Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

وزير الواتساب يعتذرعن الفظاعات التي ارتكبتها القيادة في حق ابناء الشعب الصحراوي

بـقـلـم : حـسـام الـصـحـراء

         بعد أن سفك الحجاج دم “عبد الله إبن الزبير” و صلبه، ذهب إلى أم هذا الاخير “أسماء بنت أبي بكر” و قال لها : كيف رأيتني صنعت بعبد الله؟، فأجابت: “رأيتك أفسدت عليه دنياه، و أفسد عليك آخرتك”…  كان كلام مقتضب و شديد البلاغة بين أم مكلومة و قائد خضب سيفه بدم رجل من الرعية  لمجرد انه اختلف معه… و لأن تاريخ العرب مترابط و متكرر، فإن الظلم عقيدة واحدة يعرف الشعب الصحراوي أركانها جيدا، و لنا معها في المخيمات قصص لن تندمل جروحها مهما كان الاعتراف، ذلك أن وزير الواتساب “البشير السيد”، في لحظة صحوة ضمير، او زلة لسان، و قد تكون لحظة إحساس بأن هناك ما يفسد عليه آخرته…، قرر أخيرا أن يلقي بحجر ضخم في بركة الحقوق الآسنة، فاعترف في تسجيلات صوتية بأن الدولة الصحراوية ارتكبت جرائم و تجاوازات حقوقية ضد مواطنين و قادة صحراويين، و أن جميع من تورط في ذلك يبدي الندم و يطلب أن تفتح صفحة جديدة دون أحقاد و من غير ضغائن، لأن ما فعل حينها “كان لصالح الوطن”.

         و قد سبق في مقالاتنا على هذا الموقع الحر، أن قلنا بأنه فقط في الدولة الصحراوية و بالمخيمات يمكن أن تسمع الخائن و هو ينظر للوطنية و يتوج بالجوائز، و فقط في قضيتنا القاتل رجل يفتي في قيمة الحياة و رمزية الروح…، و ترى اللصوص يرعون الأمانات بثقل مناصبها، في قضيتنا فقط يمكن للظالم أن يحصل على سمعة و مكافئة و منصب…، فالقائد “إبراهيم غالي” -على سبيل المثال- لا يستطيع السفر إلى دولة أوروبية بسبب القضايا المرفوعة ضده، و التي تتهمه بالاغتصاب و التعذيب و القتل…، و إذا كان السيد القائد بهذا الوزر الذي يحمله من ماضيه، فكيف ستكون بطانته؟، و كيف هم قادة الجيش و النواحي …؟ لكن السؤال الأكبر، لماذا الاعتراف الآن و طلب الصفح؟ و هل تمتلك الدولة الصحراوية سجلات تضبط عدد الموتى داخل زنازنها و المفقودين و المضطهدين؟ و هل ستخلق آلية للاستماع للضحايا و لأسرهم و تجبر ضررهم بتعويض يخفف مآسيهم… !؟

          اعتراف وزير الواتساب، و الشهادات التي بدأ يتداولها النشطاء على مواقع التواصل و في الرسائل الصوتية، تجعل المنصت لها داخل المخيمات و بالأراضي المحتلة -إذا ما كان قلبه على قيد الإنسانية- يشعر بالإحباط، بل تمنح تلك المقاطع إحساسا سلبيا بأن تنظيمنا السياسي بدأ بفكرعصابة لا أكثر، و أن فكرة الدولة و الوطن  كان بعيدا جدا عن التصور …

          و لفهم ما حدث و ما يزال يحدث من تجاوزات ضد الشعب الصحراوي من طرف القيادة، لابد من اعادة فتح ملفات ما عرف حينها بـ “عملية الاحتواء” التي لا يعرف أسرارها غير المربع الضيق للحكم بالرابوني، و هذه قضية نثنة جدا و توجع القلوب، و فتحنا لها ليس من باب المغالاة في الوجع، بل لفهم السياقات التي أدت إلى هذا الاعتراف، و تسببت في كشف الحقائق التي أخفتها عنا القيادة لعقود من الزمن.

         فـ “عملية الاحتواء” هذه جاءت كردة فعل من القيادة العسكرية الصحراوية بعدما ظهرت حركة معارضة داخل التنظيم الثوري، ترفض الوصاية التي كان يقوم بها بعض القادة العسكريين الجزائريين، و يرفضون الحرب بالوكالة، و هي الحركة التي يعتبر “الخليل أحمد بريه” أحد  رجالاتها، إلى جانب عدد من القادة الذين تخلوا عن القضية و فضلوا  الالتحاق بالعدو، و لائحتهم طويلة، لكن من فضل البقاء في المخيمات و  مواصلة معارضته من داخل البيت الأصفر، فقد تعرض للظلم الشديد، أما الذين ضبطوا و هم يفرون من المخيمات، فقد نكل بهم و بأسرهم و نهب مالهم، و سحلوا في الخلاء للعبرة… و ضرب أبناءهم ضرب غرائب الإبل.

          يعترف وزير الواتساب في ذلك التسجيل الصوتي بأن الجيش الصحراوي و قيادييه، عذبوا عدد غير يسير من المعارضين و في أحيان أخرى كان القادة يعذبون المواطنين حتى دون أن يكشفوا عن مواقف سياسية، فقط تصفية للحسابات الشخصية و القبلية، و يطلب وزير الواتساب من الضحايا الذين طالهم ذلك الظلم  – لسبب أو لآخر- أن يعفوا و يصفحوا عن القيادة بقوله “اللي عذبناه يسمح لينا”، و يصنف من مات تحت التعذيب في خانة المجاهدين “اللي قتلناه راهو شهيد”، و هذا الاعتراف يمكن تصنيفه كأغرب مصالحة وطنية في تاريخ كل القضايا العالمية.

         و كأن القتل حدث عادي جدا، حيث يكتفي وزير الواتساب و هو يوجه كلامه بكل هدوء و برودة ضمير لكل الأسر التي فقدت أعزائها و اكتوت بنار الظلم، و يمنحهم ألقاب و رتب موت شفوية، فيما باقي الأمم التي تحترم تاريخها و التي كانت بالفعل تمارس مصالحة حقيقية مع شعبها و مع مؤسساتها الاجتماعية، فقد نظمت جلسات مصالحة شعبية، و أطفأت نار الغضب و هدأت  – شيئا ما- من روع النفوس الناقمة، بمنحهم تعويضات مالية سخية.

          هذا الاعتراف الصوتي المقتضب، يدل على أن القضية الحقوقية أصبحت بمثابة “سيف  ديموقليس” المعلق فوق رؤوس المسؤولين الصحراويين ينغص عليهم راحتهم، خصوصا بعد اعتقال المدونين الثلاثة بالمخيمات، و هو الاعتقال الذي يعتبر وصمة عار جديدة في التاريخ المعاصر للقضية، ينضاف إلى ملف ” احمد الخليل ابريه”، و ملفات جديدة كشفتها تسجيلات صوتية يتم تداولها من طرف مجموعات على تطبيق التراسل الفوري، و يحكي فيها الضحايا من نساء و رجال، كيف تعرضوا للاغتصاب و التهديد و التعذيب…، و لا تزال تلك الممارسات قائمة إلى حدود الساعة، و نذكر بما جاء في الوثائقي الذي نشره إعلام المحتل بعد أن اخترق الطوق المغلق للمخيمات، حين حكى الشاب “محفوظ” من دائرة بوكراع بولاية العيون، كيف جرى اغتصابه و كيف عذب بوحشية من طرف القادة، لمجرد أن طلب الاستفادة من حقوقه كمواطن لإنجاز وثائق إدارية.

         كل تلك التجاوزات تجعل القيادة على مرمى من سهام المنظمات الحقوقية، و هذا الاعتراف  المسجل صوتيا من وزير الواتساب سيكون شاهدا على ما اقترفته أيادي القادة من ظلم ضد الشعب الصحراوي، لأن الأمر يتعلق بنساء اغتصبن، و أبناء عايشوا اليتم و حرموا لذة الأسرة، و أرامل وجدوا أنفسهن يواجهن قساوة الحياة في تندوف، لمجرد أن قائدا أحمقا أصدر أمرا في لحظة انفعال …    

 

       للإستماع إلى التسجيل الصوتي المرجوا الضغط على الرابط :

 

https://www.facebook.com/Saharawikileaks/videos/521767631705814

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


إبداء ارائكم و مقترحاتكم

 

 

[email protected]

 

 

 

 

 

  

 

 

 

   

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد