”النانة لبات الرشيد” تستعين بقلم صحفي موريتاني لتطبيب خاطرها بعد سقوطها في امتحان الأمينة العامة للاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية
يبدو بأن الشاعرة “النانة لبات الرشيد” لم تتقبل حقيقة فشلها في الظفر بكرسي الأمينة العامة للاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية، خلال المؤتمر الثامن لهذا الاتحاد”، لذلك استأجرت أحد زملائها في حرفة الكتابة، و هو الصحفي الموريتاني “اسماعيل ولد يعقوب ولد الشيخ سيديا”، لكي يشحذ قلمه دفاعا عنها و يشرح بطريقة ماكرة سبب “إقصاءها” من ذلك المنصب، فأنتجت المخيلة الواسعة لهذا الأخير مقالا تحت عنوان “حين تنتخب اللاجئات”، حاول فيه أن يتهم التنظيم السياسي للجبهة بالتدخل في عملية الانتخاب و أن الشاعرة لم تحظى بالتزكية و دفعت ثمن قرابتها العائلية مع “أهل الرشيد” بالمناطق المحتلة.
و رد احدهم تحت اسم مستعار “صحراوي حر” على الصحفي الموريتاني بمقال تحت عنوان: ” تدخل في شأن داخلي”، كشف فيه عن بعض الحقائق بخصوص “النانة لبات الرشيد” و المغالطات التي تضمنها مقال”حين تنتخب اللاجئات”، و لذلك سنترك القراء الأعزاء يطالعون المقالين على أن نعود لتحليل الموضوع لاحقا .
عن طاقم “الصحراء ويكيليكس”
مقال: اسماعيل يعقوب ولد الشيخ سيديا
حين تنتخِبُ اللاجئات
تم انتخاب المكتب التنفيذي لاتحاد نساء الساقية الحمراء ووادي الذهب، وأدت الأمينة العامة الجديدة منتو لارباس القسم خلفا لفاطمة المهدي. كان الجو مهيبا وتم إطلاق اسم امرأة صحراوية شهيدة على المؤتمر هي الطبيبة المقاتلة سيدمي المختار. كانت الناشطة الصحراوية النانه لبات الرشيد مرشحة للمنصب ولم يكن الفوز حليفها؛ لم تنل فيما يبدو تزكية الجهاز التنفيذي للبوليزاريو.
لست هنا بصدد الحديث عن دواخل “التنظيم” وهو الاسم الدارج لجبهة البوليزاريو وخصوصيات انتخابات هذه الهيئة الموقرة، وليست لدي أدنى معرفة مسبقة بالقيادية الشابة المحترمة التي تم انتخابها.
لكن زاوية النظر التي أرى منها الحدث هو اعتقادي أن السيدة النانه بنت الرشيد تعرضت لشيء أقرب إلى الإقصاء من قيادة التنظيم، فمجرد عدم فوزها دليل على عدم تزكيتها من قبل قيادة التنظيم. وهي بذلك تدفع ثمن كونها وأسرة أهل الرشيد في الجانب الخاضع للسيطرة المغربية من الأقاليم الصحراوية أبناء عمومة. وكأنهم يريدون دفعها إلى اللجوء ثانية أو حتى اتخاذ قرار أكثر راديكالية. لقد كابدت النانه من أجل قضيتها مدونة وكاتبة ومتظاهرة وناشطة.
ولكي نلتمس العذر لقيادة البوليزاريو قد نرى أن منصب الأمينة العامة لهذا الرافد التنظيمي الضخم ستحضر صاحبته لا محالة جولات المفاوضات المباشرة، ولذلك لا تريد جبهة البوليزاريو مثلا لآل الرشيد أن يلتقوٱ وجها لوجه رجل من المغرب وامرأة من البوليزاريو ؟! قد تكون الجبهة محقة في ذلك وقد أكون غير مصيب في طرحه أصلا.
ولعل من ذنوب النانه أنها تنحدر من بيت صحراوي قدم الكثير من التضحيات و”التضحيات المضادة” في سبيل القضية خصوصا أنها تلتقي مع أيقونة النضال الصحراوي الولي مصطفى السيد في جد واحد. الصحراويون يكرهون الحديث عن القبيلة والقبلية وهم محقون في ذلك لكن النانه أقصاها مددها القبلي ووجاهة نضالاتها أكثر من أي شيء في نظري، خصوصا وأنها وغريمتها من نفس الجيل مع فارق طفيف. عدا عن ذلك فهي أمٌّ لاجئة تسكن في خيمة من الصوف وبيت من الطين في أرض لم تنو الإقامة فيها بنية التأبيد كسائر أخواتها.
لا علم لي بمدونة صحراوية لقيت من الأذى في سبيل قضيتها أكثر من النانه، طعن خصومها في شرفها وكرامتها وظلت صامدة، وفي موريتانيا بلد التعالقات الكبرى مع الصحراء الغربية جلست النانه مع شباب وشابات لم يعرفوٱ من قضيتها سوى أن الصحراويين قتلوٱ أبا أحدهم أو شردوه؛ فكانت النانه الموجهة والشارحة والمثابرة التربوية حتى ذكرت قضية شعبها وعدالتها وكشفت أوجه مظلوميتها بهدوء.
أثق كثيرا في مقدرات الكوادر القيادية الصحراوية وقدرتهم على التعالي عن الشطط والخلافات لكن ليسجلوٱ أني كموريتاني متابع لقضية الشعب الصحراوي بوقار واهتمام؛ مصدوم من غيابها المفاجئ عن هرم العمل النسوي الصحراوي. وهنيئا للمكتب الجديد وقيادته الجديدة فحين تنتخب اللاجئات الصامدات قيادة فتلك في النهاية لحظة فارقة في تاريخ شعب ثائر . وتبقى النساء الصحراويات اللاجئات ملاذا لقيم الجلد والإيمان والصبر حين ينتخبن وحين يربين وحين يقَرْنَ في بيوتهن مجاهدات مقاومات محتسبات؛ يسطرن أسفار الخلود وقواميس الصمود…..إسماعيل يعقوب الشيخ سيديا
§
مقال صحراوي حر
تدخل في شأن داخلي
إلى الأخ إسماعيل يعقوب ولد الشيخ سيديا من موريتانيا الشقيقة …
إننا نكن لك الاحترام لموقفك وحديثك اصلا عن عدالة قضية الصحراء الغربية رغم أننا لم نصطد في المياه العكرة ونربطك بقرابة رئيس موريتانيا الراحل المخطار ولد دداه رحمه وحربه الظالمة علينا لأن ذالك تاريخ ماضي الأشقاء الصحراويين والموريتانيين أكبر منه وتجاوزه الزمن وصلة القربى والجوار..
أما أن تقحم نفسك في أمر لا نعرف دوافعه وتتحدث عن أمور تخص البوليساريو وعن عائلة من أهل الصحراء الغربية فإنك أخطأت لعدة أسباب منها أننا نعرف صداقتك القوية بالنانة لبات الشاعرة ولكن هي شيء وعائلتها أهل الرشيد شيء آخر لأنها عائلة من أهل الصحراء والبيظان عموما ولها من احترامها وأهلها ولا يجوز لك الدفاع عن صديقتك بحشر إسم العائلة ولنعطيك معلومات قد تفيدك ..
أهل الرشيد وإن كنت تركز على رجالهم الذين يعملون مع المغرب فهذا ليس استثناء فهذا موجود في كل عائلة صحراوية واعلم أن اهل الرشيد فيهم الشهيد والمقاتل واللاجئ واللاجئة وهذا كذلك في كل العائلات الصحراوية وحتى في هرم الجبهة الشعبية ..وليس من أدبياتها الحديث عن من يعمل مع العدو أصلا التحق به ..فهي تحافظ في المقام الأول على النسيج الاجتماعي للشعب الصحراوي وتحترم كل العلاقات الإنسانية بغض النظر عن الوطنية والخيانة ..
وإني أعيب عليك الحديث عن رمز من رموزنا الشهيد الولي مصطفى السيد الذي أستشهد في معركة نواگشوط التاريخية مدافعا عن الحرية والكرامة لشعبه وعليه فهو إبن الصحراويين جميعا وأيقونة البيظان وأحرار العالم وليس لصديقتك النانة الشاعرة علاقة بهذا حتى لو كان كما قلت يجمعهم جد واحد ..
الأمر الآخر هو استخفافك بالنجاح المقتدر للشابة الصحراوية مينتو لرباس أسويدات على هرم إتحاد النساء وتحاول أن تقزم من مؤهلاتها على حساب صديقتك الشاعرة النانة ولهذا عليك أن تعلم للاختلاف بينهما ..لتحترم مؤتمراتنا وعملنا وديمقراطيتنا ..
أولا مينتو لرباس أسويدات هي اللاجئة التي ولدت في المخيمات وتسكن خيم الصوف وبيوت الطين ..أما صديقتك النانة فهي ولدت في بشار ولم تأتي للمخيم حتى أصبحت إمرأة تدرس في الجامعة وبيوتها في المخيم صورة شكلية لأنها تملك منزل في تيندوف وتقيم فيه ..
منينتو لرباس إبنة شهيد ولاجئة متحصلة على شهادات عليا وكفاءات متفوقة بجهدها وعملها وتتقن لغات عدة وتجارب دولية ومسؤوليات في عدة منظمات عكس التي تتطفل على الشعر ولا تجيد غير كثرة الكلام والظهور الدائم في الفيس بوك والسياحة بإسم القضية وجلب بعض المصريين الذين كتبو وشوهو الشعب الصحراوي ..
وأعلم الفارق العمري بينهما يتخطى عشر سنين وليس فارق قليل كما تفضلت ..وأعلم أن مينتو لرباس أتخذت من الكفاءة والوطنية والمقدرة شعارها لكسب الانتخابات ولم تفعل مثل صديقتك النانة تجوب المخيمات عائلة ..عائلة والوزارات المؤسسات والقيادة والنخب مستعملة التودد والقبلية كي تصل ولم تصل …وأعلم ان إسمها العائلي استعملته بكل الوسائل تارة تقربا في المخيمات وموريتانيا وحتى الجزائر لتحصل على منصب ولم تستطع وتارة مزقت رجالها بأبشع الكلمات في الفيس بوك وهذا لم تقدم عليه إمرأة من البيظان قبلها أن تسب أعمام وأخوال والدها بعبارة (الكبة والجيفة ) لتحصل على منصب ولم تنجح لأ ن الشعب الصحراوي يعرف دوافع من تعمي عيونه المسؤولية ولن يثق في من يمزق دمه من اجل هدف ينم عن المصلحة والمحسوبية ..
لذلك عليك أخي أن لا تتحدث في أمر لا تعرفه وليس من شأنك وان تحترم عقولنا وأننا نفهم ما بين السطور .. إمدح النانة كما شئت و لكن ابتعد عن البوليساريو ولا شأن لك بعائلاتها التي لا تعنيهم هي في شئ.. وحتى لا انسى نحن علاقتنا بأشقائنا في موريتانيا و مساندتكم لنا و تقاربنا لا نحتاج فيه صديقتك الشاعرة النانة للتكلم في القنوات وتصنع شهرة لا غير فنحن وموريتانيا كما قال شهيد الحرية والكرامة الولي مصطفى السيد رحمه الله بيضة واحدة انقسمت إلى نصفين وسنبقى واحد رابطنا واحد ومصيرنا… بقلم صحراوي حر
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك