منذ انطلاق الخطة التي ينفذها المحتل المغربي لجمع أكبر قدر من مواقف الدول المعترفة بسيطرته على الصحراء الغربية أو الداعمة لتصور حل هذا النزاع بمشروع الحكم الذاتي، و الحليف الجزائري و معه الهنتاتة يصرون على الترويج بأن فتح القنصليات أو إعلان “الاعترافات” بأنها بدون أهمية و مجرد فلكلور دبلوماسي ، و أن الدول التي تعلن دعمها للرباط هي دول صغيرة وضعيفة و لا تأثير لها في الساحة الدولية…، لكن بعد الاعتراف الأمريكي تغير كل شيء، و أصبحت الرباط تجر دولا عظمى و أخرى وازنة تباعا إلى الخروج بمواقف واضحة لصالحها في ملف الصحراء الغربية.
و آخر هذه الدول هي البرتغال، التي وصفها الرئيس الجزائري خلال زيارة الدولة التي قام بها إلى لشبونة خلال شهر ماي من سنة 2023، بأنها دولة أكثر من صديقة بل هي دولة شقيقة، و أساء في كلامه بعد ذلك لهذا البلد بزلة لسانه الشهيرة، حين وصف البرتغال بأنها “دولة في المتناول”…!
كان القياس خلال تلك الزيارة التي قام بها الرئيس الجزائري للبرتغال أن تعمل اللجان المشتركة بين البلدين، على تفعيل الاتفاقيات لتقوية الروابط و للبحث عن مزيد من الشراكة الإستراتيجية، حتى يفرض قصر المرادية على البرتغال حد معينا من الحياد في القضايا الخلافية بين الرباط و الجزائر…، لكن الواضح أن الشراكة التي تجمع الرباط و لشبونة أقوى بكثير من نتائج الزيارة التي قام بها الرئيس الجزائري إلى هذا البلد، و أن أكبر مثال على قوة تلك الشراكة، هو تنازل البرتغال للمغرب على العديد من المباريات خلال المونديال الذي سينظم سنة 2030 بالشراكة بين إسبانيا و المغرب و البرتغال .
اليوم الموقف البرتغالي من قضيتنا الصحراوية جاء صريحا و بعبارات لا تقبل التأويل و أمام وسائل الإعلام الدولية، و لا يمكن وصفه بالتدوينة أو المناورة السياسية أو الدبلوماسية، بل واقعا يعكس قوة الاختراق الذي تقوم به دبلوماسية المحتل المغربي داخل الإتحاد العجوز، و المصيبة أن قصر المرادية و القيادة الصحراوية بالرابوني لم يعد يملكان الجهد للخروج ببيان تنديدي مؤثر أو إجراءات انتقامية، مما يدفعهم للصمت و عدم التعليق على هذه المواقف، التي أصبحت تقليدا يوميا تتناقله وسائل الإعلام الدولية، لدرجة أنه عندما يمر يوم دون أن تعلن دولة جديدة انضمامها للمحتل المغربي، يفرح “الهنتاتة” و يخرجون للتدوين على الصفحات و كأنهم حققوا نصرا عسكريا.
عن طاقم “الصحراءويكيليكس”
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك