Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

حصيلة القضية الصحراوية خلال سنة 2023: من المؤتمر إلى مبادرة الساحل (الجزء الثالث)

بـقـلـم: بن بطوش

         يبدو أن هذه السنة ستكون أكثر التهابا من سابقتها في الأحدث السياسية، ذلك أن أوروبا بدأت تَغلي و قيادة الاتحاد العجوز مرتبكة جدا، بسبب تسريب وثيقة من وزارة الدفاع الألمانية نشرتها صحيفة “blid.de“، الصادرة عن دار النشر الألمانية “أكسل شبرينغر”، و تضم الوثيقة معطيات مفزعة للأوروبيين تخص الاستعدادات الروسية العسكرية للهجوم على الشرق الأوروبي قبيل شهر مارس المقبل، و تكشف أنه سيكون هناك تصعيد من طرف موسكو للأحداث مع دول شرق “الناتو” إلى أن يتطور الصراع العسكري من نزاعات مسلحة محدودة، إلى حرب شاملة بحلول سنة 2025، و بالتالي الدخول في مرحلة الحرب العالمية الثالثة.

         الوثيقة تضيف أن ثمة انتشار واسع للأسلحة النووية الروسية يمكنه تغطية كل التراب الأوروبي، و أنها موجهة لإصابة الدول البعيدة في الغرب و الجنوب الأوروبي…. و مباشرة بعد تسريب الإعلام الألماني لهذه الوثيقة الاستخباراتية السرية للغاية، ردت جريدة “البوليتيكو” الأمريكية، بأن المخابرات الروسية تعمل بشكل متعمد على التلاعب بالقيادات الأوروبية في إطار الحرب النفسية، عن طريق تسريب موعد الحرب الروسية ضد أوروبا،و تحديد المناطق المتوقع نشر الأسلحة النووية فيها و المناطق المستهدفة بالصواريخ الباليستية المحملة بالرؤوس النووية، و إمكانية تجرؤ  الجيش الروسي على اجتياح دول الشرق الأوروبي بريا و استباحتها أمام أعين “الناتو” و ارتكاب فضائع حرب ضد شعوبها…

         رد الإدارة الأمريكية عبر  جريدة “البوليتيكو” لم يُهدئ من روع الأنظمة الحاكمة داخل الاتحاد العجوز الذي تعوّد على السلم، و شعوبه ألفت الرفاهية و غير مستعدة لإحياء ذكريات الماضي من الحروب العالمية المدمرة، و رأت أوروبا في ردة فعل الأمريكيين برودة أعصاب غير مطمئنة، مما دفعها إلى البحث على حلول بديلة، حيث بدأت  دولة هولندا في التغزل بالجيش المغربي، و قال وزير الدفاع الهولندي للقنوات الرسمية في أمستردام أنه يسعى لتعميق التعاون  العسكري مع المغرب على كل الأصعدة، و أن يرفع حجم هذا  التعاون بين البلدين إلى المستوى الاستراتيجي، خصوصا و أن هولندا قررت قبل أسابيع من الآن أن تُوّقع مجبرة على اتفاق مع الرباط يخص تبادل المطلوبين للعدالة في البلدين، من أجل حل أزمة كانت المعارضة المغربية قد تسببت فيها بين الرباط و امستردام؛ هؤلاء المعارضون المغاربة الذين يتخذون من هولندا ملاذا لتوجيه هجوماتهم الإعلامية ضد مصالح النظام المخزني، و سيدخل هذا الاتفاق حيز التنفيذ خلال الأشهر القليلة القادمة.

         الرباط حتى الآن لم ترد على إشارات الغزل من هولندا، لكنها قبل أيام رفضت المشاركة في حلف بريطاني_أمريكي لضرب الحوثيين في اليمن، رغم تواجد ترسانة عسكرية مكونة من أسراب طائرات “الإف-16” المغربية بدولة الإمارات العربية، و رغم أن الإدارة الأمريكية وجهت طلبا رسميا للرباط من أجل انضمامها إلى الحلف، و رغم أن وزارة الدفاع الأمريكية خصّصت في ميزانية دفاعها للسنة الجديدة حصة مساعدات عسكرية للرباط قاربت المليار دولار…، كل هذا لم يُقنع الرباط للتورط في حرب ضد الحوثيين في اليمن، لكن الأكيد و المُسلَّم به، أن كل هذه الأحداث ستزيد من عزلة قضيتنا  الصحراوية و تأخيرها، و سيزيد من معاناة الشعب الصحراوي الذي أمضى سنة كبيسة بكل المقاييس، و مرت أحداثها كئيبة و محبطة، و إليكم جزئها الثالث من سلسلة أحداثها:

  • لائحة المجاهدين و الشهداء بالجزائر تتعزز بمخلوقات من عالم الميثولوجيا :

           في ماي من السنة الماضية نشر موقع “أصوات مغاربية” نتائج استطلاع للرأي منقول عن مركز تطوير الذكاء الصناعي AI، التابع للمجموعة الأمريكية التي يمتلكها رجل الأعمال الشهير”إيلون ماسك”، و تقول نتائج الاستطلاع بأن الرباط تتربع على عرش الدول الشمال الإفريقية الغنية ثقافيا و الأكثر تأثيرا في العالم في هذا المجال، و تليها مصر ثم تونس، فيما لم تمنح للجزائر أي رتبة و لم تدرج في التصنيف.

            و هذا الاستطلاع خلَّف موجة غضب بين صفوف الجزائريين الذين قرروا الإبداع و إظهار الثقافة الجزائرية في شكل بطولات ميثولوجيه على الطريقة الإغريقية؛ حيث انبرى مستشار الرئيس الجزائري  للأرشيف الوطني والذاكرة الوطنية، “عبد المجيد شيخي”، لمطالبة الجزائريين بضرورة الافتخار بثراثهم الجهادي، و حكى أمام وسائل الإعلام الجزائرية حادثة عن “اللقلاق المجاهد”، الذي  استهدفه الجنود الفرنسيون بالرصاص و كُسرت ساقه  و تم اخضاعه لمحاكمة العسكرية و حُكم عليه بالمؤبد عقابا له على تدنيسه للعلم الفرنسي.

           و  أدعى هذا المسؤول الجزائري وهو يتذكر هذه الحادثة المسكوت عنها جزائريا منذ سنة 1961، بأن هذا اللقلاق عاش مدة بالسجن مع المجاهدين المعتقلين و ظل يعرج  بساقه المكسورة إلى أن جاء الاستقلال…،  و  ليعطي لهذه الحكاية نوعا من المصداقية صرح لهم بأنه  التقط صورة لهذا اللقلاق الذي و صفه بـ “بلارج طويل الڭايمة”، و حاول التفتيش على تلك الصورة في هاتفه الجوال الذي لم يكن قد حدث اختراعه بعد ساعتها…، و كان نفس المستشار قد اتهمه عدد من النشطاء الجزائري بتوريط الرئيس “تبون” في تصريحات غريبة سابقة، تخص المسدسين اللذان أهداهما الرئيس الأمريكي “جورج واشنطن” لـ “الأمير عبد القادر”، مع أن التاريخ يؤكد بأن الرجلين عاشا في زمنين مختلفين، و عن ولادة  كل الديمقراطيات و الثورات الأوروبية بالجزائر، و أن من  حكم و بنى  أهرام مصر و  جامعة الأزهر هم الجزائريون الأولون.

            حكاية اللقلاق تطورت و أصبحت تلقى من منابر المساجد في خطبة الجمعة، و أعطت السلطات الجزائرية تعليماتها من أجل نشر روايات أخرى تتعلق بـ “الصخرة المجاهدة” التي حوكمت بالمؤبد و  كان تُعدم سنويا  بالرصاص لأنها سقطت على جنود فرنسيين و قتلتهم، و عن “شجرة البلوط المجاهدة” التي كانت تخفي في جوفها عددا من المجاهدين، و “الحمار المجاهد” الذي حمل الأسلحة و سلك بها الجبال دون أن يرشده أحد، و عن “البغلة المناضلة” التي حملت المنشورات، و عن الجني الذي كان يتربص بجنود المستعمر و يقتلهم دون أن يتمكنوا من رؤيته…

  • الرئيس الجزائري يفشل خلال زيارته إلى البرتغال في إقناع لشبونة بالإعتراف بالدولة الصحراوية، رغم توقيعه عقدا لتوريد الغاز إليها بامتيازات غير مسبوقة:

           لأجل محاصرة الرباط و بغرض إسالة لعاب الإسبان و قهر الفرنسيين، قرر الرئيس “عبد المجيد تبون” القيام بزيارة مفاجئة إلى دولة إلى البرتغال و توقيع عدة اتفاقيات جديدة مع هذا البلد الإيبيري، و الإغداق عليه  من الثروة الغازية الجزائرية مقابل القبول و الاعتراف بدولتنا الصحراوية، و تعويض الموقف الإسباني المخزي و المخيب للآمال، لكن خطة الرئيس الجزائري لم تحقق نتائجها المرجوة، و أخفق في إقناع البرتغاليين الذين اعترفوا للرباط بعد أسابيع من زيارة “تبون” بسلطتها على الصحراء الغربية في إطار  سياسة تقفي آثار الحكومة الإسبانية.

          و علقت عدة صحف فرنسية على الاتفاقيات التي وقعتها الجزائر مع البرتغاليين بأنها ترهن مستقبل الثروات الباطنية الجزائرية و تفتح الأسواق الجزائرية أمام بطش الشركات البرتغالية، و خلال كلمة الرئيس الجزائري أمام وسائل الإعلام، قال “عبد المجيد تبون” أن البرتغال في متناول الجزائريين، و كان قصده أن السوق البرتغالية يمكن للجزائري البسيط و للشركات الجزائرية الناشئة الاستثمار فيها… لكن الإعلام البرتغالي اعتبر تصريحات الرئيس الجزائري تنمرا من رئيس دولة اتجاه بلدهم الأوروبي المسالم، و الذي يرفض التورط في الصراعات، و هو ما رد عليه الرئيس البرتغالي خلال ندوة صحفية، بأن البرتغال مثل جميع دول الاتحاد الأوروبي لديها المال لشراء الغاز الطبيعي و تغطية حاجاتها، سواء من الجزائر أو من باقي الموزعين الدوليين، دون الحاجة إلى عروض تفضيلية ذات مآرب سياسية أو دبلوماسية.

          الإعلام الفرنسي كان ينقل بشكل دقيق تفاصيل تلك الزيارة، و كأنه يتلقى تقارير من النظام البرتغالي، و التي وصفتها الصفحات و القنوات الفرنسية بأنها تدخل في إطار ردة الفعل غير المحسوبة العواقب من النظام الجزائري، على رفض الرئيس الفرنسي استقبال “تبون” في ظل الظروف المتأزمة بين البلدين، بعدما خذله في قضية سحب المتظاهرين الفرنسيين من أصول جزائرية من شوارع باريس خلال المظاهرات على خلفية مقتل الطفل “نائل”، و أيضا بسبب رفض فرنسا الوفاء بوعد تسليم الجماجم المعروضة في متحف الإنسان بباريس للجزائر، و عدم السماح للنظام الجزائري باستعادة بعض أدوات و حاجيات “الأمير عبد القادر”، و بسبب تطور قضية صفقات التسليح، التي تبين أن النظام الجزائري لم يعد يرغب فيها بعد توقيع عقودها…. و هناك حديث شبه مؤكد على أن الجزائر تريد تكرار سيناريو أستراليا مع فرنسا في قضية الغواصات.

  • الجزائر تحصل على العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن، و تخلف الميعاد مع القضيتين الصحراوية و الفلسطينية:

         خلال كلمة ألقاها قائد الجيش الجزائري أمام عدد من قيادات الجيش، أعلن أن الجزائر تمكنت من “افتكاك” العضوية غير الدائمة بمجلس الأمن، و أن هذا المنصب غير متاح لعموم العالمين، و أنه فقط  القوى الدولية الفاعلة هي من تتحصل عليه، و كانت كلمته موجهة أيضا للشعبين الجزائري و الصحراوي، غير أن النشطاء اعتبروا كلمة قائد الجيش مجانبة للصواب، و قالوا في تدويناتهم أن حدث الحصول على العضوية غير الدائمة  في مجلس الأمس هو من اختصاص الدبلوماسيين، و أن حديث قيادة الجيش الجزائري عن افتكاك العضوية، يعطي الانطباع بأن البلاد خاضت حربا مصيرية لأجل هذا المنصب، فيما الحقيقة أنها حصلت على التزكيات من أعضاء مجلس الأمن و الاتحاد الإفريقي لأنها  ببساطة ترشحت لوحدها و لم ينافسها أحد.

           و خلال الندوة الصحفية التي عقدها سفير الجزائر بالأمم المتحدة إثر تسلم الحليف بشكل رسمي للعضوية متم السنة الماضية، لم يذكر الدولة الصحراوية و لم يشر إلى أن الدبلوماسية الجزائرية ستعمل ما بوسعها من أجل  حل قضيتنا، و ظل يرتجل كلاما غامضا عن إصلاح منظومة الأمم المتحدة، و عمل الجهود لتنمية القارة الأفريقية و حل مشاكل الكوكب الأزرق… و خلال الأيام الأولى من الجلسات التي حضرها سعادة السفير الجزائري كعضو غير دائم داخل مجلس الأمن، لم يقدم أي طلب من أجل اجتماع طارئ لإيقاف الحرب عل أهالينا في غزة أو حتى لفرض هدنة مؤقتة من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، بل دعا السفير الجزائر من خلال مذكرة تقدم بها إلى الأعضاء الدائمين إلى تدارس سبل إيقاف الهجمات التي يشنها القراصنة على العبارات و الناقلات البحرية في باب المندب بخليج عدن… و بالنهاية لم يكن للجزائر  موقف واضح و كانت من الدول التي امتنعت عن التصويت، إلى جانب كل من روسيا و الصين و الموزمبيق.

 

 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

 

تنويه: نخبركم أننا أنشأنا قناة على اليوتوب (SAHRAWIKILEAKS MEDIA)، لذلك نرجو منكم الدعم بالاشتراك في القناة

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد