مُسيِّرات “الناتو” تستبيح المجال الجوي الجزائري بالتزامن مع نشر مجلة عسكرية أمريكية لتقرير عن قوة النظام الدفاعي الجوي الجزائري
بـقـلـم : بن بطوش
ثمة حكمة بسيطة رشحت عن القمة العربية تقول أن السلام يُعقد مع الأعداء و ليس مع الأصدقاء… !!، ذلك أن هذه القمة أرى – في منطقي الصحفي البسيط- كانت ربحا للدول التي اختارت السلام مع إسرائيل بعقد “إتفاقيات أبرهام”؛ لأنهم يرون في هذا الكيان عدوا يصعب مواجهته حاليا… و لا داعي أيها القارئ الكريم للحكم على هذا الرأي الصحفي المستفز لمشاعر القومجيين قبل أن تُنهي هذا المقال، لأنه و أثناء التحضير للقمة العربية – الإسلامية بقطر، نشر الكيان العبري- المجرم نصف أسطوله بضواحي غزة و أحاط بها من كل جانب… و مع انطلاق القمة أعلنت الصحف الإسرائيلية أن الاجتياح الأكبر لغزة قد بدأ ، و كأن إسرائيل تتحدى كل العرب في دوحة “تميم” بأن لها –في هذا الزمان- اليد العليا على الأرض و أن للعرب بيانات الشجب في القمم، و مشاريع الإدانة في مجلس الأمن و الأمم المتحدة.
و إن أردت أيها القارئ الكريم أن أعدد عليك أسباب فشل الأمير “تميم بن حمد” و الشيخة “موزة” في الدفع بالدول العربية و المسلمة لتأسيس جيش موحد يقهر طموحات “ناتنياهو” بالمنطقة، فسأنطلق لك من سياسة الدوحة مرورا بقناة “الجزيرة” و وصولا إلى خوف “تميم” من تهمة الإرهاب و تركيزه في القمة للخروج برأي عربي/إسلامي يمنع تصنيف الأسرة الحاكمة في قطر كنظام يرعى الإرهاب و يمول الحركات المارقة و يتآمر على الأنظمة المجاورة، و بأنه فقط يمارس الوساطة بكل حيادية في الملف الأكثر تعقيدا على المستوى العالمي…، لهذا القمة كانت بمثابة محاولة قطرية للصلح مع العرب بحضور الدولة الصفوية، و محاولة من “تميم” لفتح صفحة جديدة مع الحكام العرب بعد أن تخلت عنه أمريكا وسمحت لإسرائيل باستباحة أراضي بلاده.
القمة غاب عنها الرجل الذي قال ذات خطاب ردا على سؤال الصحافة، أنه يتابع القضية الفلسطينية بشكل شخصي، و غيابه يؤكد أن رسائل إسرائيل وصلت إلى قصر المرادية، و أن النظام في دولة الحليف يعرف حساسية الظرفية، خصوصا و أن مصادر صحفية من الشرق الأوسط تقول بأن طائرات قطرية أقلعت بعد الهجوم الإسرائيلي على الدوحة، و توجهت إلى الجزائر و أنه من المحتمل أن تكون الطائرة قد نقلت المفاوضين الناجين من قيادة “حماس”، أو بعض أفراد أسرة “تميم”… و ثمة مصادر تحدثت عن نقل أفراد من أسرة قائد الجيش الجزائري كان يقيمون في قطر، لكن الأرجح أن تكون الطائرة نقلت مصابين من قيادات “حماس” للعلاج في الجزائر بمستشفى “عين النعجة”، أو أن تكون الجزائر محطة في مسار أعضاء الحركة نحو إسبانيا للعلاج.
الذي سيؤكد هذا الرأي هو الإعلام الفرنسي الذي نقل مشاهدا التقطها مواطنون جزائريون بهواتفهم توثق لظهور طائرات مُسيّرة فوق المسجد الأعظم بالجزائر من طراز Hermes900 الإسرائيلية، و كانت تحلق على علو منخفض جدا لدرجة سماع المواطنين لصوت محركها، و كان الرسالة من ظهور المُسيَّرة الإسرائيلية التي يستخدمها الجيش الفرنسي تحت لواء “الناتو“، هي إبلاغ قصر المرادية بأن لديهم معلومات استخباراتية عن وجود عناصر من “حماس” داخل الجزائر، و أيضا للتأكد من وجود غواصة نووية روسية في ميناء وهران تخضع للصيانة بعد عطب مفاجئ أصابها أثناء تواجدها بالقرب من جبل طارق، و أنها ليست في ميناء وهران لأغراض عسكرية.
النظام الجزائري بعد توجيه الضربات الإسرائيلية إلى قطر، و نقل المصابين من “حماس” إلى الجزائر، أراد تحريك اللوبي الجزائري داخل أمريكي لحماية نفسه من أي اعتداء إسرائيلي، لكن اللوبي الجزائري الذي تقوده مجموعة BGR GROUP، و منذ توقيع “صبري بوقادوم” معه لعقد بملايين الدولارات، لا يمتلك الوسائل للتأثير على الرأي السياسي للرئيس “ترامب”، بحيث اقتصر دوره على تلميع صورة الجزائر في الإعلام الأمريكي، و هذا اللوبي هو من اقترح نشر مقالات تمجد الجيش الجزائري على مجلة عسكرية…. و كذلك حصل، حيث نشرت مجلة “ميليتري ووتش ماغازين” تقريرا كتبت فيه بأن الجزائر هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك فضاءً جويا محميا ضد أي هجمات إسرائيلية أو غربية، وذلك بفضل استثماراتها الضخمة في أنظمة الدفاع الجوي الحديثة من روسيا والصين، و قالت أن الجزائر أسقطت مؤخرا مسيرة تركية الطراز على الحدود مع مالي.
الولايات المتحدة الأمريكية التي تتحكم في أوصال “الناتو” و تحركه حسب هواها، أرادت أن تبلغ الجزائر بأن المقال لا يعني لها أي شيء، و وجهت قيادة “الناتو” أوامر للفرقة الفرنسية باستخدام مسيرة إسرائيلية الصنع من أجل مسح بضع نقاط داخل التراب الجزائري، لتبلغ النظام الجزائري بأن الدفاعات الجزائرية ليست أعظم من الدفاعات القطرية المكونة بشكل طبقي تضم نظام باتريونPAC-3 المزود برادارAN/MPQ – 65، القادر على تحقيق رصد مقطعي يصل إلى1M²، و هو الأكثر دقة في العالم رفقة نظام THAAD.
هناك من سيخبرنا بأن المسيرة التي حركتها القوات الفرنسية لمسح التراب الجزائري و تجميع المعلومات، تحصلت على موافقة الجيش الجزائري للتمشيط…. و هذا الرأي أخطر بكثير من عجز الدفاعات الجزائرية عن رصد المُسيّرة؛ لأن النظام الجزائري سيبدو في صورة الخانع و الخاضع، أو كمن يحاول دفع الشبهة عن أنشطته عبر السماح بإدخال الغرباء إلى غرفة نومه لتفتيشها و ليظهر أن لا أسرار له و أن الغواصة الروسية لا تخص الجيش الجزائري في شيء، و أن قيادات “حماس” لا يشكلون أي خطر و أنهم ليسوا بالجزائر لعقد لقاءات سرية بل للعلاج، و أن على إسرائيل و أمريكا التحلي بالتفهم…. و هذا الإجراء الجزائري يساوي ما قاله الأمير القطري في القمة الطارئة – الفاشلة – بالدوحة، حين صرح بأن قطر في المفاوضات تريد البقاء قريبة من الطرفين؛ أي أنها لا تعتبر إسرائيل عدو…، و لربما هذا سبب عدم عقدها صفقة سلام.
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك