Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

القضية الصحراوية تدخل مثلث الغدر الدائم بمجلس الأمن بعد انحياز بريطانيا إلى الرباط كما فعلت فرنسا و أمريكا

بـقـلـم : بن بطوش

      ما يحدث لقضيتنا الصحراوية لا يعني أننا في عين الأزمة أو أننا نعيش مشكلة، بل الأمر أعظم من كونه محض اضطراب و سيمضي، لأن الذي يحدث يمنحنا اليقين بأننا أمام واقع يجب التعايش معه و يستحيل التخلص منه، فمنذ أزمة معبر الگرگرات الملعون سنة 2020 و الرباط تدوس قلوبنا دون رحمة و تسحق الأمل المتبقي بين أضلاعنا، بينما كل ما يستطيعه الحليف الجزائري هو كتابة بيان  مشلول المواقف مختنق الرد و متهدج النبرات، يبدأ بالأخذ علما و التأسف من القرار البريطاني الداعم للرباط في موقفها من نزاع الصحراء الغربية، و ينتهي بحمد الله أنه القرار البريطاني ليس اعترافا… !!، في فهم غريب و مضطرب يحاول تضليلنا كرأي عام صحراوي و تخدير فهمنا للمتغيرات الدولية، كما ألف قصر المرادية أن يفعل مع عموم الشعبين الجزائري و الصحراوي.

      البيان الجزائري يؤكد أن قصر المرادية خارج السياقات و أن نخبه بعيدة عن واقع الأحداث، و أن من يحيطون بالرئيس الجزائري منشغلون بإدارة الحروب الداخلية و ترميم الانشقاقات و التخطيط لخطف المعارضين، و التواصل سرا مع باريس لعقد صفقة يخرج بها النظام الجزائري من ورطة التوتر مع الإليزيه بأقل الأضرار، قبل أن يصل “برونو روتايو”، زعيم الجمهوريين المتطرفين في فرنسا و صديق “ترامب” المفضل…، إلى الحكم في الانتخابات المقبلة، لكن الظاهر أن المقترح الجزائري الأخير قد أثار غضب فرنسا العميقة، و الذي حمله وسيط إسباني إلى باريس، و يقضي بتسليم  الجزائر لباريس “بوعلام صنصال”، حيا أو ميتا، مقابل أن تُسلم باريس للجزائر مجموعة من المعارضين الجزائريين يتقدمهم زعيم الماك “فرحات مهني” و الصحفي الاستقصائي “AMIR-DZ” أثارت غضب فرنسا العميقة و تسببت في توسيع الشرخ بين البلدين، و يؤكد المقترح أن الجزائر فقدت الأمل في التراجع الفرنسي عن الاعتراف بسلطة الرباط على الصحراء الغربية.

      نعود إلى الاعتراف البريطاني الذي سيغير قواعد الاشتباك الدبلوماسي حول القضية الصحراوية بمجلس الأمن و بالأمم المتحدة؛ لأن هذا الاعتراف حدث في توقيت سيء جدا للقضية الصحراوية، بسبب أنه يأتي مباشرة بعد الموقف الذي كشفت عنه دولة كينيا و يؤكد بأن هناك أحداث دولية متسارعة جعلت العديد من الدول تتنكر لمواقفها التاريخية و تتحول  من دعم القضية الصحراوية إلى دعم الرباط، و هو ما يزيد من وضع الأوزان على كاهل النظام الجزائري و القيادة الصحراوية، بدءا من قراءة الدوافع و الأسباب الاقتصادية المرتبطة بذلك، و التي أفردناها لك أيها القارئ الكريم في المقال السابق، وصولا إلى الخيارات العسكرية الإستراتيجية لهذه الدول المتخلية عن القضية الصحراوية، كما أنه سيمنح الشجاعة للدول المترددة و التي يضغط عليها نظام المخزن من أجل الاعتراف له بسيطرته على الصحراء الغربية…، و بعد الموقف البريطاني هذه الدول، و على رأسها دول الكومنولث التابعة للتاج البريطاني، ستجد الحجة و التزكية التي تدعم خيارها بوضع كل البيض في سلة الرباط، و التخلي عن القضية الصحراوية مقابل المنافع و المصالح.

      فقصر المرادية الذي قلنا أنه أبعد ما يكون عما يحصل في العالم من تحولات، و أنه عزل نفسه في بعد فوضوي و صدامي عن العالم، يبدو أنه لا يستطيع مجاراة الإيقاع المرهق لدبلوماسية النظام المغربي، و الدليل على هذا الكلام أن بيان الخارجية الجزائرية يكشف مدى تفاجئ قصر المرادية بالقرار البريطاني، مع العلم أن كل دول العالم كانت على إطلاع بأن الرباط كانت و لأشهر تخوض مفاوضات بلا هوادة مع البريطانيين لإقناعهم، و قلنا على هذا الموقع الحر بأن الاعترافات البريطانية و الروسية و الصينية ستحصل تباعا، و أن المحتل المغربي أصبح لاعبا دوليا مهما في التوازنات العالمية، و محورا في خطوط الربط و قطبا في سلاسل الإمداد العالمية…، و أن ما يحصل من تحول في البنية التحتية بالصحراء الغربية، يدل على أن الملف لم يعد مجرد صراع على الأرض بين طرفين، بل أصبح قضية مصالح استراتيجية بين الأقطاب العالمية الكبرى.

      الإعلام الجزائري الذي تأخر في تحليل الاعتراف البريطاني ليوم كامل، إلى أن تمكن مستشارو الرئيس الجزائري بمعية الخبراء المسموح لهم بالوصول إلى وسائل الإعلام الرسمية في الجزائر،  من وضع قراءة موحدة ترضي قيادة الجيش و قصر المرادية، أجمعوا بأن ردة الفعل الجزائرية يجب أن لا تُغضب لندن، و أن المُذنب ليست لندن بل الرباط التي استدرجت الإنجليز للخروج بهذا الموقف، و كأن القادة البريطانيين هم مجموعة من السياسيين القاصرين يلهون في الخمارات و يطوفون على البروديلات، و الرباط تلاحقهم بالكاميرات و الحقائب لتبتزهم و تقنعهم بالاعتراف، و قد سُمح للخبراء في مكة الثوار باستخدام جميع العبارات و الأساليب للتهجم على الرباط، مع العلم أن أوزار ما  حدث و يحدث و سيحدث يتحمله فقط  “الهنتاتة” بالرابوني، المنشغلون ببيع عقاراتهم في موريتانيا خوفا من خسارتها.

      و جاء في فتوى الخبراء الجزائريين بأن الرباط مارست ضغوطا على بريطانيا و أنها استخدمت سلاح التشهير و التهديد بالفضائح، التي تحصل عليها باستخدام أدوات التجسس مثل تطبيق “بيغاسوس”، كما سبق و فعل مع البريطانيين، و أن السياسيين الذين ضغطوا على حكومة لندن لاتخاذ القرار الذي لم يشركوا معهم الملك “تشارلز”،  و تعرضوا للمساومة و التهديد بفضائح أخلاقية.

      صدقني أيها القارئ الكريم، و أنا أتابع ما يقوله عقلاء الحليف الجزائري من خزعبلات في غرف النقاش و على المنصات الإعلامية، بدأت أرى في المحتل المغربي قوة عظيمة تتفوق على الولايات المتحدة الأمريكية، لأن روسيا بقوتها و جبروتها لم تستطع الضغط على بريطانيا، و بسبب خوفها من ردة فعل الإنجليز و لم يتجرأ الجيش الروسي على قصف إيسلندا رغم وصول الصواريخ الأمريكية إليها و تنصيبها في منصات الإطلاق باتجاه موسكو، ثم يخرج محلل جزائري من أصدقاء البيطري “دومير” ليخبرنا أن الرباط تمارس الضغوط على بريطانيا.

      المتأمل لقراءات الخبراء الجزائريين سوف لن يتفاجأ بما جاء في البيان، الذي تعودنا على قراءته كلما خرجت علينا دولة وازنة بموقف يصطف إلى جانب الرباط في ملف النزاع على الصحراء الغربية، لكن المفاجئ أن خبراء مكة الثوار الذين يرون في القرار البريطاني بأنه ناتج عن ضغط من النظام المخزني، فاتهم أن يشيروا على نجل “بوبغلة” بأن يستدعي السفير الجزائري، و أن يخرج الأوراق السياسية و الدبلوماسية القوية للجزائر، من أجل الضغط على بريطانيا العظمى و دفعها للتراجع عن قرارها، مع العلم أنه لا توجد دولة واحدة حتى الآن تراجعت عن موقفها بعد دعمها للرباط، و السر ببساطة في الربط الاقتصادي، بمعنى أنه بعد الاعتراف البريطاني أعلنت الخارجية البريطانية أن لندن ستستثمر غلافا ماليا بقيمة 5 ملايير جنيه إسترليني، أي ما يعادل 07 ملايير دولار، و هذا الربط سيجعل بريطانيا ترعى الاعتراف حفاظا على مصالحها الاقتصادية بالصحراء الغربية، و سيدفع لندن لتحريك الجيش إن اقتضت الضرورة لحماية هذه الاستثمارات البريطانية… فهل يفهم قصر المرادية و معه “الهنتاتة” هذا؟ و يفهمون كذلك بأنه لم يحدث في التاريخ أن تراجعت دولة من  الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن عن موقف معين من قضية ما ؟

      لأجل هذا يبدو البيان الجزائري مجرد نص بكائي تقليدي مألوف من وزارة الخارجية الجزائرية، و إن كانت عباراته شاعرية و أقل عنفا من باقي البيانات التي ألفناها من الحليف الجزائري، خوفا من ردة فعل البريطانيين، و الخارجية الجزائرية لم تعد تجتهد في كتابة البيانات و كل ما تفعله أنها تغير اسم الدولة المستهدفة و تعيد نشر نفس البيان لكثر تشابه المواقف الدولية، و نحن كرأي عام صحراوي لا نلوم الحليف بقدر ما نلوم “الهنتاتة” على عجزهم و اتكالهم على الجزائر في كل تفاصيل القضية الصحراوية... و لن أستغرب خلال هذه الأيام  إن خرج أحد المحللين الجزائريين بتصريح يربط بين القرار البريطاني و ما يقوم به “لقجع” في كرة القدم  استعدادا لتنظيم كأس العالم 2030.

 

 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد