بقلم : الغضنفر
خلال تطرقنا لموضوع التغييرات التي أجراها الأخ القائد “إبراهيم غالي” ، في شهر أبريل الماضي، في الحكومة الصحراوية وبعض المهام التنظيمية، كنا قد كتبنا في الجزء الثاني من هذا الموضوع، بأن وزير الخارجية الجديد، “محمد يسلم بيسط” و “أبِّي بشرايا البشير”، هما وجهان لعملة واحدة، عنوانها الفساد و الوصولية؛ لهما نفس الطموح الجارف للاغتناء على حساب القضية الصحراوية و لهما نفس التطلع للعب الأدوار الأولى كقياديين بعد نهاية ما تبقى من الرعيل الأول للثورة… لذلك لم يمر سوى شهرين و نصف على هذا التعيين، حتى ظهر للاخ القائد “إبراهيم غالي” بأن الثاني لا يمكن أن يعمل تحت إمرة الأول، خصوصا و أن الخلاف بينهما (“محمد يسلم” و “أبي بشرايا”) يتجاوز مسألة التنافس و الغيرة الوظيفية، ليدخل في متاهات الضرب في الأعراض و الانساب، الذي يُجيد “أبي بشرايا” استخدامه ضد خصومه، مستغلا في ذلك العقدة النفسية و الاثنية التي تلازم “محمد يسلم بيسط” منذ طفولته.
لذلك عاد الرأي العام الصحراوي ليثير الجدال و يناقش بصوت عال مسألة إعفاء “أبي بشرايا البشير”، من منصب كممثل للدولة الصحراوية بجنيف، و تعيينه كمستشار رئاسي في الشؤون القانونية و الثروات، و هو المنصب الذي يعرف الجميع في المخيمات بأنه منصب شرفي بلا معنى و بدون تأثير و مجرد تسمية للإبقاء على شعرة معاوية بين الرئيس و بعض خصومه، …. و الغريب أن النقاش الذي احتد داخل المخيمات و بالأراضي المحتلة بخصوص إزاحة “ابي بشرايا” من أوروبا، مع تواتر إشاعة غريبة و مضحكة عن إمكانية إسناد هذا المنصب للمنافق ” محمد راضي الليلي”.
و كان الدبلوماسي الصحراوي ” أبي البشير بشرايا” قد تورط في صراع كسر عظام مع الأخ القائد “إبراهيم غالي” قبيل تنظيم المؤتمر الأخير، بعدما ناور بتقديم استقالته من منصب ممثل للجبهة بالتحاد الأوروبي، فقبل أن يُعاد تعيينه كممثل في جنيف كترضية للجناح المعارض، ثم تتم إقالته خلال الأيام الأخيرة و إلحاقه بالرابوني كمستشار للرئيس الصحراوي في الشؤون القانونية و الثروات، و هو التعيين الذي أجمع الصحراويون على تسميته بالتعيين العقابي؛ و حسب “الهنتاتة” فالأخ القائد لا يطيق النظر إلى “بشرايا البشير” و لا يتحمل محاورته، ناهيك على أن النظام الجزائري هو الآخر غاضب من الدبلوماسي الصحراوي، بسبب تصرفات هذا الأخير بأوروبا الذي لا يستشير في تحركاته مسبقا السفارات الجزائرية بدول أوروبا ، و هذا الأمر لا يدخل في باب رفض الوصاية الجزائرية على نضالات الشعب الصحراوي، بقدر ما هو خطة للحصول على أموال المانحين دون رقابة أو افتحاص من أية جهة.
إسقاط اللص الدبلوماسي “أبي بشرايا البشير” يعد نصرا لـ “الهنتاتة” و للبيت الأصفر المقهور، لأن الدبلوماسي الصحراوي كان يتجاهل في معظم الأحوال تعليمات القيادة الصحراوية و كان يتصرف خارج تعليمات القيادة الجزائرية أيضا، و لا يرسل أي إشعار حول برامجه و لقاءاته، و كان كثيرا ما يتمرد على مخططات و توجيهات الأخ القائد “إبراهيم غالي”، و أبدى تعنتا شديدا بعد اتهامه باختلاس أموال تعود للشعب الصحراوي، كانت عبارة عن هبات مالية من دولة جنوب إفريقيا موجهة لرعاية الشباب الصحراوي في المخيمات، و دافع عن موقفه بأنها أموال كسبها من مجهوده الخاص، و أن القيادة الصحراوية تدين له بما حصلت عليه من هبات مادية نتيجة علاقاته و تحركاته الميدانية بين الدول و المنظمات.
و كان “أبي بشرايا” قد نجح في تأسيس شبكة علاقات قوية داخل أجهزة الدولة الجزائرية، مكنته من التمرد على البيت الأصفر دون الخوف من أي ردة فعل قيادية، لكن بعد التغييرات التي حدثت على مستوى قيادة الأجهزة السرية الجزائرية، فقد ” أبي بشرايا ” الثقة و الحماية الجزائرية، و يعتبره قادة المؤسسات الأمنية و الدبلوماسية في الجزائر كمتمرد يرفض الخضوع للتعليمات و التوجيهات الجزائرية، و هذا أمر يحسب للرجل و إن كان الهدف هو الاحتيال و ليس الكرامة، و هو ما جعله مكشوفا للقيادة الصحراوية التي لم تتردد في إقالته من منصبه في سويسرا، و أعادته إلى تندوف رغم أنه ليرفض العمل بأرض اللجوء على اعتبار أن أسرته الصغيرة تقيم في إسبانيا حيث يدرس أبناؤه كحال باقي أبناء القيادات الصحراوية، الذين ألفوا الحياة في المدن الأوروبية و تعودوا عليها، و لا يستطيعون العودة لحياة اللجوء داخل المخيمات.
المثير في ملف ممثل الدولة الصحراوية بجنيف، ليس فقط إقالة “أبي بشرايا البشير”، صاحب العلاقات القوية مع قيادات الصف الأول لدولة الحليف الجزائري، بل ترويج لاسم الصحفي المغربي المنشق المثير للشك صحراويا، ” محمد راضي الليلي”، و الذي لا علاقة له بالعمل الدبلوماسي أصلا، و سبق له أن تورط في أعمال قذرة، كان من بينها إدارته لشبكة دعارة راقية رفقة “النانة لبات الرشيد”، مستشارة الرئيس الصحراوي في الإعلام و العالم العربي و شاعرة القضية…، إذ كانا يعملان على تجنيد فتيات قاصرات من المخيمات و إرسالهن لتسلية رجال أعمال صحراويين و مغاربة و جزائريين بمنطقة مونت لا جولي بفرنسا.
مجرد ترويج اسم “محمد راضي الليلي”، و إن كان على سبيل النكتة و التندر، فيه إهانة للشعب الصحراوي، و يثير قلق حكماء الدولة الصحراوية و عقلائها، و على الخصوص القيادات العسكرية الذين يعتبرونه استفزازا لمشاعر المقاتلين و أسر الشهداء، ممن يؤكدون أن مجرد الترويج بمنح منصب من هذا القبيل لشخص لا يحظى بثقة الصحراويين، هو غدر و خيانة للمقاتلين الصحراويين الذين نذروا أرواحهم للقضية…. و إن حدث هذا الأمر فتأكدوا بأن القضية أفلست.
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك