هل يلعب الإخوان دور حصان طروادة لتفكيك الدول العربية، و لماذا قررت فرنسا معاقبة الشعب الجزائري بدل النظام… !!
بـقـلـم :بن بطوش
نحن أمام مرحلة عمياء في قضيتنا الصحراوية و الكل لا يعلم ماذا بعد أكتوبر المقبل، هل نحن على موعد مع نهاية تراجيدية لملف قهر الأكباد الصحراوية، أم سنكون أمام مفاجئة أمريكية تنهي نصف قرن من النضال بطعنة في مقتل، أم أن المحتل سيفجر الملف و يتركنا نتيه في صحراء الجزائر المنسية، و هو يعلن أن مبادرة الحكم الذاتي طُبِّقتْ و من لم يحضر ساعة السفر لا تقبل منه شكاية… !!، وسط هذا الشك الذي سيعيش معنا بضعة أسابيع قبل موقعة أكتوبر بمجلس الأمن، لا يضرنا أن نفتح واحد من الملفات الخطيرة جدا في الشرق الأوسط لنشرح ما يجري بين مصر و الأردن و لماذا تستعد إسرائيل لجولة جديدة من الحرب ضد إيران…، و كيف يؤثر ذلك على مصير قضيتنا، حيث سربت إسرائيل مقاطع لوزير الخارجية المصري من اجتماع له مع سفراء القاهرة في دول العالم عبر تطبيق zoom، يحث فيه السفراء بمواجهة دعوات الإخوان المسلمين بمهاجمة سفارات مصر عبر العالم، و التظاهر أمامها و استهداف دبلوماسييها…، بعد التسريب ظهر رئيس الوزراء العبري على قناة I24 الإسرائيلية يعلن فيها، أن إسرائيل تتهيأ لإقامة مشروع إسرائيل الكبرى من النهر إلى النهر، و أنه المختار لتحقيق هذا… !!
قبل هذه التطورات و بعد سقوط نظام “بشار” كانت الأردن قد أعلنت حضر جميع الحركات ذات المرجعية الإسلامية الراديكالية، و في مقدمتها حركة الإخوان المسلمين، بعدما توصلت بتقارير استخباراتية قد تكون بريطانية، تفيد بأن نجاح مشروع “الجولاني” في سوريا، بدأ يخضع للدراسة العميقة…، من أجل تطبيقه بشكل موسع في دول إسلامية تعرف بقوة تنظيماتها الإسلامية، لإنجاح مخطط إسرائيل الكبرى، و أن الكيان العبري بدأ يتواصل مع تنظيمات جماعة الإخوان المصرية و يدعمها لتعيد التشكل و تطلق ثورة داخل مصر تسمح بالتدخل الأجنبي و تمزيق البلاد إلى مناطق نفوذ، و أن الهدف هو إضعاف هذه الدول و تمزيقها داخليا قبل ضم أجزاء منها إلى خارطة إسرائيل الكبرى بدعوى الأمن الاستراتيجي الإسرائيلي، الذي يهدده وصول الإخوان إلى السلطة أو توفرهم على أذرع مسلحة، كما حصل مع حماس، و بالتالي فإن سقوط دمشق في يد إسرائيل أصبح قضية وقت و قرار إسرائيلي… !!، و أمريكا حتى الآن ترفض تسليم طائرات الـ F-35 للإمارات العربية و العربية السعودية، مما اضطر الرياض للدخول في مشروع الطائرة التركية النفاثة KAAN، و لن أشرح الأسباب أيها القارء الصحراوي الكريم، لأنها ليست من الأسرار و سهلة الفهم.
صباح يوم كتابة هذا المقال، أعلنت التيلغراف البريطانية أن تل أبيب تتهيأ لجولة جديدة من الحرب مع إيران قد تكون مقدمة لفوضى عارمة، و أن إيران بدورها تتهيأ لضرب دول عربية بدعوى أنها تضم قواعد أمريكية بعد نجاحها شعبيا في تجربة استهداف قطر…، بمعنى أننا على موعد مع فوضى عسكرية في الشرق الأوسط و أن العالم يعيد التشكل حسب الهوى الإسرائيلي مع استخدام إستراتيجي لجماعات الإخوان و الحركات المتطرفة و الدولة الصفوية ممن يظهرون في صورة المناهض للتطبيع و الناقم على الكيان، لكنه مناصر و خادم وفي و مخلص لإسرائيل، و أن لا أحد اليوم يستطيع إيقاف الدولة العبرية مع وجود مبررات إخونجية تدفع “نتنياهو” إلى حرب مجنونة، لدرجة أن الحديث لم يعد يدور حول مصير غزة بقدر ما أن كل الخوف على الأردن كاملة و سيناء المصرية و دمشق.
التقارير الإعلامية تقول بأن جميع الدول العربية لها قضايا أمنية و عسكرية ترهقها، و أضافت أن الحليف الجزائري بسبب رعايته لقضية الصحراء الغربية قد فوت على نفسه فرصة ذهبية للتطور العسكري، و اعتماد التصنيع و نقل التكنولوجيا لأن الحرب القادمة قد تغير قواعد التسلح، و الجزائر من الدول التي ينخرها التشيع و التطرف… !!، و أن نادي الدول المصنعة للأسلحة المتفوقة يرى في الجزائر دولة ترعى العنف و تمول التطرف حتى لا نقول الإرهاب و أن أوضاعها الاجتماعية توشك على الانفجار، و لا يثقون في النظام الجزائري بسبب شعبوية الرئيس “تبون” و بسبب النفوذ الفرنسي الذي بدأ فعليا بمحاربة النظام الجزائري، عبر منع الجزائريين حاليا من الحصول على أي مطالب عسكرية نوعية، و شرحت التقارير الأمر بأن الحرب التي ستندلع في الخليج و الحرب الدائرة الآن بين روسيا و أوكرانيا و إمكانية اندلاع نزاع مسلح بتايوان، ستجعلان من فرص الحصول على الأسلحة صعبة جدا، و ختمت بأن الرباط من الدول المؤهلة لإنشاء صناعة عسكرية تحقق لها الاكتفاء الذاتي بنسبة تفوق الـ 50%.
تصاعد التقارير الاستخباراتية و الإعلامية عن الفوضى القادمة إلى الشرق الأوسط و تأثر شمال إفريقيا بنتائجها، يؤكد أن ملف الصحراء الغربية نزل في ترتيب الأولويات الأممية إلى الصفوف الأخيرة، و أن لا أحد أصبح يهتم له…، لدرجة أن المحتل لم يعد يجد صعوبة في إقناع الدول للاعتراف له بأنه السيد على الصحراء الغربية، و أصبح الاعتراف عنوانا روتينيا في أخبار القنوات الرسمية للرباط، و الحليف كان أحد أسباب هذا الوضع، بسبب شعبوية”حفيد بوبغلة” و عنتريات “شنقريحة”التي تسببت حتى للشعب الجزائري في مأساة التأشيرات، بعدما قرر الرئيس “ماكرون” رسميا تعليق تأشيرات صنف -D-، مما يعني أن الجزائريين يُسْتَهدفُونَ من النظام الفرنسي،بمنعهم من الحصول على منح الدراسة و تأشيرات الإلتحاق الأسري بالأزواج و تأشيرات العمل…، و أن الذين أصبحوا مؤهلين للسفر بين الجزائر و فرنسا هو الجزائريين الحاصلين على الجنسية الفرنسية فقط.
و اليوم بدأت الدبلوماسية الجزائرية تتحرك مصحوبة بالإعلام الجزائري لتجريم القرار الفرنسي، و الذي هو قرار سيادي من باريس، حيث هيأ له الإليزيه أرضية ليكون موجعا للنظام الجزائري، إذ و قبل أن تعلنه فرنسا رسميا، فقد قامت باريس بإبلاغ جميع الهيئات الأوروبية التي لا تزال ترفض وضع عقوبات إقتصادية على الجزائري بعد تدخل الفيتو الإيطالي أوروبيا، و يقضي القرار الفرنسي بمنع الجزائريين من الحصول على التأشيرات، إلى أن يقبل النظام الجزائري بترحيل الجزائريين في وضعية غير قانونية، و المحكومين في ملفات الإرهاب و العنف و الإتجار الدولي بالمخدرات…
و هذا يجعل النظام الجزائري في وضع محرج شعبيا، بعد أن تلقى مطالب من مهاجرين جزائريين معتقلين في السجون الفرنسية، يلحون على الرئيس الجزائري للإستمرار في رفض تنقيلهم، فيما تتعالى أصوات الطلبة الجزائريين الراغبين في الدراسة خارج الجزائر بالتخلي عن سياسة “النيف” و العناد و الإنتباه لمصلحة الأجيال، لحل الأزمة مع فرنسا حتى لا تضيع طموحاتهم و أحلامهم بالدراسة خارج مكة الثوار في تخصصات لا توفرها الجامعات و المعاهد الجزائرية، و هذا خلق نقاش على مواقع التوصل، تساءل عبره الرأي العام الجزائري إذا كان الرئيس “تبون” سينصت لمطالب المجرمين و المهاجرين السريين في سجون باريس و يبرهم، أم سينتصر للطلبة و الطموحين من أبناء شعبه، كما يجمع المتدخلون عبر المنصات و الغرف الحوارية بأن القضية الصحراوية هي من جرت عليهم ويلات الغضب الفرنسي، و هي من ستنهي أحلامهم إذا استمر الوضع على ما هو عليه، و أن الوضع الخلافي بين الفرنسي – الجزائري يصب في مصلحة المجرمين و المهاجرين السريين الذين يسيئون إلى سمعة مكة الثوار.
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك