائر بقوات ميدانية لقمع التونسيين و منع الاحتجاجات، بدأ يأخذ شكلا فوضويا و يبدو أنه جزء من خطة السيطرة على تونس بتكرار السيناريو السوري الذي شاركت فيه قوات جزائرية و تسببت في انفلات و تدخل دولي، انتهى الحال بانهيار كلي للنظام السوري، مع العلم أن الاحتجاجات انحرفت عن سياقها في المزّونة، لتتحول من المطالبة بمعاقبة المتخاذلين في ملف حائط المدرسة، إلى رفع شعار إسقاط حكم “قيس السعيد”.
عن طاقم “الصحراءويكيليكس”
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك