Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

“ولد البوهالي” يصرح للإذاعة الصحراوية أنه المطلوب الأول للمخابرات المغربية، و الجزائر ترد على مبادرة “اليد الممدودة” ببيان قرأه الوزير الأول الصحراوي “بيون”.

بـقـلـم : بن بطوش

     عندما نخضع خطابات قيادات دولة الاحتلال و نضعها على صعيد المقارنة مع خطابات قيادتنا الصحراوية، أو مع خطابات الدبلوماسية الجزائرية…، غالبا ما نكتشف حجم الهوة في الوعي الإستراتيجي بين المحتل من جهة و بين الحليف و القيادة الصحراوية من جهة مقابلة، ذلك أن الرباط يبدو أنها نجحت في تشكيل جيش من القيادات ذات قدرات إستراتيجية، أو لنقل أنهم قيادات يتحركون وفق مخططات إستراتيجية مدروسة لا أخطاء فيها أو ينتمون لمؤسسات تتحرك بإستراتيجية متفوقة، و لمن لم يفهم المقارنة أدعوه لمراجعة حوار وزير دفاعنا السابق “محمد لمين ولد البوهالي”، و الذي قال كلاما غريبا جدا، حيث منح الإذاعة الرسمية الصحراوية (سكوب) ادعى فيه أنه المطلوب رقم واحد من طرف الاستخبارات المغربية، و أنه تعرض  لمحاولات الاغتيال من طرف الأجهزة السرية لدولة الاحتلال لأزيد من 12 مرة… !!، و جرى تسميمه في جنوب إفريقيا قبل سنوات، و إن تمكن المحتل من الأرض لن يدوم طويلا لكون الجيش الشعبي الصحراوي له أسرارا عسكرية لن يبوح بها، و ختم بالقول أن الجيش الشعبي الصحراوي حقق اختراقات في التعامل مع سلاح الدرون المتطور، و أن الجيش الشعبي الصحراوي لم يستعمل بعد القوة المفرطة… !!.

     هذا الخطاب أو الأسلوب الذي استعمله “ولد البوهالي” في الحوار، و حديثه المتعالي، لا يمكن أن يحدث إلا إذا كان هذا الرجل قاد الجيش الشعبي الصحراوي إلى انتصارات عسكرية ساحقة، و استدعى الصحفي إلى مكان الانتصار كي يجري حواره من نقطة الحقيقة، أو أن معاركه جعلت الدولة الصحراوية تسيطر على نصف مدن الصحراء الغربية و سقوط ما تبقى مسألة ساعات من المعارك…، حتى الرئيس الروسي “بوتين” يوم تمكن من دخول دونستيك لم يقل مثل هذا الكلام، و صرح بأن الحرب ستدوم لأشهر و أن على الروس و الأوكرانيين تقبل الأمر، و “ولد البوهالي” الذي كان يرسل الكتائب العمياء لتواجه الدرون بالرصاص و لا تعود إلا في التوابيت الأممية كي توارى الثرى…، يتحدث بانفصام عن الواقع و ينشر البطولات الكاذبة، في وقت تسيطر فيه الرباط على البر و البحر و الجو، و لم تترك لنا حتى الأراضي المحرمة نزورها بين الفينة و الأخرى لنخدع أنفسنا أننا حررنا شيئا من التراب.تصريحات “ولد البوهالي” تظهر أن أراء القيادات الصحراوية لا تخضع للتفكير الإستراتيجي، بل هي محض تعابير اعتباطية – عنثرية – قومجية – غبية، من رجال يحاولون إظهار أن حقبهم كانت الأفضل في تدبير الحروب مع المحتل، مع العلم أن لا أحد من القادة العسكريين تمكن من تحرير شبر واحد، و أن الأراضي المحررة عند الأمم المتحدة تسمى أراضي عازلة و مسافة تمنع حدوث الاحتكاك، و عند المحتل تسمى منطقة الحراسة و المراقبة العسكرية الإستراتيجية، و المحتل أحدثها حتى يمنح جيشه فرصة اكتشاف الهجوم عبر الرصد الراداري و الجوي.

     و حتى لا تأخذنا هرطقات “ولد البوهالي” بعيدا عن ملفنا، نعود لنناقش الواقع المؤلم للقضية، حيث المبعوث الأمريكي “مسعود بولس” قد غير قواعد الاشتباك الدبلوماسي حين أبلغ قصر المرادية أنه لا حل للصراع خارج سيادة الرباط، و أن البيت الأبيض رفقة القوى العالمية التقليدية ترى من نفس زاوية واشنطن، و الجديد في الأخبار المتسربة عن اللقاء بين “مسعود بولس” و الرئيس الجزائري، أن “حفيد بوبغلة” اقترح على الأمريكيين سحب السلاح من الجيش الشعبي الصحراوي و تفكيك الذراع العسكري للبوليساريو، و الإبقاء على التنظيم السياسي، و بذلك تكون البوليساريو لا تهدد مصالح و استثمارات القوى الكلاسيكية العالمية في الصحراء الغربية، و ستواصل النضال الدبلوماسي بنفس الإيقاع إلى أن يقر مجلس الأمن أمرا ينصف الشعب الصحراوي…، و أضاف الرئيس الجزائري لـ “مسعود بولس” أن الحكم الذاتي يجب أن يعرض على الشعب الصحراوي في استفتاء شعبي.

     لكن “بولس” كان واضحا و أخبره أن الرئيس الأمريكي بشكل شخصي يرغب في تصفية الملف في إطار السيادة المغربية، و أن التقارير التي وصلت البيت الأبيض من السفارة الأمريكية في الجزائر، و حتى التي رفعها إليه خبراء CIA، كلها تجزم بأن البوليساريو لا قرار لها، و أن القرار في يد القيادة الجزائرية…

     و بعد مغادرة “بولس” للجزائر، قامت القيادة الجزائرية باستدعاء الوزير الأول الصحراوي “بشرايا حمودي بيون” إلى العاصمة الجزائرية من أجل قراءة بيان خط في الجزائر، و هو بمثابة رد جزائري على عرض اليد الممدودة لملك المغرب، و مقترح “مسعود بولس” الذي حمله عن البيت الأبيض، غير أن المثير في حدث قراءة البيان هو غياب الأخ القائد “إبراهيم غالي” الذي يتلقى العلاج في إحدى المصحات الأجنبية بدولة تونس، بسبب تفاقم وضعه الصحي الناتج عن إصابته بورم خبيث.

     و كان القياس أن يتلو الوزير الأول الصحراوي ذلك البيان بأناقة و بأسلوب أكاديمي، عطفا على مهاراته كمدرس، لكن الرجل حسب ما ظهر لنا تسلم البيان من طرف الجزائريين حينما كان متجها للميكروفون،  من أجل قرأته في منصة نصبت أمام صورة الرئيس الجزائري، و هي رسالة على أن الخطاب ليس صحراويا بل جزائريا، و كان واضحا أن الرجل لم تتح له الفرصة للاطلاع على محتوى البيان، و حين قرأه بدا متفاجئا و غير مرتاح، و لم يكن يحترم الفواصل و النقاط لالتقاط أنفاسه، بل كان يسرع لإنهاء قراءته، و جاء في البيان أن القيادة الصحراوية -التي لا تعرف تفاصيل البيان- تطالب بمفاوضات مباشرة مع المحتل المغربي، و ترفض سياسة الأمر الواقع، و ترفض أيضا التخلي عن حقها في تقرير المصير، بمعنى أن الحليف الجزائري يرفض الخروج من القضية خاوي الوفاض، و يريد تنازلات من الرباط حتى يسمح للبوليساريو بقبول الحل المغربي.  

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

          

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد