عقد وزير الخارجية الجزائري “أحمد عطاف” ندوة صحفية خصصها للحديث عن ما حققه المعرض الدولي للتجارة البينية الإفريقية، في نسخته الرابعة بالجزائر، و دافع خلالها الدبلوماسي الأول في الجزائر عن الخيارات الاقتصادية لبلاده، رغم أن الرجل لا صفة له للحديث في هذا الموضوع، بما أن المعرض كان اقتصاديا، و كان القياس أن يتكلم وزير التجارة الخارجية أو وزير الاقتصاد أو حتى الوزير الأول “سيفي غريب”، المعين حديثا، أمام الصحافة المحلية و الدولية المشاركة في الندوة.
لكن – و كما هي العادة في بلاد الشهداء- يمكن لأي سياسي أن يتكلم في أي موضوع حتى و إن كان خارج اختصاصاته، بما أن رئيس البلاد نزل بمستوى الخطاب إلى الحديث عن البطاطا و البصل و البقوليات، في لقاءاته الصحفية او مع القادة المغاربيين، لذلك تم منح شرف الترافع عن نتائج المعرض الدولي للتجارة البينية الإفريقية، لوزير الخارجية، نظرا لتمكنه من اللغة العربية، من أجل إظهار أن الحدث كان عابرا للحدود و حقق أهدافا دبلوماسية و سياسية أكثر منها أهداف اقتصادية.
و قال الوزير “عطاف” في معرض جوابه على أسئلة الصحفيين، بأن “مبادرة الجزائر باستضافة الحدث القاري اللافت لم تكن محض صدفة عابرة ولا نتاج عوامل عرضية أو إجرائية، بل كانت قرارا محسوبا وقرارا استشاريا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، و أنه جرى اتخاذه وفق 03 منطلقات رئيسية الأول: وهو أن احتضان الجزائر لهذا المعرض هو وليد إصرار رئيس الجمهورية السيد “عبد المجيد تبون”، على الدفع بالجزائر نحو تحمل مسؤولياتها للمساهمة في النهضة الإفريقية، و المنطلق الثاني أن احتضان الجزائر لهذا الحدث القاري يقع في صلب قناعة رئيس الجمهورية، بأن التنمية هي مفتاح الأمن والاستقرار في قارتنا؛ فالحروب والحرمان ليس بالقدر المحتوم، بل هي معضلات قابلة للحل إذا توفرت الإرادة السياسية المطلوبة وتوفر كل الأدوات والآليات الضرورية (و هذا المنطق يتعارض مع سياسة النظام الجزائري في تعاطيه مع قضيتنا الصحراوية و إصراره على الدفع بمقاتلي جيشنا الشعبي للدخول في حرب مفتوحة مع جيش الاحتلال المغربي رغم علمه بعبثية هذه الحرب نظرا لفوارق التسليح بين الجيشين)، بينما المنطلق الثالث هو نتاج إرادة السيد رئيس الجمهورية في إماطة اللثام عن مقومات الشراكة بين الدول الإفريقية من حيث التجارة والاستثمار وكذا إعطاء نفسية قوية للنهضة الإفريقية الشاملة”.
مبررات “عطاف” التي نقلها عن قصر المرادية بدت و كأنها مجرد شعارات تقليدية، لأن المعرض عرف مقاطعة القيادات المؤثرة في إفريقيا، كالرئيس المصري و النيجيري و الجنوب إفريقي و الكيني و الإثيوبي…، و أن القيادات التي حضرت تؤكد أن التمثيليات كانت ضعيفة و لا ترقى إلى مستوى يسمح للحليف بعقد اتفاقيات و صفقات تمكن من نقلة اقتصادية أو تجارية بينية حقيقية مع دول إفريقيا.
كما أن الوزير “عطاف” لم يوضح و لم يتحدث عن أخبار تناقلتها الصحف الجزائرية، تقول بأن مسؤولين جزائريين منحوا وكالات الأنباء الدولية معطيات تفيد بأن حصيلة المعرض من الصفقات بلغت 48.3 مليار دولار، و هو رقم كبير جدا و خرافي، و أن الحليف وقع مع دولتي الصومال و جيبوتي عقودا استثمارية بحوالي 20 مليار دولار، مع العلم أن الموازنة السنوية للدولتين معا بالكاد تحقق مليار دولار و نصف، و هو ما يعادل ميزانية نادي كروي في الدوري الإسباني الأول…، مما دفع الصحفيين لطرح سؤال عن مصداقية الأرقام التي يقدمها مسؤولو الدولة الجزائرية، و عن مدى جدية الاتفاقيات المبرمة ، خصوصا و أن جلها مجرد بروتوكولات و مسودات لنوايا تجارية و ليست عقود نهائية، لا يمكن تنفيذها إلا بعد دراسات معمقة، لكن الوزير “عطاف” فضل الإجابة عن الحادثة الطريفة لرئيس الوزراء البوروندي الذي تجاهل الرئيس “عبد المجيد تبون” و لم يصافحه، و قال أنها واقعة طريفة ثم ابتسم… !!
عن طاقم “الصحراء ويكيليكس”
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك