منذ بداية هذا الأسبوع من شهر أكتوبر 2023، يعيش الجنوب الجزائري المحادي لدولة مالي على وقع اصطدامات طاحنة، و مواجهات دامية بين الجيش الجزائري و شعب الطوارق بمدينة تينزواتين بولاية تمنراست، و تعود أسباب هذه المواجهات العنيفة التي قد تتطور حسب المهتمين إلى حرب أهلية و مطالب بالاستقلال، إلى حادث مقتل شاب من طوارق الجزائر كان يتجول في الشارع، قبل أن يوجه له أحد أفراد الدرك الجزائري وابلا من الرصاص استقرت إحداها في رأسه، و أردته شهيدا في عين المكان، مما أثار غضب الساكنة التي رفضت تسلم جثمان الشهيد و طالبت بالعدل و تقديم الجندي إلى المحاكمة.
و أعلنت بعدها حالة العصيان، لكن سلطات الجزائر لم تلتفت إلى مطالب الطوارق، و حاصرت المدينة بكم هائل من الآليات و عناصر الجيش، و هذه الطريقة التي تعاملت بها السلطات الجزائرية مع الحادث، أثارت غضب شعب الطوارق الذي لم يتردد في الخرج و التمرد على السلطات، و الاصطدام بعناصر الجيش الجزائري في انتفاضة هي الأكبر منذ حراك يونيو 2020 بنفس المنطقة، عندما خرج مئات الآلاف في مسيرات للمطالبة بالعدالة الاجتماعية، و الإنصاف المجالي لمنطقتهم، لكن الجيش الجزائري واجههم بالآليات و المدرعات…
و رغم ذلك لم تتحكم السلطات الجزائرية في الغاضبين و حصل انفلات في الأحداث و تطورت المسيرات إلى هيجان شعبي هائل، تسبب في مقتل أكثر من عشر متظاهرين من الطوارق حينها، و بسبب تلك الأحداث الدامية و المؤسفة، و جهت عدة منظمات دولية اتهامات للجيش الجزائري بالإفراط في استخدام العنف لقمع المتظاهرين، و إهمال مدن الجنوب و استثنائها من برامج التنمية.
اليوم تتجدد الأحداث و تتكرر الاشتباكات بين المتظاهرين و عناصر الجيش بصيغة أكثر دموية، حيث عمد الجيش الجزائري إلى اعتقال أزيد من 100 شخص، 20 منهم لم يكشف عن مصيرهم، و استهدفت فوهات بنادق جيش الحليف الجزائري 30 شخصا بشكل مباشر، توفي منهم منذ العاشر من أكتوبر 8 أفراد، فيما الباقي يعانون من جروح خطيرة و يتفادون المستشفيات، و يجري نقلهم إلى المنازل لمعالجتهم خوفا من الاغتيال الانتقامي داخل المستشفيات أو اعتقالهم.
و حسب مدونين من شعب الطوارق، و بسبب تطور الأحداث ميدانيا، فإن “برج المختار” أيضا انتفض ضد قوات الجيش الجزائري، و من المتوقع أن تتسع رقعة المواجهات و أن تنحرف الأحداث إلى الأسوأ، رغم التعتيم الإعلامي الدولي على ما يجري في جنوب الجزائر، و أيضا بسبب انشغال العالم بالحرب الدائرة في غزة.
و أضافت المصادر بأن الجيش الجزائري يواجه الانتفاضة بالرصاص الحي، و أن السلطات تسارع عقارب الساعة لاحتواء انتشار تسريب مشاهد و صور شهداء المواجهات في منصات وسائل التواصل، و قال مراسلون بأن الجيش يستخدم القناصة من داخل المروحيات، و أنه أشرك مسيرات صينية لاستهداف المتظاهرين، و أن حجم القوات التي تم حشدها من طرف سلطات الجزائر خارج المدينة تصل إلى 10.000 جندي، و في حالة عدم حصول تراجع من المتظاهرين الطوارق، فإن الجيش الجزائري سيعلن حالة الطوارئ في الجنوب، و سيحضر التجول و سيقوم باجتياح مدينة تينزواتين مستخدما القوات الخاصة و الأسلحة غير التقليدية.
عن طاقم “الصحراءويكيليكس”
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك
تنويه: نخبركم أننا أنشأنا قناة على اليوتوب (SAHRAWIKILEAKS MEDIA)، لذلك نرجو منكم الدعم بالاشتراك في القناة