في الذكرى الخمسينية لإعلان “الوحدة الوطنية”: هل جسّد الأخ “إبراهيم غالي” هذا المبدأ في توزيع مناصب المسؤولية؟
بقلم: الغضنفر
في خضم الاحتفالات المخلدة للذكرى الخمسينية لإعلان الشعب الصحراوي لـ “الوحدة الوطنية” (12 أكتوبر1975)، كأساس لمشروعنا الوطني و حلمنا في بناء وطن و لتجاوز منطق القبيلة التي يقوض مفهوم الدولة، نطرح السؤال من جديد: هل فعلا استطعنا تجسيد مبدأ الوحدة الوطنية في تصرفاتنا و في تعاملنا مع بعضنا كصحراويين؟ أم أن عقلية “ابن عمي” لا تزال حاضرة في كل اصطفاف لنا سواء لفعل الخير أو إلحاق الضرر؟… الجواب بطبيعة الحال هو لا، ذلك أننا، سواء بالأرض المحتلة أو بالمخيمات، لا زلنا نمارس التمييز و العنصرية بيننا على أساس قبلي، و لا زال أولئك المنتمين لـ “القبيلة المهيمنة” ينظرون إلى إخوانهم في القبائل الأخرى نظرة استعلاء،… و للأسف، القيادة الصحراوية تساهم –هي الأخرى- في تكريس هذا التمييز و لم تنجح في تنزيل مفهوم الوحدة الوطنية –على الأقل- في توزيع مناصب المسؤولية بمعيار الكفاءة و ليس القرابة.
فعندما اشتد المرض بالرئيس الصحراوي الراحل “محمد عبدالعزيز”، و كان يعيش آخر أيامه سنة 2016، كان السؤال المطروح هو من سيخلفه، خصوصا و أن الرجل ظل في منصبه لحولي 40 سنة (منذ سنة 1976) ، و كانت التكهنات في المخيمات تعتقد بأن المنصب سيؤول إلى واحد من الأربعة و هم:” امحمد خداد” (رحمه الله) و”محمد لمين البوهالي”و”خطري أدّوه” و”عبد القادر الطالب عمر”، … لكن قصر المرادية سيفرض اسم السفير الصحراوي بالجزائر آنذاك،”إبراهيم غالي”، باعتباره أول أمين عام للجبهة و تقلده لمنصب وزير الدفاع لأزيد من 13 سنة، إبان الحرب الأولى مع المحتل المغربي سنوات السبعينات و الثمانينات من القرن الماضي.
اقتراح اسم “إبراهيم غالي” لقيادة الدولة الصحراوية، لم يحظى بالإجماع الكلي، حيث كان الملاحظون يؤكدون بأن الرجل يصلح فقط لتدبير مرحلة انتقالية و ليس لتسيير شؤون الجبهة بشكل دائم بالنظر إلى ضعف تكوينه السياسي و بالإضافة إلى سمعته غير الحسنة كمُغتصب و زير نساء… و لذلك لجأ النظام الجزائري مباشرة بعد وفاة “محمد عبدالعزيز” إلى تسريب شريط صوتي لهذا الأخير يُشيد فيه بخصال “إبراهيم غالي” خلال تنصيب هذا الأخير على “أمانة التنظيم السياسي” حيث قال في حقه بالحرف:”أشهد أمام الله أن إبراهيم غالي ليس قبليا و لم يحضر قط لمأدبة قبلية و أنه إنسان نظيف”، و هو ما اعتبره في حينه بأن مسألة الخلافة محسومة، و بأن الجزائر لا يمكنها أن تثق إلا في “إبراهيم غالي”.
و الواضح أن الراحل “محمد عبدالعزيز” كان يعي جيدا بأن اللاجئين الصحراويين بمخيمات تندوف ضاقوا ذرعا بالمحسوبية و الممارسات العنصرية و القبلية للقياديين في التنظيم السياسي، و استشعر بأنهم قد ينقسمون فيما بينهم حول من يقودهم، لذلك دافع عن صورة “إبراهيم غالي” بالقول كونه “غير قبلي” لتهدئة نفوسهم و تحقيق الجماع حوله خلال مؤتمرات الجبهة … لكن بمجرد تنصيبه أمينا عاما للجبهة و رئيسا للدولة الصحراوية، و مرور حوالي 10 سنوات من ممارسته للسلطة سيزداد طغيان “الهنتاتة” داخل المخيمات و سيتضح بأن الرجل قبلي حتى النخاع من خلال إصراره على إسناد مناصب المسؤولية فقط لمعارفه و المحسوبين على دائرته الضيقة.
و في هذا الصدد، توصلنا على البريد الإلكتروني لموقعنا على مقال هو عبارة عن استقصاء حول قبلية “إبراهيم غالي” من عدمها، يعطي مجموعة من الأسماء التي قام هذا الأخير بتعيينها في مناصب المسؤولية دون ان تتوفر على الكفاءة اللازمة، حيث جاء في المقالة ما يلي:
لدحض الدعاية الرسمية للبوليساريو التي تنفي عن “إبراهيم غالي” القبلية أقدم قائمة بأسماء أقارب الرئيس المقربين له الذين استفادوا من ترقياته خلال للسنوات الأخيرة في الجيش و السلك الدبلوماسي. فمن يريد نفي القبلية عن “إبراهيم غالي” عليه تفنيد وجود هذه الأسماء في هذه المناصب علما أن هذا الإحصاء هو ما جمعته أنا فقط و لابد انه غيض من فيض . ولا يشمل هذا الاستقصاء مسؤولي الدوائر و المناصب المدنية الأخرى ناهيك عن اللجان و الوفود التي أصبحت لا تخلوا عادة من أسماء أقارب الرئيس. ولا يشمل هذا الاستقصاء ترقيات أقارب ذراع “غالي” الأيمن “ولد لبصير”.
1) “العبد ولد المين”، منسق مع بعثة الأمم المتحدة (المينورسو)، فقد قام “غالي” بعد وصوله للسلطة بتنحية قريب “محمد عبد العزيز” الذي كان يشغل هذا المنصب و عين فيه قريبه “العبد ولد المين”، و أصبح يسيطر بذلك على أسطول نقل المحروقات المكون من ستة صهاريج و قادة الصهاريج جلهم من أقاربهم بل إن “العبد” هذا قام بطرد السائقين الثلاثة الذين ليسوا من أقاربه و أبقى فقط على السائقين الأقارب
2) “محمد ولد الداعلي”، تمت ترقيته إلى نائب المدير المركزي للإمداد العسكري
3) “مزينو ولد عبد الفتاح”، كان بدون رتبة و منقطع عن العمل أكثر من ثلاثين سنة و تمت ترقيته إلى نائب قائد الناحية الثالثة
4) “براهيم سيد المصطفى”، شقيق الرئيس، كان إداري عادي و انقطع عن العمل أكثر من 20 سنة و عاد بعد وصول شقيقه “غالي” للسلطة و أصبح بقدرة قادر مدير للإدارة العام والمدير الفعلي في عموم مركز “الشهيد الغزواني للإمداد” وتحت يده كل إمداد الجيش و عنده عدة سيارات و بينها كار صغير مخصص لنقل المواد للسوق وفي ملفه قائد فيلق في الجيش و عضو هيئة أركان الجيش .
5) “عالي ولد سيد المصطفى”، شقيق الرئيس، كان رجل أمن عادي تمت تعيينه في الكتيبة الأمنية الخاصة بحماية الأجانب لأن رواتبها بالعملة الصعبة، ثم تمت ترقيته في ملفه إلى قائد فيلق
6) “محمد فاظل”، الملقب بـ”شكة”، منقطع عن العمل 30 سنة وكان في اسبانيا يعمل حارس أمن بـ”خيلانتي” وحاصل على المعاش التقاعدي “الريتيرو” في اسبانيا، و عاد قبل ستة شهور ورقاه قريبه الرئيس إلى رتبة قائد فيلق
7) “قادة ولد السيل ولد عبد الجليل”، ابن خال الرئيس وكان شخص عادي و تم إنشاء ورشة جديدة لسيارات الرئاسة قبل سنة و تم تعيينه مديرا لها ومنح له سكن وزير الدفاع “عبد الله لحبيب”، رحمه الله، ليتخذ منه مقرا للورشة .
8) “الصالح سلكي”، قريب للرئيس ومن العدم أصبح نائب مدير المحروقات العسكرية ويعمل معه “ولد مولاي لعفو” و مجموعة كبيرة من أقارب “غالي”.
9) “عمار” الملقب بـ”گايينا” Gaiena، أصبح دبلوماسي في مكتب مدريد
10) “موسى محمد سالم”، أصبح مديرا للمالية في مكتب اسبانيا خلفا للمرحوم “سيدي صالح ولد الطيب”، رحمه الله.
11) “دحان ولد عبد الفتاح”، رقاه “براهيم غالي” من ممثل إلى سفير قبل وفاته رحمة الله عليه .
12) “محمد ولد افنيدو”، ابن أخت “براهيم غالي” و تم تعيينه نائبا لممثل الجبهة في نيويورك و الأمم المتحدة (نائب “محمد عمار مزهري”).
13) “الولي موسى”، من شخص قبل وصول “غالي” للسلطة و بقدرة قادر أصبح اليوم سفيرا في دولة الموزمبيق
14) “مباركة حمدي الولي”، من شخص عادي يعيش في اسبانيا عينها قريبها “غالي” دبلوماسية في دولة فنلندا
15) “خديجة عالي محمد”، هي أيضا كانت فرد عادي و عينها قريبها الرئيس دبلوماسية في دولة النرويج .
16) “عيبد ولد المين” ، الملقب بـ “عيبة”، حين كان “غالي” سفيرا وضع تحت يده كل شي في السفارة بالجزائر، و حين أصبح “غالي” رئيسا، أصبح “عيبة” الرجل الثاني في وزارة الخارجية و هو الآمر الناهي في كل كبيرة وصغيرة . وهو شقيق “العبد” الذي ذكرناه في الرقم 1 من هذا الاستقصاء.
17) “السعد”، من شخص عادي عينه قريبه الآن مسؤولا لمكتب بشار (كان مسؤول المكتب “قدور” زوج أخت الرئيس و لكن حاليا لا يعمل لذلك خلفه فيه قريب آخر للرئيس هو “السعد” و خيرنا لا زازنا لغيرنا ) .
18) ولد الطاهر من العدم عينه غالي في مكتب الجبهة بوهران.
19) الولي ولد براهيم غالي كان يعمل في اسبانيا حتى اصبح مطلوبا للعدالة و صدرت في حقه مذكرة توقيف و عاد للمخيم و اصبح مديرا لورشة الاسنان الوطنية.
20) ولد بوگرمز من موظف عادي في وزارة العدل استعان به ولد اعليات للتقرب من قريب ولد بوكرمز الرئيس و بالفعل صنع لهما الرئيس وزارة الشؤون الدينية و فصلها عن العدل ليصبح ولد بوگرمز الرجل الثاني بها .
21) عمار ولد افنيدو عينه قريبه عضوا بالمجلس الاستشاري .
22) “صاندينو”، نائب مدير التفتيش العسكري وأعطيت له سيارة و مكلف بمدرسة عسكرية مقرها في الذهيبية القديمة
23) “محمد وداد عبد الجليل”، ابن خال “غالي” و في نفس الوقت ابن عمته “سكينة”، عيّنه “غالي” في رتبة قائد ناحية و قام بتنحية “عبد الحي ولد امي ولد منصور”، من مديرية جديدة تسمى قدماء المجاهدين و الجرحى و عين قريبه م”حمد وداد” بهذا المنصب و موله بميزانية ضخمة و أعطاه سكن “اباه بلالي” رحمه الله، و قام بسحقه و بنائه من جديد على نفقة الخزينة العامة و يعمل في مديرية و لكن برتبة قائد ناحية.
24) “بومدين ولد محمد لمين احمد”، تمت ترقيته من محامي إلى قاضي و وكيل عسكري . وفي ملفه حاليا هو قاضي .
هذه العائلة اصغر عائلة في عائلات أهل الصحراء و لها هذا الكم الهائل من المناصب .
فنِّدو هذه المعلومات أو فلتعترفوا بقبلية “إبراهيم غالي” فهي اكبر من أن يغطيها غربال حسناوات و عجائز كايدهم .
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك