Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

مدريد توشح كبير الأمنيين المغاربة … و الجزائر لا زالت غارقة في قضية هروب الجنرال “ناصر الجن”

بـقـلـم :بن بطوش

      و كأن وجعا واحدا لا يكفينا…، و نحن نحاول التشافي و التأقلم مما حصل في ليلة النكبة في 31 أكتوبر  2025 اللعين، يوم اتفق العالم بمجلس الأمن على إقبار حقنا في تقرير مصيرنا عبر الاستفتاء و وضعنا تحت تصرف الرباط لتفرض علينا ما تراه مناسبا لها؛ فإما  القبول بالحكم الذاتي أو التيه الأبدي في فيافي لحمادة لا تليق حتى بقطعان الذئاب …، و بينما يحاول اليسار الإسباني مواساة الشعب الصحراوي حين دعى “بابلو إغليسياستوريون”، زعيم حزب “بوديموس”، إلى حمل السلاح ضد المحتل المغربي كردة فعل على القرار الأممي الأخير 2797 في إشارة رمزية للفت الانتباه إلى ما تعيشه القضية الصحراوية من تطورات خطيرة، تقرر  حكومة مدريد – مرة أخرى- توشيح  كبير الأمنيين المغاربة، “عبد اللطيف حموشي”،  و هذه المرة بأرفع وسام أمني إسباني يمنح لشخصية أجنبية، و هو الوسام الأكبر للاستحقاق من الحرس المدني الإسباني، و كأنها تتبرأ من موقف حزب “بوديموس”، و تزكي دعمها للرباط ظالمة أو مظلومة.

      “عبد اللطيف حموشي” الذي أقيم له حفل  بالمناسبة بمدريد يوم 11 نوفمبر 2025، هو نفسه الرجل الذي جيش الحليف الجزائري ضده كل العملاء و المعارضين و الصحف لتحطيم سمعته و ضرب صورته، لكن تلك الحملة كانت ذات مفعول عكسي – رجعي، و زادت من شعبيته، خصوصا و أن المغاربة عملوا بنصيحة الإمام الشافعي التي يقول فيها: “إذا أردت أن تعرف أهل الحق، فانظر أين تتجه سهام العدو”.

      و بالنسبة للمغاربة فإن عدوهم الأول، بعد أحداث GENZ التي سيطرت عليها الأجهزة  الأمنية التي يترأسها “حموشي” ببرودة دم غير طبيعية، أصبح مكشوفا بعدما تبين انه مجرد ذباب ثكنة “بن عكنون”، و خلفه التيار القيادي الجزائري الذي يريد شيطنة رجال النظام المغربي ليحدث شرخا داخل النظام المخزني، مستعينا بأسلوب التسريبات عبر حسابات في تطبيق تيليغرام تحت إسم”جبروت”، و الذي يعرض ملايين الدولارات على كل مسؤول مغربي ناقم أو غاضب، و يمتلك وثائق أو معلومات تساعد في خدش صور الشخصيات القوية داخل المغرب ليعدلها و يحرفها حسب أهدافه ثم يقدمها كمنتوج لإختراق تقني للحواسيب و الخوادم الرقمية.

      ما قام به الحليف الجزائري من حملة ضد “حموشي” كان مضيعة للوقت و الجهد،  و كان الأحرى بها أن تركز على ترتيب بيتها  الأمني الداخلي بعد الفوضى التي تركها هروب الجنرال “ناصر الجن“،  و  “حموشي” توشيح في مدريد و الذي قالت عنه الصحف الأوروبية بأنه  جاء تقديرًا لدوره المتميز في تعزيز وتطوير الشراكة الأمنية بين المغرب وإسبانيا، فتح النقاش بين المهتمين حول المفهوم الجديد للعمل الأمني الذي يتجاوز الحدود ليصبح عملا دبلوماسيا يصنع الجسور بين الدول و يذيب الحواجز و يسقط سوء الفهم و حتى الخلافات بل و يجلب الاستثمارات الضخمة…، لأن الرباط رغم كل خلافاتها مع مدريد حول الثغرين المحتلين سبتة و مليلية، إلا أنها تواصل التنسيق الأمني مع جارها لتوفير المناخ الأمني و لرفع منسوب الثقة قبل فتح تلك المواضيع الخلافية للنقاش.

      و هذا الفكر هو ما لا يتوفر في النخب الجزائرية، التي أصبح قياديوها في الجيش يعبرون إلى إسبانيا في قوراب الموت هروبا من بطش النظام، و من تصفية الحسابات بين الأجنحة المتصارعة على المنافع و الكراسي و النفوذ، بل إن حتى الطريقة التي تم بها تقديم “عبد اللطيف حموشي”عند توشيحه من طرف وزير الداخلية الإسباني، تكشف عن الكثير من التقدير و الاحترام، لدرجة أننا نحن حزب الناقمين على المحتل المغربي و كوادره و رجاله و استراتيجياته…، نجد أنفسنا مضطرين لاحترام إنجازات هذا الرجل الذي نجح في تغيير الفكر الأمني و مقارباته ليحوله إلى دبلوماسية تصنع الفوارق الاستراتيجية…

      بينما على النقيض في منصة المقارنات نجد أن الدول التي تحاول التحدث عن التعاون الأمني مع الحليف الجزائري، فهي تقدم هذا التعاون بصورة مسيئة لمكة الثوار و لكرامة قصر المرادية، حيث صرح “نيكولا ليرنر”، مدير جهاز DGSE الفرنسي يوم الاثنين 10 نونبر الماضي عبر إذاعة “فرانس أنتر”، بأن الجزائر لم توقف تعاونها الأمني مع فرنسا و أنها تبلغ باريس بأي تفاصيل في حالة وجود تهديد من الجالية الجزائرية فوق أراضيها، و هو ما اعتبره معارضون جزائريون إهانة للجزائر من طرف مدير أقوى جهاز استخباراتي فرنسي داعم لحركة “الماك” الانفصالية، و أضافوا أنه في حال ثبوت هذا التواصل، فإن النظام الجزائري الذي أعلن القطيعة مع فرنسا أمنيا و سياسيا و اقتصاديا، لا يمارس التعاون الأمني بل يمارس الوشاية ضد أبناء بلده، مقابل عدم منع السلطات الفرنسية للقيادات الجزائرية الواشية من دخول فرنسا و استثنائها من لائحة الممنوعين.

 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد