Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

المسودة الأمريكية بمجلس الأمن تُرعب النظام الجزائري… و القيادة الصحراوية تجد نفسها معزولة في مواجهة المنتظم الدولي

بقلم : الغضنفر

      تحت عنوان: “الجزائر قد لا تصوّت على مشروع القرار الأممي”، تطرقت جريدة  “الخبر” إلى موضوع الطبخة المسمومة التي يتم الإعداد لها في مجلس الأمن  لقتل القضية الصحراوية،  عبر تبني الحكم الذاتي كحل وحيد  و نهائي لنزاع الصحراء الغربية، حيث كشفت الجريدة الجزائرية بأن مصادر في نيويورك أفادتها بأن الجزائر قد تمتنع عن التصويت لمشروع المسودة الأمريكية، مؤكدة أن “الجزائر تظل متمسكة بعمق بتنظيم استفتاء تقرير المصير باعتباره الحل الوحيد لإنهاء هذا النزاع بصورة نهائية”.

       الحقيقة أنه في حال لجوء الجزائر إلى عدم التصويت، عوض التعبير عن الرفض، خلال عملية  التصويت على مشروع القرار الأمريكي، فهذا يُعتبر في أدبيات السياسة بـ “أضعف الإيمان”، و لا يمكن وصفه سوى بموقف  جبان  لحليفنا في الدفاع عن القضية الصحراوية أمميا في ظرفية حاسمة، و يكشف زيف العنتريات التي تتلبس خطابات الرئيس الجزائري كلما أتى على ذِكر القضية الصحراوية (“ما يهددنا حتى واحد ولا يسبنا حتى واحد…  اللي بغا يسب ولا اللي بغا يندب ولا اللي بغا يهدد …. مانتخلاش على الصحراء الغربية”)…  و  يؤكد – مجددا- ما سبق أن كشفنا عنه في مقالاتنا السابقة بخصوص العزلة الدولية لقصر المرادية و الضغوطات التي يتعرض لها، و التي جعلته يسارع إلى الكشف عن نيته الامتناع عن التصويت، حتى يُبرأ نفسه أمام واشنطن من أية محاولات لتغيير المسودة و  ليدفع بالقيادة الصحراوية إلى تحمل مسؤوليتها في مواجهة المنتظم الدولي،  و ليهيئ الرأي العام الصحراوي لتقبل ما ستسفر عنه عملية التصويت و بأن لا ينتظر من النظام الجزائري أن يتحمل ما لا يطاق.

      ردود الفعل العشوائية للنظام الجزائري لإنقاذ نفسه من الورطة الدولية التي أدخل فيها نفسه و حُشرت بسببها القضية الصحراوية في الزاوية المظلمة لدى القوى العظمى،  يرى فيها الملاحظون  بداية لقبول النظام الجزائري فكرة تخفيف دعمه للقضية الصحراوية و التراجع خطوة إلى الوراء، بعدما استشعر بأن الملف بات وزنا زائدا و مرهقا لدبلوماسته، و أن الاستمرار في التصلب في المواقف سيزيد من الإضرار بمصالح الجزائر، كما عبر على ذلك الرئيس تبون بعبارة: “لا ينبغي أن نكون صحراويين أكثر من الصحراويين و أن الجزائر مستعدة لقبول أي حل يقبله الطرف الصحراوي”… كما أن النظام الجزائري يعي جيدا أن مهلة “60 يوما” التي أعلن عنها المبعوث الشخصي للرئيس الأمريكي للشرق الأوسط، “ستيفن تشارلز ويتكوف”، لتحقيق اتفاق سلام  مع الرباط، هي  بمثابة  “سيف ديموقليس” مسلط على رأس قصر المرادية.

      أمام هذا الخذلان الجزائري، تسلّمت القيادة الصحراوية زمام المبادرة في الوقت الضائع من زمن الصراع الدبلوماسي الذي امتد لأكثر من 16 سنة، منذ أن تقدم المحتل المغربي بمشروعه للحكم الذاتي سنة 2007، و رعاه بعزيمة  و صبر الصياديين، و أصر على تضمينه في كل توصية لمجلس الأمن حتى لا يطاله التقادم، وجمع له صبيب الدعم نقطة بنقطة، و مواقف الدول، دولة  بدولة،  حتى اقتنع به كبار العالم على رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية و فرنسا و بريطانيا،… ليصبح اليوم  هذا المشروع (الحكم الذاتي)، الذي استخف به الرئيس الجزائري “تبون” و قال عنه بأنه “فكرة فرنسية”،  شلالا أو  طوفانا سيأتي على الأخضر و اليابس من مشروعنا الوطني في بناء دولة مستقلة اسمها “الجمهورية الصحراوية”، في حال اعتماد المسودة الأمريكية.

      القيادة الصحراوية، سواء من خلال  مضامين الرسالة التي بعث بها الأخ “إبراهيم غالي” إلى الأمين العام الأممي، أو الندوة الصحفية التي نظمها  وزير الخارجية الصحراوي “محمد يسلم بيسط”، لم تجد بيدها ورقة ضاغطة تجيب بها الأمم المتحدة، بعد تسريب المسودة الأمريكية، و استعانت فقط بالتذكير بالمقترح الذي قدمته عام 2007، و قدمته للرأي العام و كأنه مشروع جديد موسع لحل القضية الصحراوية، مع أن الفكرة الرئيسية هو أن يتم تنظيم استفتاء موسع  بثلاثة خيارات؛ الانضمام نهائيا إلى المغرب، الاستقلال أو الحكم الذاتي.

      و من يعتقد بأن الجانب الصحراوي قدم شيئا جديدا أو “مشروعا موسعا”، فعليه أن يتذكر مقولة الفيلسوف اليوناني “افلاطون” : الرجل الحكيم يتحدث لأنه يملك شيئا يقوله؛ أما الأحمق فيتحدث لأنه يجب أن يقول شيئا.” …ذلك أن قيادتنا الهرمة  كانت تبحث فقط عن الحديث لإثبات أنها موجودة، و أن مقترحها الذي سوّقت له إعلاميا  كان موسعا فقط في  جمالية عباراته، رغم أن سحنة وزير خارجيتنا لم تسعفه في ذلك، من قبيل:

            – أنه “اقتراح شامل وديمقراطي ويسترشد من الخيارات الممكنة في إطار تصفية الاستعمار وممارسة الحق في تقرير المصير ….

          – “أن الجبهة الشعبية تدافع عن خيار الاستقلال الوطني، لكنها ستحترم إرادة الشعب الصحراوي وخياره الحر مهما كان، ولن تسمح بفرض أي خيار عليه“….

         – أن “الاقتراح الصحراوي نابع من تطلعنا كشعب إفريقي و مغاربي للأهمية الاستعجالية و ضرورة تسريع الاندماج المغاربي و التكامل في شمال القارة الأفريقية انسجاما مع تطلعات شعوب المنطقة و رؤية الاتحاد الإفريقي“.… 

         – “أنه وبعد خمسين سنة من الحرب و الصراع على مختلف الجبهات، يرى الطرف الصحراوي بأن الوقت قد حان لطي صفحة الماضي بآلامه و جراحه و السمو نحو المستقبل الواعد الزاخر بفرص الرفاهية و الكرامة التي تصبو إليها الأجيال الجديدة.

– “هذا السلم ستترتب عنه فاتورة كبيرة… نحن كصحراويين مستعدين أن ندفع الجزء الذي يعود لنا من هذه الفاتورة، مهما مثّل ذلك من تنازلات سياسية أو نفسية أو اقتصادية“.

ـ “نحن كصحراويين واعون كل الوعي بأن علينا أن نساهم مع أشقائنا المغاربة، وفي إطار منطقتنا وقارتنا، في دفع الأمور في اتجاه إيجابي وألا نبقى متمترسين إلى خمسين سنة أخرى“…!!!!!!!؟؟؟؟؟

 

 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا