Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

باريس تُرسل مدير شرطتها إلى الرباط لتوشيح كبير الأمنيين المغاربة ….. في عز الأزمة بين الجزائر و فرنسا ؟!!

بـقـلـم :بن بطوش

         تقول “بيفرلي سميث”، الكاتبة الأمريكية الرائعة: “إذا لم تكن مستعدا لمواجهة العاصفة، فلا تفتح النافذة… !!، و نحن نقول للحليف الجزائري لقد فتحت النافذة و جعلت الجزائر في عين الفاجعة بعد أن أعلن القضاء الجزائري يوم 23 يونيو 2025 أنه جرت جلسة محاكمة الكاتب و الصحفي الفرنسي من أصل جزائري، “بوعلام صنصال”، و زادت المنصات في القول بأنه لا احد  يستطيع الجزم بأن هذا الأخير يُحاكم حيا أم ميتا،…!!!  رغم  الترويج بأن الرجل صرح  خلال جلسة المحاكمة للقاضي: “هناك أراء و مواقف تستحق المراجعة”، في إشارة إلى أن الكاتب “صنصال” ربما راجع مواقفه، و أن على فرنسا بدأ المفاوضات مع الجزائر إن هي أرادت استعادة  هذا المواطن الفرنسي المثير للجدل.

         نشر خبر محاكمة “صنصال” جاء بعد ساعات من أعمال الشغب التي طالت شوارع فرنسا، و عليك أيها القارئ الكريم أن تتأمل ما سيكتب في هذا المقال من معطيات، حتى تفهم ما يجري بين فرنسا و الرباط و الجزائر، و كيف تسير المتغيرات الجيواستراتيجية  في صالح الرباط، و تفقد فيه الجزائر وزنها و تأثيرها الإقليمي…، خصوصا و أن القيصر “بوتين” – في هذه الأثناء و نحن نحرر هذا المقال- يستقبل “أسيمي غويتا” رئيس دولة مالي استقبالا كبيرا، و يُبلغ قصر المرادية أن العلاقات بين البلدين (الجزائر و روسيا) يصعب إصلاحها في المدى المنظور.

         قصر المرادية اليوم يسعى إلى إظهار عدم عزلته بالعودة للعلاقات القديمة و إحياء روابطها مع باريس، لكن فرنسا “إيمانويل ماكرون” و “برونو روتايو”، لا تنظر إلى الرئيس الجزائري الذي أفرزه الحراك الشعبي أو فرضه الجيش الجزائري على الجزائريين بعين الرضى، و لم يسبق لقصر الإليزيه أن نظر إلى النظام الجزائري السابق أو الحالي كشريك، بل هو يرى فيه، و في كبير الجيش  “السعيد شنقريحة” على الخصوص، مجرد مارد يحرس الكنوز  الجزائرية التي هي ملك لفرنسا حسب بنود اتفاقية “إيفيان”،… و قد نخصص لهذه الاتفاقية حيزا إعلاميا من عدة مقالات، نشرح فيها خفاياها التي لا يريد النظام الجزائري أن يطّلع عليه الشعب الجزائري.

         فيما النظام الجزائري يعرف بأن باريس لم و لن ترى يوما فيه شريكا إستراتيجيا، و يتابع كيف تتطور العلاقات الاستراتيجية بين الرباط و باريس على أساس تصاعدي نفعي، بمنطق رابح – رابح، مع ميلان للكفة لصالح الرباط منذ أن خرجت فرنسا بموقف داعم لهذه الأخيرة  في قضية الصحراء الغربية، و طعنت الشعب الصحراوي في مقتل، لكن هذا الانحياز الفرنسي لم يكن مجرد ردة فعل  لنكأ جراح الجزائر أو ابتزازها…، بل هو توجه استراتيجي برؤيا كاملة، مغلفة بمصالح أمنية شديدة التعقيد و الحساسية؛ بعد أن اقتنعت باريس بأن أمنها القومي لا يمكن أن يكون مفصولا عن ما يقع في محيطها الأوروبي و ما يمكن أن تتعرض له مصالحها  من ضرر بإفريقيا، خصوصا مع تزايد التهديدات القادمة من شمال إفريقيا و منطقة الساحل، لذلك وجدت  فرنسا في التعاون مع كبير الأمنيين المغاربة، “عبد اللطيف حموشي“، الحل الأنسب لمواجهة  هذه التحديات الامنية، خصوصا و أن الرجل  لم يعد مجرد مدير عام لجهازين أمنيين، بل أصبح رمزا للسياسة الأمنية الاستباقية و فاعلا مؤثرا في  مواجهة المخططات الإرهابية في شمال إفريقيا و أوروبا، و يحظى بثقة الكاملة داخل وطنه و في أوروبا و حتى لدى أجهزة الولايات المتحدة الأمريكية، بل أصبح كابوسا أمنيا للجزائر رغم كل حملات التشهير لخدش صورته، …، و نحن هنا لا نصفق له و لا نزكيه بقدر ما نضعه على منصة المقارنات في هذه المنطقة المضطربة من العالم، و نترك لك أيها القارئ الكريم أحكام القيمة.

          لهذا فإن باريس اكتشفت بأن النظام الجزائري لديه مخططات تخريبية  في محيطه الإقليمي خصوصا بدول الساحل و  لا يتوانى كذلك عن الاستثمار   الفوضوي في الجالية الجزائرية الكبيرة العدد بفرنسا للقيام بالإنزالات التي تحدث في الشوارع الفرنسية كلما توترت الأوضاع ليضغط على قصر الإليزيه، و يخرب قدر المستطاع حتي يؤجج الشارع ضد “ماكرون”… و في المقابل تجد باريس أن الرباط تحقق الاختراقات الأمنية القوية داخل عمق الدول الأوروبية لمحاربة التطرف و المخططات التخريبية، و تعمل بروح الفريق  و بصمت مع الأنظمة الأوروبية و الأجهزة الأمنية الأوروبية ، لإجهاض تلك المؤامرات و إطفاء شرارات الفتنة، و هذا يمنح الدول الأوروبية مساحة كبيرة للتحكم الأمني و بالتالي تجنب الفوضى و الانهيار المعنوي للحكومات.

            و هذا ما يفسر إرسال باريس لـ “لوي لوجيي”، المدير العام للشرطة الفرنسية، كي تشكر “عبداللطيف حموشي” على خططه و تكتيكاته الأمنية و على المساعدات التي قدمها لفرنسا لتجنيبها النكسات الأمنية…، و  كي تمنحه وسام جوقة الشرف، و تعرض عليه مخطط عمل مشترك، فيما الرباط تفرض  بالمقابل شروطها على الشرطة الفرنسية… و هذا الاتفاق  لوحده ستنخلع له أفئدة “المعارضين” المغاربة الذين يتخذون من فرنسا ملاجئ  سياسية لهم لتسفيه مسؤولي بلادهم و العمل على تحطيم صورهم بمعاول وسائط التواصل الاجتماعي، و هي المعاول التي لم تستطع أن تغير الواقع  الذي يقول بأن النظام المخزني استمال أوروبا أمنيا و دبلوماسيا، و أن النخب المغاربة الأكثر تأثيرا في شمال إفريقيا داخل أوروبا، و هذا التغلغل يظهر الفرق الفكري مع  نخب  الحليف الجزائري، الذي خطط لاختطاف معارض جزائري بأسلوب العصابات، فيما الرباط تُخضِع الحكومات الاوروبية و تجرها لاتفاقات رابحة لها.

        فما تقوم به الرباط على المستوى الأمني لم يكن ليفاجئنا كصحافة رأي تعودت على تجميع المعطيات، فيما صدمتنا كانت على ردة فعل النظام الجزائري الذي لم يستطع إلى يومنا هذا  بناء منظومة أمنية قوية يمكن تسويقها، و لم يقدم لنا رجلا أمنيا واحدا تنسب إليه النجاحات أو لجهازه أو لفريق عمله، بل لا نكاد نحفظ اسما جديدا على رأس الأمن حتى نسمع بانه تمت إقالته و تقديمه غلى المحاكمة  في قضايا فساد….  فقط هناك شخصية محورية عسكرية تظهر حيث يجب أن يظهر الرئيس الجزائري، و حين أرادت فرنسا توشيحه، استدعته لتبيعه بعض الخردة العسكرية و منحته بعد موافقته شراء أسلحة من الخزائن المنسية كان القياس أن تفرق على الدول الإفريقية، لكن خروج فرنسا من تلك الدول أغضبها و دفعها لبيع تلك الأسلحة للجزائر، و تم منح “سعيد شنقريحة” خوذة الحارس… تخيل معي أيها القارء حجم الإهانة، و كأن الجيش الجزائري هو كتائب من الجن المردة يحرسون كنوز فرنسا في الجزائر.

 

 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد