Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

بعد نجاح خطة “ترامب” للسلام في “كرباخ”، هل ترضخ الجزائر و المغرب لمخططاته

بـقـلـم : بن بطوش

     لمن لا يعرف الكمد و لمن لم يجرب القهر و لمن لم يسبق له أن أحس بالخذلان…، أخبره قصص غزة…، قطعة مبثورة من خارطة الشرق و شعب من الأطفال و اليتامى و الأرامل و الثكلى و الجرحى…، سحلتهم الدولة الصفوية إلى مزاد الإنسانية، كي تفاوض بأرواحهم و أوجاعهم الكيان الغاصب و هي تضع قناع حماس، فمن كان يتوقع أن بلاد الليمون و الياسمين و الزيتون و أرض الخصيب سيجوع أهلها و سيدفن رجالها أزيد من مائتي شهيد فتك بهم الجوع، و تفرقت مظلمتهم بين حملة الفيتو في مجلس الأمن.

     هذه الكلمات كانت قيحا فكريا…، و أردته ليكون مقدمة للحزن الذي سيأتي و أنا أسرد عليكم تفاصيل الصفقة السرية التي ستبيع بها الجزائر قضيتنا، فالخيانة عقيدة واحدة من الشرق إلى الغرب عند القومجيين…، و لا تزايدوا على هذا المقال لأننا نسبق صحافة الرابوني بعدة أسابيع، و نأتيكم دوما بمادة صحفية عالية الجودة و المصداقية، ذلك أن الجزائر تلقت تحذيرا روسيا و مهلة لسحب جماعة من المواطنين هم أفراد في قوات النخبة العسكرية الجزائرية سبق و قلنا أنهم يحملون لقب KL-7 و تم إدخالهم إلى مالي، لأجل تدريب معارضين بغرض قلب النظام و إسقاط حكم الرئيس “أسيمي غويتا”، الذي يستعد للإعلان عن سحبه الإعتراف بالدولة الصحراوية مقابل حصوله على موقف مغربي، ضد محاولة الحليف الجزائري دعم الأزواد للإعلان عن قيام دولتهم و تقسيم دولة مالي، في حال فشلت قوات النخبة في إسقاط الرئيس “أسيمي غويتا” الإنقلابي.

     الرباط أصبحت تحضى باحترام موسكو لأنها تدعم الوحدة الترابية في مالي، فيما الجزائر التي رفضت العرض الروسي الذي تطرقنا له في المقالات السابقة و الخاصة بصفقة الطاقة، و تدعم الإنفصاليين في مالي…، يبدو أنها دخلت مرحلة الأزمة السياسية و المالية، بسبب ملف الحصص و الضغط الأمريكي على أوروبا لكي تشتري دولها الغاز الأمريكي الباهض الثمن و تتخلى عن الغاز الجزائري الرخيص و الجيد، و هذا الأسلوب يستخدمه الرئيس الأمريكي للضغط على الأوروبيين أولا، و لتهديد الجزائر من أجل قبولها بصفقة القرن في ملف الصحراء الغربية، و “ترامب” يعلم أنه إذا حرم الجزائر من عائدات الغاز الذي تصدره إلى أوروبا، فستفلس الخزينة العامة، و ماهي إلا شهور حتى يجد النظام الجزائر نفسه عاجزا عن أداء أجور الموظفين و بالخصوص كثلة أجور القوات النظامية (الجيش و الأمن و الحماية المدنية و الدرك…).

     الحليف الجزائري حاليا يسعى لإظهار حسن نواياه أمام صقور البيت الأبيض، و هو ينشر صور أشغال تجديد و ترميم مبنى السفارة الجزائرية في الرباط، في إشارة منه إلى أنه لا يعارض تطبيع العلاقات مع نظام المخزن، و أن شروطه بإسقاط التطبيع إسرائيل تخضع فعليا الآن للمراجعة، كما أن سقف مطالب النظام الجزائري بدأ يهوي، مع إعلان الرئيس “ترامب” نجاح وساطته في توقيع هدنة طويلة الأمد تصل إلى 99 عاما، بين أرمينا و أذريبيجان… !!، لأن البلدان كانا على حافة حرب جديدة هي الثالثة في ظرف خمس سنوات، بعد السابقتين اللتان دارت رحاهما سنة 2020 و سنة 2023، لكن في حال قبول الحليف الجزائري بخطط التسوية الأمريكية التي تناسب الرباط، قد نشهد تنازلات غير مسبوقة من قصر المرادية، رغم أنها ستكون تنازلات تقود لتغليب منطق لا رابح و لا خاسر في الصراع كما جاء في خطاب الملك.

     لهذا أيها القارء الكريم إقرأ هذه الفقرات الأخيرة بتأني شديد لتفهم كيف ستتشكل المنطقة حسب رؤية الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، فقصر المرادية أبلغ واشنطن أن لديه ثلاث مخاوف، أولهما أطماع الرباط في إدخال الصحراء الشرقية إلى اللجنة الرابعة لتصفية الإستعمار، و أن فتح ملف صراع ستدفع ثمنه الأجيال القادمة و سيرهق إقتصاد البلاد، و الثاني خوف النظام الجزائري من إنتقام فرنسا في حال قبلت الجزائر بالتحول من الوضع التقليدي كحليف إديولوجي لروسيا و إقتصادي لفرنسا إلى حليف إديولوجي و إقتصادي لأمريكا، و بالتالي تفعيل بنود إتفاق إيفيان بالمحكمة الدولية، ثم أخيرا خوف قصر المرادية من ملف منطقة لقبايل، و منع حكومة المنفى من إدخال ملف الإنفصال إلى مجلس الأمن… !!

     الرباط أظهرت مرونة في خوف الجزائر من مطالبة المغرب بالصحراء الشرقية، و قد يكون هناك إتفاق بين المحتل المغربي و الحليف الجزائري لن يعلن عنه أمام وسائل الإعلام الرسمية و سيكون سريا، و يتعلق بحصول المغرب على جزء من ثروات الصحراء الشرقية مقابل إعتراف الرباط بسلطة الجزائر على بشار و تندوف و تنجوب…، فيما الحليف الجزائري سيعترف بسلطة الرباط على الصحراء الغربية، مع حصوله على منفذ إلى ميناء الداخلة المتوسطي من أجل تصدير الغاز الجزائري و المنتجات الجزائرية إلى الأمريكيتين اللاتينية و الشمالية.

      ثم الواضح أن “ترامب” أبلغ قصر المرادية بأنه على إستعداد لتكرار ما فعله في كرباخ بين الآرمن و الأذريين، حين قام بتصفية آلية “مينسك كرباخ” التي أدخلت الإقليم تحت الوصاية الأوروبية، و بالتالي جعل الإقليم تحت النفوذ المباشر لأمريكا، لكن بإدارة من أذريبيجان، و في الوضع الجزائري قد يعلن الرئيس الأمريكي “ترامب” فسخ إتفاقية “إيفيان” بين الحليف و فرنسا، بإعتبار أن الجزائر دولة مستقلة و غير تابعة لفرنسا مع إلحاق الجزائر جيو-إستراتيجيا بالولايات المتحدة الأمريكية و منحه لقب الحليف، مما سيسمح للجيش الجزائري بتحقيق أحلامه و الحصول على التسليح الأمريكي…، و أخيرا قد يعلن الرئيس “ترامب” على تصنيفه حركة الـ MAK و حكومة المنفى لشعب لقبايل كتنظيمات إرهابية.

     صدقوني أيها القراء الكرام، فالإتفاق المقبل بين الرباط و الجزائر قد يتم الإعلان عنه رسميا في أكتوبر المقبل، لن يذكر فيه أو بعده شيء إسمه الشعب الصحراوي… !!

 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد